الملف السياسي: الأزمة الإيرانية الافغانية واحتمالات التصعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يترتب العالم الاسلامي هذه الايام بقلق الازمة الايرانية الافغانية التي وصلت الى حالة باتت تهدد معها بتفجير الموقف عسكريا في وقت أخذ كل طرف يحشد جيوشه وعتاده العسكري على الحدود, واضحت الاصابع على الزناد تنتظر أوامر القادة لبدء المعركة بين اخوة الاسلام والعقيدة . واذا كانت معظم دول العالم قد عبرت عن رفضها وادانتها اللجوء للخيار العسكري في حل المشاكل الثنائية ونادت باتباع الحلول السلمية, فان هناك من يقرع طبول الحرب ويغذيها ولو بصور غير مباشرة ومن الخفاء عن طريق دعم هذا الطرف أو ذاك, وقد اشار بعض المراقبين السياسيين الى ان افغانستان ربما تكون ساحة منازلة بين اطراف اقليمية متنازعة على مصالح ومناطق نفوذ, فهل يعي قادة طالبان هذا الامر جيدا, ويدركون بان بلادهم في غنى عن خوض حروب مع الخارج في وقت مازالت البلاد تعيش حربا اهلية لم تنطفىء نيرانها بعد ومازال الشعب الافغاني المغلوب على أمره يدفع الثمن من حياته ومستقبله. اما ايران الدولة الاسلامية الكبرى فهي مدعوة الى تحكيم العقل وعدم الدخول في مغامرة عسكرية غير محمودة العواقب لايستفيد منها إلاّ اعداء الامة الاسلامية, وان كان الرهان لايزال قائما على حنكة وحكمة القيادة الايرانية وتقديرها للموقف من جوانبه المختلفة رغم الضغوط التي يمارسها الشعب الايراني عليها لخوض الحرب والانتقام. إن ما جرى من قتل للدبلوماسيين الايرانيين هو محل رفض وإدانة كل دول العالم لانه يناقض كل القوانين والاتفاقيات والاعراف الدولية, ولكن الخيار العسكري لايمثل الحل الأمثل فهناك قنوات دبلوماسية وحلول وسط يمكن الاخذ بها لمعالجة المشكلة لتجنب دخول البلدين في حرب لايعلم احد بنتائجها وعواقبها الوخيمة. إن العالم الاسلامي يتعرض اليوم لتآمر خارجي يستهدف بشكل اساسي اذكاء الصراعات المذهبية والطائفية بين دوله لخلق حروب جديدة تولد انقساما وتشرذماً بين شعوبه وتزرع أحقاداً مستقبلية للأجيال, ولذا فإن الجميع ينبغي ان يدرك طبيعة هذه المؤامرات والعمل على تفويت فرص زرع الفتن والمشاكل التي تهدد كيان ووجود المسلمين على مستوى العالم. وحري بقادة العالمين العربي والاسلامي ان يبادروا الى القيام بوساطة بين ايران وافغانستان لاحتواء الموقف قبل ان ينفجر عسكريا وكذا ممارسة ضغوط على الطرفين للوصول إلى حلول وسط تجنب البلدين الانزلاق الى هاوية الحرب وويلاتها. الملف تناول الازمة الايرانية الافغانية من خلال جملة من المحاور التي طرحها للبحث في خلفيات وتاريخ النزاع بين البلدين والوقوف على حقيقة الصراع الذي أشعله مقتل الدبلوماسيين الايرانيين في مزار شريف, وكان من أبرز هذه المحاور ما يتعلق منها بأدوار الاطراف الاقليمية ونزاع النفوذ, وكذا صراع المصالح في آسيا الوسطى, وما يقال عن مخططات خارجية لاعادة ترتيب مصالح الدول الكبرى في هذه المنطقة الهامة من العالم. وقد حاول الملف أن يقدم رؤية لما يجري على هذا الصعيد من خلال عدد من المقالات والحوارات والتحقيقات التي أجريت مع مفكرين استراتيجيين وباحثين من عواصم عربية وعالمية عدة لفهم كنه ما يجري من أحداث وتطورات. الملف

Email