طالبت واشنطن بالتدخل فردت أولبرايت بفتور: السلطة تحتج على خرق إسرائيل للاتفاق وتحذر من قنبلة الاستيطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحبت السلطة الفلسطينية ببدء الانسحاب الاسرائيلي من شمال الضفة الغربية وهنأت سكان المناطق المحررة جزئيا أو كليا, لكنها احتجت لدى الولايات المتحدة على خرق اسرائيل لاتفاق واي بلانتيشن فيما يخص الأسرى واطلاق سراح المجرمين بدل السياسيين . وطالبتها بالتدخل الفوري, وهو ما ردت عليه واشنطن بفتور. وفيما تتواصل الانشطة الاستيطانية والاستيلاء على الأراضي لاسيما في القدس اعتبرت السلطة الفلسطينية الاستيطان قنبلة موقوتة, وحذرت من انها قد تنفجر في أية لحظة. ففي بيان صدر صباح أمس وأعقب اجتماعا في الخليل استمر طوال الليل, استعرضت القيادة الفلسطينية انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من 28 بلدة وقرية في مناطق جنين وطولكرم ونابلس وطوباس ودخول الشرطة الفلسطينية اليها (لتباشر بناء ما دمره الاحتلال من الاقتصاد الوطني والمجتمع) . وأشارت القيادة الى توقيع بروتوكول تشغيل مطار غزة الدولي وقرار عرفات افتتاح المطار بعد غد الثلاثاء. وذكرت القيادة الفلسطينية فى بيانها أنه من المقرر أن تبدأ اللقاءات والاستعدادات لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق والانسحاب من أجزاء محتلة من الاراضى الفلسطينية مشيرة الى أن هذه المرحلة ستتزامن مع زيارة الرئيس الامريكى بيل كلينتون الشهر المقبل لغزة, والقائه كلمة مهمة فى المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذى سيلتئم لتأكيد خيار السلام القائم على العدل والشرعية الدولية كخيار استراتيجى لارجعة عنه بالنسبة للشعب الفلسطيني. وقالت ان هذه المرحلة ستشهد افتتاح الممر الامن الجنوبي بين الضفة الغربية وقطاع غزة ومباشرة العمل فى بناء ميناء غزة. ووجهت القيادة الشكر فى بيانها الى الرئيس الامريكي على توجيهه الدعوة الى عقد اجتماع للدول المانحة فى واشنطن يوم 30 نوفمبر الحالى لبحث المساهمة العالمية لاعادة بناء فلسطين بعد الدمار الرهيب الذى ألحقه بها الاحتلال, وذكرت ان عرفات سيشارك فى هذا المؤتمر ودعت كافة الدول الحريصة على السلام والامن والاستقرار فى الشرق الاوسط الى المشاركة فى هذا الاجتماع المهم للدول المانحة. غير ان القيادة الفلسطينية هاجمت استبدال اسرائيل لــ 150 أسيرا سياسيا أطلقت سراحهم ضمن الدفعة الأولى بسجناء الحق العام ممن ارتكبوا جرائم جنائية, واعتبرت ذلك خرقا لاتفاق واي بلانتيشن. وطالب كبير المفاوضين صائب عريقات عقب الاجتماع السلطات الاسرائيلية بالافراج عن 150 أسيرا الذين حرموا من فرصة الحرية. وقال عريقات في رسالة عاجلة وجهها الى سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه ان (عدم الالتزام باطلاق سراح المعتقلين الذين نص الاتفاق على اخلاء سبيلهم سيخلق صعوبات كبيرة امام محاولات اعادة المصداقية الى عملية السلام) . وقال عريقات في الرسالة التي حصلت وكالة (فرانس برس) على مقتطفات منها (يتوجب على اسرائيل عدم الخلط بين المعتقلين السياسين وغيرهم) . وأضاف (لقد طلبنا من واشنطن التدخل من أجل ان تفرج اسرائيل عن 250 سجينا سياسيا طبقا للتعهدات التي قطعتها في واي بلانتيشن) . من جهته, قال