وزير الثقافة اليمني لـ(البيان): لدينا حرية لا يصدقها الكثير من العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال وزير الثقافة والسياحة اليمني عبدالملك منصور ان اختطافات الاجانب التي شهدتها بلاده مؤخراً لم تؤثر على عدد القادمين الاجانب لليمن , مشيراً الى ان هذه الاختطافات التي وصفها بـ (القليلة والفردية) انتهت الآن بعد اصدار قانون مكافحة الاختطافات. وقال الوزير في مقابلة مع (البيان) على هامش زيارته الى هولندا ان عودة جزر حنيش لليمن سيكون لها تأثير كبير جداً على اليمن, الذي اكد انه ضرب مثالاً للسلام مع عمان واريتريا في حل مشاكل الحدود. وتحدث الوزير عن مساعي بلاده لترويج نفسها سياحياً, فقال انه لا يضع السياح العرب في حساباته وذلك بعد ان وصفهم بانهم سياح متعة ورفاهية وقال الوزير ان بلاده تنعم بحرية لا يصدقها الكثير من العرب. شهدت اليمن مؤخراً وايضاً خلال هذا العام بعض الاحداث من اختطاف بعض الاجانب وقد اثر ذلك على سمعة اليمن خاصة فما هي الاجراءات الأمنية التي تم اتخاذها لعمل تدابير وقائية لمنع تكرار هذه الحوادث وتحسين هذه الصورة..؟ ــ وجدت بالفعل بعض الاحداث لكنها قليلة وفردية, وانتهت الآن, وقد اصدرت الحكومة بعد موافقة البرلمان خلال الاشهر القليلة الماضية, قانوناً اطلق عليه (قانون مكافحة الاختطاف) , وشدد على العقوبات تشديداً كبيراً لمن يرتكبون هذه الجرائم, ومنذ صدور هذا القانون لم يسجل اي حادث اختطاف جديد, ذلك ان القانون اخاف من تسول لهم نفوسهم لارتكاب هذه الجرائم, واظن هذا زمن انتهى, واليمن لم تتأثر بهذه الحوادث التي تشير اليها, وقد سجلت سلطات الهجرة والجوازات ازدياداً في اعداد السائحين وليس تراجعاً, ولا يوجد في اليمن ما يخيف القادم اليه مطلقاً, فاليمن بلد آمن وبه استقرار وسعادة. ولا نزال مصرين على اننا نحن سعداء في عالم يشكو الشقاء, وبلدنا مستقر آمن يرحب بالضيوف, وهو مضياف كريم, ومن يشكك فيما اقول, فعليه ان يجرب بنفسه, فنحن ليس لدينا ما نخافه ولا ما نخفيه, فالاحداث التي وقعت من قبل كانت ضئيلة, ووسائل الاعلام بالغت فيها وضخمتها كعادة بعض الاعلاميين في تكبير الصغير حسب المراد والهوى, وافردت لها وسائل الاعلام صفحات, فقد اصابت الاغراض السياسية هذه الانباء, بالتضخيم, واؤكد انه ما كان يجري في اليمن, لو انها جمعت على مدار عام لكانت اقل ما يجري في روما في يوم واحد, واقل ما يجري في نيويورك في ساعة, فالاحداث في نيويورك مثلاً كما تشير الاحصائيات, 60 جريمة اغتصاب في الساعة, 70 جريمة سرقة, وكل هذه لا تجري في اليمن في سنتين. لكننا نختلف في المقارنة بين ما يجري في تلك البلدان وبين اليمن كبلد عربي اسلامي؟ ــ هذا صحيح, وانت بذلك تؤيد ما اقول, فلدينا مجتمع صالح متمسك بعاداته وتقاليده, ولذلك لا يوجد لدينا اهتمام بهذه الاحداث والتهويلات التي تناقلتها وسائل الاعلام, لاغراض لا يمكن ان تكون بريئة, لذلك لا استطيع ان اقول ان حوادث الاختطاف في اليمن اصبحت ظاهرة لان الظاهرة هي ما تكررت على السطح, لكن الذي حدث كان قليلاً وانتهى, وحتى نقطع الامر من دابره, فقد كان هذا القانون لتجريم الاختطاف, والنتائج التي حدثت بعد نفاذ القانون اكدت على قوة ردع هذا القانون. في تصوركم من هم وراء هذه الحوادث في اليمن ..؟ ــ في الواقع لا افضل كوني وزيراً للسياحة والثقافة ان اتحدث حول هذا الموضوع لانني اذا تحدثت في السياسة غبرت وجه الثقافة وسودت وجه السياحة, لان السياسة بعيدة عن مجالنا الآن, فدعنا بعيداً عن السياسة التي سودت وجوه العرب. الترويج الاعلامي المضاد الذي تلمحون اليه وتشيرون الى وجود اغراض سياسية خلفه. هل يؤثر على جهودكم الحالية في الترويج لليمن..؟ ــ لا .. فزمن الاحداث التي ضخمتها بعض اجهزة الاعلام قد انتهى, واليمن اثبتت بكل ما هو عملي بأنها آمنة, تتعامل بأسلوب حضاري وعملي, واكبر دليل هو لجوءها للقانون الدولي لفض النزاع مع شقيقتها وجارتها اريتريا عندما احتلت واحدة من جزرها (حنيش) , فلو ان بلداً اخرى مكان اليمن لاعلنت الحرب على جارتها, ولكن اليمن تصرفت من منطلق الحكمة والمسؤولية كدرع حام لهذا المعبر الدولي (باب المندب) , وبذات الحكمة كما اشرت سابقاً حلت اليمن مشكلتها مع عمان من قبل, والآن المشكلة مع السعودية في طريقها للحل قريبا ان شاء الله, وبذات الطريقة السلمية, فنحن حريصون على السلام ودعاة له, ومقدرين موقفنا ومسؤوليتنا القومية والانسانية مع جيراننا من اجل ان نقدم نموذجاً نحن حريصون على تقديمه, ومن قبل ذلك قدمنا نموذجاً للتوحد, وتوحدنا حين كان الناس لا يتوحدون, ونموذجاً اخر قدمناه وهو الديمقراطية, لدينا احزاب متعددة, حرة فيما تقول وما تفعل, لدينا صحف حرة تقول وتنقد ما تريد, لا نراقبها قبل النشر, بل هناك رقابة بعد النشر وهي القضاء وليست للسلطة التنفيذية, ولدينا حرية لا يصدقها كثير من الاخوان العرب لانهم يقيسون اوضاعهم في بلدانهم حين نحدثهم في مهاجرهم مثلاً ان في اليمن ديمقراطية وتعددية وحرية صحافة, وان المرأة تتمتع بحضور فاعل في الحياة العامة والحياة السياسية بشكل خاص, فحين نقول لهم ذلك لا يكادون يصدقون لذلك فأنا اتقدم بدعوة لاي شخص لزيارة اليمن. تمثل السياحة ثروة قومية هامة فهل يوجد لدى اليمن خطة لتنشيط وجذب السياحة خاصة الاجنبية..؟ ــ نعم لدينا خطة جديدة لجذب من نستطيعه من السياح لليمن, تتمثل هذه الخطة في التركيز على الترويج لليمن داخل البلدان التي تعتبر مصدرة للسياحة وهي الدول الاوروبية بصفة عامة, وعلى وجه الخصوص المانيا, فرنسا وهولندا, والبلدان الاخرى لدينا خطط للتوسع الترويجي فيها, ويتمثل هذا الترويج في نواح عديدة منها اننا نحضر المؤتمرات والاسواق السياحية التي تنظمها هذه البلدان للوكالات السياحية, وهي اسواق محدودة ومعلومة الجداول والمواعيد, فنحن نحضر مثلاً مؤتمر برلين, ميلانو, وباريس, ولندن, وهي اسواق دولية للسياحة, ويحضر مع المسؤولين الحكوميين القطاع الخاص, وهو القطاع الذي يضطلع بمهمات السياحة اصلاً, لان الحكومة لا تضطلع بمثل هذه المهمات, وانما تعطي التسهيلات وما يحتاجه هذا القطاع من خدمات, وفي الوقت نفسه, نعقد اتفاقيات مع الدول المصدرة للسياحة لليمن, ومن شأن هذه الاتفاقيات السياحية تيسير التنسيق بين السلطات السياحية بين البلدين, وتدريب العاملين, وتتركز هذه الايام على السياحة الساحلية, وسياحة الجزر والغوص, وهي مناشط سياحية مختلفة تجد لها رواجاً في اوروبا. سياحة الجزر هل لها علاقة باستعادة جزيرة حنيش مؤخراً؟ ــ بالتأكيد ان عودة جزيرة حنيش الى الوطن بحكم دولي, واستجابة اريتريا لهذا الحكم, سيكون له تأثير كبير جداً على اليمن كبلد يحب السلام ويتجه الى السلام ويرفض العنف, ويصل الى حقه من العمل الحضاري الرشيد المتمثل للاحتكام للقانون, وقد كان لليمن سابقة في ذلك عندما اتفقت مع الشقيقة عمان على الحدود بطريقة حضارية سلمية قائمة على الحوار والمفاوضات, وهذا يعطي لليمن زخماً جديداً علاوة على السابقة الاولى, مما يجعل اليمن مقصداً للسائحين, وهم يعلمون انهم ذاهبون الى بلد حضاري ديمقراطي آمن, مستقر, زد على ذلك ان استعادة هذه الجزر سيمكننا نحن في السلطة السياحية اليمنية الترويج لها كسوق واعدة بالعطاء وكمنطقة جاذبة للسياحة. لديكم برنامج حافل لزيارة الدول الاوروبية للترويج للسياحة اليمنية, هل يوجد برنامج مشابه لزيارة البلدان العربية لتحقيق ذات الهدف..؟ ــ الحقيقة السياح الذين يقصدون اليمن في اغلبيتهم اوروبيون, باعتبار ان السياحة في اليمن لا تقدم من ألوان السياحة الا اللون الثقافي فما نقدمه كسياحة ذات مضمون ثقافي, ولا نستطيع ان نقدم السياحة ذات المضمون الترفيهي, او ذات المضمون العلاجي او المؤتمري, وانت تعلم ان هناك انواعا عديدة من السياحة, وهذا يرجع لأسباب عديدة منها ان عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح لنا بتقديم الخدمات التي يحتاجها السائح في نصفه الاسفل, لكنا نقدم ما يحتاجه السائح في نصفه الاعلى, في فكره وعقله, لثقافته لتاريخ عميق مجسد يراه امامه, في تاريخ ذي جذور, وحديث للتاريخ يتضح بجلاء ونحن لأجل ذلك ومع الاسف لا نستقبل من العرب الا قليلاً هؤلاء الذين يبحثون عن الثقافة والتاريخ الجميل, لكن العرب يذهبون الى جنوب شرق آسيا كما تعلم حيث يجدون هناك المتعة, ولن يجدوا ذلك عندنا لا الآن ولا في المستقبل, لاننا لن نفعل ذلك, لذلك فنحن نركز على ترويجنا السياحي على البلدان التي تهتم بالجانب الثقافي, وهي البلدان الاوروبية, ومع ذلك فنحن في اطار مجلس وزراء السياحة العرب الذي اتشرف بعضويته ممثلاً لحكومتي, قررنا ان ننشط السياحة العربية البينية, وقد حاولنا ونجتهد في المحاولة, غير انك تعلم ان السياحة قرار فردي ويتعلق بالحرية الشخصية, ولا تملك اي حكومة ان تأمر افرادها ان يذهبوا لبلد بعينه, لكنها تستطع ان تروج لهم وان توسع المدارك وتعطي المعلومات عن البلدان, وهذا ما يجب ان تضطلع به اجهزة الاعلام في الحديث عن البلدان العربية, فاذكر على سبيل المثال اننا عقدنا في مصر بعد حادث الاقصر الارهابي مؤتمراً خاصاً جعلناه للترويج السياحي في مصر, وروجنا للسياحة في مصر, ففي اليمن قررنا ان نخفض تذاكر الطيران لمن يقصدون مصر بنسبة 30% لننهض بالسياحة في مصر من كبوتها, وقررنا في مؤتمر للسياحة في دمشق مؤخراً ان نجعل السياحة البينية العربية هماً لنا لا نغفل عنه ونتابعه بشكل دائم, وسيظل هذا هو همنا وهو دعوتنا التي نتقدم بها الى مواطنينا العرب, لكن الامر سيظل في النهاية قراراً شخصياً, فيذهب المرء حيث يهوى. لاهاي ــ سعيد السبكي

Email