تحليل اخباري:الرفض الخليجي لضرب العراق يحد من الخيارات الأمريكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال محللون امس ان معارضة دول الخليج لتوجيه ضربة عسكرية الى بغداد ستحد بقوة من خيارات الولايات المتحدة في حال اقدامها على شن هجوم عسكري ضد العراق.وقال المحللون ان الرفض السابق من قبل دول الخليج لاستخدام اراضيها كقواعد لضرب العراق سيحد من قدرة الولايات المتحدة على شن هجوم طويل ضد العراق في المدى القريب انطلاقا من السفن الحربية في الخليج. واضاف هؤلاء المحللون ان عملا عسكريا قصيرا زمنيا لا يمكن ان يجبر العراق على التراجع عن قراره بايقاف التعامل مع مفتشي نزع الاسلحة كما انه سيعرض علاقات الولايات المتحدة بحلفائها في الخليج لامتحان عسير. وقال نيل بارتريك مدير برنامج الشرق الاوسط في معهد الدراسات الملكية في لندن ان (بضعة صواريخ عابرة هي لعبة يعرفها (الرئيس العراقي صدام حسين) جيدا ويعرف كيف يواجهها) . من جهته قال جون شيبمان مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا ان حملة تقوم فقط على القوة الجوية او على الصواريخ يمكن ان تنزل عقابا بالعراق لكنها لا يمكن ان تحل مشكلة عمليات التفتيش لنزع الاسلحة. لكن عددا من المحللين اعتبروا انه على الرغم من ذلك فان عملا عسكريا امريكيا احاديا يبقى امرا محتملا جدا. وقالت روزماري هوليس مديرة برنامج الشرق الاوسط في المعهد الملكي للشؤون الدولية (ان الامريكيين يمكن ان يشعروا بالرغبة في القيام بعمل ما لانهم لا يريدون ان يعتقد العراقيون ان بامكانهم فعل ما يحلو لهم) . وقد اعلنت الولايات المتحدة بوضوح ان اللجوء الى القوة خيار يمكن ان تلجأ اليه لاجبار العراق على التراجع عن موقفه. وتعتبر واشنطن ان الرد العسكري لا يحتاج الى موافقة من الامم المتحدة لان مجلس الامن سبق ان هدد العراق في مارس الماضي بــ (اوخم العواقب) اذا انتهك اتفاقا حول عمليات التفتيش وقعه في فبراير الماضي مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. لكن محللين لفتوا الانتباه الى انه لا يجب التقليل من اهمية معارضة الشارع العربي لتوجيه ضربة عسكرية امريكية للعراق تساندها حكومات عربية. وقال بارتريك (ان الرأي العام العربي اكثر اهمية مما يبدو غالبا ودول الخليج تراعي هذا الامر جيدا) مضيفا انه على المستوى الشعبي هناك شعور بالاحباط ازاء العزلة المستمرة للرئيس العراقي صدام حسين على الرغم من تنفيذه ما طلب منه. واعتبر شيبمان انه بالنسبة لدول الخليج فان الخطر الذي يشكله صدام حسين هو خطر نظري ومجرد. وفي هذا السياق فان المشكلات التي ستنجم عن كل استعراض للقوة تردعها عن الانسياق في تأييد عمل عسكري. وقالت هوليس ان دول الخليج العربية يمكن ان تساند اللجوء الى القوة اذا ضمن الامريكيون نتائج جيدة له. لكنها اضافت انه نظرا الى ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تضمن ذلك فان كل ما يمكن ان تتوقعه الحكومات من استخدام القوة هو النتائج السلبية والغضب الشعبي العربي. ولذا فان اي هجوم عسكري احادي او بدعم دولي سيكون بلا فائدة. وقال هزير تيموريان الخبير في شؤون الشرق الاوسط في لندن ان الولايات المتحدة جربت ذلك في الماضي وكانت النتائج كارثية اذ ان صدام حسين خرج من المواجهة منتصرا في اعين القوميين العرب وسيكون من الغباء تكرار الخطأ نفسه ــ أ.ف.ب

Email