ممثل الحزب في(التجمع)يلهب حوارات المعارضة: الشيوعيون السودانيون يرفضون الجمهورية الرئاسية والتراجع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الحزب الشيوعي السوداني الذي يمثل احدى القوى السياسية الهامة في التجمع الوطني الديمقراطي معارضته التعديلات التي أقترح حزب الأمة ادخالها على ميثاق التجمع , وجدد معارضته للجمهورية الرئاسية التي ظل يعارضها منذ عام ,1968 ونبه الى أن الحديث عن (حكومة قوية) يثير في الذهن بداية العودة الى (القانون القمعي والاجراءات القمعية والأجهزة الأمنية) بينما رأى ان الحكومة تستمد قوتها من وحدة الشعب. والتفافه حولها وذلك لن يتوفر كحكومة من حزب واحد أو حزبين خلال الفترة الانتقالية.. وأرجع الحزب الشيوعي السوداني الفشل الذي صحب الفترات التي حكمت فيها السودان (حكومات برلمانية) ليس الى فشل النظام الرئاسي البرلماني, ولكن للسياسات التي أدت الى عدم الاستقرار, والى عدم ادراك القوى السياسية مجتمعة أسباب الازمة السودانية وجذورها وطرق حلها, وذلك ما عبر عنه ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي الذي وصفه بأنه أخطر وأوسع تحالف سياسي شهدته بلادنا.. وحذر الحزب الشيوعي السوداني من ان الدعوة (لنظام يؤدي الى الانفراد بالسلطة بعد الانتصار على نظام الجبهة سيقود حتما للفشل الذي صحب الفترات الانتقالية السابقة) . وكان الحزب الشيوعي السوداني قد دعا الى ندوة مفتوحة الليلة قبل البارحة استضافتها دار الحزب الاتحادي الديمقراطي بالقاهرة وحضرها جمع حاشد من السودانيين وشارك فيها ممثلون لكل فصائل التجمع الوطني الديمقراطي. وتحدث بأسهاب التجاني الطيب سكرتير اللجنة المركزية للحزب وممثله في هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي الذي وصف جميع المعقبين على حديثه بالموضوعية وروح الديمقراطية وأثنوا على عرضه ثناء كثيرا.. وكان التجاني الطيب قد استهل حديثه بأن نفى عن الحزب الشيوعي معارضته لفكرة اقامة ندوات مفتوحة للحوار حول قضايا ومهام المؤتمر الثاني للتجمع. كما ردد البعض لأننا كنا نرجو أن ينظم هذا الحوار بواسطة لجنة فرع التجمع بالقاهرة وان يتم تحت مظلتها وليس تحت المظلات الحزبية المنفردة. وركز المتحدث باسم الشيوعيين السودانيين, على وثيقة حزب الأمة المسماة (اصلاح وتقويم التجمع) وقال إننا من حيث المبدأ لسنا ضد تفعيل وتطوير التجمع ولسنا ضد المناقشات التي تدور حاليا والحوارات المتعددة المستويات والمنابر بشأن القضايا التي سيعالجها المؤتمر الثاني للتجمع, وهذا تحضير ضروري لنجاح المؤتمر, ولكنه (لابد أن يقترن اقترانا واضحا ومقنعا بصدق النوايا والتجرد والالتزام التام بمواثيق التجمع وقرراته وخاصة بالميثاق الوطني الديمقراطي وقرارات اسمرا للقضايا المصيرية) . وقال (اهتداء بفهمنا للميثاق وهو الأساس الفكري والسياسي المتين لوجود وفاعلية التجمع الوطني الديمقراطي وبوحدة تلاحم الشعب السوداني في أوسع تحالف عرفه تاريخنا, فأننا نحن الشيوعيين سنجعله المرجع في تحديد مواقفنا من كافة القضايا والمقترحات المطروحة على المؤتمر الثاني. وبصدد القضايا المطروحة على المؤتمر الثاني للتجمع اعلن الحزب الشيوعي السوداني انه في قضية الهيكلة (مع أي مشروع يؤدي الى تمتين وحدة التجمع عبر تمثيل