الصحف العراقية تطالب بسقف زمني لباتلر،بغداد تجدد تعهداتها بالتعاون مع المفتشين ومناقشة الوثيقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد العراق تعهده بالتعاون مع مفتشي الاسلحة لتمهيد الطريق نحو المراجعة الشاملة الضرورية لرفع العقوبات. واكد اللواء عامر السعدي مستشار الرئيس العراقي ان الحكومة ستبذل كل ما في وسعها للتعاون مع لجنة المفتشين, وتلبية اللجنة بشأن وثيقة الاسلحة الكيماوية . ومن جانبه طالب المستشار القانوني لوزير الخارجية العراقي اكرم الدنزي بمعاقبة ريتشارد باتلر لتجاوزه صلاحياته وطالبت الصحف العراقية برفع سقف زمني لعمل المفتشين, ودعت كوفي عنان الأمين العام للامم المتحدة إلى التنديد بتصريحات الرئيس الامريكي بيل كلينتون وتعهده بدعم عمليات الاطاحة بالرئيس العراقي. فقد قال السعدى ان العراق سيقبل تفتيش ما يسمى بالمواقع الرئاسية وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين كوفى عنان الامين العام للامم المتحدة ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز والتى نزعت فتيل ازمة سابقة فى فبراير الماضى. وتجنب العراق هجمات عسكرية هددت الولايات المتحدة بشنها بعد أن تعهد يوم السبت الماضى باستئناف التعاون مع لجنة الامم المتحدة الخاصة المعنية بازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية. واشار السعدى إلى ان الولايات المتحدة وبريطانيا وربما اسرائيل هى وحدها الدول التى اقرت توجيه ضربة عسكرية الى العراق لكنه اقر بان الراى العام العالمى كان ضد قرار العراق بوقف جميع صور التعاون مع مفتشى ومراقبى الامم المتحدة وكان هذا هو العامل الحاسم فى قرار بغداد استئناف التعاون. ومضى يقول ان العراق يأمل فى بدء المراجعة الشاملة فى أقرب وقت ممكن وأن استئناف التعاون مع اللجنة الخاصة كما يطالب مجلس الامن الدولى لا يحتاج الى وقت طويل. وأضاف اللواء سعدى فى حديث لشبكة سى ان ان الاخبارية الامريكية ان العراق سوف يتعاون مع رئيس فرق التفتيش ريتشارد باتلر الا ان تصريح باتلر امس بان هذه اخر فرصة امام العراق لكى يثبت تعاونه مع فرق التفتيش الدولية لا ينبغى ان يصدر من مسؤول يعمل فى اطار الامم المتحدة. وابدى الجنرال سعدى تعجبه من تصريح باتلر من انه ليس من اختصاص فرق التفتيش الدولية اثبات ان العراق لا يمتلك اسلحة دمار شامل وانه ينبغى على العراق ان يثبت ذلك بنفسه .. وتساءل كيف يثبت العراق عدم امتلاكه اسلحة دمار شامل وهو لايمتلكها بالفعل. وقال السعدي في مؤتمر صحفي أمس ببغداد اخذنا نسخا من هذه الوثائق معنا إلى نيويورك وكنا مستعدين لاظهارها لاشخاص متفتحي العقل. وكان باتلر قد اعلن في واشنطن في وقت سابق انه سيكتب إلى طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي يطلب منه تسليم وثيقتين احداهما تتعلق بالاسلحة الكيماوية والاخرى بالاسلحة البيولوجية. وتتعلق احدى الوثيقتين بالاسلحة الكيماوية التي استخدمت في الحرب الايرانية العراقية في الثمانينات. وقال السعدي فيما يبدو انه اشارة إلى تلك الوثيقة انها ورقة داخلية وليست وثيقة رسمية لكن العراق مستعد لمناقشتها مع اللجنة الخاصة المكلفة بازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية. واضاف (نحن مستعدون مرة اخرى لعمل ذلك .. لمناقشة هذه المسالة, وجميع الارقام ذات الصلة الواردة في تلك الوثيقة يمكن مناقشتها بسهولة0 لكن جميع البنود غير ذات الصلة او التفاصيل غير ذات الصلة بتفويض اللجنة الخاصة وعمل اللجنة الخاصة يجب ان تستبعد لانها تنطوي على معلومات تسعى (وكالات) مخابرات للحصول عليها) . وتحت الحاح في السؤال بشان ما اذا كان العراق مستعدا لتسليم الوثيقة قال السعدي (سنبحث الامر في وجود (ممثلي) اللجنة الخاصة وفي وجود ممثلين عن اعضاء (مجلس الامن الدولي) الخمسة الدائمين) . واضاف (نحن مستعدون تماما لمناقشة هذا الامر بما يرضي اللجنة الخاصة نظرا لعدم وجود مشكلة حقا في الاجزاء التي تقلق اللجنة الخاصة, فقد اعربت عما يقلقها ويمكننا معالجة ذلك برمته وليس هناك مشكلة) . واشار السعدي إلى أن الوثيقة تتضمن احصاء للاسلحة الكيمائية خلال الحرب العراقية الايرانية (81 ــ 1988) وعثر عليها المفتشون في يونيو الماضي. وشدد السعدي على ضرورة ابتعاد المفتشين عن كل ما يخرج من صلاحيات (يونيسكوم) لان ذلك يشكل معلومات استخباراتية. من جانبها طالبت صحيفة بابل العراقية بوضع سقف زمني لعمل مفتشي الامم المتحدة المكلفين نزع الاسلحة العراقية المحظورة الذين استانفوا عملهم اليوم في العراق. وطلبت الصحيفة التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي من الامم المتحدة توضيح موقفها من مسائل عدة هي (ليست مجرد تساؤلات انها صرخة احتجاج شعبية) . وتساءلت بابل في هذا الاطار (الى متى ستظل فرق التفتيش التي تورطت في اعمال التجسس والتخريب تعبث بقطرنا العزيز ولماذا لا يتم تحديد سقف زمني لانهاء عملها؟) . واضافت في تساؤل اخر (ما هو راي الهيئة الموقرة في تصريحات الرئيس الاميركي (بيل) كلينتون التي اعلنها الاحد الماضي واعرب فيها عن امله في تغيير النظام الوطني في العراق؟) . وفي تساؤل اخر قالت بابل (ما هو راي جمعيتكم الموقرة وقد اخذت علما بشان دعم واشنطن لحفنة من الخونة ممن تسميهم المعارضة وتؤسس لهم الاذاعات السرية وتدعمهم بالاموال والاسلحة؟) . وفي سياق التنديد بتصريحات كلينتون كتبت الثورة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم ان على عنان (الا يتردد في شجب ما يتناقض وميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي ويقول الكلمة التي يجب ان تقال حتى في وجه كلينتون نفسه) . واعتبرت الصحيفة ان انان (لم يكن موفقا) عندما كان يرد على اسئلة الصحافيين حول ما اعلنه كلينتون, مضيفة ان ما اعلنه كلينتون تدخل في شؤون العراق الداخلية. واضافت الثورة (اننا نستطيع ان نتفهم صعوبة ان يتخذ الامين العام مواقف ويدلي بتصريحات متوازنة في مثل هذا الجو الملبد المحموم ولكننا نعرف ايضا انه الامين العام للامم المتحدة وعليه ان يؤدي واجبات الامين العام ويتحمل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية ومن ضمنها قول كلمة الحق بجراة وانصاف وبخاصة في قضايا على درجة كبيرة من الخطورة مثل هذه القضية) . بغداد ــ لهيب عبدالخالق:

Email