المسؤول السياسي لـ(المؤتمر)السوداني الحاكم لـ(البيان):محادثات الدوحة جاءت ارضاء للقطريين ولست متفائلاً بنتائجها

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكك مسؤول الشؤون السياسية في المؤتمر الوطني السوداني(الحزب الحاكم)في نتائج اللقاء السوداني الاريتري بالدوحة في اطار المبادرة القطرية للصلح بينهما.وقال محمد الحسن الامين في حوار مع(البيان)اجرى قبيل اللقاء انه يستبعد ان تؤتي المبادرة القطرية للصلح بين السودان واريتريا ثمارها منطلقاً من انها جاءت ارضاء للقطريين مبينا ان وزير الخارجية السوداني ذهب للدوحة في اجواء القصف الاريتري على الحدود السودانية وان الوقت (غير مناسب حتى لمجرد الحوار) مشيراً الى ان محادثات تستمر ليوم واحد لا تستطيع حسم العديد من القضايا المعلقة بين البلدين التي يتطلب نجاحها جواً ودياً يظللها. وتكتم المسؤول السياسي للمؤتمر الحاكم خلال الحوار المطول على حصيلة لقاءاته واتصالاته التي يجريها الآن مع القيادات الحزبية بالداخل معللاً ذلك بأنها في مراحلها الاولى ومن المصلحة عدم البوح بتفاصيلها قبل نضوجها موضحاً ان التنظيمات التي اتصل بها فيها من رفض وفيها من قبل مبدأ الحوار وفيها من رفض التناقش. واشار الامين الى ان قانون التوالي هو فرصة مواتية لاتصالاته تلك مبينا ان رسائل الرئيس السابق جعفر نميري واحمد ابراهيم دريج حاكم دارفور الاسبق للجنة قانون التوالي تأتي في اطار ما يراه كل منهما من تعديلات للقانون موضحاً انه لا يتوقع حدوث اي تعديلات جوهرية عليه لانه من صلب الدستور ومفصل له. واكد الامين ان المرحلة الحالية هي مرحلة الدستور واطلاق الحريات كمرحلة نهائية لتسليم السلطة للشعب وان هذه المرحلة ستمضي ودعا المعارضة الى المشاركة مبيناً ان الباب مفتوح لها مشيراً الى ان من لا يريد المشاركة (فسيظل متفرجاً وسيفوته القطار) اي قطار الحرية والديمقراطية والممارسة الحقة التي ستتم في المرحلة المقبلة مؤكداً ان المؤتمر الوطني سيتنافس مع الذين يكونون تنظيماتهم منافسة حرة بكل الحياد وفيما يلي نص الحوار: اتصالات مع المعارضة اعلن انكم تقومون الآن باتصالات واسعة مع التنظيمات بالداخل ما هي طبيعة هذه الاتصالات وماهيتها وهل بالامكان تسمية تلك التنظيمات؟ لا تزال اتصالاتنا في مراحلها الاولية مع بعض القيادات السياسية السابقة وهي بغرض جمع الشمل والمزيد من الحوار اما للانضمام للمؤتمر الوطني باعتبارنا نسعى لان يكون كياناً جامعاً فعلاً وحسبما نص الدستور على ذلك وهو ان تسعى الدولة لمبدأ الحوار ونحن في المؤتمر الوطني نتبنى هذا المبدأ وفقاً لما جاء في المادة (6) التي تنص على ان تعمل الدولة والمجتمع على توطيد روح الوفاق والوحدة الوطنية بين السودانيين جميعاً. ومن هذا المنطلق سعى حقيقة ولم ينقطع سعينا واعتبرنا فرصة القانون فرصة مواتية في ان ينضوي الناس تحت المؤتمر الوطني او ان يكونوا تنظيماتهم وفقاً لقانون التوالي وبناء على الدستور حتى يتنافس الناس بآرائهم وافكارهم في المرحلة المقبلة التي تبدأ بمرحلة تكوين المجالس الولائية من بعد المجلس الوطني وانتخابات الولاة ورئاسة الجمهورية وكل المراحل التنافسية المقبلة. لم يحن الوقت هل يمكن تسمية التنظيمات التي تم اتصالكم بها حتى الآن؟ في الوقت الحاضر لا ارى ضرورة لذلك لانه كما ذكرت لا تزال في مراحلها الاولى وكذلك فإن التنظيمات نفسها فيها اكثر من وجهة نظر وبعضها ايضاً فيه اكثر من شق , والآن نحن نطرح رؤانا على كل القيادات بصورة عامة فهناك من رفض رفضاً باتاً وهناك من قبل مبدأ الحوار وهناك من وافق على ان ينضوي تحت المؤتمر الوطني وهناك من رضي ان يتناقش وان شاء الله سنعلن كل ذلك لاحقاً, لكن اتصالاتنا لاتزال مستمرة ولمصلحة الحوار الوطني نرى ان الوقت لم يحن بعد للافصاح عن تفاصيل تلك الاتصالات. وبهذه المناسبة ماذا تقول في رسالتي نميري ودريج للجنة التوالي السياسي؟ الرسائل تعبير عن رأيهما في مسألة القانون الذي سبقه طرح مقدم من المجلس الوطني لاثراء النقاش حول القانون فجاءت بعض الاجابات من نميري وبعض القياديين الذين لم يكونوا ظاهرين ومن دريج ولا يزال بالطبع النقاش مستمراً في القانون نفسه لكن لا نتوقع تعديلات جوهرية يتم ادخالها عليه لانه عبارة عن تفصيل فقط لما جاء في المادة (26) من الدستور وبالتالي لا اتوقع ان تحدث فيه تغييرات جذرية وانما فقط عمل مؤسسة المسجل والمسائل الاساسية. هناك انباء تفيد ان الشريف زين العابدين الهندي طلب اعفاءه من منصبه كنائب لرئيس المؤتمر الوطني الى اي مدى صحة هذا الامر؟ لا يوجد اي كلام من هذا القبيل ولم يطلب ذلك حتى الآن نحن قرأنا ذلك في الصحف, لكن رسمياً لم يتم اي شيء حتى الآن وحتى هو نفسه ذكر انه سيتخذ موقفاً بعد الاول من يناير المقبل لم يذكر لنا ذلك بنفسه وانما اطلعنا عليه في الصحف اي بعد ان يصبح القانون سارياً ؤلكن حتى الآن هو نائب رئيس المؤتمر الوطني ونتعامل معه بهذه الصفة. دعوة مراكبية ما تعليقكم على اعتبار قيادات المعارضة بالخارج ان دعوة الحكومة لهم للمشاركة في مناقشات التوالي بأنها دعوة مراكبية؟ بالطبع نحن نعلم ان موقف المعارضة الاساسي ضد التوجه كله ونحن نعتبر ان السودان حدث فيه تغيير وقد حدثت فيه فوضى في البداية ادت الى التغيير الذي جاءت به الانقاذ لانه قبل الانقاذ كانت مذكرة الجيش والانقلاب المدني باخراج الاسلاميين ويتوجه مطيع لما رفضته القوات المسلحة في تلك الفترة اي بداية لانكسار النظام الديمقراطي للتوجه العسكري انتهى بثورة الانقاذ الوطني التي فيها عودة جذور التوجه الاسلامي وفيها عودة لجمع الشمل بالنسبة لجنوب السودان وتحرير الاراضي وعزة المواطن السوداني وهذه قناعتنا, وحدثت بعد ذلك متغيرات كثيرة جداً في الساحة السودانية سواء في القناعات او في المسيرة السياسية او المسيرة التنموية, اصبحت واقعاً يفرض نفسه بأن يتيح اي نقاش او حوار وفقاً له. المعارضة بالطبع تعتبر ان كل هذا صفراً وهي تريد أن تبدل من 29 يونيو 89 وترفض حتى قيام الانقاذ وترفض مؤسسات الدستور ومؤسسات الدولة وترفض القانون الذي يأتي.. وهذه مسألة كأنها خروج على التاريخ وسيظلون في أحلامهم هذه وسنسير نحن في مسيرتنا بالنسبة للتغيير وهذه قناعاتنا وليس لأنهم يريدون التوالي ونحن لم نعرضه من أجلهم اطلاقا.. وانما جاء كمرحلة من مراحل الثورية حيث انتقلنا الى مرحلة التفويض بالرجوع الى الشعب الذي نال المجلس الوطني ثقته وكذلك رئيس الجمهورية.. الآن المرحلة الحالية هي مرحلة الدستور ومرحلة الحريات واطلاقها بصورة واسعة كمرحلة نهائية لتسليم السلطة للشعب وهذه ستمضي انشاء الله والذي يريد أن يشارك فالباب مفتوح والذي لا يريد فانه سيظل متفرجا (والقطار سيفوته) أي قطار الحرية والديمقراطية والممارسة السياسية الحقة التي ستتم في المرحلة المقبلة. فهم خاطىء مع وضوح الرؤية في عدم مشاركة المعارضة في ضوء ما هو حاصل الآن هل في رأيك تبقت أية خيارات للجمع بين الفرقاء اي الجمع بين الحكومة والمعارضة وامكانية اللقاء والمصالحة بينهما؟ هنالك فهم خاطىء في أن المعارضة هي كتلة واحدة في الداخل والخارج.. المعارضة فيها اكثر من جزء.. هنالك قيادات معارضة الآن هي لاجئة في فنادق العالم المختلفة وتدعى بأن لها ثقلا وهناك قيادات وسيطة الآن موجودة داخل السودان بعضها وقف وانضم للانقاذ الوطني وبعضها محايد لا مع المعارضة الخارجية ولا هو متفهم لمسيرة الأمة السودانية وفق المؤتمر الوطني وهناك قاعدة عريضة تشكلت وتعتبر أن جزءا كبيراً منها انحاز للانقاذ سواء قاعدة الاتحاديين او قاعدة حزب الأمة وجزءا من الاشتراكيين وتقريبا معظم المايويين. الآن اصبحت تتنافس كل الانتماءات السابقة وأصبح توجهها هو توجه الانقاذ الوطني وبالتالي الكلام عن قيادات المعارضة هو عن القيادات التاريخية القديمة جدا والتي اذا رفضت الآن ان تمارس العمل السياسي عبر القانون والدستور فانها بذلك تعزل نفسها وسيتخطاها الزمن. لكن المعارضة تتمسك بفكرة المؤتمر الدستوري المرفوض من قبل الحكومة؟ سيظلوا يحلمون بالمؤتمر الدستوري الذي كان حتى اثناء الفترة الديمقراطية هدفا لهم وهذه (شماعة).. لا شيء اسمه مؤتمر دستوري.. الآن هنالك دستور فعلي ويمكن أن يناقش تعديله أو بقاؤه بشكله الحالي بالصورة التي توافقه لان الدستور فيه كل الاشياء المطلوبة لكن الكلام عن المؤتمر الدستوري (مرفوض جملة وتفصيلا) لأننا الآن نتكلم عن دستور قائم واذا كان هناك أي مقترح لتعديله او في أشياء يمكن أن يتفق الناس عليها فنحن مستعدون لمناقشتها أما الحديث عن المؤتمر الدستوري فهذا ليس واردا لأن الناس تخطوا هذه المرحلة. افرازات قبلية نتجه الى صعيد آخر وهو الصراع الجنوبي الجنوبي الماثل الآن هل ترى فيه مؤشرا بخروج فصيل آخر على اتفاقية الخرطوم للسلام كما فعل كاربينو؟ لا مطلقا لان هذا صراع طابعه قبلي وشخصي اكثر منه نزاعا سياسيا.. وحتى الحكومة محرجة في هذا الأمر لأن الاطراف المتنازعة الآن الداخلية هي عبارة عن أطراف يجمع بينها انها كانت كلها متفقة مع الحكومة وموافقة على اتفاقية الخرطوم للسلام, لكن الافرازات القبلية والصراعات حول المواقع خلقت منها معاداة وتناحرا وقتالا ونحن نسعى سعيا حثيثا لوضع حد لهذا الصراع ولكن هذه طبيعة الصراع القبلي في السودان وكذلك الصراع حول القيادة كان سببا للنزاع وحتى كاربينو نفسه كان السبب الرئيسي في خروجه هو سقوط نائبه (سفتينو) في واراب) كان ذلك هو السبب وهو اما أن يقود أو أن يخرج.. لكن نعتقد أن الأمر مختلف في بانتيو أو ولاية الوحدة وانه مازال بامكاننا أن نصل فيه الى نهاية وهذا يشكل جزءا فقط.. أما في الاستوائية وفششودة وبحر الغزال فاعتقد أن كل الاتفاقيات تقريبا مضي بطريقة معقولة. مبادرة التزام المبادرة القطرية لتنقية الأجواء بين السودان واريتريا وفي ضوء المعطيات الآن في رأيك ستؤتي ثمارها؟ أنا شخصيا غير متفائل واعتبر أن ما نقوم به الآن في سياستنا الخارجية هو ارضاء لاصدقائنا العرب وعلى رأسهم الشقيقة قطر ومسعى دولة قطر في هذا الجانب وحتى لا نخيب ظنها, ذهب وزير الخارجية.. لكن تعلم أنه ذهب في أجواء القصف الاريتري على الحدود السودانية.. ولولا التزامنا مع قطر لما كان الوقت مناسبا حتى لمجرد الحوار.. لكن ذلك لالتزامنا السياسي في مبدأ الحوار مع قطر.. فهي محادثات تستمر ليوم واحد فقط لا أعتقد أنه سيكون كافيا لقراءة كل الملفات, كالعلاقة السودانية السابقة في دعم الثورة الاريترية في الماضي, وملف علاقات ارتيريا مع المعارضة السودانية, والاراضي الاريترية التي ينطلق منها العداء للسودان, والمشاكل الاقليمية المحيطة والموقع من الحرب الاثيوبية واعتقد أن هنالك قضايا كثيرة جدا لن تتم الاحاطة بها, وبالتالي لست متفائلا.. لكن هي على كل حال وكما ذكرت انها في الاساس ارضاء لاخوانا القطريين لانه واضح أن التعنت الاريتري مستمر حتى أثناء المفاوضات نفسها وليس هنالك جو ودي حاولت اريتريا القيام به لتتم فيه المفاوضات بل تقوم القاذفات الاريترية بقصف الحدود السودانية.

Email