عادل ومقنع للفصائل ولا يكون وسيلة لفرض هيمنة طرف أو محور عليه ومع أي مشروع يرفع مستوى الأداء والتنفيذ ويسهل الاجتماعات والمتابعة ويستنهض كل قدراتنا) . وفي هذا الاطار دعا الحزب الشيوعي الى (تشكيل هيئة قيادة قائدة واحدة تمثل فيها كل الفصائل وتجمع بين يديها الصلاحيات القيادية لاتخاذ القرارات وتنفيذها ومتابعة الأداء وازالة العقبات والاختناقات. وأن يرأس هيئة القيادة رئيس ونائب له ينتخبها المؤتمر ويحدد صلاحياتهما والتفويض الممنوح لكل منهما) . وعن العلاقة بين الداخل والخارج دعا الى (ان تقوم علاقة مؤسسية بين تنظيمي التجمع في الخارج والداخل وتؤسس الهيئة القائدة بالخارج جهازا خاصا للاتصال مع جهاز مماثل في الداخل, ويتمتع كل من التنظيمين باستقلال ذاتي كامل في اطار التعاون والتنسيق الكامل بينهما.. وعن قضية فروع التجمع في بلدان المهجر والتي كانت مثار خلاف عطل عقد المؤتمر العام للفروع الذي كان مقررا ان يسبق انعقاد المؤتمر الثاني دعا الحزب الشيوعي السوداني الى (تصحيح الموقف الراهن من فروع التجمع وتأمين مشاركتها مشاركة كاملة وفاعلة على كل جبهات العمل, جماهيريا واعلاميا ودبلوماسيا. وحول الفترة الانتقالية التي تثير جدلا واسعا في صفوف فصائل التجمع قال التجاني الطيب ان انجاز مهام الفترة الانتقالية هو الجهاد الاكبر مقارنة بمهمة الاطاحة بنظام البجهة, ذلك لانها ستكون محفوفة بكل مغريات ومخاطر المنافع الحزبية والذاتية الضيقة وعلى التجمع أن يعد اعدادا دقيقا لكيما تصبح الفترة الانتقالية فترة حاسمة تتجنب وتتفادى كل السلبيات التي خبرناها في الفترات السابقة وحذر بان الالتفاف حول التجمع يمكن ان يبقى ويستمر ويقوى اذا حافظ التجمع على كلمته واذا وفى بتعهداته, ويمكن ان يتبدد وتذروه الرياح اذا حاد على كلمته والتزاماته. وعن حكومة الفترة الانتقالية قال: ان تأسيس حكومة قوية في الفترة الانتقالية يتحقق عبر تنفيذ صيغة التجمع باضلاعه الثلاثة وميثاقه (الاحزاب + النقابات + القوات المسلحة) فالتجمع الذي سيسقط النظام هو وحده الذي يستطيع ان يصبح بديلا له ويبني على انقاضه سودان المستقبل. واقترح: ان يؤسس الدستور الانتقالي في الفترة الانتقالية على الجمهورية البرلمانية برئاسة ذات صلاحيات سيادية غير تنفيذية ومجلس وزراء انتقالي يتولى السلطة التنفيذية ومجلس وطني يتولى السلطة التشريعية, وتقوم كل اجهزة السلطة الانتقالية في المركز والاقاليم على الصيغة الثلاثية للتجمع حسبما فصلها الدستور الانتقالي. واقترح ان تكون من صلاحيات المجلس التشريعي الانتقالي, حق اقتراح عزل رئيس الوزراء والوزراء وتتخذ القرارات فيه بالتصويت وفقا لما يقرره الدستور الانتقالي, وشدد على انه لا يجوز للمجلس تعديل ميثاق التجمع أو سن تشريعات تتعارض معها. وكان الحضور الواسع والذي وصف بأنه اكبر حشد شهدته القاهرة في الفترة الاخيرة قد استقبل حديث عضو هيئة القيادة وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني عن (اولئك الرجال الذين تصدوا آنذاك لمسؤوليتهم الوطنية خارج الوطن ووضعوا البذور الاولى لتأسيس تنظيم ونشاط التجمع بالخارج وشاركه فيه مفكرون ومناضلون ومقاتلون عديدون لعل اكثرهم لا يفضلون ذكر اسمائهم ولكن ينبغي الا ننساهم, بعاصفة من التصفيق واثنى على