الوزير الفلسطيني المكلف بملف شؤون الأسرى هشام عبدالرزاق لوكالة فرانس برس ان (تصرف اسرائيل يعتبر خرقا للاتفاق واستغلالا للسلطة) . وأسف كيف ان اتفاقا للسلام لا (يؤدي الى تحرير المقاتلين من أجل الحرية) . لكن وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت التي هاتفت عرفات وبنيامين نتانياهو لتبلغهما سعادتها ببدء الانسحاب ردت بفتور على الاحتجاج الفلسطيني في موضوع الأسرى. وقالت في مؤتمر صحافي في واشنطن مع أمين عام حلف شمال الاطلسي خافيير سولانا ان الاتفاق نص على الافراج عن 750 أسيرا فلسطينيا, وأشعر بقوة ان بين تلك الأعداد سيكون هناك أشخاص مهمون للقيادة وللشعب الفلسطيني. واعتبرت اولبرايت ان المهم هو ان تستمر عملية السلام في التقدم بعد الانسحاب العسكري الاسرائيلي الجزئي من الضفة الغربية الذي نفذ أمس الأول. وقالت اولبرايت في تصريح لمحطة التلفزيون الاسرائيلية العامة (ان الاهم هو ان تستمر العملية في التقدم حتى يرى الاسرائيليون والفلسطينيون انه يتم احراز تقدم) . ورحبت بتنفيذ الانسحاب الاسرائيلي معتبرة انه يشكل مرحلة مهمة في عملية السلام. وخففت من اهمية الحرب الكلامية بين المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين موضحة انه (يتم الادلاء بتصريحات ومن ثم يتم التراجع عنها. المهم ان الامور تسير في الاتجاه الصحيح) . واضافت اولبرايت ان الانسحاب الاسرائيلي يشكل (مرحلة مهمة جدا من عملية ليست بسهلة) . كذلك استعرضت القيادة الفلسطينية فى اجتماعها الهجوم الاستيطانى الذى لم يسبق له مثيل لاحتلال التلال الفلسطينية وقيام المستوطنين باحتلال 12 تلة فلسطينية فى منطقة نابلس بعد دعوة صريحة من وزير الخارجية الاسرائيلى ارييل شارون دعاهم فيها الى احتلال هذه التلال حتى لاتعود الى الفلسطينيين واستيلاء المستوطنين على بيت فى حى رأس العامود بالقدس فى حماية الشرطة الاسرائيلية وزحف المستوطنين على البيوت والاراضي فى الخليل واحتلالها بمساعدة الجيش وشرطة الاحتلال. وقالت القيادة انها وهى تنفذ اتفاق السلام بامانة ومسؤولية كاملة لن تقبل ان يستمر استيلاء المستوطنين على الارض والممتلكات الفلسطينية تحت سمع وبصر الحكومة الاسرائيلية بل بتأييد كامل منها, وأكدت انه لامجال للمساومة على الارض الفلسطينية ولابد من استعادة كل شبر وكل بيت وكل صخرة من هذه الارض المحتلة. ورغم اشارتها الى الدولة والقدس, الا ان القيادة الفلسطينية أحجمت عن الاعلان عن تصميمها اعلان الدولة المستقلة في مايو المقبل. من جهته أشار وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الاستيطان صلاح التعمري الى ان التوسع الكبير في النشاط الاستيطاني في مناطق بيت لحم والخليل والقدس عشية التوصل الى اتفاق واي ريفر, موضحا ان أخطر الخطط الاستيطانية التوسعية في محافظة بيت لحم, وقال اننا عندما نقول بيت لحم نعني القدس. وحذر التعمري من المخططات الاسرائيلية لأن بيت لحم تأتي في أضيق نقطة ما بين الخط الأخضر في الغرب والمناطق العسكرية المغلقة في الشرق. والى ذلك بدأت جماعات المتطرفين اليهود محاولات اخراج خمس عائلات فلسطينية من منازلها في حي سلوان بالقدس المحتلة بحجة انتهاء مدة انذار باخلائها رغم اثبات ملكيتها لهذه العائلات. ــ الوكالات غزة ــ ماهر ابراهيم

Email