في الذكرى العاشرة لاعلان الاستقلال: عرفات يطالب الاسرائيليين بتفهم الدولة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاسرائيليين أمس بتفهم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستعلن في الرابع من مايو المقبل قائلا انها ستكون (جسر محبة) بين الشعوب التي تسكن الأرض المقدسة , وحذر في المقابل المقاومة الاسلامية من محاولة العبث بالوضع الداخلي الفلسطيني واعطاء المبررات لاسرائيل للتهرب من التزاماتها في واي بلانتيشن. لكن حكومة بنيامين نتانياهو جددت رفضها لاعلان الدولة وجددت ايضا تهديدها بضم الاراضي الفلسطينية في حال اعلانها. وقال عرفات فى خطاب وجهه الى الشعب الفلسطيني عبر الاذاعة والتلفزيون الرسميين في الذكرى العاشرة لاعلان الاستقلال (ان دولتنا ستكون آخر ورقة فى ملف الحرب وأهم ورقة فى ملف السلام فلنعمل جميعا من اجلها) . واضاف اننى (اوجه رسالة الى الاسرائيلين كل الاسرائيلين مؤكدا لهم ان الدولة الفلسطينية العتيدة تعمل من اجل ترسيخ سلام الشجعان ولن تكون الا ورشة عمل للبناء والتنمية والاستقرار ولن تكون الا جسر للوئام والتفاهم والمحبة بين الشعوب المقيمة على هذه الارض المقدسة فى المنطقة بأسرها) . ودعا عرفات الاسرائيليين الى تفهم قيام الدولة الفلسطينية. واضاف (اقول للاسرائيليين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والعقائدية ان تفهمكم لقيام الدولة الفلسطينية فى اعقاب النهاية الزمنية الوشيكة لحقبة اوسلو وهو الرابع من مايو فى العام المقبل سيكون حافزا قويا واضافيا لمزيد من التفاهم وعلاقة حسن الجوار والمنافع المتبادلة ) . وقال موجها كلامه الى الشعب الفلسطيني (اننا ما صمدنا في معركة الا وكنتم انتم جنودها وما اتخذنا من قرار الا وكنتم الدافع الوحيد لاتخاذه, مؤكدا للجميع وبكل وضوح على خيارنا الاستراتيجي الذي اتخذناه بكل الوعي والحسابات السلمية واعني به خيار السلام سلام الشجعان هذا الخيار الذي لم نتخذه عن ضعف او عجز) . واضاف عرفات (رغم ظهور بوادر عديدة تشير الى ان الجانب الاسرائيلي يماطل فى تنفيذ الاتفاق ويخلق الحجج والاعذار للتنصل من الالتزامات المترتبة عليه والتى اقر بها ووقعها وشهد عليها العاهل الاردنى وكفلها الرئيس الامريكى على الرغم من ذلك اعلنا بوضوح التزامنا بما وقعنا عليه واستعدادنا لتنفيذ الاستحقاقات المترتبة علينا فى اطار الاتفاقات المبرمة) . وتابع عرفات موجها تحذيرا ضمنيا الى الحركات الاسلامية الفلسطينية التي لا تزال تقوم بعمليات تفجير تستهدف مصالح اسرائيلية (اننى باسم الشعب الفلسطينى ومن واقع الحرص المسؤول على السلام والحقوق الوطنية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني اعلن ان السلطة الفلسطينية لن تسمح لكائن من كان بالعبث فى ساحتنا وتحت اى شعار ولن تسمح لكائن من كان ان يوفر بطيش او جهل او تواطؤ اى ذرائع للجانب الاسرائيلى للتفلت من التزاماته او لاتخاذ خطوات تضر بمصالح الشعب الفلسطيني) . واوضح عرفات (اننا على هذه الارض شعب واحد يلتزم بقضية واحدة تحت قيادة واحدة وسلطة واحدة وعلى الجميع ان يدرك اننا لن نسمح بضرب الحلم الفلسطيني وتدمير مشروعنا الوطنى وفى ذات الوقت لن نسمح بأي مساس بديمقراطيتنا التى نفخر بها فى عهد الثورة ولن نفرط بها فى عهد بناء الدولة هذه الديمقراطية التى تجسدت اول ما تجسدت بالانتخابات الرئاسية والتشريعية وتجسدت كذلك باقرار مبدأ التعددية الحزبية فى ظل سيادة القانون والسلطة الواحدة واحترام التزاماتها) . وقال (لقد بذلنا وقدمنا