ثلاثة قتلى والجرحى بالمئات:المظاهرات تجتاح جاكرتا والطلاب يحاصرون البرلمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتاحت المظاهرات الطلابية شوارع العاصمة الاندونيسية جاكرتا أمس لليوم الرابع على التوالي, وحاصرت مبنى الجمعية التشريعية مدفوعة بطاقة احتجاج وغضب ولّدها مصرع أحد الطلاب المتظاهرين وجرح أكثر من 120 آخرين برصاص الجيش, فيما بدأت جمعية الشعب التشريعية جلستها الطارئة الأخيرة لوضع قواعد الاصلاح الديمقراطي, حيث شدد الطلاب على ضرورة محاكمة الرئيس السابق سوهارتو بتهمة الفساد وابعاد الجيش عن العمل السياسي. وبدت العاصمة الاندونيسية وكأنها تستعيد أجواء الاضطرابات التي سبقت استقالة سوهارتو, وسقط قتيل آخر خلال المصادمات بين الجيش والطلاب. ومن جهة أخرى حذرت المعارضة من انقلاب عسكري وشيك. ومن ناحية أخرى أكد قائد الجيش الأندونيسي (تعداده نصف مليون) سيطرة الجيش على الأوضاع, وطالب سكان العاصمة الحد من وجودهم في الشوارع, متوعدا بأقصى درجات الحزم ضد من اعتبرهم مثيري الفوضى, فيما لقي ضابط شرطة مصرعه أمس الأول. وفي واشنطن دعت وزارة الخارجية الجيش والقوى السياسية الى التزام الحذر وضبط النفس والحفاظ على الانتقال الى الديمقراطية. وتوجه الآلاف من الطلاب أمس الى مبنى جمعية الشعب التشريعية التي بدأت جلستها الطارئة لوضع قواعد الاصلاح الديمقراطي, فيما تجمع نحو ثلاثة آلاف طالب أمام جامعة اثماجيا الكاثوليكية وانضموا الى زملائهم في اجتياح شوارع العاصمة جاكرتا في مشهد يذكر بأيام سوهارتو الأخيرة. وأطلقت قوات الأمن الاندونيسي القنابل المسيلة للدموع لتفريق الطلاب ومنعهم من محاصرة البرلمان. وذكر شهود عيان ان سكان العاصمة قذفوا قوات الشرطة ومؤيدي الحكومة بالحجارة أمام مبنى البرلمان. وفتح الجيش الاندونيسي النار مجددا أمس في وسط جاكرتا لصد حشد من الاف المتظاهرين. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الجنود اطلقوا على ما يبدو عيارات نارية في الهواء لصد متظاهرين, بينهم طلاب, كانوا يتحدونهم ويرشقونهم بمقذوفات مختلفة. وقد ادت اعمال عنف اندلعت الليلة قبل الماضية في جاكرتا الى سقوط قتيلين وأكثر من مائة جريح. وقد أطلقت الشرطة الاندونيسية الليلة قبل الماضية العيارات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه والهراوات لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين. وقال المقدم ادوارد أريتونانج المتحدث باسم الشرطة في جاكرتا أن أحد رجال الشرطة قد توفي متأثرا بجراحه بعد أن سقط من احدى الشاحنات. وذكرت التقرير أن ما بين 50 ألفا و100 ألف طالب من عشرات الجامعات والكليات شاركوا في المظاهرات. وقد ساد التوتر الشديد العاصمة جاكرتا التي يقطنها عشرة ملايين شخص أمس بعد أن هدد الطلاب بمواصلة الاحتجاج بتنظيم مظاهرات أكبر في اليوم الرابع والاخير من انعقاد الجلسة الخاصة لمجلس الشعب الاستشاري الذي يعد أعلى هيئة تشريعية في البلاد. ويطالب الطلاب باستقالة رئيس الوزراء يوسف حبيبي وحل المجلس بسبب روابطه مع الرئيس المستقيل