قيادات مدسوسة لتنظيمات إسلامية مشبوهة: اليهود يشوهون الإسلام في روسيا: بقلم ـ د. مغازي البدراوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل الاسلام روسيا في عام 992ميلادية عندما اعتنقته طائفة من الروس تسكن ربوع سيبيريا تسمى(البولجار)ثم انتشر بعد ذلك في كل انحاء روسيا , ويقدر عدد المسلمين في روسيا بأكثر من ثلاثين مليون نسمة رغم الاحصاءات الثابتة منذ نصف قرن مضى والتي تقول ان عددهم لا يتجاوز العشرين مليون, وهناك جمهوريات ضمن الاتحاد الروسي تسكنها غالبية مسلمة مثل (تتارستان وبشكيرستان والشيشان وداجيستان) وغيرها, وبعد سنوات القمع الشيوعي للأديان ظهرت طفرة وانبعاثة دينية واسعة النطاق في كل أنحاء روسيا خاصة بعد صدور قانون حرية الأديان عام 1991, وحتى عام 1996 بلغ عدد المنظمات الدينية المسجلة في وزارة العدل الروسي ما يقرب من 13 الف جمعية ومنظمة واتحاد ديني تمثل أكثر من ستين ديانة وعقيدة مختلفة, منها عقائد لم تكن موجودة من قبل في روسيا, وعلى حد قول البعض بسخرية (كل الانبياء هبطوا في روسيا فجأة) , ويسمح قانون حرية الأديان في روسيا لكل جماعة يزيد عددها عن عشرة افراد بالغين بتكوين جمعية دينية تتبع اية عقيدة تختارها لنفسها, واصبح هناك ما يقرب من ثمانية الاف جمعية وطائفة مسيحية, وما يقرب من ثلاثة الاف جمعية واتحاد ومنظمة اسلامية, ومئات الجماعات البوذية, وما يقرب من 80 جمعية يهودية. وعلى ما يبدو ان كثرة عدد المسلمين في روسيا والخوف من انبعاث حركات اسلامية قوية جعل الجمعيات والاتحادات والمنظمات الاسلامية مستهدفة من جهات اخرى معادية لها, وجعل الكثير من قيادات هذه الجماعات محل نقد وشكوك وشبهات كثيرة وبشكل يسيء للاسلام ويشوه سمعته ويحط من هيبته, حيث يكثر الحديث في الصحف ووسائل الاعلام الروسية المختلفة حول السمعة السيئة لقيادات الجماعات الاسلامية هذه, وكثير من المسلمين يرفضون هذه الجماعات بسبب القيادات المسيطرة عليها والمشكوك ليس فقط في سلوكها وسمعتها ولكن ايضا في كونها مسلمة من أساسه, وتحاول وسائل الاعلام الروسية التي يسيطر عليها اليهود بشكل واضح تشويه سمعة المسلمين في روسيا وزرع الفرقة والخلافات بينهم بتصعيد النزاعات والمشاكل بين هذه الجماعات والحيلولة دون اقترابها من بعضها. ويقول امام وخطيب مسجد (ساراثوف) وزعيم مسلمي الفولجا العلامة الفقيه (مقدس بيبارسوف) ان (المنظمات الصهيونية تعاونت مع الكنيسة الروسية للحد من نمو الاسلام في روسيا وبادرت بالتغلغل داخل الجماعات والاتحادات الاسلامية وزرعت جواسيس واعضاء لها داخل هذه الجماعات, وبعض هؤلاء وصل الى مناصب قيادية في هذه الجماعات, واصبحت اغلبها تسير وفقا لمخططات معادية للاسلام, وتشوه سمعة الدين الاسلامي وتعوق انتشاره داخل روسيا. ومن القيادات الاسلامية البارزة في روسيا والتي تحوم حولها شبهات كثيرة امام مسجد موسكو الكبير (راويل اسماعيلوفتش جاينوالدين) وهو من مواليد 1959, انهى دراسته الاسلامية في (بخار) عام 1984 وتم تعيينه عام 1987 من قبل النظام الشيوعي اماما وخطيبا لمسجد