فى هذه المفاوضات جهدا جبارا حتى امكن لنا احراز افضل ما يمكن احرازه من نتائج مما سيسفر فور بدء التطبيق الدقيق والامين من استعادة 13% من الاراضى الفلسطينية ونقل 14% من منطقة (ب) الى (أ) وفتح الممر الآمن بين الضفة والقطاع والافراج عن 750 معتقل كدفعات اولية مع الاصرار على الافراج عن جميع المعتقلين من ابناء شعبنا الفلسطيني والعربي بصرف النظر عن انتماءاتهم التنظيمية, وكذلك سيتم فتح مطار غزة الدولى والبدء بالعمل فى الميناء وتشغيل المنطقة الصناعية كما ان الاتفاق نص على الامتناع عن الممارسات احادية الجانب واهمها الاستيطان وهدم البيوت ومصادرة الاراضى) . وأعلن عرفات في خطابه ان مفاوضات الحل النهائي مع الجانب الاسرائيلي ستبدأ قريبا, وان منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية شرعت في تدقيق ملفات القضايا المطروحة في هذه المفاوضات واعداد الأطقم اللازمة لذلك. وكان عرفات قال أمس الأول ان (الدولة الفلسطينية المستقلة ستعلن في الرابع من مايو المقبل, وخلال الايام المقبلة ستبسط السلطة الوطنية سيطرتها على نصف الاراضي الفلسطينيه على ان تتم استعادة كل الاراضي في المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار) الاسرائيلي. وردت رئاسة الحكومة الاسرائيلية على الفور في بيان معتبرة انه (في حال اعلن الفلسطينيون فعلا دولة في الرابع من مايو بامكان اسرائيل ضم الاراضي التي تشرف عليها فضلا عن كل الاراضي الضرورية لأمنها) . وهو ما جدد التأكيد عليه أمس ديفيد بار ايلان المتحدث الاعلامي باسم نتانياهو الذي قال (من المفترض ان نواصل التفاوض حتى نتوصل لاتفاق حول الوضع النهائي للشعبين. واذا توقفت المفاوضات وأقدم الفلسطينيون على خطوة احادية الجانب, فإننا سنعتبر جميع الاتفاقات لاغية, وستقوم اسرائيل بضم أراض تسيطر عليها) . وقال بار ايلان انه (بامكان مصر ان تلعب دائما دورا ايجابيا في مسيرة السلام بفضل علاقاتها مع الفلسطينيين) . وذكرت الاذاعة العبرية ان بار ايلان أعرب عن أمله في ان تمارس مصر نفوذها على الرئيس الفلسطيني وعلى الدول العربية بهدف تنشيط تطبيع العلاقات بين اسرائيل والضفة الغربية. وأضاف: انه في حالة تأكد اسرائيل من ان الجانب الفلسطيني سيفي بكافة تعهداته ضمن الجدول الزمني المحدد فإنها ستنسحب كما يبدو هذا الاسبوع من مساحة 2% من أراضي الضفة الغربية المصنفة (ج) ومن 7% من المنطقة المصنفة (ب) . وأشار الى انه اذا سارت الامور على أحسن وجه فإن مطار رفح سيشغل وسيتم الافراج عن معتقلين وسجناء فلسطينيين. في غضون ذلك واصل المنسق الامريكي لعملية السلام دنيس روس مهمته الجديدة في متابعة تطبيق اتفاق واي بلانتشين حيث التقى كلا من وزير الدفاع الاسرائيلي اسحاق موردخاي ووزير الخارجية ارييل شارون وأمين عام الحكومة داني نافيه, بالاضافة لكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وكان عريقات قال ان روس أوضح للقيادة الفلسطينية ان زيارته الحالية تأتي لتطبيق الاتفاق, وان واشنطن ترفض أي شروط أو ادخال أي عنصر جديد على الاتفاق. وقال عريقات في حديث لاذاعة (صوت العرب) أمس (نحن نرفض الشروط التي أرفقت بالموافقة الاسرائيلية على اتفاق واي, كما ان الرئيس عرفات قال لروس ان زيارته تختلف هذه المرة) . وأضاف ان روس ليس هنا للتفاوض أو طرح حلول وسط وان الزيارة ينبغي ان تركز على مسألة واحدة وهي التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاق وفقا للجدول الزمني, مؤكدا انه تم الاتفاق مع روس على ذلك. ــ الوكالات

Email