تحليل اخباري: حملة الاعتقالات لن تمنع هجمات حماس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تثير مطالب الاسرائليين المتكررة للفلسطينيين بفعل المزيد لمكافحة ما يسمونه بالارهاب سؤالا مقلقا ما المزيد الذى يمكن ان يفعله الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فى هذا الصدد ؟! وحتى قبيل التفجير الاخير الذى وقع فى سوق القدس الرئيسى والذى ادى الى استشهاد مفجرى الهجوم الاثنين واصابة 21 اسرائيليا فان عرفات اطلق يده على اتباع حركة حماس الاسلامية التى ترفض مبدأ الامن مقابل الارض الذى تم الاتفاق عليه فى اكتوبر الماضى بواشنطن. واتخذ عرفات خطوة غير مسبوقة بوضع الشيخ احمد ياسين الزعيم الروحى للحركة رهن الاقامة الجبرية فى منزله بقطاع غزة واصدار اوامره للشرطة الفلسطينية بمحاصرة المنزل وقطع خطوط الاتصال الهاتفى عنه. كما قام بالمخاطرة باثارة المزيد من اعمال العنف باصدار اوامره لاعتقال المئات من اعضاء حركة حماس بما فيهم العديد من القادة السياسيين رفيعى المستوى واستبدالهم بالسياسيين الموالين للحكومة. ويشير التقرير الى ان التفجير الاخير فى القدس اكد مخاوف الفلسطينيين الذين يعتقدون انه بدون تقديم اسرائيل لتنازلات واضحة فان حملة الاعتقالات فى اوساط الاسلاميين ستعمل على تقسيم المجتمع الفلسطينى واثارة المزيد من اعمال العنف. واكد على جرباوى احد المحللين السياسيين الفلسطينيين والباحث فى مركز البحوث والدراسات الفلسطينى ان عرفات يمكنه ان يغلق المؤسسات ويعتقل المئات من الفلسطينيين ويزج بهم فى السجون الا ان ذلك لايمنع ان يقوم شخص ما فى نهاية المطاف بشن هجموم من مكان مجهول وان تلك الاعتقالات لن تعمل على وقف ذلك المد. من جهة ثانية اكد اسماعيل ابو شنب احد قادة حماس السياسيين فى غزة ان استراتيجية حماس تقوم على تجنب نزيف الدماء داخل السلطة الفلسطينية الا ان الضغط على الشعب يعمل على افلات زما م الامور. كما اشار حسن عصفور المفاوض الفلسطينى فى تصريحات لاحد اجهزة الاعلام الغربية ان اتفاق واى بلانتيشن سيصبح غير ذى جدوى ان لم تف اسرائيل بتعهدها بالانسحاب فى المدة المحددة وانه لا يتوقع تطبيق جزء واحد منه من قبل الاسرائيليين. اما رشيد ابوشباك نائب رئيس جهاز الامن الوقائى الفلسطينى فقد ذكر بدوره ان الجهاز قام بمصادرة المئات من الاسلحةغير المرخصة واماط اللثام عن بعض اماكن المتفجرات واعتقل العشرات من اعضاء الجناح العسكرى لحركة حماس وانه سيستمر فى تلك الحملة. ورحب ابو شبا ك فى اقواله بالخطط الرامية باستقدام عناصر وكالة المخابرات الامريكية(سى 0اى0ايه) للمنطقة للاشراف على جهود السلطة الفلسطينية الرامية لتوفير الامن لاسرائيل. ويمضى التقرير فى القول بان جميع هذه الخطوات تبدو فى نظر الاسرائيليين وعلى رأسهم بنيامين نتانياهو غير كافية بل ان نتانياهو يتوقع الان المزيد من الفلسطينيين اكثر مما حصل عليه منهم فى واى بلانتيشن0بل ان العديد من المحللين يقولون ان ما تبحث عنه اسرائيل قد يكون من الاستحالة على عرفات الوفاء به وانه لن يستطيع منع التفجيرالقادم بغض النظر عن الاجراءات الامنية التى اتخذها من قبل. اما فى الجانب الاسرائيلى فيقول التقرير ان الاحباط قد بدا فى التنامى 000000فها هو يفيت موردخاى بائع التوابل فى محل قرب مكان الانفجار الاخير وانفجار شبيه فى عام1997وشاهد عيان عليه يقول ( لم اثق مطلقا فى هذا السلام 0فالامر ليس قضية سياسة بل هو نوع من العداوة بين الشعبين) . ويؤكد غسان الخطيب مدير مركز القدس المستقل للاعلام والاتصالات انه ليس فى فلسفة حماس ترك القانون جانبا لبعض الوقت وانها ترى ان اعمال القانون الفلسطينى فى بعض اجزاء غزة امر غير كاف ولم تقبل المساومة به0 ويؤكد الجرباوى ان تفجير القدس الاخير عبارة عن تحذير لعرفات اكثرمنه محاولة لنسف اتفاق واى بلانتيشن. اما قادة حماس فانهم نادرا ما يتحدثون فى المقابلات الصحفية معهم عن عملية السلام بل يشيرون عوضا عن ذلك الى اختراقات الاسرائيليين ضد الفلسطينيين وضرورة المقاومةالمسلحة والانتقام لاربعة من عناصرها الذين تعرضوا للاغتيال من قبل. واضاف ان عرفات قديكون لديه المزيد للقيام به ضد حماس التى يدعمها ما يقارب ربع الشعب الفلسطينى ويصفها الكثيرون منه بانها البديل الاكثر تدينا وامانة على الرغم من الهجمات العنيفة التى تشنها منوها الى ان المزيد من اجراءات القمع من قبل السلطة الفلسطينية ستعمل على تزايد تعاطف الفلسطينيون تجاهها. واختتم حديثه قائلا انه اذا كان الفلسطينيين قد لمسوا اى تقدم فى جهود السلام لما كانوا قد ابدوا تأييدهم لحماس ولظلت منعزلة. ــ ق.ن.أ

Email