البرادعي ايقظ الأمين العام للأمم المتحدة من نومه: باتلر اتخذ قراره دون التشاور مع عنان ومجلس الأمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجلت الأمم المتحدة أمس دفعة ثانية من موظفي الاغاثة الدوليين في بغداد, وتوجهت قافلة تضم أربعين موظفا الى الاردن, للإنضمام الى 130 موظفا من العاملين في برنامج النفط مقابل الغذاء, حيث لم يتبق في العراق سوى 34 آخرين, فيما يتبقى نحو 200 آخرون في المناطق الكردية . من جانبه أعلن ريتشارد باتلر رئيس اللجنة الخاصة أنه سحب الموظفين بناء على توصية قوية من الولايات المتحدة, الأمر الذي فجر انقساما في مجلس الأمن, واعتبرته مصادر في الأمم المتحدة بمثابة وضع كوفي عنان الأمين العام للمنظمة الدولية أمام الأمر الواقع, دون التشاور معه, ودون ابلاغ رئيس واعضاء مجلس الأمن. ووصل الى مركز حدود الكرامة بمنطقة الرويشد على الحدود الاردنية العراقية فجر امس 127 موظفا من العاملين فى المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة العاملة فى العراق وذلك بعد قرار تقليص اعدادهم. وصرح الممثل المقيم لبرنامج الانماء التابع للامم المتحدة فى العراق عبدالله عودة بان قرار سحب هؤلاء الموظفين الذين لا يعتبر وجودهم ضروريا جاء كاجراء احترازى للحفاظ على سلامتهم فى ظل الظروف الحالية. وغادرت دفعة ثانية تضم 40 موظفا بغداد متوجهين الى عمان. وقال مسؤول في الامم المتحدة للصحافيين ان كوادر هذه المنظمة سيبقون في احد فنادق عمان لحين صدور اوامر جديدة لهم بالعودة الى العراق. يشار الى ان عمان التي تبعد عن بغداد زهاء 900 كلم باتت بوابة العراق الرئيسية على العالم الخارجي منذ خضوعه لحظر دولي في اغسطس 1990. وأعلن المتحدث باسم الامم المتحدة فى بغداد اريك فالت أنه من أجل الحفاظ على قدرة استطلاعية في العمل فان فريق مدراء منظمات الام المتحدة الباقين في العراق قرروا صباح امس جعل عدد موظفى الامم المتحدة الباقين في العراق أكثر قليلا من العدد الذى تقرر من قبل. وقال اريك فالت فى تصريحات للصحفيين امس أن عدد الذين غادروا بغداد اليوم 24 موظفا فقط بدلا من 40 موظفا وعدد الباقين في العراق أصبح 50 موظفا. وأضاف المتحدث أن عمليات الاستطلاع مازالت مستمرة فى كافة قطاعات اتفاق (النفط مقابل الغذاء) ولكن بوتيرة أقل مشيرا الى أنه فيما يخص شمال العراق لايزال 231 موظفا يعملون في تنفيذ البرنامج الانساني. واوضح فالت ان 231 شخصا من موظفي الامم المتحدة سيبقون في المناطق الكردية في المحافظات العراقية الشمالية للاشراف على تنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء. وقد سحبت الامم المتحدة امس الاول 137 شخصا من موظفي البرنامج الانساني الى الاردن كما سحبت جميع العاملين في نزع الاسلحة وعددهم 103 اشخاص الى البحرين. وتؤكد المنظمة الدولية انها اتخذت هذا الاجراء الاحترازي اثر التهديدات الامريكية بضرب العراق لاجباره على استئناف التعاون مع مفتشي نزع الاسلحة الذين يرفض التعاون معهم منذ نهاية اكتوبر الماضي. وفي نيويورك زعم ريتشارد باتلر رئيس اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة امس الاول أنه سحب العاملين من العراق بناء على توصية (قوية) من الولايات المتحدة. وصرح في مؤتمر صحفي بأن (التوصية القوية التي قدمت لي في الوهلة الاولى كانت من حكومة الولايات المتحدة) قائلا انه اتخذ القرار من اجل سلامة العاملين. وقال (في رأيي أنه من الافضل الا يكون هناك تأخير) . وقال باتلر ان المناخ في العراق اصبح (عدائيا بدرجة متزايدة) . لكنه رفض الجدل القائل ان سحب 103 من المفتشين ومساعديهم سيجعل من المستحيل بالنسبة لهم استئناف العمل مرة أخرى. وقال (أنني لم أقدم هذه التوصية.. وأنا لا أقبل المنطق الذي يقول أن مثل هذا العمل سيكون بالضرورة نهاية لجهود المجتمع الدولي ومن خلال جهاز مثل اللجنة الخاصة للانتهاء من هذه المهمة,. اعتقد أن هذا يجافي المنطق) . وحول اتهام العراق لاحد مفتشي اللجنة بالتجسس اوضح باتلر بان المفتش لا يحمل الجنسية الامريكية وشدد على أن هذا الاتهام ليس له صلة بالحقيقة. واضاف باتلر أن العراق طلب بالفعل عزل هذا المفتش وطرده وان هذا المفتش غادر بغداد صباح اليوم على متن الطائرة التي اقلت زملائه. وردا على سؤال اذا كانت الوثائق والآلات في مأمن اجاب باتلر (لقد أمنا سلامة المعلومات الهامة التي نحن بحاجة لها وهي في حوزتنا) . وفي سياق انعكاسات قرار باتلر سحب المفتشين دون التشاور مع كوفي عنان, قال مصدر في الأمم المتحدة ان عنان الذي كان يقوم بزيارة الى مراكش (جنوب المغرب) في اطار جولة في المغرب العربي بشأن النزاع في الصحراء الغربية علم بصورة غير مباشرة بان اللجنة بدأت تنسحب من العراق. واوضح المصدر طالبا عدم كشف هويته ان احد معاوني عنان تلقى ليل الثلاثاء الاربعاء اتصالا هاتفيا من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اعلمه فيه بقرار سحب مفتشي يونسكوم وطلب منه تعليمات بشأن خبراء الوكالة. واضاف ان الامين العام استيقظ من نومه ليرد على الاتصال ولم يكن امامه سوى خيار واحد هو الموافقة على قرار باتلر. وتابع ان رئيس يونسكوم لم يعلم بقراره هذا سوى رئيس مجلس الامن القائم بالاعمال الامريكي بيتر بورليه مؤكدا انه لم يتم ابلاغ اي من اعضاء مجلس الامن الآخرين. واضاف ان باتلر ابلغ قبل ذلك من الحكومة الامريكية بان عليه اجلاء مفتشي اليونسكوم تحسبا لضربات جوية محتملة. ــ الوكالات

Email