وزير الاعلام الاردني ل (البيان):أمريكا حاولت تقديم(تصوراتها)حول صحة حسين،نحتاج لايضاحات سورية حول المعتقلين الاردنيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر وزير الاعلام الاردني ناصر جودة ان مسؤولين أمريكيين حاولوا تقديم(تصوراتهم)عن صحة العاهل الاردني الملك حسين, مشيرا الى ان الأخير حرص على وضع شعبه في أدق التفاصيل بشأن وضعه الصحي. ورفض الوزير الذي كان يتحدث في مقابلة مع(البيان)من عمان ان المزاعم الاسرائيلية عن احتمال اهتزاز وضع الاردن السياسي في حال غياب حسين, وقال ان الاردن نظام سياسي قائم منذ 80 عاما, ومازال موجودا. وتحدث الوزير عن علاقات بلاده مع الكويت, فقال: ان الامور بدأت تعود الى مجراها الصحيح. بيد انه أصر على رفض أية علاقة بين التحسن في علاقات الاردن مع الكويت وفتورها في المقابل مع العراق. وقال ان علاقات بلاده مع دولة لا يمكن أن تأتي على حساب دولة أخرى, غير انه أحجم مع ذلك عن نفي أو تأكيد حصول فتور في العلاقات مع العراق. وتحدث الوزير في سياق آخر عن: (معتقلين أردنيين في سوريا يتزايد عددهم) , حسب تعبيره, وقال ان عمان تحتاج الى ايضاحات سورية في هذا الخصوص, كما أشار الى موضوعين اثنين يثيران حساسية في الاردن, الأول هو (اختفاء) رعاياه في سوريا, والثاني طلب السلطات السورية من الاردنيين القادمين اليها مراجعة الدوائر الأمنية. ونفى الوزير في سياق آخر عرض بلاده التوسط بين سوريا وتركيا, لكنه قال ان بلاده مرتاحة لانتهاء الأزمة بشكل سلمي. وهنا نص الحديث: صحة حسين سؤالنا الأول يتعلق بصحة العاهل الاردني الذي تتداخل فيه رؤى عديدة مرتبطة بمستقبل الأردن.. فما هي الحقيقة في موضوع صحة الملك؟ اسمح لي أولا أن اتكلم ردا على هذا السؤال في محورين, الأول يتصل بالمعلومات والتفاصيل الطبية المتعلقة بصحة الملك والمصدر في هذا الموضوع هو الملك نفسه وليس أية جهة أو شخص آخر. وهذه هي السنة الحميدة التي دأب عليها جلالته والتي قلما تجد نظيرا لها في العالم كله, فقد وضع الملك الشعب الاردني في أدق تفاصيل حالته الصحية منذ ان غادر الى الولايات المتحدة للعلاج وحتى قبل ذلك, وهذا نهج انتهجه منذ زمن بعيد عندما كان يقوم باجراء عمليات بسيطة جدا في ركبته السنة الماضية أو في جيوبه الانفية أو في أذنه, حيث كان يضع الشعب في أدق التفاصيل حتى قبل ان يجري أية عملية جراحية. أما فيما يتعلق بالعارض الذي ألم بالملك مؤخرا والذي نأمل من الله عز وجل ان يزول في القريب العاجل ليعود الى شعبه في أقرب فرصة ممكنة سالما ومعافى. فقد وضع جلالته الشعب في أدق التفاصيل يوم مغادرته المطار متجها الى أمريكا وفي تصريحاته للصحفيين قبل مغادرته قال: (نعم أنا أعاني من ارتفاع في درجات الحرارة بشكل مستمر واعاني من الرعشة والبرد في الليل وعليّ ان أذهب كي أتحقق من وضعي الصحي كوننا استطعنا ان نجد السبب في كل ذلك) . وعندما وصل الى مايو كلينيك واجرى الفحوصات الميدانية أبلغ شعبه من خلال الامير الحسن نائب الملك وولي العهد بأن الاطباء يعتقدون بأن حالته الصحية ربما تعود الى مرض (اللمفوما) وقد تكون هناك حاجة الى علاج كيميائي, ثم