أبرز إنجازات سعادة.. إنقاذه اتفاق الطائف: لبنان يودع زعيم حزب الكتائب رسميا وشعبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعى حزب الكتائب اللبناني أمس زعيمه جورج سعادة الذي توفى عن (68)عاما بمنزله بحي النقاش بالعاصمة بيروت بعد رحلة عذاب مع مرض السرطان . واحتفظ سعادة بقعده البرلماني عن دوائر البترون مسقط رأسه لمدة عشرين عاما منذ عام 1972. وفي عام 1989 قهر سعادة قادة الجناح اليميني المتشدد في حزبه ودخل في مفاوضات انهت الحرب الأهلية وفقا لمؤتمر الطائف. ويودع لبنان, الرسمي والشعبي قبل ظهر اليوم رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور جورج سعادة الذي شاءت أيامه الاخيرة في الحياة, قبل أن يدخل في صراع مرير وسريع مع المرض, ان يتمكن من تحقيق أربع انجازات.: أولها : تعزيز التقارب الماروني اللبناني مع سوريا, ولذا حرص الدكتور بشار الاسد (نجل الرئيس السوري) على زيارته في منزله للاطمئنان قبل حوالي الاسبوعين. والثاني: تأكيد الثوابت السياسية للوفاق الوطني بفتحه الباب عريضا باتجاه التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه الوزير وليد جنبلاط. وقد حصلت بين الجانبين في الآونة الأخيرة اجتماعات حزبية عدة تحت شعار (الانفتاح من اجل الآخر) . والثالث: دعوة اعضاء حزب الكتائب الى الاتحاد. أما الانجاز الرابع فهو خروجه عن صمته حيال اتفاق الطائف, وهو الذي تعرض بسبب مواقفه فيه الى حملات من القوى السياسية والروحية المسيحية, معتبرة أنه قدم فيه تنازلات اضرت بالمسيحيين ومواقعهم وادوارهم في السلطة اللبنانية, بدءا من تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية, حسب ما ترى تلك القوى. إلا أن رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني يرى أنه لولا جورج سعادة لما ولد اتفاق الطائف. وهكذا, وبشهادة الكثيرين قامت الجمهورية الثانية, بعد الطائف, وكان متعهد التنفيذ الاكبر فيها الرئيس الياس الهراوي, وذلك بفضل الدكتور سعادة الذي يودعه لبنان في تشييع رسمي وحزبي وشعبي قبل ظهر غد في كنيسة مار مارون في منطقة الجميزة في بيروت, قبل نقل جثمانه الى مسقط رأسه في (شبطين) ليوارى الثرى. ويمثل الرؤساء الثلاثة في المأتم الرسمي كل من: الوزير ميشال اده عن الرئيس الياس الهراوي, النائب محمد عبد الحميد بيضون عن الرئيس نبيه بري, ووزير العدل بهيج طباره ممثلا رئيس الحكومة رفيق الحريري. وكان سعادة الذي كان يفترض أن يحتفل بعيد ميلاده الثامن والستين يوم السبت المقبل, قد كشف النقاب مؤخرا عن دوره في الطائف, وذلك في مكتاب اصدره تحت عنوان: (قصتي مع الطائف: حقائق ووثائق, ملابسات ومعاناة, سوء تنفيذ وخيبة أمل) . شهادات يقول الحسيني (التزام سعادة بصمت في مواجهة الافتراءات الشخصية, وأثر تأدية دوره في تحقيق الارادة الوطنية, وفي حفظ المؤسسات الشرعية من مدنية وعسكرية, مفضلا دائما القيام بالدور الوطني الاكبر. وبالتالي رافضا الركوع في الادوار الضيقة والسير في الطرق المسدودة التي عادت وتعود بالتأكيد بالضرر الكبير على الشعب والوطن. ويعود الحسيني ليشدد على ما يسميه بانجاز سعادة الكبير بوضع وثيقة الطائف التي انهت الحرب والمحنة وشرعت امام اللبنانيين الفرص في اقامة دولتهم ومؤسساتهم. ووصف رئيس الحكومة السابق النائب الدكتور سليم الحص سعادة بقوله: (انه رجل كبير فقده لبنان, وسوف يذكره التاريخ على ما قام به من دور مشكور وبناء في التصدي للاحداث التي مزقت لبنان وشعبه اذ كان يدعو المواطنين دائما الى المحبة والوئام والتفاهم والوفاق. واضاف الحص: (لقد اختبرت الدكتور الراحل سعادة في الحكومة الاولى التي تشكلت بعد اتفاق الطائف, فكان مثالا للوزير الوطني المسؤول الذي لم يتوان لحظة عن اتخاذ المواقف الشجاعة في خدمة السلم الاهلي والوفاق الوطني لذلك فان لبنان يفتقده رجلا عظيما من رجالاته. واعتبر رئيس الحكومة السابق رشيد الصلح انه بوفاة سعادة خسارة كبيرة للبنان, واصفا اياه بأنه (واحد من الرجال الكبار الوطنيين فيه) . ومعتبرا أنه من أنجح الوزراء وأنظفهم. بيروت ــ وليد زهر الدين

Email