عبدالله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث السوري لــ(البيان): نتجنب الابتزاز بالتوصل الى اتفاق أمني مع تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد عبدالله الأحمر الامين العام المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا أن لا خيار امام العرب سوى التضامن وتوحيد الصفوف لمواجهة العدوان الاسرائيلي المستمر ومخططاته وضمان التأثير الكافي لرفع الحصار عن العراق وليبيا مشددا على ان لا وجود لدولة عربية خارج الاطار القومي . وهاجم الاحمر اتفاق واي بلانتيشن الأخير قائلا انه يهدف لاشعال حرب أهلية فلسطينية, واعطى شرعية للمحتل, فيما اكد في المقابل ان الاتفاق الامني السوري ــ التركي الاخير جنب وقوع دمشق فريسة سهلة للابتزاز والاستفزاز. وتحدث الأحمر في الحوار التالي مع (البيان) عن الانتخابات التشريعية المقبلة في سوريا باعتبارها احدى مظاهر العملية الديمقراطية إذ أكد ان دمشق انجزت خطوات هامة على طريقها في اطار الديمقراطية الشعبية التي ترتكز الى نظرة شمولية لتزامن تطور كافة القطاعات في المجتع السوري وبشكل متواز منذ العمل على دفع التنمية الاقتصادية قدما وحتى الحرية السياسية المسؤولة: يستعد الشعب العربي في سوريا لانتخابات الدور التشريعي السابع لمجلس الشعب, ماذا تقولون حول هذه العملية الديمقراطية, وما هو موقعها في بنية سوريا المعاصرة؟! ـ في هذ الايام, ونحن نحتفل بالتصحيح, امامنا مثال حي وراهن يؤكد اهمية التغيير البنيوي الذي جعلته حركة التصحيح الكبير واقعا يعيشه شعبنا بكل كيانه. ان انتخابات الدور التشريعي السابع لمجلس الشعب لهي رمز واحد بين رموز كثيرة تدل على التغيير النوعي في سوريا وتشير الى ان جيل التحول الكبير استطاع خلف قيادة الرئىس حافظ الاسد الوصول بالسفينة الى مراكز متقدمة وهي تبحر في محيط المستقبل الواعد. ومعاني هذا التحرك الجماهيري الواسع لتشكيل مجلس الشعب الجديد لايمكن استنفادها في هذه العجالة. لكن مايهمنا هنا هو انها اشارة الى تطور النظام السياسي والاجتماعي في القطر, والى تقدم عملية الديمقراطية الشعبية, وتجذرها في حياة الشعب, وتلازمها الكامل مع جميع الانجازات الاخرى التي تتم في مجالات الحياة المتكاملة. ومنذ بداية التصحيح, اضحى الطريق واضحا امام ثورة مارس واضحت المسالك سالكة, وامتلك الحزب والشعب كامل القدرة على ازالة اية عوائق تظهر في هذه المسالك مهما كانت هذه العوائق صعبة وقاسية. وكان من الطبيعي ان يكون التحول شموليا, لانه اذا اقتصر على قطاع دون آخر يغرق القطاع المتحول في محيط القطاعات التي بقيت على تخلفها, وتسقط التجربة بكاملها. وليس من الضروري ان تكون وتيرة التحول متساوية تماما بالنسبة لكل اجزاء الحياة الاجتماعية ومكوناتها, لكن يجب ان يصيب التحول النوعي جميعه هذه المكونات والقطاعات دون استثناء. ومن جهة ثانية لايمكن للتحول ان يكون نوعيا إلا اذا تم, في البداية بناء هياكل ارتكازية وبنى تحتية تشمل جميع مرافق الحياة, ويمكن بعد ذلك البناء عليها بناء متينا. وما هي الخطوط العامة لهذه القاعدة الارتكازية التي شملت, كما قلتم, جميع مرافق الحياة؟ ـ منذ بداية التصحيح اتجه الجهد نحو تشكيل هذه القاعدة الارتكازية الشمولية, بتوجيه مباشر ورعاية مستمرة من الرئيس الاسد. وتمت في سنين قليلة انجازات كبرى شملت المجموعات الثلاث العريضة التي تتكون منها عملية التنمية الشاملة. ففي مجموعة مكونات الحياة السياسية, طرأ على النظام السياسي تحولات نوعية انتجت قاعدة ارتكازية جديدة للحياة السياسية بمفهومها العام. فعلى مستوى هيكلية النظام السياسي انجز الدستور الدائم وتشكل مجلس الشعب والادارة المحلية وبدأت مسيرة تطبيق الديمقراطية الشعبية وتعزيزها في واقع القطر, كما تم تنظيم الشعب في منظمات شعبية هدفها تحقيق مبدأ مشاركة الجماهير في السلطة واتخاذ القرار وتسيير شؤونها مشاركة مباشرة. اما على مستوى وظائف النظام السياسي واهدافه فقد بنيت وحدة وطنية صلبة واستقرار كامل وبجهة داخلية متماسكة خلف قيادة الرئيس الاسد. وفي مجموعة مكونات الحياة الاقتصادية اندفعت عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة الى مداها الممكن وسط ظروف موضوعية صعبة, وتعززت باستمرار قاعدة التعددية الاقتصادية, وتجذر مبدأ الاعتماد على الذات في فلسفة التنمية, وتحققت انجازات تعتبر معجزة بجميع المقاييس على الرغم من انها, على عظمتها ليست نهاية المطاف ولا تعبر عن كل تطلعاتنا ورغباتنا وطموحاتنا. اما مجموعة مكونات الحياة الثقافية والاجتماعية والصحية والتعليمية, فالانجاز هنا عظيم بكل المعايير, بل انه يتعدى مستوى النمو العام والطاقات المتاحة والتطور الموضوعي في القطر, مما يؤكد ان بناء الانسان هو في مركز اهتمام الحزب والقائد, وان عملية بناء الانسان يجب ان تتقدم على جميع عمليات البناء الاخرى, لان هذه العملية هي قاطرة التنمية الاولى بوجه مطلق, والانسان هو منطلق الحياة وغايتها كما قال الامين العام للحزب رئيس الجمهورية. حافظ الاسد. لاشك في ان الحركة التصحيحية عززت دور سوريا القومي, بل انتقلت به الى مرحلة ارقى نوعيا في العطاء والفعالية؟ ــ نعم ما كان لسوريا ان تتبوأ المكانة القومية المتميزة وان تلعب الدور القومي الاهم لو لم تنجح في عملية البناء الداخلي المتكامل والشامل. وسوريا لم ترد لنفسها شيئا قط الا ارادته للعرب, ولم تبن لنفسها انجازا قط الا واعتبرته ركنا اساسيا في البناء العربي المتكامل. وما فتئت سوريا تحمل هم امتها العربية لانها لاتستطيع ان تتصور ذاتها خارج اطار الدائرة القومية المتكاملة. ولا وجود لقطر عربي خارج الوجود القومي للامة, فهذا الوجود القومي هو الاساس, وهو الحقيقة المطلقة, ووحدة هذا الوجود هي الهدف الذي لايعلو عليه هدف. وتثبت الاحداث والتطورات انه لا خيار للعرب سوى التوجه نحو تعزيز تضامنهم وتوحيد صفوفهم ومواقفهم, ومن ثم توطيد وحدة فعلهم استنادا الى وحدة الموقف والصف, وتعبئة طاقاتهم وامكاناتهم لمواجهة التحديات التي تستهدف حاضرهم ومستقبلهم. هذا هو الطريق الملح الذي لاطريق امام العرب سواه, والا اضحوا امة هامشية في عالم الامم, وقبائل متنازعة متقاتلة يسيطر عليهم اعداؤهم ويسيرونهم كيفما شاؤوا. وهذا التحدي ليس جديدا, فقد واجهت امتنا في عصور عدة من تاريخها الطويل وكانت الاجيال العربية في كل عصر تصر على الخلاص وتجد طريقها اليه بالتضحية والفداء فلماذا نكون نحن, ابناء هذا العصر, اقل ايمانا بالخلاص, من اجدادنا واقل قدرة على العطاء منهم؟ ان المشكلة تكمن فينا نحن العرب اليوم, فاذا استطعنا حل هذه المشكلة وتوحيد صفوفنا وكلمتنا وفعلنا بدت لنا التحديات الراهنة مجرد عقبات نتخطاها بسرعة, اما اذا بقينا مستسلمين للواقع الراهن ولم نتحرك لاستنهاض امتنا من جديد, فإننا سنشاهد العقبات وكأنها جبال راسيات في طريقنا, وسننظر الى الاعداء وكأنهم لايغلبون وسنبرر الاستسلام والانهزام والتخاذل والتفريط بكل ما في العربية من بلاغه وجمال تعبير. لننتقل الى التطورات السياسية الراهنة وما يواجه العرب من تحديات وخاصة على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي وعملية السلام؟ ــ لقد نبه الرئيس الاسد, غير مرة, الى ضرورة توحيد الصف والكلمة والفعل, ودق ناقوس الخطر, لكنه لم يكتف بذلك وانما وضع سوريا على الطريق الصحيح الوحيد الذي يمكن ان يعيد الحقوق وينهي العدوان ونتائجه ونصل به الى سدة العزة والكرامة. وقد أثبتت الأحداث أن جميع اتفاقات التفريط بالقضية العربية وبحقوق الشعب العربي تخرج من أزمة لتقع بأزمة لأنها تحقق مصالح اسرائيل المعتدية على حساب مصالح العرب المعتدى عليهم, خلافا للعدل والحق.. بل خلافا للمنطق أيضا. ويأتي الاتفاق الاخير بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية محطة في سياق عملية التنازل والتفريط التي بدأت في اوسلو, وهو اتفاق مجحف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني بكل ما جاء فيه, وخاصة أنه اتجه الى قتل روح المقاومة والتصدي للعدوان والاحتلال, والى السير بعيدا في تصفية القضية الفلسطينية بأيد فلسطينية, بل أن هذا الاتفاق قد يؤدي الى حرب أهلية فلسطينية بسبب ممارسات قمع المقاومة والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني خدمة لأمن المحتلين الاسرائيليين. انها اول مرة في التاريخ المعاصر تحرم المقاومة وتمنع وتضطهد لصالح الاحتلال, ولو أن المقاومة والاحتلال الغيا معا لكان أمرا مفهوما, لكن ما حصل هو ان الاحتلال أخذ شرعية من تحريم المقاومة والغائها. وهذا الاتفاق الذي يحقق مصالح اسرائيل العدوانية يأتي في دائرة تصور اسرائيلي متكامل غايته عملية السلام عبر الغاء مبادئها وأسسها, ووضع صيغ جديدة لتأمين استمرار الاحتلال وديمومته, وإخضاع العرب والمنطقة برمتها للهيمنة الاسرائيلية, والغاء المشروع القومي العربي وابداله بمشاريع بديلة تعتبر العرب وثرواتهم مجرد أرقام في خدمة الصهيونية العالمية ومطامعها.. ان طريق السلام العادل والشامل واضح, وهذا السلام خيار استراتيجي لسوريا وللعرب لانه يعيد الحقوق لاصحابها وينهي العدوان والاحتلال ويعزز استقرار المنطقة وأمنها والأمن والسلام العالميين بوجه عام. هذا السلام يقوم على أساس الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة بالنزاع العربي ــ الاسرائيلي ويتطلب إنسحابا غير منقوص من الجولان حتى حدود الرابع من يونيو 1967 ومن جنوب لبنان تطبيقا للقرار 425 وانهاء الاحتلال كليا على جميع الاراضي العربية المحتلة والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير المصير وبناء دولته العربية المستقلة وعاصمتها القدس. وإذ ترفض اسرائيل, رفضا منظما, هذا السلام العادل والشامل فهي إنما تؤكد جوهرها العدواني الذي تعبر عنه الطغمة الحاكمة في اسرائيل خير تعبير. وهي بذلك تحاول قتل عملية السلام والقضاء على كل الآمال التي بنتها القوى المحبة للسلام في العالم في إمكان التوصل الى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. وتصعد اسرائيل باستمرار ممارساتها ومفاهيمها وخططها المناهضة للسلام, تصعيدا