الملف السياسي: كوسوفو.. أبعاد الصراع والمصالح الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لازال العالم يرقب جهود المنظمة الدولية وتهديدات الناتو ومساعي الولايات المتحدة الامريكية لحل أزمة اقليم كوسوفو , ورغم ان المعطيات تشير الى التعاطف مع يوغسلافيا فان الرهان لايزال على الضمير الغربي في التصدي لهذه المأساة الانسانية التي تشهدها هذه البقعة من العالم في ظل هجمة صربية وحشية يقودها سلوبودان ميلوسوفيتش او هتلر العصر كما يطلق عليه الألبان. واذا كانت جهود المبعوث الامريكي هولبروك قد أفضت الى التوصل لاتفاق سلام يقضي بانسحاب القوات الصربية ورفض العنف والتهديد به, وتقرير الحكم الذاتي للاقليم الاّ ان الالبان بدوا غير متفائلين من هذا الاتفاق واصفين اياه بالهش مؤكدين بذات الوقت تمسكهم بالاستقلال الكامل وتكوين دولتهم المستقلة بعيدا عن الهيمنة الصربية. وعلى نفس الصعيد يشير محللون سياسيون الى ان الاتفاق ربما لن يصمد كثيرا وسرعان ما ستنفجر الاوضاع عسكريا بين الطرفين لان ميلوسوفيتش لن يهدأ له بال الاّ اذا استمر في المذابح الجماعية والابادة العرقية سيما وانه يتلقى دعما عسكريا ومعنويا من بعض الدول الكبرى بينما لن يستسلم جيش تحرير كوسوفو لحملة التنكيل والتشريد التي يتعرض لها شعبه. حلف الناتو من جهته كان قد اطلق جملة تهديدات باللجوء للخيار العسكري لحمل يوغسلافيا على الانصياع واحترام حقوق الألبان وايقاف الممارسات التعسفية ضدهم, وفي الوقت الذي كان العالم ينتظر توجيه ضربات عسكرية عقابية لبلجراد اذا بالامر يهدأ اثر انسحاب بعض القطع العسكرية الصربية من كوسوفو وبدا أن الامر كان أشبه باستعراض عضلات لايهام العالم انه لا معايير مزدوجة ولا كيل بمكيالين وان الغرب يحرص على حل الأزمات في العالم بروح ونفس عادل بعيداً عن التعصب الديني والعرقي, ومن منطلق الحرص على الدفاع عن حقوق الانسان. لقد بات واضحا ان الاتفاق الأخير هو أشبه بمسكن للألم الى حين ولا يمثل البتة حلا جذريا لأزمة كوسوفو لانه لم يضع حلا قاطعا ينظم العلاقة بين الألبان والصرب بالاستناد الى المعطيات التاريخية والحضارية لكل منهما واعطاء الألبان حقهم في الاستقلال التام وهو الحق الذي يبدو ان اصحابه لن يتنازلوا عنه. ازاء هذه الأحداث والتطورات التي تعتمل في منطقة البلقان وازاء المأساة التي يتعرض لها المسلمون في كوسوفو فان الامة الاسلامية مدعوة لاتخاذ مواقف اكثر وضوحا في مناصرتهم ودعم قضيتهم امام الهجمة الصربية التي يقودها ميلوسوفيتش والتي تستهدف الهوية الاسلامية للألبان, وأضعف الايمان في وضع كهذا يتطلب الدعم والمناصرة على صعيد المنظمات الدولية لممارسة ضغوط ضد يوغسلافيا لاحترام حقوق سكان كوسوفو المنتهكة على ارضهم. الملف

Email