ممثل (حماس)في طهران لــ(البيان): السلطة تبني مؤسسات عاصمتها في أبوديس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد حواره الساخن مع منسق المفاوضات عن الجانب الفلسطيني حسن عصفور عبر قناة الجزيرة الفضائية, أطلق ممثل حركة حماس في إيران أبومحمد مصطفى تصريحات أكثر سخونة في حوار مع (البيان) بما ينبىء ان محاولات التهدئة الداخلية بين حماس والسلطة الفلسطينية, يقابلها تصعيد يلوح بالقطيعة بين قيادة الحركة في الخارج والسلطة. ممثل حماس في ايران يقول ان ياسر عرفات وافق في واي بلانتيشن وفي ملاحق سرية للاتفاق على اتحاد فيدرالي وليس كونفيدرالي مع الاردن على قاعدة تلاشي آمال الدولة الفلسطينية المستقلة, كما ان السلطة وافقت سرا على ان تكون عاصمتها في أبوديس وبدأت في بناء مؤسساتها هناك.. ويؤكد في الحوار التالي ان السلطة تحولت الى ذراع أمنية للامريكيين والاسرائيليين. تم الاعلان مؤخرا ان الرئيس عرفات التقى عددا من قيادات حماس, ماذا لديك حول هذا الموضوع؟ ــ لا أساس من الصحة للحديث عن لقاء مع قيادات حماس منفردين, الى حد الآن, لكن هناك حديثا عن لقاء بين السلطة وعدد من الفصائل الفلسطينية المعارضة من الداخل, عندما أقامت مهرجانا كبيرا ضد (واي بلانتيشن) وما تخلل هذه الاتفاقية من تنازلات, نددت بها الجماهير, وقد تم اعتقال عدد من الاخوة في الجبهتين الديمقراطية والشعبية على اثر هذه التظاهرة. ومن جهة اخرى اعرف ان عباس زكي, عضو المجلس التشريعي قد زار الشيخ احمد ياسين, وسمع منه بعض الطلبات التي وعد بالرد عليها بعد ان يتكلم فيها مع ياسر عرفات. وماذا كانت طلبات الشيخ ياسين؟ ــ كانت اولى الطلبات تتعلق بحملة الاعتقالات التي اجرتها السلطة في صفوف حماس, والتي تجاوزت ستمئة مناضل من العلماء وأساتذة الجامعات وكوادر الحركة على المستوى السياسي والاجتماعي والنقابي, طلب الافراج عن هؤلاء جميعا, وطلب رفع الحظر عن الاحاديث السياسية والفكرية والدعوية, وعن المؤسسات الخدماتية والثقافية والانسانية للحركة, والتي تم اغلاقها وحرمان الشعب الفلسطيني من خدماتها. ثم بعد ذلك دعا الى حوار حقيقي يبين مساوىء (واي بلانتيشن) باعتباره اتفاقا جاءت كل بنوده لتجعل من السلطة جهازا امنيا جديدا بالــ سي. آي. ايه, وبأجهزة الامن الاسرائيلية, ومن هنا فإن على السلطة ان تحاور المعارضة حوارا حقيقيا للتراجع عن هذا الاتفاق. هناك تأكيدات من السلطة الفلسطينية بأنه تم رفع الاقامة الجبرية عن الشيخ احمد ياسين, ما هي مدى صحة ذلك؟ ــ هذا غير صحيح, فهو لا يزال تحت الاقامة الجبرية, هواتفه مقطوعة, والزيارات ممنوعة عنه الا بتصريح خطي من السلطة, ومؤخرا حاول الدكتور حيدر عبدالشافي الوصول اليه, لكنهم منعوه من ذلك, فمازالت الشرطة تحاصر منزل الشيخ ياسين, ولا تسمح بالزيارة الا لمن يحمل تصريحا, وذلك بعد تفتيش مهين, كما انه ممنوع من الذهاب الى المسجد. الى اي حد يمكن لحماس ان تستمر في عهدها بعدم توجيه البندقية الى الصدر الفلسطيني ــ كما تقولون ــ خصوصا في ضوء تزايد التضييقات؟ ــ موقفنا منذ اليوم الاول, انه مهما استفزتنا السلطة, فإننا لن ننزلق الى العنف الفلسطيني ــ الفلسطيني, فنحن نعتقد ان السلطة هي مشروع فتنة, وحرب اهلية لصالح العدو الصهيوني لذلك فنحن ضد الحرب الاهلية مهما جرى, لكننا مع المعارضة السياسية القوية, ومع الرفض القاطع لأي تنازل, وبالتالي فإننا نعمل على تصعيد المقاومة ما امكننا, طالما ان هنالك احتلالا لأرضنا. وربما, انا في غنى عن التذكير بما حصل منذ وصول السلطة قبل خمس سنوات, حيث جرت اعتقالات بالآلاف, ومشاركة في اغتيالات رموز حماس ومجاهديها, وأحيانا اغتيال مباشر مثل الشهيد محيي الشريف, اضافة الى اقفال المؤسسات التابعة لحماس, ومع ذلك ما زلنا نتحمل وسنظل كذلك الى النهاية, فذلك عهدنا لشعبنا ولأمتنا, لكي نترك للتاريخ الحكم على موقفنا وعلى موقف السلطة. تتحدث عن المعارضة في الحدود السياسية, لكن السلطة ترى ان التخطيط لانفجارات في وسط اسرائيل, يعد مكاسب انجزتها السلطة, هو استهداف لها بواسطة العنف, فما هو رأيك؟ ــ واضح ان تفجيراتنا موجهة الى العدو الصهيوني, والذي يقوم بعمليات استشهادية في قلب العدو المحصن, قادر على ان يقوم بذلك بسهولة ضد السلطة الفلسطينية, لو أراد, لكن قرارنا الا نفعل ذلك, حتى ولو قتلت اجهزة السلطة مجاهدينا, فإنهم يقبلون بالشهادة, اما قتل الاسرائيليين, فهو مواجهة للاحتلال, والأصل ان هذا ينبغي ان يخدم السلطة, حتى لا تقع في المزيد من التنازلات, ويمكن لها القول بأنها تواجه معارضة مسلحة ترفض التنازل. والأصل ايضا ان كل الامم وكل الشعوب التي خاضت مفاوضات مع المحتلين والمغتصبين, في فيتنام وفي الجزائر, وفي غيرهما, كانت اقوى ورقة تحملها, هي ورقة المقاومة المسلحة. ثم دعني اوضح, ان ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية, ليست سلطة, فالسلطة الكاملة هي للعدو الصهيوني, وهي تابعة له ليس الا, بدليل انها كانت معه في الاغتيالات التي تمت في صفوف حركتنا, كما صادرت الكثير من سلاحنا, ومنعت العديد من عملياتنا, وكان من ذلك حدوث بعض الهدوء... لكن هذا الهدوء لا يزيد العدو الاسرائيلي سوى غطرسة. لذلك فإن الاسرائيليين ورئيس وزرائهم نتانياهو على وجه التحديد لا يفهم الا لغة القوة, ولا يقدم تنازلا واحدا الا وهو مكره على ذلك, وهذا ما اكدته كل الاحداث. تقول انها ليست سلطة, لكن في طرح آخر, فإن السلطة الوطنية الفلسطينية, تتوخى سياسة المراحل التي اعتمدتها كل الشعوب التي خاضت معارك التحريض ضد المحتل, وذلك بواسطة نضال سياسي غير هين ولا سهل ايضا؟ ــ عندما أقول بأنها ليست سلطة لدي ما يؤكد ذلك, لأنها موجودة لحماية العدو.. ولحماية مستوطناته, ولقمع الشعب الفلسطيني.. وليست موجودة لممارسة خدمة الشعب الفلسطيني. ثانيا.. ان هذه السلطة, منذ دخلت مؤتمر مدريد, ما انفكت تتراجع.. ففي مدريد قبلت بالتنازل عن 80% من فلسطين, وهي فلسطين المحتلة سنة 1948.. وبعد ذلك تنازلت أكثر.. وبالتالي سنصل الى الجزء الأخير, ونجد أن السلطة قد فرطت في كل أوراقها من القدس الى اللاجئين.. الى كل مقومات دولة ذات سيادة. ألا يبدو هذا سابقاً لأوانه.. خصوصا وأنها مسائل سيتم التفاوض بشأنها في المرحلة النهائية.. كما أن السلطة عبرت في أكثر من مناسبة, ألا تنازل بشأن هذه القضايا؟ ــ وثيقة بيلين محمود عباس تؤكد ما قلته.. فهذه الوثيقة تؤكد أن القدس التي تؤمن بها السلطة عاصمة, هي منطقة معزولة في قرية أبوديس, يكون لها ممر الى المقدسات, ولعلمك فإن السلطة بدأت الآن بناء مؤسسات أجهزة حكومتها في أبوديس.. وقد قالها عرفات ذات مرة في رام الله.. أما بالنسبة لقضية اللاجئين.. فقد أعلنت السلطة في أكثر من مرة أنها تضغط باتجاه عودة بعض اللاجئين الى مناطق السلطة, أي ان هؤلاء لن يعودوا كلهم.. وأنهم لن يعودوا الى قراهم المغتصبة في الارض المحتلة سنة 48 وحتى قضية