فرحوا قليلا بانتظار مجلس الأمن ترمومتر الأزمة ينهك العراقيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنفس الشعب العراقي الصعداء لفترة قصيرة أمس الأول مع اعلان قيادته السماح للمفتشين باستئناف عملهم قبل ان يعاودهم حذر مشوب بالقلق بعد رفض واشنطن العرض العراقي وذلك في عملية صعود وهبوط مع ترمومتر الأزمة. وفي أول رد فعل للعراقيين على قرار حكومتهم استئناف التعاون مع لجنة التفتيش الدولية على الاسلحة العراقية (يونسكوم) تنفس غالبيتهم الصعداء عقب توجية بغداد الرسالة العراقية الى نيويورك. وقالت شبكة (سي.ان.ان) الامريكية صباح أمس على لسان مراسلتها في بغداد ان العراقيين استيقظوا صباحا على عناوين الصحف التى تقول ان العراق وافق على استئناف التعاون مع يونسكوم كخطوة على طريق رفع العقوبات. وأضافت الشبكة أن العراقيين كانوا على مقربة من ضربة عسكرية بعد أن أمرت الولايات المتحدة بتوجيه الضربة ضد بغداد ثم تراجعت عنها بعد تسلم الامم المتحدة الرسالة. من جهة أخرى أشارت (سى.ان.ان) الى أن رد الفعل العراقى الرسمى على هذه الاحداث لم يتضح بعد, ولم يدل المسؤولون العراقيون بأى تعليقات حتى الان ولكنهم يعكفون على تقييم الوضع بشأن ماسيحدث بعد ان يستأنف مجلس الامن الدولى اجتماعاته. غير ان تقارير أخرى أشارت الى ان العراقيين لم يهنأوا طويلا بقرار استئناف التفتيش, وسادهم توجس ازاء قيام الولايات المتحدة بتنفيذ تهديدها وتوجيه ضربة عسكرية ضد بغداد بالرغم من القرار العراقى في ضوء ما ذكر عن عدم قبول الادارة الامريكية به ووصفها الرسالة العراقية للامين العام للامم المتحدة بأنها تتضمن شروطا غير مقبولة. الا ان العراقيين لا يخفون أن المشكلة ليست في ضرب العراق أو عدم ضربه ولكنها في استمرار الحصار أو تخفيفه أو رفعه وهم يقولون أن كل التنازلات التى قدمها العراق من تدمير مئات المصانع وآلاف الضحايا الذين سقطوا بسبب الحرب أو الجوع أو المرض لم تؤد الى رفع الحصار أو حتى تخفيفه ولذا هم لا يتوقعون أن يمتلك الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عصا موسى لانقاذهم من الموت البطيء. وهذا الانطباع لا ينحصر في الناس البسطاء أو طبقة الموظفين المسحوقة ولكن يشمل المسؤولين الرسميين وحتى بعض الاثرياء الذين استفادوا من استمرار الحصار ووجدوا فيه منجما من الذهب. ويعتقد الناس أن الاعتماد على روسيا والصين وفرنسا ودورها في مجلس الامن ليس كافيا لحل مشكلتهم التى تبدو مستعصية لان لهذه الدول مصالح وحسابات تختلف عن مصالحهم وحساباتهم وقد عبر عن هذا الموقف بصراحة نائب رئيس وزراء العراق طارق عزيز حين قال ردا على استفسار من أحد أعضاء البرلمان العراقى (أن للدول الكبرى مصالح مع الولايات المتحدة لا تستطيع التضحية بها من أجلنا) . وحتى لو تأجل العمل العسكرى الامريكى ضدالعراق وانتهت ازمة المفتشين فان الشارع العراقى يتوقع أن يستمر مسلسل الازمات بين العراق واللجنة الخاصة بحكم تركيبة هذه اللجنة, التي يرى العراق ان الامريكيين والبريطانيين يسيطرون عليها وأنهم سيعمدون الى استفزاز العراق واثارة المشاكل وتعطيل اغلاق الملفات ما لم يتم اعادة النظر في تركيبة تلك اللجنة أو يحدد لها مجلس الامن سقفا زمنيا لانجاز مهماتها وهو الامر الذى يبدو أنه لن يتحقق في المستقبل المنظور. وفي انتظار استئناف المفتشين الدوليين لاعمالهم في العراق ورد الفعل الامريكى وموقف مجلس الامن من موضوع المراجعة الشاملة يستمر العراقيون في آلامهم ومعاناتهم ومتاعبهم المستمرة منذ تسع سنوات كاملة. ــ أ.ش.أ

Email