عنان يحذر من فشل الدبلوماسية مستقبلا: مجلس الامن يعلن انتهاء الازمة مع العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلن مجلس الامن رسميا في ساعة مبكرة من صباح امس انتهاء ازمة المفتشين مع بغداد, وقبل قرار الاخيره استنئاف التعاون الواضح وغير المشروط مع مفتشي نزع الاسلحة , وتحدث (الاعلان) الذي اصدره المجلس بعد مشاورات استغرقت (ثلاث) ساعات عن المراجعة الشاملة لما انجزه العراق غير انه ربط ذلك بتقديم اشعار من اللجنة الخاصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية, وفيما وصف كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة التطورات الاخيرة بانها انتصار للدبلوماسية, دعا العراق الى التحرك بسرعة لاحترام تعهداته حتى يتسنى رفع العقوبات عنه محذرا بغداد من ان المجال قد لايسمح بنجاح الدبلوماسية مستقبلا. واعطى مجلس الامن بعد جلسة استمرت ثلاث ساعات الضوء الاخضر لعودة المفتشين لكنه طالب بتعاون (غير مشروط ومستديم) مع مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة. وقال رئيس المجلس, القائم بالاعمال الامريكي بيتر بورليه, للصحافيين ان (العراق قرر بوضوح وبشكل غير مشروط التعاون كليا مع اللجنة الخاصة ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية) . واشار الى ان (هذا القرار يشكل الغاء للقرارات التي اتخذها العراق في الخامس من اغسطس و31 اكتوبر وان تعاون العراق مع اللجنة الخاصة ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتيح عودة المفتشين لاستئناف نشاطاتهم فورا وبشكل غير مشروط وبدون عوائق) . غير ان بورليه اضاف ( اكد اعضاء المجلس ان ثقتهم في نوايا العراق تتطلب تأكيدا من خلال التعاون الدائم غير المشروط) و قال دبلوماسيون ان اجتماع مجلس الامن الدولي الذي كان يفترض ان يعقد ابتداء من الساعة 20,30 بتوقيت جرينيتش لم يكن قد بدأ بعد مرور اكثر من ساعة على موعده. حيث اجتمع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والقائم بالاعمال الامريكي بيتر بورليه الذي يرأس مجلس الامن الدولي مع سفير العراق نزار حمدون سعيا للحصول على توضيحات لما اعلنه نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز لشبكة (سي ان ان) بان العراق (ليس ملزما سوى بمضون الرسالة) التي وجهها الى عنان وبالتالي ليس بالتوضيحات الخطية التي حملها حمدون. وفي هذه الاثناء قال مسؤول امريكي ان عنان اجرى اتصالا تليفونيا مع عزيز لازالة اي لبس فيما يتعلق بتصريحات عزيز التي ارجأت بدء مشاورات لمجلس الامن الدولي. وطلب عنان ايضاحات لتصريحات ادلى بها عزيز خلال مقابلة مع شبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية الامريكية قال فيها انه ملتزم فقط بمضمون الرسالة التي بعث بها الى عنان والتي تقول ان العراق تراجع عن قراره وقف التعاون مع مفتشي الاسلحة الدوليين. واعتبر بعض الدبلوماسيين ذلك انه ينأي بعزيز عن رسائل بعث بها نزار حمدون مندوب العراق لدى الامم المتحدة الى عنان يوم السبت وقال فيها ان ملحقا لرسالة عزيز لا يتضمن وضع اي شروط بشأن عودة المفتشين الى العراق. وقال المسؤول الامريكي ان نائب رئيس الوزراء العراقي قال لعنان ان رسائل حمدون (جزء لا يتجزأ) من رسالة عزيز نفسها وانه لم يتنصل منها, واكد فرد ايكهارد المتحدث باسم الامم المتحدة اتمام المكالمة التليفونية وماجاء بها. وكان عنان وبيتر بورليه الرئيس الحالي لمجلس الامن وهو امريكي الجنسية طلبا في وقت سابق ايضاحات من حمدون. وقال حمدون للصحفيين انه قدم ايضاحا لتصريحات عزيز حظي بموافقة كل من عنان وبورليه. وقال ايكهارد انه تم تقديم مذكرة الي مجلس الامن في ضؤ الاتصال التليفوني بين عنان وعزيز. واضاف ان المذكرة جاء فيها (في محادثة تليفونية مع الامين العام اجريت الساعة 20ر4 من مساء 15 نوفمبر عام 1998 قال طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي ان تصريحاته لشبكة سي.ان.ان في وقت سابق امس تتعلق فقط بتصريحات الرئيس (بيل) كلينتون بشان عمل لجنة الامم المتحدة الخاصة المكلفة بازالة ما لدى العراق من اسلحة دمار شامل) ومضت المذكرة تقول (لم تتضمن التصريحات التعليق على تبادل الرسائل امس الاول, قال نائب رئيس الوزراء ان الرسائل التي بعث بها السفير حمدون الى رئيس مجلس الامن امس صدرت بناء على تعليمات من نائب رئيس الوزراء وبتفويض منه) وقالت (لذا فانها تمثل جزءا لا يتجزأ من رسالته المؤرخة في 14 نوفمبر عام 1998 والموجهة الى الامين العام) . من جانبه وجه الامين العام لامم المتحدة تحذيرا مبطنا الى بغداد اكد فيه ان المجال قد لايسمح بنجاح الدبلوماسية مع العراق مستقبلا. وقال عنان للصحفيين (اتعشم مخلصا الا يتكرر ذلك مستقبلا) ومضى يقول: لست واثقا من انه اذا تكرر ذلك سيكون لدين الوقت لمبادرات دبلوماسية اخرى ونداءات) واضاف عنان (اعرب المجتمع الدولي بالاجماع عن امله في التوصل الى حل دبلوماسي مرض للازمة الراهنة0 وبدا ان هذه النتيجة قد تحققت) وقال عنان انه واعضاء مجلس الامن يعربون عن الامتنان للرئيس الامريكي بيل كلينتون (للقرار الشجاع والصعب الذي اتخذه ) في اشارة الى قرار واشنطن قبول وعد العراق استئناف التعاون مع مفتشي الاسلحة الدوليين. واضاف (انه انتصار لكل من اعربوا عن عزمهم الثابت بشان وجوب احترام قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة انه انتصار للدبلوماسية والعزم) وقال انه من اجل نسيان الازمة تماما (يتعين على العراق ان يتحرك بسرعة كي يكفل الالتزام غير المشروط) وقال ان هذا خير سبيل ليضمن العراق رفع العقوبات المفروضة عليه منذ غزوه الكويت عام 1990 وسئل عنان عما اذا كان سيؤيد استخدام القوة في اي مواجهة مستقبلية مع العراق فرد بقوله (هذا سؤال يوجه الي الدول الاعضاء) وتفادي عنان الرد على سؤال بشان تصريحات الرئيس الامريكي بيل كلينتون التي دعا فيها الى تغيير نظام الحكم في العراق قائلا (انها السياسة الداخلية الامريكية ولا شأن لي بها واحبذ عدم التعقيب عليها) ومضى يقول ردا على سؤال بشان حدوث اي تدخل امريكي معه قبل ان يناشد العراق التراجع عن قراره فرد بقوله (كل ما يمكنني ان اقوله هو ان لدي تفويضا واملك ضميرا وفوق كل شيء فانني اؤمن بميثاق الامم المتحدة وافكارها وهو ما يهديني) ــ الوكالات

Email