موسكو الذي كانت تنفق عليه الحكومة السوفييتية, ثم بعد ذلك أصبح رئيسا لهيئة مسلمي روسيا وعضوا في هيئة مستشاري الرئيس الروسي للشؤون الدينية, وتحوم حول (راويل) شبهات كثيرة لقربه الدائم من السلطة الحاكمة سواء في العهد الشيوعي او في السنوات ما بعد الانهيار, وكانت له علاقة وطيدة مع وزير الخارجية الروسي الأسبق (اندريه كوزيريف) اليهودي الديانة والذي كان من المعروف عنه كراهيته للعرب وللمسلمين وهو الذي طالب ذات مرة بإبادة شعب الشيشان المسلم والتخلص منه ومن مشاكله, ورغم هذا توطدت علاقته مع (راويل جاينوالدين) الزعيم الاسلامي المزعوم. قيادة اخرى اسلامية تحوم حولها شبهات كثيرة وهي مفتي المسلمين الروسي (طلعت تاج الدين) من مواليد 1948 بعث بموافقة من الحزب الشيوعي السوفييتي عام 1978 للدراسة في الأزهر وعاد ليرأس عام 1980 هيئة مسلمي روسيا, وطيلة السنوات الخمسة عشرة التي عمل فيها (تاج الدين) في ظل الحزب الشيوعي لم يعترض ولا مرة واحدة على اعمال القمع والاضطهاد التي عانى منها المسلمون في روسيا ولا على المساجد التي هدمت ولا على علوم الالحاد التي كانت تفرض على أطفال المسلمين في ربوع روسيا, وكان له امتيازات الاعضاء البارزين في الحزب الشيوعي وسيارة خاصة سوداء يقودها سائق من الحزب, وقيل عنه انه كان يوشي بالكثير من المسلمين لدى الحزب واجهزة الامن السوفييتية وانه كان يخفي المصاحف التي كانت تقدمها الدول الاسلامية عن طريق سفاراتها في موسكو للمسلمين في روسيا, واكثر من ذلك كان يشاع عنه ولازال انه يشرب الخمر وتنبعث رائحتها من فمه دائما, ورغم ان (تاج الدين) يدافع عن نفسه دائما ينفى كل هذه الاتهامات الا انه يلاحظ عليه في الآونة الأخيرة تقربه الواضح من أجهزة السلطة ومن رجال الأعمال اليهود, وهو الوحيد من قادة المسلمين في روسيا الذي وافق على المشاركة في افتتاح ما يسمى بــ (الكنيسة الموحدة) في روسيا والتي قيل عنها أنها تضم الثلاثة أديان المسيحية والاسلام واليهودية, ووضع في داخلها القرآن والصليب ونجمة داوود على منضدة واحدة, وهو الأمر الذي أثار امتعاض وسخط المسلمين في روسيا. قيادة اخرى بارزة من قادة اهم الجماعات الاسلامية في روسيا والتي يدور حولها الكثير من التساؤلات وهو الشاب (عبدالواحد نيازوف) من مواليد 1970 والذي ظهر فجأة وبدون اية مقدمات على الساحة في روسيا عام 1991 ليرأس ما يسمى بــ (المركز الثقافي الاسلامي) واصبح في عام 1995 احد القيادات البارزة في اتحاد مسلمي روسيا, ولدى (نيازوف) رغم صغر سنه علاقات وطيدة بكبار رجال السياسة والمال في روسيا, وزار العديد من الدول الاسلامية, وقد تبنت سفارة احدى الدول العربية الكبيرة نشاط (نيازوف) منذ عام 1992 ودعمته بشكل كبير لكنها تخلت عنه مؤخراً بعد كثرة الشبهات التي تحوم حوله والذي يتهمه فيها الكثير من المسلمين بأنه عميل صهيوني يهودي مدسوس من قبل منظمات تعمل ضد الاسلام في روسيا وأنه ليس اسمه (عبدالواحد نيازوف) وان اسمه الحقيقي (فاديم ميدفيدوف) ومقيد بهذا الاسم ضمن مواليد مدينة (اومسك) الروسية التي لا توجد فيها