عندما ثبت ان الملك يعاني من (اللمفوما) حدد تفاصيل هذا المرض وقال: (انه لمفوما (تايب Cell.B) وهذه هي تفاصيلها الطبية وهذا برنامج علاجها وهذا هو الوقت الذي سيستغرقه العلاج, وهذا المرض موجود في الأماكن التالية من جسمي) أي ان الملك كان المصدر الرئيسي للمعلومات عن صحته, كما كان بعد كل مرحلة من مراحل العلاج يتحدث مع شعبه إما من خلال نائب الملك أو من خلال التلفزيون أو الاذاعة ليضعهم في أدق تفاصيل العلاج. اذن هذا موضوع مفروغ منه ولا يستطيع أحد بالتالي ان يتكهن حول صحة الملك في وقت هو مصدر المعلومات فيه عن صحته وقد قلت في السابق ان التكهنات في هذا الموضوع تأتي في حالة غياب المعلومات, ولكن عندما تكون المعلومات متوفرة بشكل واف وكاف فلا داعي للتكهنات اللهم الا اذا كانت هناك أسباب أخرى لها, ولاحظ معي هنا انني قلت ان المصدر الرئيسي للمعلومة في هذا الشأن هو الملك نفسه وليس الأطباء. أما فيما يتعلق بالتكهنات الأخيرة خاصة بالتصريحات والمقالات التي وردت في الصحافة الاسرائيلية وغيرها, فأرجو ان أشير هنا الى ان الصحافة الاسرائلية وليس الحكومة الاسرائيلية هي التي تناولت هذا الموضوع. وللحقيقة فإن ما يبنى على هذه التكهنات من وصف لوضع الاردن السياسي والاشارة الى عدم استقراره اضافة الى المزاعم بضرورة التدخل من جهات مختلفة لحفظ الأمن والاستقرار فيه, فهذه مبنية جميعها على تكهنات لا يمكن النظر اليها بجدية ونحن من جانبنا نقول ان مثل هذه المزاعم مرفوضة لأننا لسنا بحاجة الى راع وأود ان أذكر هنا ان الاردن نظام سياسي قائم منذ ما يقارب الثمانين عاما ولم يتغير, ومن كان يشك منذ عام 1921 بمستقبل هذا النظام ويقول انه غير مستقر وان أيامه معدودة أقول لهم هانحن مازلنا موجودين وهاهي القيادة موجودة وهاهي المؤسسات التي ساهمت القيادة في بنائها وتعزيزها موجودة وهاهو الاردن باق ان شاء الله بهمة قيادته وشعبه الذي يؤمن بهذا البلد وبمؤسساته. ومن كان يقول بأن الاردن أيامه معدودة وخصوصا تلك الانظمة السياسية التي كانت تقول وجهة النظر هذه ذهبت ونحن مازلنا هنا. تصورات أمريكية لكن المعلومة حول صحة الملك جاءت بعد زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون للملك في مايو كلينيك, هل لديكم معلومات عما يمكن ان يكون قد لاحظه شارون.. أم ان القصة وراءها محاولة اسرائيلية سياسية يقصد بها التأثير على شيء ما؟ أنا أحاول ألا أكون تآمري العقلية, لكن المعلومة كما نشرتها الصحافة الاسرائيلية كانت منقولة عن مسؤولين أمريكيين أوصلوا تصوراتهم عن صحة الملك الى شارون ومرافقيه. وللحقيقة فإن شارون حرص على ان يزور الملك قبل ان يذهب الى (واي بلانتيشن) , واعتقد ان تصريحات شارون بعد زيارته لحسين كانت واضحة كما نُشرت وقرأناها جميعا بأنه وجد الملك واثقا من نفسه ومعنوياته عالية, لكن يبدو عليه انه عانى بعد عدة مراحل من العلاج المنهك. والحاصل ان الملك ليس مختفيا عن الناس, فهو يدرك بعد عدة مراحل من العلاج المنهك ان وزنه تناقص قليلا, كما قام بحلق شعر رأسه قبل ان يؤثر عليه (العلاج الكيميائي). ولو أراد الملك ان يخفي صورته عن الناس منذ أربعة أشهر لما كان يستقبل المسؤولين باستمرار ولما كان يجري الاتصالات ولما كان يسمح بوجود الكاميرات في هذه اللقاءات, فهو مؤمن بالله وبشعبه وبثقة هذا الشعب فيه, وهي ثقة متبادلة بين الشعب وقيادته. وعلى امتداد الشهور التي أمضاها في الولايات المتحدة للعلاج كان يستقبل المسؤولين عربا أو اردنيين باستمرار ويسمح بالكاميرات والتصوير رغم انه كان واضحا ان وزنه يتناقص بين فترة وأخرى, وان شعر رأسه تأثر بذلك ولو توجهت بالسؤال للأطباء فإنهم سيقولون لك بالتأكيد ان الشخص الذي يتعرض لمراحل متتابعة من العلاج الكيماوي لن يكون هو ذات الشخص من حيث الوزن والشكل العام, وهذا موضوع عادي ومنطقي جدا في اطار العلاج, اذن ليتكهن من يشاء فنحن نعرف أنفسنا ونعرف قيادتنا ونعرف مصير هذا البلد مثلما نعرف ماضيه وتاريخه والتزاماته ورسالته, فمن أراد ان يتكهن أو يبني نظريات وتصورات فليدعي ما يشاء. العلاقة مع الكويت دعنا نعرج الى موضوع آخر, فقد كانت هناك آمال كبيرة في السنوات الثلاث الأخيرة بقرب عودة العلاقات مع الكويت الى طبيعتها, واعادة فتح السفارة الاردنية, وقبل فترة ظهرت تصريحات لمسؤولين أردنيين كنتم من بينهم أشاروا فيها الى احتمال عودة هذه العلاقات قبل نهاية العام.. هل لديكم تفاصيل حول هذا الموضوع؟ التفاصيل الكاملة ليست لدي, وكل ما أستطيع قوله ان الامور بدأت تعود منذ فترة الى مجراها الصحيح بين الاشقاء, فالكويت دولة عربية شقيقة نحترمها ونكن لها كل التقدير, وكانت هناك مراسلات بين ولي العهد الاردني والشيخ سعد العبدالله ولي عهد الكويت, كما تمت لقاءات على مستوى المسؤولين في البلدين كان آخرها زيارة الشيخ صباح الاحمد للملك حسين.. ومن خلال هذه اللقاءات يبدو ان الامور تسير في الاتجاه الصحيح, اما الموضوع الفني الباقي فهو افتتاح السفارة الاردنية في الكويت, اما سفارة الكويت كما تعلم فهي موجودة وعاملة وحسب ما علمت فإن كل الدلائل تشير الى ان النية تتجه لدى اشقائنا في الكويت الى انهاء هذا الموضوع, اما عن التوقيت ومتى يتم فهذا موضوع يعود الى الاشقاء في الكويت, ونأمل ان يتم في القريب العاجل, وكل المؤشرات توحي بذلك. اما عن التلميحات بأنه قد يتم قبل نهاية العام فإن التوقيت ليس مهما بالنسبة لنا بقدر ما هو مهم ان تتوفر النية بعودة الامور الى مجراها الصحيح. هل يمكن الربط بين التحسن المطرد في العلاقة مع الكويت والفتور في العلاقة مع العراق.. وهل مازلتم في الاردن تفصلون بين الموقف السياسي والعلاقات الاقتصادية مع العراق؟ لا أعتقد ان العلاقة بين الاردن وأية دولة عربية يمكن ان تأتي على حساب دولة عربية اخرى, نقولها بصراحة نحن في الاردن نطمح بأن تكون علاقتنا جيدة مع الجميع اما موضوع العلاقة الاقتصادية مع العراق فأنت تعلم ان الاردن دولة عضوة في الامم المتحدة وهي ملتزمة بالشرعية الدولية اينما كانت وأينما طبقت هذه الشرعية, لكن هناك بروتوكول تجاري بين الاردن والعراق وانت تعلم انه ليس لنا موارد نفطية ونحن نحصل على هذه الموارد من العراق ضمن اطار الشرعية الدولية, كما ان الموقف الاردني الذي يتفق عليه الجميع بما فيه اشقاؤنا في الكويت هو رفع المعاناة عن الشعب العراقي الذي لا ذنب له فيما حدث وهذا موضوع منفصل فالعلاقات السياسية شيء ومعاناة الشعب العراقي شيء آخر. هل يمكن القول فعلا ان هناك فتورا في العلاقة مع العراق منذ فترة؟ لا اعتقد ان الموضوع فتور او تحسن في العلاقة مع العراق, فالعلاقة مستمرة على المستويات الفنية, والمسؤولون العراقيون عندما يغادرون العراق او يعودون اليها يمرون عبر الاردن لأن هذا هو الطريق الوحيد لهم الى الخارج, وفي الغالب يطلعون المسؤولين الاردنيين اثناء توقفهم على مجريات الامور فيما يتعلق بمباحثاتهم مع الامم المتحدة وغيرها, والعلاقة مستمرة عبر هذه القنوات. العلاقات مع سوريا هل يمكن ان توضح لنا الضجة التي ثارت على هامش العلاقة مع سوريا فيما يتعلق بالسجناء والمعتقلين الاردنيين هناك؟ ولماذا كان هناك موقفان اردنيان احدهما متشدد وجاء على لسان بعض المسؤولين الاردنيين, وآخر معتدل وجاء على لسانكم... وهل يمكن القول ان مراجعة اردنية للنفس جرت حول العلاقة مع سوريا؟ الموقف الاردني حول قضية السجناء او المعتقلين بالأحرى ليست بالموقف الجديد فمتابعاتنا لهذا الموضوع عبر القنوات الدبلوماسية مستمرة منذ سنوات, اما الضجة التي ثارت فتعود اسبابها الى ان الاعلام اهتم بهذا الموضوع في الفترة الاخيرة, اقول: هناك معتقلون اردنيون في سوريا يتزايد عددهم ونحن نحتاج الى توضيح سوري بهذا الشأن. أين هم..؟ وما هي التهم الموجهة اليهم..؟ وهل يستطيع اهاليهم زيارتهم..؟ وما هي الظروف التي رافقت اعتقالهم.. وكيف حوكموا..؟ نحن نؤمن بأن لكل دولة الحق في ممارسة سيادتها على ارضها, كما نعرف انه مرفوض ان يخالف احد قوانين هذه الدولة وهو على ارضها واذا ارتكب احد من الاردنيين مخالفة على الاراضي السورية فمن حق السلطات في سوريا ان تتخذ اجراءاتها القانونية, لكن ما نريد ان نعرفه ما هي هذه المخالفات التي ارتكبت وما هي الجرائم التي وجهت اليهم.. وكيف حوكموا.. وأين حوكموا وفي اي سجن هم..؟ وما الفترات التي حوكموا بها..؟ وردا على الشق الاخير من سؤالك أقول: ليس هناك موقفان اردنيان من هذه القضية كما أشرت بل هناك موقف واحد, واقول ردا على هذه القضية نحن لا نرد على هذه الاساءة بالاساءة لكننا نرد على الاساءة بالمطالبة باحقاق الحق. قلتم في البيانات الرسمية الاردنية ان هناك بين المعتقلين مسؤولون اردنيون وقالت اوساط سورية ان بين المعتقلين اعضاء في اجهزة امنية اردنية..؟ لم اسمع ان هناك اعضاء في اجهزة امن اردنية بين المعتقلين, لكني سمعت ان هناك نفيا سوريا لوجود مسؤولين اردنيين بين المعتقلين وقد تحدثت في هذا الموضوع وقلت ان الحكومة الاردنية تنظر الى اي موظف حكومي في مؤسسات الدولة وكأنه مسؤول مهما كانت رتبته او درجته, وهناك موظف اردني مختف في سوريا وهو موسى ناصر الكراسنة وهو موظف في بنك تنمية المدن والقرى وقد ذهب في زيارة خاصة الى دمشق قبل اشهر واختفى. فأين هذا الشخص..؟ فاذا كان مفقودا بالفعل فليبلغونا عنه.. اما اذا كان معتقلا فلماذا اعتقل..؟ اقول هناك موضوعان يثيران حساسية لدينا في الاردن.. الاول: اننا نحن في الاردن غريب علينا موضوع الاختفاء هذا.. فاذا ارتكب شخص ما في الاردن جريمة معينة فهو يحاكم محاكمة علنية وبامكانه حتى لو ارتكب اخطر الجرائم ان يلتقي برجال الصحافة والاعلام. اما الموضوع الثاني الذي يثير حساسيتنا في الاردن فهو الطلب من مواطنينا الاردنيين عند دخولهم الى سوريا ان يراجعوا الدوائر الامنية لضبط قيودهم الامنية في سوريا, فالمتعارف عليه ان مثل هذا الامر يطلب من مواطني الدولة ذات العلاقة وليس من الزائرين, نحن نعتبر ان مثل هذا الامر غريب وكل ما نطلبه من الاشقاء في سوريا انه اذا كان هناك احد من الاردنيين غير مرغوب بدخوله الى سوريا ان يعاد الى الاردن, اما اذا دخل مواطن اردني الى سوريا وارتكب مخالفة هناك, فهناك اعراف وقنوات دبلوماسية يمكن ان نبلغ من خلالها بالمخالفة التي ارتكبها, ويمكن بعد ذلك ان تجرى محاكمته على مخالفته ويتم ابلاغ الدولة التي ينتمي اليها بالظروف التي احاطت بموضوع مخالفته والحكم الذي يستحقه. ما بين تركيا وسوريا تحدثت انباء عن عرض اردني للوساطة بين تركيا وسوريا وان الجانب السوري رفض ذلك.. هل هذا صحيح؟ نحن لم نعرض وساطة ولم نتقدم بطلب للجانب السوري كي نتوسط بينهم وبين الاتراك لكن علاقتنا مع الجميع معروفة وقلنا دائما ان الاردن يسخر علاقاته لخدمة الصالح العربي سواء للعرب القريبين او البعيدين, وأود هنا ان افصل بين الخلاف التركي السوري وما حدث من تطورات وتصريحات متبادلة بين الاردن وسوريا.. فهذا موضوع وهذا موضوع آخر, وكل من يحاول ان يربط بين الموضوعين يرتكب خطأ جسيما, ولقد استغربنا نحن في الاردن ان تصدر في اجواء التصعيد بين تركيا وسوريا تصريحات من مسؤول كبير ضد الاردن ورغم ذلك فلم نرد على الاساءة الا بالحق, اما فيما يتعلق بموضوع الخلاف التركي السوري فقد كان موقفنا مطابقا للموقف السوري ولا يختلف عنه بأي شكل من الاشكال, وتأكيدا على ذلك فإن وزير الخارجية السوري قال اثناء لقائه بوزير الخارجية المصري عمرو موسى أن سوريا تطالب بالحوار مع تركيا لأنها دولة جارة وصديقة, وقال ايضا ان سوريا لا تريد ان تلجأ للقوة ولابد من حل الامور بطريقة سلمية من خلال القنوات الدبلوماسية وهذا يتطابق حقيقة مع الموقف الاردني وعندما استمعت الى هذا التصريح من وزير الخارجية السوري اعتقدت انه يدلي ببيان للحكومة الاردنية. اقول نحن في الاردن مع الموقف السوري ومع ما تم الاتفاق عليه بين تركيا وسوريا لأنه نزع فتيل الأزمة بينهما, وقد كان لتركيا مطالب استجاب لها الاشقاء في سوريا وتم الاتفاق بينهما وهذا الاتفاق نحن في الاردن نرحب به, ونثمن للاشقاء السوريين انهم جنبوا المنطقة كارثة جديدة. تحدثت عن توقيت تصريحات العماد مصطفى طلاس ممثل وزير الدفاع السوري.. هل نعتقد ان وراء مثل هذه التصريحات تصور سوري بأن العلاقة الاردنية التركية الاسرائيلية يمكن ان تؤثر على المطامع الاقليمية لسوريا؟ أنا لا أستطيع التحدث بالنيابة عن المسؤولين السوريين, وكل ما استطيع قوله ان الاتفاقات الامنية التركية الاسرائيلية لم يكن الاردن طرفا فيها رغم كل المزاعم ورغم كل ما قيل. وقد جاء نفي هذه المزاعم في الاردن على اعلى المستويات بدءا بالملك حسين والامير الحسن وانتهاء برئيس الوزراء ووزير الخارجية وأنا شخصيا, وقد اوضحنا بما لا يدع مجالا للشك بأن الاردن ضد التحالفات وان اي مفهوم امني يتعلق بالمنطقة لابد ان يكون شموليا فنحن ننظر الى الامن في هذه المنطقة بأنه منظومة اقليمية تتصل بالجميع, فلا يمكن لأحد ان ينعم بالامن والاستقرار في هذه المنطقة بعيدا عن مشاركات الآخرين في منظومة امنية متكاملة. عودة الى الموضوع السوري.. الم تفاجأوا بسرعة انجاز الاتفاق السوري التركي.. وهل تعتقد ان المصريين ساهموا في تجسير الهوة بين الطرفين؟ كان للدبلوماسية المصرية دور فعال في تقريب وجهات النظر بين الطرفين ونحن نثمن الاستجابة السورية لجهود الوساطة ونثمن الوصول الى اتفاق بهذه السرعة. ألم تفاجأوا في الاردن بسرعة الاتفاق بين الطرفين..؟ وألا تعتقدوا معي ان ميزان القوى بين الطرفين ساهم في انجاز الاتفاق بسرعة..؟ ليس لدي فكرة عن ذلك.. واذا كنا قد فوجئنا بسرعة الاتفاق فقد كانت بالنسبة لنا مفاجأة سارة.. لأنه تم تجنيب المنطقة الوقوع في كارثة جديدة لأن التصعيد السياسي بين الطرفين الذي كاد ان يتحول الى تصعيد عسكري تم تجاوزه وبما يعني ان الحوار دائما يقود الى نتائج ايجابية, وهذا هو الموقف الاردني الثابث, اي اللجوء الى الحوار. نحن وحماس اسمح لي ان انتقل الى موضوع آخر.. انتم وقعتم معاهدة سلام مع اسرائيل وفي الوقت نفسه هناك علاقة جيدة بين الاردن وحركة حماس وحتى قيادة حماس الاساسية والمتشددة تقيم في الاردن.. هل لذلك علاقة بالفعل السياسي المطلوب من الاردن على صعيد العملية السلمية؟ اسمح لي أولا ان اوضح اولا بعض النقاط غير الدقيقة في سؤالك.. لقد اقمنا معاهدة سلام مع اسرائيل ضمن آلية محددة في مدريد وذهبت اليها كل الاطراف المعنية بالصراع مع اسرائيل ولم يكن في الامر سباقا فقد دخلنا الى مدريد معا ضمن اسس موحدة ومشتركة وشاركت كل من الاردن وسوريا وفلسطين ولبنان في مواجهة الطرف الآخر وتم الاتفاق على ارساء دعائم السلام ضمن ديناميكية تقود الى سلام شامل ولم نوقع جدول اعمال المفاوضات مع اسرائيل الذي انتهى مع اسرائيل وبعد ان قطع السوريون بدورهم شوطا على هذا الصعيد, لقد دخلنا الى السلام باستراتيجية موحدة شارك فيها الجميع, اما عن الشق المتعلق باقامتنا لعلاقات جيدة مع حركة حماس وبأن قيادات حماس تقيم في الاردن فهذا غير دقيق لأن الاردن لا يعترف الا بمنظمة التحرير والقيادة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية الشرعية موجودة الآن على ارض الواقع, من ناحية اخرى فإن تمثيل حماس في الاردن لا يتعدى ان هناك مواطنين اردنيين قد تكون انتماءاتهم الفكرية والسياسية مع اي كان وهؤلاء يدلون بتصريحاتهم ضمن الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي في الاردن وليس هناك قيادة سياسية لحماس موجودة في الاردن. فأرجو ان نكون واضحين فيما ذهبنا اليه. ولكن خالد مشعل يقيم في الاردن والدكتور موسى أبومرزوق يقيم في الاردن وهناك ناطق رسمي لحماس يقيم في الاردن..؟ بغض النظر عن هذا فنحن نتعامل مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للفلسطينيين..؟

Email