تشكك في ترجمة الاتفاقية على الواقع ،اتفاق الطالباني والبرزاني يقلق انقرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شككت تركيا في نجاح الاتفاقية التي وقعها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني وزعيم الحزب الوطني الكردستاني جلال الطالباني في واشنطن الجمعة الماضي, والقاضية باجراء انتخابات لاختيار مجلس مشترك في صيف العام المقبل . ولم تخف الاوساط الدبلوماسية في وزارة الخارجية التركية عدم ارتياح انقرة من بعض المواد التي تضمنتها هذه الاتفاقية كما اعربت عن مخاوفها من احتمال تخلي حزب العمال الكردستاني التركي عن اعمال العنف وتحوله لحزب سياسي فاعل في تلك المنطقة. فتركيا لم تخف شكوكها من قرار كلا الزعيمين منع حزب العمال الكردستاني من القيام بأي نشاطات في شمال العراق, اذ ستطالب انقرة من البرزاني والطالباني ان يعلنا منع الحزب المذكور من القيام بنشاطات في شمال العراق, اذ ستطلب انقرة من البرزاني والطالباني ان يعلنا منع الحزب المذكور من القيام بنشاطات سياسية ايضا. اما النقطة الثانية والتي تضمنها احد بنود الاتفاقية وتبدي انقرة انزعاجا منها هو قرار اجراء الانتخابات في تلك المنطقة وهو ما يراه المسؤولون الاتراك بداية لانشاء حكم ذاتي, ويقولون بأنهم ضد أي محاولات قد تؤدي لتمزيق وحدة الاراضي العراقية كما انهم ضد فكرة انشاء حكم ذاتي للاكراد في شمال العراق بشرط الا يهدد وحدة العراق وعلى ان يكون تحت سيطرة واشراف نظام بغداد. وهو ما ستقوله انقرة بصراحة وخلال لقاء المسؤولين الاتراك بمسعود البرزاني لدى عودته لانقرة خلال الايام القليلة المقبلة والذي سيطلع المسؤولين الاتراك على نتائج مباحثاته في واشنطن, كما سيطلعهم ايضا على بنود الاتفاقية التي وقعها مع جلال الطالباني. اذ سعى كلاهما للسيطرة على شمال العراق منذ انتهاء ازمة الخليج الثانية, وهو ما كان سببا في اقتتال الطرفين ونجم عنه مصرع المئات من الاكراد وتشريد الالاف منهم بسبب صراع النفوذ في هذه المنطقة. في الوقت الذي فشلت فيه الولايات المتحدة على مدى سبع سنوات مضت في اسقاط النظام العراقي, اذ جلبت الاوساط السياسية والاعلامية الانتباه الى زيادة الاهتمام الامريكي بشمال العراق واكراده في الاشهر القليلة الماضية. اذ تسعى واشنطن هذه المرة للضغط على النظام العراقي من خلال الورقة الكردية, وهو ما بدى واضحا من خلال التصريحات التي ادلت بها وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته فور انتهاء المباحثات بين الزعيمين الكرديين, اذ قالت بأن واشنطن لن تسمح بعد الآن لأي قوة ان تهدد امن وسلامة الاكراد في شمال العراق. في حين قال زعيم الحزب الوطني الكردستاني جلال الطالباني بأن صفحة اليمة في تاريخ الشعب الكردي قد اغلقت وهو ما فسرته بعض الاوساط الصحفية بأنه اشارة صريحة لما تعبر عنه السياسات الامريكية الجديدة المتعلقة بشمال العراق والهادفة لاسقاط نظام بغداد, وهي النوايا التي تثير تحفظات انقرة التي تشكك ايضا في امكانية منع الزعيمين الكرديين لحزب العمال الكردستاني من مزاولة نشاطاته في شمال العراق, وان كان ذلك يعني تصفية الحزب المذكور, الا ان تركيا ترى في هذا القرار انه موجه ضد سوريا لاحراجها والضغط عليها, اذ تتهم انقرة دمشق بدعم حزب العمال الكردستاني والذي تستخدمه كورقة للمساومة عليها مع تركيا مقابل المياه. اسطنبول ــ بشار فهمي

Email