تحليل اخباري:واشنطن تريد ترك صدام في الظلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل تسعة أشهر وقفت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت أمام كرة أرضية في مدرسة وشرحت لجمع من الطلاب لماذا هددت الولايات المتحدة بضرب العراق بالصواريخ والقنابل. وفي الوقت نفسه كانت وزارة الدفاع تشرح للصحفيين تفاصيل تحركات ثلاث حاملات طائرات الى الخليج ومكان انعقاد المؤتمرات الصحفية على ظهرها في حالة شن هجوم على العراق وحذر مسؤولون من احتمال وقوع خسائر أمريكية في الارواح. واليوم بينما يقف الرئيس بيل كلينتون على أهبة الاستعداد مرة أخرى لضرب خصم واشنطن اللدود الرئيس صدام حسين لا يطنطن المسؤولون الامريكيون بتصريحات رنانة ولا يدلون بتفاصيل كافية. وأمس الاول ذهب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبن أبعد قليلا عن المعتاد وعدد ما وصفه باعمال صدام الغادرة ومنها غزو الكويت عام 1990 وقبل ذلك اطلاق غاز سام على قرويين أكراد. وقال روبن ان أساس سياسة الولايات المتحدة يقوم على منعه من تهديد جيرانه والعالم. (نفضل حلا سلميا يستأنف فيه صدام التعاون مع لجنة التفتيش على أسلحة الدمار الشامل ولكن اذا استمر في وقف اعمال اللجنة ولم يستجب فانه سيتمكن من اعادة تصنيع اسلحة الدمار الشامل في فترة شهور لا سنين واذا تقاعسنا عن التحرك فانه سيتجاسر ويعود الى تهديد المنطقة مزودا بأسلحة الدمار الشامل) . احتدمت المواجهة في 31 أكتوبر عندما اعلن العراق انه لن يسمح لخبراء الامم المتحدة بمواصلة التفتيش على مواقع خاصة بالاسلحة الكيماوية والبيولوجية. ويتحرك كلينتون ومساعدوه في سرية ولايسمحون الا بأقل القليل من المعلومات ويرفضون مناقشة أي تفاصيل عن توجيه ضربة للعراق يقول عنها محللون انها ربما تحدث أضرارا جسيمة. ومنذ الاتفاق الذي توصل اليه كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة مع العراق في فبراير شباط وانهى مواجهة مع صدام تحولت الولايات المتحدة الى الدبلوماسية الطويلة النفس للحفاظ على وحدة مجلس الامن في التصدي لصدام. كما حرصت واشنطن على تأكيد موقفها في تأييد قرارات الامم المتحدة حتى لا تبدو منفردة في التعامل مع الموقف. ويعتقد محللون ان هذه العوامل ساعدت في اجتذاب تأييد دولي لواشنطن خاصة من فرنسا التي كانت تعارض الخيار العسكري ضد بغداد. ومن ناحية أخرى تلقي كلينتون الذي تدنت مصداقيته بسبب فضيحته مع مونيكا لوينسكي دفعة قوية بمكاسب الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية في الاسبوع الماضي. وبتراجع احتمالات محاكمته في الكونجرس لا يواجه كلينتون اتهاما بأنه ضرب العراق لصرف الانظار عن مشاكله الداخلية. وهدف الولايات المتحدة كسر دائرة مفرغة من التهديد ثم التوصل الى اتفاق ثم عدم الانصياع ثم العودة للتهديد مما يجعل المبادرة بيد صدام هذه المرة تريد واشنطن حلا حاسما حسبما قال مسؤولون. ويعقد كلينتون مشاورات مع مساعديه في مجلس الامن القومي وجنرالات سينفذون الاوامر اذا تقرر ضرب العراق ولكن وزير الدفاع وليام كوهين قال انه حتى الان لم يتخذ أي قرار باستخدام القوة. ويعتقد محللون ان واشنطن تريد ترك صدام في الظلام بشأن نواياها وقد ألمح كوهين الى ان الهجوم قد يقع بدون أي انذار ـ رويترز

Email