في الكم والكيف, وتلقى في ذلك تشجيعا من الولايات المتحدة, كما يشجعها في ذلك ارتباك العالم وعدم قدرته على تحويل الرغبة في السلام الى فعل ملموس ومحدد يضغط باتجاه تحقيق هذا السلام. وفي إطار هذا التصعيد المخطط والمنظم, يستمر العدوان اليومي على جنوب لبنان وشعبه المقاوم الباسل, وتستمر محاولات اسرائيل لإنهاء مقاومة الشعب العربي الفلسطيني وأهلنا في الجولان. كما جاء التحالف العسكري الاسرائيلي مع تركيا ركنا من أركان مخطط اسرائيلي هدفه إنشاء حلف عدواني يهدد سوريا والأمن القومي العربي وأمن واستقرار البلدان المجاورة الاخرى, ويعيد الى المنطقة سياسات الاحلاف والمحاور التي حاربها شعبنا في الخمسينات وانتصر عليها. كما يعمل من هو وراء هذا المخطط جاهدا على توتير الاجواء بين سوريا وتركيا البلد الصديق للعرب والمسلمين. وفي طار هذا التصعيد أيضا, تقوم ضغوط كبيرة ومنظمة على العرب للتطبيع مع اسرائيل في الوقت الذي مازال فيه الإحتلال قائما ولم تتقدم عملية السلام قيد أنملة, بل إنها تراجعت بشكل كبير وملحوظ. سوريا تواجه هذا المخطط الاسرائيلي الرهيب الذي هدفه اخضاع العرب وثرواتهم لهيمنتها, وهذه المواجهة, لاشك, تتميز في أنها ناجعة وواعدة, كما أنها متعددة الجوانب وتستخدم أساليب مختلفة لكنها متكاملة في هدفها وجوهرها, ماذا تقولون في هذا؟ ــ هذا صحيح.. سويا تواجه, بكل ما أوتيت من قوة وحكمة, هذا المخطط الصهيوني الرهيب, وقد نزعت فعلا فتيل أزمة مفتعلة مع الجارة تركيا وتصرفت بكل ما تطلبه الموقف من دراية وحكمة مستندة الى فهم عميق لخلفيات كل ما يظهر من تحركات وأحداث ولأخطارها ونتائجها, واستطاعت سوريا ألا تكون فريسة سهلة للإبتزاز والاستفزاز, وغلبت لغة العقل ومبادىء الحوار والتعاون وحسن الجوار, منطلقة من حرصها على العلاقات التاريخية مع تركيا ومن عدم الاساءة الى مصالح شعبها الصديق, ومن معرفتها للواقع الطبيعي والموضوعي والروابط الثقافية والبشرية والتكون التاريخي المتفاعل بين أمتنا العربية والشعب التركي الصديق, مرتفعة عن الانزلاق نحو ما تفرضه اللحظة من مطبات وما تحرضه من انفعالات لا مبرر لها. وجاء الاتفاق الامني المتوازن الذي تم التوصل اليه بين البلدين سبيلا لتجاوز مرحلة التوتر التي اقلقت المنطقة بأسرها, وهو بداية لحوار مستمر وتعاون هدفه حل كل المسائل العالقة, بما يخدم مصالح البلدين الجارين والصديقين, وبما يبعد شبح الحرب والنزاع الذي لا مصلحة فيه إلا لاسرائيل ونزعتها العدوانية. ان سوريا تدق ناقوس الخطر على مسامع العالم كله وتحذر من خطورة سياسات الحكومة الاسرائيلية ومواقفها وممارساتها التي تقتل آمال السلام خطوة خطوة. ان على العالم ان يختار بين سلام عادل وشامل واستقرار وجعل منطقتنا خالية من الاسلحة النووية, وبين استمرار التوتر والاحتلال والعدوان والسيطرة المطلقة لعقلية الحرب والدمار. وقد شهدت السنوات الاخيرة تقدما ملحوظا في عملية تعزيز التفهم العالمي لحقيقة الصراع ولمواقف العرب وحقوقهم. وفي هذا المجال تطور الموقف الاوروبي تطورا ايجابيا, وجاءت زيارة الرئيس الاسد الى فرنسا لتعزز هذا التوجه الايجابي في تطور الموقف الفرنسي والاوروبي عموما. وهذا الموقف يضاف الى المواقف المؤيدة للحق العربي عند حركة عدم الانحياز والمؤتمر الاسلامي والمنظمات او الهيئات الدولية والاقليمية, وكذلك موقف الصين