حملة يهودية أمريكية ضد القدس والخليل: اسرائيل تستبق المفاوضات النهائية بتكثيف البؤر الاستيطانية العشوائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت تقارير صحافية عن مخطط صهيوني يقضي باستباق مفاوضات المرحلة النهائية باشعال حمى الاستيطان في الضفة الغربية وبالتحديد تكثيف انشاء البؤر الاستيطانية بشكل عشوائي . تزامن ذلك مع حملة لاثرياء يهود امريكيين لتخصيص 200 مليون دولار لتهويد مدينتي القدس والخليل. فقد كشفت صحيفة (هاآرتس) العبرية امس ان حركة الاستيطان اليهودي العشوائية تكثفت في الضفة الغربية اثر انشاء خمس نقاط استيطان على الاقل منذ توقيع اتفاق واي بلانتيشن في 23 اكتوبر الماضي. واوضحت الصحيفة ان المستوطنين اقاموا منازل متحركة وشقوا طرقات وانشأوا بيوتا دفيئة على تلال قريبة من مستوطنات دوليف وتالمونيم وشيلوه وايلي التي تقع على التوالي الى شمال وغرب وشرق رام الله وكذلك قرب آلون شفوت جنوب الخليل. من جهتها اشارت حركة (السلام الان) المعارضة للاستيطان الى انشاء ثلاث نقاط استيطان اخرى في الاسبوعين الاخيرين بالقرب من مستوطنات الفي مناشي وافني هيفيتز وبراشا في الضفة الغربية ايضا. وتقع هذه النقاط في قطاعات من المفترض ان يتحدد مصيرها في اطار مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين واسرائيل. وفي انتظار هذه المفاوضات يلزم اتفاق واي بلانتيشن الاسرائيليين والفلسطينيين بالامتناع عن اي (اعمال احادية الجانب) مثل الاستيطان. الى ذلك أكدت وزارة الدفاع الاسرائيلية على وجوب توفير ميزانية من 50 مليون شيكل (11,5 مليون دولار) لتعزيز حماية المستوطنات بعد الانسحاب العسكري الاسرائيلي من 13,1 بالمئة من الضفة الغربية بموجب اتفاق واي بلانتيشن. ويقضي مشروع الميزانية الاسرائيلية للسنة 1999 بزيادة النفقات المخصصة للمستوطنين اليهود في الاراضي المحتلة بنسبة 50 في المئة, كما ذكرت حركة السلام الان. وبحسب هذه الحركة فان الحكومة تعتزم تخصيص ميزانية اجمالية بقيمة 1,5 مليار شيكل (حوالي 350 مليون دولار) للمستوطنين في السنة المقبلة. من ناحية اخرى اشارت (هاآرتس) الى ان احزاب اليمين المتطرف الديني والقومي المتحالفة مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تمارس ضغوطا قوية لمنع اي خطوات رسمية ضد محاولات فرض الامر الواقع التي يقوم بها المستوطنون اليهود في الضفة الغربية. وقد دعا نائب حزب موليديت اليميني المتطرف (نائبان) ليل الاحد الاثنين المستوطنين الى مضاعفة تحركهم في هذا الاتجاه. وقال في بيان (ما لن يكون لنا سيكون لهم (الفلسطينيون)) , ملمحا الى مفاوضات الحل النهائي) . من جانب اخر ذكرت انباء صحفية نشرت في عمان امس ان عددا من اغنياء اليهود في الولايات المتحدة الامريكية خصصوا مبلغ 200 مليون دولار لشراء منازل ومبان من المواطنين الفلسطينيين في القدس والخليل لتوطين عائلات يهودية فيها. وقالت الانباء ان هذه الخطوة تأتي في اطار خطة رامية الى زيادة اعداد اليهود في المدينتين. وفي هذا الاطار حددت المحكمة الاسرائيلية يوم 22 من الشهر الجاري موعدا نهائيا لاخلاء عائلة غزلان من منازلها الخمسة المقامة على دونم ويسكنها 18 شخصا في وادي حلوة بسلوان داخل حدود القدس المحتلة. وقال رياض غزلان احد اصحاب المنازل الخمسة ان عائلته تسلمت هذا القرار الذي صدر عن دائرة الاجراءات الاسرائيلية ويقضي باخلاء المنازل المذكورة بعد (13) يوما. وكانت عائلة غزلان بدأت معركتها مع المحاكم الاسرائيلية منذ شهر يناير 87 بعد ان ادعت الحكومة الاسرائيلية ان الارض المقام عليها المنازل الخمسة هي ملك لاسرائيل بعد ابتياعها من محمد غزلان في العام 1923 علما ان هذا الاخير من مواليد 1917(!). ويقول رياض ان عائلته تملك اوراقا ثبوتية تم استصدارها في عهد الانتداب البريطاني والعهد الاردني وعهد اسرائيل اخيرا مشيرا الى ان محاولات الاستيلاء على المنازل تمت في بداية السبعينات بحجة التنقيب عن اثار مدينة داود القديمة. واضاف غزلان ان الحكومة الاسرائيلية عرضت عليهم مبلغ (2) مليون دولار مقابل التنازل عن المنازل الخمسة وقطعة الارض الا انهم رفضوا ذلك. وكان حوالي (25) مستوطنا من حركة العال اليمينية المتطرفة حاولوا قبل نحو شهر الاستيلاء على المنزل بالقوة الا ان اصحابه وحشدا من الاهالي والقوى الوطنية تصدوا لهم. وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا رفضت التماسا تقدمت به عائلة غزلان ضد قرار الاخلاء والذي ينص على تعويضها بمبلغ (75) الف دولار بدل البناء القائم على اعتبار ان الارض تعود ملكيتها للصندوق القومي الاسرائيلي الذي علم حسب رياض انه اجر المنازل الخمسة لحركة العال واعطاها الضوء الاخضر للاستيلاء عليها. هذا وتعيش عائلة غزلان في هذه الاونة حالة استنفار دائم تحسبا لمداهمة منازلها في أي وقت من قبل المستوطنين او الجيش الاسرائيلي. ويذكر ان العائلة كانت ارسلت كتابا الى الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان طالبته فيه بالتدخل لوقف محاولات الاستيلاء على منازلها وارضها الا ان المستشار القضائي الاسرائيلي طلب من وايزمان عدم التدخل في هذه القضية حسب رياض غزلان. واكد رياض بطلان جميع الادعاءات الاسرائيلية للاستيلاء على المنازل الخمسة والارض والتي من بينها ان نصوص التوراة نزلت في تلك المنطقة (!). رام الله ــ عبدالرحيم الريماوي

Email