النازحين الذين نزحوا بعد العام ,67 فإن المفهوم الاسرائيلي الذي يحدد من هو النازح.. هو المفهوم الذي يتم تكريسه, ولم يعد أي نازح حتى الآن.. ثم انظر الى المستوطنات التي تبنى كل يوم.. والسلطة تساعد اسرائيل على التخلص من الكثافة السكانية الفلسطينية, في حين تترك لها الأرض.. أما بالنسبة للدولة فأنت تعلم أن الصهاينة يكررون كل يوم عدم السماح بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة .. وحتى في (واي بلانتيشن) لم يقبل نتانياهو التوقيع على الاتفاق, إلا عندما تعهد عرفات والملك حسين بأنها ستكون كونفيدرالية مع الأردن. هل هذه معلومات مؤكدة .. أم مجرد استنتاجات؟ ــ نعم هي معلومات مؤكدة .. جاءت في ملاحق سرية لم يتم نشرها مع الاتفاقية .. وهو الأمر الأخطر. فإذا نظرت إلى ما ينبغي أن يكون عليه الأمر الآن .. فمن المفترض أن يكون الصهاينة قد أعادوا الانتشار في حوالي ما بين 50% و60% ثم بعد ذلك, عندما يحين موعد المرحلة النهائية, يفترض أن يكونوا قد انسحبوا من 80% من الضفة الغربية, وحتى الآن لم تحصل السلطة إلا على 3% من مساحة الضفة الغربية في المنطقة (أ) .. ثم 1% ستأخذه في الاتفاق الجديد إذا نفذه الاسرائيليون .. ثم 14.2% في مرحلة أخرى, وسيكون لدى السلطة فقط الولاية على 18.2% من مناطق الضفة الغربية في ظل الإحاطة الكاملة للجيش ولقوات الأمن الاسرائيلي. وما أسلفته يوضح أن السلطة تتراجع كل يوم .. في حين يتشدد الاسرائيليون أكثر فأكثر, وهذا يؤكد أن السلطة ستضع نفسها بين فكي اسرائيل وأمريكا في مفاوضات الوضع النهائي, بعد أن تكون قد أوقفت مقاومة المعارضة . وقد رضيت بدور محدود تستفيد منه شخصيا على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. أعود إلى موضوع الكونفيدرالية مع الأردن, الذي ذكرته سابقا, إذ يعلم الجميع أن هذه الفكرة تم طرحها جانبا, هل يعني ورودها على لسانك مجددا إنها في إطار الحرب الكلامية ضد السلطة؟ ــ هذه الكونفيدرالية .. كان الأردن هو الذي يرفضها في فترة سابقة بدعوى أن الكونفيدرالية بين دولتين مستقلتين, وباعتبار أن فلسطين لن تكون دولة, فإن الفيدرالية هي البديل .. وبمقتضى ذلك سيكون للأردن السيطرة الكاملة على جزء من الضفة الغربية, وهذه المعلومات أكدها كثيرون من المقربين في السلطة .. وبعض الأمريكيين والإسرائيليين. أعود لأسأل .. ماذا يضير حماس في أن تكسب السلطة من خلال نضالها السياسي, حتى متر واحد من الأرض الفلسطينية, في انتظار أيام أفضل؟ ــ لو أن السلطة تسير باتجاه استعادة الأرض الفلسطينية سنكون معها .. لكنها تحاول الحصول على القليل مقابل التنازل عن الكثير وأن تقبل بأمور شكلية كالمطار والميناء والممر الآمن, مقابل أن تتنازل عن جوهر القضية, الأرض والمقدسات. والخطورة في الأمر, أن سلطة تقوم بمثل هذه التنازلات دون استفتاء شعبها هي سلطة ضعيفة, ومهيأة للمزيد من الضغوط, فقرار التنازلات الآن يصنعها شخص واحد, هو ياسر عرفات وليس المؤسسات وخلفه أجهزة الأمن التي هي أجهزة مخترقة من طرف الصهاينة, وفي المرحلة النهائية, سيكون القرار ايضا, كما هو الآن قرار شخص واحد في قضية شعب, ولذلك فنحن نحذر من ذلك, ونطالب السلطة بألا تفعل شيئًا قبل العودة إلى رأي الشعب, لأن فلسطين ليست ملكا لياسر عرفات, وإنما هي شعب ذو سبعة ملايين نسمة. السلطة تقول من جهتها, بأن لديها أدلة وحجج مادية دامغة عن تورط حماس في أجندات خارجية, وتقول انكم تفعلون ما تمليه عليكم جهات خارجية, فكيف ترد خصوصا وأنت ممثل لحماس في إيران؟ ــ الذي يشكك في وطنية أي واحد, هو ممارساته على الأرض, وليس الكلام, فالذي بدأ في التنازل عن 80% من فلسطين, والذي حول سلطته الى خدمة أجهزة الأمن الصهيونية, وللدفاع عن المستوطنات, والذي يقبل أن يقتل المجاهدين من أبناء شعبه, ماذا تستطيع أن تقول عنه؟! الذي قتل في سجونه 21 مناضلا حتى الآن, والذي يفتح النار في المساجد الفلسطينية, والذي يوقع على (واي بلانتيشن) ليكون ذراعا طويلة للموساد وللسي آي اي .. ماذا تقول عنه؟! أما الادعاء بأن حماس أو غير حماس تتلقى تعليماتها من الخارج, فإنه واه, وإذا كانت السلطة تملك دليلا على ذلك لماذا لاتعرضه على الرأي العام؟ حماس يدعمها الجزء الأوسع من الشعب الفلسطيني, وهي لا تتلقى تعليماتها إلا من هذا الشعب, وإذا كانت السلطة تدعي بأنها ممثلة لهذا الشعب, فعليها أن تعود لاستفتائه لنرى حقيقة ذلك, فعندما يرسلون مثل هذه الادعاءات, فإنهم يتهمون إيران وسوريا, أي أولئك الذين تعاديهم أمريكا, في حين هو أصبح الآن جزءا من التحالف الأمريكي الاسرائيلي التركي .. والشارع يعرف من يتلقى التعليمات ممن! وأقول أيضاً, أن هذا الذي يقبل بقمع شعبه, وبقتله.. ويعتقل مجاهدا بحجم الشيخ أحمد ياسين, وخطيب الأقصى الشيخ حاصد البيتاوي, ليس مستغربا عليه بعد ذلك أن يصبح أداة في يد العدو ضد بقية العرب وبقية المسلمين جميعا, لأنه أولى به في البداية أن يكون مع شعبه, وليس مع العدو على شعبه. ما طبيعة العلاقة القائمة بين حماس, وبعض الأنظمة الإسلامية؟ ــ نحن في حماس, نرى أن عمق القضية الفلسطينية هو عمق عربي وإسلامي, والسلطة قزمت هذه القضية, فجعلتها في رجل واحد, وذلك بعد أن أبعدتها عن محيطها الإسلامي أولا .. ثم عن محيطها العربي ثانيا, ثم حتى عن محيطها الفلسطيني عندما تقول بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب, وحتى هذه سقطت, بعد أن عارضت فصائل عدة داخل المنظمات توجهات السلطة, الآن ضاقت الدائرة في رجل واحد. لذلك نحن نوطد علاقاتنا مع جميع العرب والمسلمين بهدف استعادة دعمهم للقضية الفلسطينية, ولتعود فلسطين قضية كل مسلم وكل عربي, لأن الصهاينة ليسوا وحدهم, وبالتالي لابد لفلسطين أن تكون معها أمتها, ففلسطين ليست الأندلس, هي أرض عربية فيها مقدسات المسلمين, ولابد من تضافر كل الجهود لاستعادتها. لكن ألا ترى ان المحصلة الهزيلة للنضال الفلسطيني, هي نتيجة طبيعية للهزال العربي والإسلامي العام؟ ــ وهل الضعف يبرر التنازل؟ الضعف يبرر النتيجة على الأرض .. ــ أنا صاحب الحق .. ولايصح لي التنازل عنه .. كما أن الضعيف اليوم قد يصبح قويا غدا. قد يجبر الضعيف على التنازل عن حقه مرحليا في انتظار تهيؤ ظروف افضل لاستعادته كاملاً؟ ــ ما يحدث الآن, ليس تنازلا مرحليا, هو إعطاء صك ملكية فلسطين للعدو, مما يعطل مقاومة الأجيال القادمة, كل الشعوب التي قاتلت لم تسلم أعداءها صك ملكية على الأرض, جنوب افريقيا قاتلت لمدة تزيد على 300 سنة, ولم تتنازل حتى تحررت .. والجزائر ناضلت 120 سنة ضد الفرنسيين, ومع ذلك استطاعت ان تتحرر .. فالضعف يجب الا يجبر الضعيف على التنازل لأنه قوي بحقه. فلسطين تم اغتصابها منذ 50 سنة فقط, فلماذا نتعجل التنازل عنها؟ بل أن دورنا هو تقوية أمتنا, وأن نكون الفتيل الذي يفجر كمامن القوة لدى أمتنا في وجه العدو المشترك. الدوحة ــ (البيان) : أجرى الحوار: فيصل البعطوط

Email