الحسيني اعتبرها غير مشروعة ونتانياهو منزعج من التهديدات: الإضراب الشامل يعم القدس احتجاجاً علي الانتخابات البلدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عم الاضراب الشامل القدس الشرقية المحتلة أمس احتجاجا علي الانتخابات البلدية والمحلية التي أجرتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لانتخاب عمدة للمدينة , فيما انتشرت قوات حرس الحدود والشرطة الاسرائيلية في شوارع المدينة وحول مراكز الاقتراع, فيما اعتبرها فيصل الحسيني انتخابات غير مشروعة وتكرس الاحتلال الاسرائيلي للقدس. ووسط اجواء الرفض والاجماع الوطني الفلسطيني علي مقاطعة انتخابات القدس, توجه الاسرائيليون الي صناديق الاقتراع لانتخاب 161 عمدة و2800 عضو مجالس بلدية. وافاد شهود عيان ان الاضراب الذي تم بدعوة من حركة فتح كبري الحركات الفلسطينية شمل كافة المحلات التجارية والمرافق الاقتصادية اضافة الي المؤسسات التعليمية. وانتشرت وحدات من حرس الحدود والشرطة الاسرائيلية بكثافة في شوارع القدس الشرقية كما تمركزت عند مراكز الاقتراع التي فتحت فيها. وقال شهود عيان ان الاقبال علي التصويت كان في ساعات الصباح الاولي ضئيلا واقتصر علي العاملين الفلسطينيين في مؤسسات اسرائيلية مثل عمال في بلدية القدس وعدد من الوزارات. كما قامت وحدات من الامن الاسرائيلي الليلة قبل الماضية بأقتحام منزل النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس حاتم عبد القادر الذي كان قد دعا الي مقاطعة الانتخابات البلدية. وتأتي انتخابات بلدية القدس في اطار انتخابات المجالس البلدية المحلية في اسرائيل والتي جرت أمس في 161 مدينة وبلدة يتنافس علي رئاسة مجالسها 682 مرشحا اضافة الي آلاف المرشحين لمجالسها. وتتنافس علي رئاسة ومجلس بلدية القدس 22 لائحة تضم كافة الاتجاهات السياسية في اسرائيل وتشكل لائحة تحالف الليكود الحاكم بزعامة رئيس البلدية الحالي ايهود اولمرت ولائحة حزب العمل المعارض بزعامة شيمون شتريت ابرز اللوائح المتنافسة. وتشارك للمرة الاولي منذ احتلال القدس الشرقية في العام 1967 لائحة عربية تضم مرشحا ومرشحة من عرب اسرائيل الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية ويقيمون في القدس. ويقاطع الفلسطينيون في المدينة المقدسة الانتخابات البلدية منذ احتلالها,معتبرين المشاركة فيها اقرارا سياسيا بالقرار الاسرائيلي بضم القدس الشرقية المحتلة الي الدولة العبرية وبأن القدس (الموحدة) عاصمتها الابدية. وقد دعت الهيئات الفلسطينية في المدينة وكذلك السلطة الفلسطينية سكانها الي مقاطعة الانتخابات البلدية وعدم التصويت للائحة العربية. وتعرضت في الايام الاخيرة سيارات تحمل دعايات انتخابية للائحة العربية للرشق بالحجارة في عدد من احياء القدس الشرقية. وقال فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية في تصريحات صحافية ( نطلب من اخوتنا في القدس التمسك بالموقف الذي حدد دائما وهو عدم الاعتراف بضم القدس الي اسرائيل وبالغاء بلدية القدس الشرقية واعتبار بلدية القدس الغربية جسما يمثل الاحتلال الاسرائيلي) . وابلغ فيصل الحسيني المسؤول عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية رويترز (لا نقبل بشرعية تلك الانتخابات, انها انتخابات غير مشروعة لان ضم القدس الشرقية لاسرائيل غير قانوني من البداية) . وهاجم الحسيني المرشح العربي موسي عليان الذي يسعي لشغل مقعد في مجلس مدينة القدس الذي تديره اسرائيل متحديا دعوة منظمة التحرير منذ امد بعيد لمقاطعة الانتخابات وقال انه يغرر بهدف اعلان القدس الشرقية العربية عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية. ويحمل عليان جواز سفر اسرائيليا ونشأ في القدس الغربية لكنه مد حملته الانتخابية علنا الي القدس الشرقية. وقال الحسيني (ما يفعله موسي يضلل فلسطينيي القدس وهو يحاول كسر موقف وطني يمكن ان يضر مصالح الشعب الفلسطيني) . ويقول عليان (47 عاما) ويعمل محاسبا وموظفا في قطاع التأمين انه انفق 200 الف دولار من ماله الخاص علي الحملة وان برنامجه غير سياسي ولا يستهدف سوي الحصول علي الحقوق العادلة والخدمات من المجلس الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية التي يتدني حجم الانفاق عليها. وصرح عليان بانه تلقي تهديدات بالقتل من متشددين فلسطينيين بسبب ترشيح نفسه. وقال بنيامين نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل وهو يدلي بصوته (انزعجت من التهديدات التي وجهت الي سكان فلسطينيين في القدس.. القدس مدينة موحدة للعرب واليهود علي السواء, من حق الجميع ان يدلي بصوته) . ورغم عدم اهتمام المواطنين بالانتخابات شهدت الحملة اضطرابات سياسية وقبلية احيانا بحيث تلقت الشرطة قرابة 200 شكوي. ووضعت الشرطة في حال تأهب وخصوصا في القدس الغربية تحسبا لأي أعمال تعيق سير الاقتراع. وذكر راديو اسرائيل أن هذه الانتخابات ستجري في 77 سلطة محلية منها 59 سلطة محلية في الوسطين العربي والدرزي وفي القرية الشركسية كوفوركما, ويتنافس علي رئاسة السلطات المحلية العربية والدرزية 22 مرشحا في حين قدمت مئات القوائم للعضوية . ويشير الراديو الي ان الطابع العائلي والطائفي هو الذي يميز هذه الانتخابات في الوسطين العربي والدرزي, وان الاحزاب والحركات السياسية استسلمت للعائلية والطائفية وانصهرت في اطارها. ــ الوكالات

Email