ولا أسرة واحدة مسلمة, ولا توجد اية وثيقة تثبت اعتناقه للاسلام, بالاضافة الى ذلك فهو يجهل تماما اللغة العربية, وقام بجمع العديد من التبرعات من السفارات والجاليات العربية والاسلامية لبناء مساجد ولم يبن بهذه التبرعات ولا مسجد واحد صغير. وقيادة اخرى من قادة التنظيمات والجماعات الاسلامية في روسيا وهو (جيدار جمال) من مواليد موسكو عام 1947 وهو صديق حميم للزعيم القومي المتطرف (فلاديمير جيرنوفسكى) ودرس معه في معهد اللغات الشرقية في جامعة موسكو, ويقال ان المخابرات السوفييتية كانت تستخدم جمال في التجسس على الجماعات الدينية الموجودة في الاتحاد السوفييتي من المسلمين, وفي عام 1990 ترأس (جمال) المؤتمر التأسيسي لحزب النهضة الاسلامية الروسي ثم انفصل عنه وأسس مركزا للمعلومات في موسكو تحت اسم (التوحيد) , وزار (جمال) ايران اكثر من مرة, وانضم لعضوية المؤتمر الشعبي الاسلامي الذي يرأسه حسن الترابي في السودان, وقد شوهد جمال مؤخرا وهو يجلس على منصة احد المؤتمرات التي نظمها ما يسمى بالاتحاد القومي الروسي, وهو منظمة نازية يرتدي اصحابها علامة الصليب النازي المعقوف وينادون بشعارات متطرفة ودموية, وقد وقف زعيم هذه الجماعة النازية في المؤتمر يقول (ان طريقنا هو طريق الثورة الراديكالية من اجل التحرر القومي وحلفاؤنا هم الاصوليون الاسلاميون الذين يقودون النضال ضد الشيطان الاكبر الممثل في الامبريالية العالمية) , وكانت القاعة ممتلئة الى جانب النازيين المتطرفين بالكثيرين من انصار (جيدار جمال) . ونموذج اخر من القيادات الاسلامية المشبوهة في روسيا وهو (احمد خاليدوف) مؤسس منظمة (اتحاد مسلمي روسيا) عام 1995, وهو في نفس الوقت من قادة الحزب القومي الليبرالي الذي يتزعمه المتطرف (جيرنوفسكى) ويحمل خاليدوف بطاقة العضوية رقم 2 في الحزب, كما يعمل رئيسا لتحرير جريدة (برافداجيرنوفسكى) . وهناك ايضا منظمة اسلامية تسمى (نور) يتزعمها شخص يدعى (خالد ياخين) والذي يعمل في نفس الوقت نائبا لشخص يهودي يدعى (اليكس ميترفانوف) الرجل الثاني في حزب جيرنوفسكى المتطرف وهكذا هي صورة قادة الجماعات والمنظمات الاسلامية البارزة على الساحة في روسيا, والذين تحوم حولهم جميعا الشبهات والشائعات ويرفضهم المسلمون في روسيا ويتهمونهم بالعمالة لجهات تعمل ضد الاسلام وتسعى للحيلولة دون انتشاره في روسيا. وليس بالغريب على دولة كبيرة مثل روسيا تقع على حدودها الجنوبية العديد من الدول الاسلامية, ويشغل المسلمون فيها نسبة لا تقل عن ربع سكانها, ان تكون مستهدفة بشكل كبير من أعداء الاسلام خشية انبعاث الصحوة الاسلامية فيها وعبورها الحدود القريبة من أوروبا, ولهذا ليس بغريب ان تتولى مثل هذه القيادات المشبوهة والسيئة السمعة زمام الأمور في الجماعات والتنظيمات الاسلامية, وتساهم بنفسها في تأسيس هذه التنظيمات المشبوهة التي تنسب نفسها للاسلام بهدف تشويهه والحيلولة دون انتشاره في روسيا, وليس بغريب ان تنال هذه التنظيمات المشبوهة دون غيرها في روسيا اهتمام ورعاية اجهزة الدولة التي يديرها اليهود في الخفاء...

Email