وروسيا, مما يشكل دائرة متكاملة تعبر عن حالة عامة ضاغطة باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل. لكن هذا لا يكفي كما هو واضح, فالرعونة والاستهتار والغطرسة الاسرائيلية المتزايدة فاقت كل الحدود, ومواجهتها تتطلب موقفا دوليا قويا وفاعلا, بل تتطلب عملا محددا تتحول به الرغبة العالمية في السلام الى واقع حي, ونحن على ابواب القرن الحادي والعشرين. وسوريا تؤكد ان القاعدة الاساسية لمثل هذا الموقف العالمي ولتحقيق السلام العادل والشامل واستعادة العزة والكرامة والحقوق العربية, هي في تمسك العرب بحقوقهم وتوحيد صفوفهم وكلمتهم وفعلهم, وتطوير آليات تعاونهم وتضامنهم, فلا أحد في العالم مستعد للدفاع عن حق تخلى عنه اصحابه, ولا احد في العالم سوف يعيد للعرب كرامتهم اذا كانوا ضعفاء متخاذلين مفرطين بحقوقهم. ان تمسك العرب بقراراتهم المشتركة وتطبيق هذه القرارات يعتبر عاملا اساسيا على طريق تحقيق اهدافهم القومية, ولرفع مكانتهم وكلمتهم بين الامم في عصر لا يعترف الا بالأمم المتكاملة والثقافات الكبيرة. ولا خيار امام العرب اليوم سوى توحيد صفوفهم وتعزيز تضامنهم والسعي المنظم من اجل استعادة حقوقهم وأراضيهم, ومن اجل رفع الحصار عن ذاك الجزء الغالي من امتهم, الشعب العربي في العراق وليبيا. ولابد من العمل على مناهضة اساليب التهديد ومحاصرة الشعوب وفرض الهيمنة بأشكالها المختلفة. ان التهديد باستعمال القوة ضد العراق ليس حلا للمشكلة القائمة بينه وبين الامم المتحدة, واذا كان الاساس هو التزام العراق بتنفيذ قرارات الامم المتحدة فإن الوقت قد حان لوضع حد للحصار الذي يعاني منه الشعب العراقي الشقيق. ان التضامن العربي لا يسهم في مواجهة التحديات فقط, وانما يعزز دور العرب ومشاركتهم الفاعلة في نضال الشعوب والقوى المحبة للسلام بهدف بناء عالم افضل. عالم ينتفي فيه العدوان والاحتلال والاستغلال وازدواجية المعايير, وتسود فيه مفاهيم العدل والمساواة والتكافؤ واحترام حق كل شعب باختيار طريق تطوره الخاص. التوجه العربي نحو تعزيز التضامن والتعاون الاخوي متعدد الجوانب اضحى ضرورة من ضرورات التطور ومواجهة التحديات, فهل هناك تجربة معينة يمكن ان تكون انموذجا لمثل هذا التوجه؟ ــ هناك تجربة حية تتطور يوما بعد يوم, وتؤكد اهمية التعاون العربي الشامل على المستوى الثنائي والمستوى القومي العام, فالعلاقات السورية اللبنانية تعتبر انموذجا لما يجب ان تكون عليه العلاقات بين جميع الاشقاء العرب, ولقد اعطى التعاون السوري اللبناني ثماره في جميع المجالات وهو تعاون يتطور باستمرار لما فيه مصلحة ابناء الشعب الواحد في البلدين الشقيقين. ومن اهم ثمار هذا التعاون اخماد الحرب الاهلية نهائيا, وتعزيز مقاومة شعب لبنان, وتقوية موقف لبنان في مواجهة الاطماع الصهيونية, واعادة الاستقرار والامن الى ربوعه, والتطوير المستمر للتعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي. وقد جاءت عملية انتخاب رئيس جديد للبنان لتؤكد ان هذا البلد العربي الغالي وصل الى مرحلة متقدمة على طريق بناء وحدته الوطنية وأمنه واستقراره. وانني هنا اتوجه بالتهنئة الى الرئيس الجديد اميل لحود على ما ناله من ثقة, والى اشقائنا في لبنان على ما وصل اليه بلدهم في مسيرة الامن والاستقرار والتحرير والوحدة الوطنية الناجزة. دمشق ــ حاوره يوسف البجيرمي

Email