على الهامش: الضربة الأمريكية:بقلم- عمر العمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الضربة الأمريكية التالية واقعة على العراق لا محالة. بغداد افتعلت أزمة في توقيت غير ملائم. العلاقة بين السلطات العراقية والمفتشين الدوليين لم تبلغ درجة القطيعة . استيضاحات العراق لعنان حول الاجراءات المترتبة على المراجعة الاخيرة كانت يمكن ان تشكل محورا لحملة دبلوماسية ناجحة. ثمة تعاطف على صعيد عالمي واسع مع الشعب العراقي لجهة رفع الحصار. بغداد لم تفلح في العزف على الاستيضاحات. النظام العراقي اختار (خطأ كالعادة) التصعيد مع المفتشين. التوقيت العراقي خاطىء هذه المرة كالعادة. لم يعد امام الرئيس الامريكي في البيت الابيض اكثر من سنتين. كلينتون يبحث عن امجاد في الخارج ليغطي بها فضيحة مونيكالوينسكي. الجمهوريون صاروا بعد النتائج الانتخابية المحيطة اقرب للتعاون مع الديمقراطيين. الادارة الامريكية استضافت مؤخرا الاخوين الكرديين العراقيين وعقدت بينهما اتفاقا. طالباني وبرزاني زارا انقره معا. الدبابات التركية توغلت عقب الزيارة في شمال العراق. واشنطن منحت تركيا خط انبوب نفط قزوين الى جيهان. الادارة الامريكية رصدت 92 مليون دولار لدعم عقد المعارضة العراقية المنثور. العراقيون في الجنوب يريدون استقطاع محمية امريكية على الطريقة الكردية في الشمال. ليس امام كلينتون أكثر من سنتين. امريكا تكيل علنا بمكيالين. ثمة أنظمة عربية تتحدث لغتين. الضربة الامريكية المرتقبة آتية مالم يتدارك النظام العراقي الموقف في الوقت المناسب. الخلاف الآن ليس على الضربة وانما حول حجم الضربة. البعض يريد المحمية الجنوبية. بعض يراها بداية تجزئة حقيقية. هناك مغامرون يريدون رأس الحية. اذ اتسقت حركة الحشود العسكرية فالضربة هذه المرة واقعة لا ريب فيها. كلينتون يريد فيما يبدو الحصول على غنيمة سياسية. لا بأس ان تأتي عبر مقامرة عسكرية. لم يعد لدى العراق ما يشكل مصدر قلق في مواجهة الاسلحة الذكية. الشارع العربي الذي اعتاد على النهوض لاجهاض كل ضربة محتملة لن يجد الفرصة المناسبة هذه المرة. ثمة بوارج مرابطة في عرض البحر. القاذفات طويلة المدى قادرة على التعويض. لن تعرف بغداد هذه المرة من اين جاء توم كروز. شبكات التلفزة ستأتي متأخرة كالشرطة. الادارة الامريكية لن تمنح عنان فرصة لمساومة صدام الا اذا ارتضى ان يحل الجنود الامريكيون محل المفتشين الدوليين.

Email