حديثه كثير من المعقبين الذين اعتبروا ملاحظته القيمة احقاقا للحق وترسيخا لمبدأ اساسي في الاعتراف باقدار وفضل المناضلين. وقال المسؤول السياسي لقوات التحالف السودانية عبدالعزيز دفع الله: ان المتغيرات التي حدثت في السودان خلقت بالضرورة تطورا, فاوجدت ادوات جديدة للنضال من اجل استعادة الديمقراطية والحرية وبناء السودان الجديد, وان الحوار الذي يدور الان بين قوى التجمع وقواعده الواسعة ــ وهو حوار مفتوح ـ هو واحد من هذه الادوات الجديدة التي خلقها الواقع الجديد. واكد المسؤول السياسي لقوات التحالف السودانية: ان اطروحات حزب الامة التي افتتحت بها هذه الحوارات المفيدة والجيدة, كانت فاعلة جدا في توسيع قاعدة الحوار وايجابية ودليل عمل مؤسسي مختلف أو نتفق معه, ولكن يجب ان نعترف بانه كان عملا ايجابيا, ان حزب الامة في اطروحته مثلا قد قيم الفترات الديمقراطية الماضية بالضعف وهو شريك فيها وحقيقة ان الفترة الانتقالية الماضية (ابريل 85) كانت ضعيفة جدا لأننا ــ سياسيا ــ كلنا كنا ضعفاء, في ابريل لم نكن مستعدين لتغيير (نظام الحكم) كنا مستعدين (لتغيير الحكومة) لاننا لم نكن توصلنا بعد إلى هذه (النقلة النوعية) التي توصلنا اليها عبر حوارات جادة بدأت في كوكادام ومازالت مستمرة حتى اليوم. وقال عن تعديل الميثاق: ان المطالبة بالتعديل مهمة واذا اتفقنا عليها باجماعنا نكون قد طورنا عملنا وموقفنا وتجمعنا تطويرا هاما واذا اختلفنا حول التعديلات فسنلجأ إلى ما اتفقنا عليه باجماعنا, وفشل النظامين البرلماني والرئاسي (وقد حكم السودان رئاسيا أكثر مما حكم برلمانيا) لان الصيغة الصحيحة للسودان نفسه لم تكن واضحة ومتفق عليها بين كل القوى السياسية. وحول ترتيبات الفترة الانتقالية والخلاف حولها قال المسؤول السياسي لقوات التحالف السودانية: ان المؤتمر الدستوري المقرر عقده في الميثاق في السنة الاولى للفترة الانتقالية هو الانجاز الكبير الذي لم يتحقق في الفترات الانتقالية السابقة, ونحن مطالبون في الفترة الانتقالية بانجاز مهام كثيرة اهمها استعادة الثقة بين القوى السياسية ليصبح خيار الوحدة الوطنية خيارنا جميعا. وقال عضو المكتب التنفيذي لحزب الامة ومقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني للتجمع نجيب الخير: ان المطلوب من المؤتمر الثاني هو تعزيز وحدة التجمع وتعزيز الشراكة بين جميع فصائله, ولا يمكن القفز للمرحلة الانتقالية بدون انجاز مهام مرحلة التحرير والعبور من خلالها إلى الفترة الانتقالية, ولا يمكن لشخص ان يعطي شخصا آخر (شهادة كفاءة) وجواز مرور عبر بوابة التحرير الا بجهده وعمله ومشاركته الفاعلة في مرحلة التحرير. واكد المتحدث باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد المعتصم حاكم: اننا نؤيد كل ما جاء في طرح الحزب الشيوعي السوداني ونراه يكاد يكون مطابقا لطرحنا كالحزب الاتحادي الديمقراطي, ورغم اننا حزب الاغلبية الجماهيرية ولا تخيفنا مسألة الجمهورية الرئاسية الا اننا نتمسك بالرئاسة البرلمانية من اجل وحدة السودان. وفي ختام الندوة اعلن التجاني الطيب, ان الحوار والنقاش المثمر والجاد في معظمه يجب ان يستمر وان الحزب الشيوعي سيعقد ندوة اخرى وستستضيفها دار حزب الامة بالقاهرة. القاهرة ــ عبد الله عبيد

Email