سوهارتو ونظامه السابق. وأصر المتظاهرون أيضا على أنهم سيعارضون الجلسة الخاصة للبرلمان الا اذا قدم سوهارتو للمحاكمة بتهم الفساد. ودعا المتظاهرون ايضا الى وضع نهاية فورية لدور القوات المسلحة في الحياة السياسية والاجتماعية في اندونيسيا. وكان يوم أمس الأول من أعنف أيام المظاهرات التي بدأت منذ انعقاد جلسة البرلمان يوم الاربعاء الماضي. وقالت مصادر بمستشفى ان طالبا اندونىسىا توفي أمس متأثرا بجروح أصىب بها امس اثناء اشتباكات مع قوات الامن. وهذا هو ثاني شخص ىلقى حتفه فى أسوأ حوادث عنف تشهدها جاكرتا منذ أحداث الشغب الواسعة التي ساعدت على الاطاحة بالرئىس السابق سوهارتو فى ماىو الماضي. وقالت الشرطة فى وقت سابق ان ضابط شرطة توفي بعد الاشتباكات التي تفجرت احتجاجا على جلسة خاصة ىعقدها مجلس الشعب الاستشاري وهو أعلى هىئة تشرىعىة في اندونىسىا. وفي جزيرة سولاويس أغلق الطلاب المتظاهرون مطارا داخليا احتجاجا على دور الجيش في الحياة السياسية وللمطالبة بمحاكمة سوهارتو. وفي محاولة لمنع انفلات زمام الوضع الأمني, أكد الجنرال ويرانتو في حديثه الى الصحافيين في اروقة البرلمان حيث تعقد جمعية الشعب الاستشارية جلسة استثنائية ان (الجنود الى جانب الشعب, سيواجهون ويتصرفون بحزم ضد اي كان, فردا كان ام مجموعة, ينتهك القوانين والدستور) . وبدت العاصمة وكأنها تستعد للأسوأ بالنسبة لليوم الاخير من الجلسة الاستثنائية التي تعقدها جمعية الشعب الاستشارية وهي اعلى هيئة في اندونيسا والتي سترسي اسس حياة سياسية واقتصادية اكثر ديمقراطية. ووجه احد قادة المعارضة الرئيسيين نداء أمس لمواصلة اعمال جمعية الشعب الاستشارية (لتجنب سيطرة العسكريين على السلطة) . واعلن امين رئيس المسؤول المسلم الذي ترأس في مايو الماضي التظاهرات التي ارغمت الرئيس سوهارتو على الاستقالة ان وقف الجلسة التي ستضع رسميا قواعد الاصلاح الديمقراطي للنظام (قد يؤدي الى حال من الفوضى) . واضاف في حديث متلفز (من غير المعقول ان (يؤدي وقف الجلسة) الى فرض حال الطوارىء علينا واخضاعنا لحكم العسكريين) . وفي الايام الاخيرة كانت اوساط المعارضة تتحدث على غرار بعض المعلقين السياسيين في اندونيسيا عن احتمال حصول انقلاب عسكري. ويؤكد المعارضون الذين يتظاهرون منذ ثلاثة ايام في العاصمة ان اعضاء الجمعية الاستشارية عاجزون عن اتخاذ اجراءات ارساء الديمقراطية في الحياة السياسية وانعاش الاقتصاد لانهم اول المستفيدين في النظام القائم حاليا. وفي واشنطن قال مسؤول بالخارجىة الأمرىكىة (الولاىات المتحدة تؤىد بقوة تحولا الى الدىمقراطىة فى اندونىسىا, وبصفة خاصة فاننا نعتقد انه من المهم للاستقرار السىاسى والثقة الدولىة ان تجرى اندونىسىا انتخابات دىمقراطىة حرة ونزىهة فى منتصف 1999) . وتعتزم وزىرة الخارجىة الامرىكىة مادلىن اولبراىت زىارة جاكرتا ىومى الخمىس والجمعة المقبلين للمرة الأولى منذ استقالة سوهارتو. وقال مسؤولون امرىكىون انه من المتوقع ان تناقش اولبراىت الاصلاح السياسي والاقتصادي مع الحكومة والمعارضة. ــ الوكالات

Email