علماء النفس يحللون نسيج الرئيس: كلينتون أنموذج للشخصية(تي)للاهثة وراء الاثارة، طراز المبدعين اصحاب الطاقات الفوارة والميل للتنوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تخلو الفضيحة التي تحيط بالرئيس بيل كلينتون من أبعاد ودوافع نفسية يحاول الخبراء تسليط الضوء عليها طارحين معها السؤال الكبير, ما الذي يجعل شخصا مثل الرئيس يخاطر بوظيفته وشرعيته وسمعته وعلاقته مع عائلته من أجل اقامة علاقة غير شرعية لفترة قصيرة ؟ ولكون الخبراء لا يريدون تحليل شخصية الرئيس في حد ذاتها, فهم يركزون على عرض آرائهم بشأن الدوافع التي تحرك البشر وتدفعهم للمخاطرة. وتتفاوت التحليلات لتترواح بين الاشارة الى نمط الشخصية المعروفة (بالنموذج تي) الى الفهم المثير للجدل للادمان الجنسي. ويقول فرانك فارلي الرئيس السابق لاتحاد طب النفس الامريكي ان شخصية كلينتون مطابقة تماما للنموذج تي اي الشخصية اللاهثة والساعية نحو الاثارة, وهو النموذج الذي أمضى فارلي 20 عاما في تحليله وتطوير فهمه. وعلى كل الاحوال, يرى فارلي ان النموذج تي هو أصلا ايجابي, ويقول ان المخاطرة صفة ايجابية في واقع الامر مؤكدا في الوقت نفسه على أن الشخصية ذات النموذج تي هي التي أوجدت العالم الحديث وهي التي تقود الآخرين في المستقبل. ويوضح فارلي ان قائمة النموذج تي طويلة وممتدة. فأصحاب تلك الشخصية يميلون لكل ما هو جديد وللتغيير والتنوع وتعميق الخبرة والتجربة. وهم في الغالب مبدعون ويرون حلولا للمشاكل لا يستطيع الآخرون الوصول اليها. وتلك الشخصية تتمتع كذلك بمستويات عالية من الطاقة. فهم ينتهجون في حياتهم احكاما وقرارات مستقلة ويؤمنون بالسيطرة والتحكم في أقدارهم. الا ان النموذج تي في رأى فارلي له جانب مظلم كذلك. فأصحاب تلك الشخصية يمكن ان يكونوا مدمرين لانفسهم وللآخرين. ويستشهد في هذا الصدد بالشخصيتين الهزليتين جون بيلوش وكريس فارلي وهما مثال للنموذج تي الذي انصاع لدوافعه المدمرة. وطبقا للأبحاث التي أجراها فارلي, فانه اذا كانت هناك شخصية جذابة ومحبه للجنس, فانها شخصية النموذج تي. فتلك الشخصية تحب الكثير من الجنس وتميل للتنوع وممارسة الجنس في فترة مبكرة من الحياة. وأصحاب تلك الشخصية يختارون في الغالب شركاء متنوعين. وتلعب البيئة والوراثة عاملا في ايجاد النموذج تي, ويؤكد فارلي ان هناك أدلة متزايدة على أن بعض الجينات الوراثية تلعب دورا في حياة تلك الشخصية, الا ان البيئة لها تأثير كبير أيضا. وتقول تريزا كرينشو الرئيسة السابقة للاتحاد الامريكي للتربية الجنسية والمستشارين القانونيين والمعالجين النفسيين ان الاشخاص الذين يتولون السلطة سواء كانوا رجالا أو سيدات غالبا ما يشعرون بأنهم يتمتعون بمناعة تجاه الايقاع بهم. وفي الجانب المقابل يبدأ الناس في الاستجابة بشكل مختلف تجاه من يحوزون السلطة, ويوجدون لديهم احساسا بأنه لا يمكن اختراق جدرانهم المحصنة. ومع السلطة يأتي التقييم السيىء. فهؤلاء الاشخاص في السلطة, من وجهة نظر تريزا.. يرون أنهم يمكنهم فعل اي شيء يريدونه دون أن يدفعوا الثمن. وهناك بعد آخر للسلطة هو إهمال العلاقات الشخصية وما يتبعه من خواء عاطفي. فهؤلاء الاشخاص الذين يتمتعون بالنجاح غالبا ما يعملون بكد وباخلاص يجعلهم يتجاهلون رغبات ومطالب شريك الحياة العائلية. الا أن بعض الصفات التي تميل لجعل هؤلاء الاشخاص الناجحين لا يتمتعون بالشفقة ويشعرون بالقدرة على سحق المعارضين تجعلهم في الوقت نفسه ينحون تجاه بناء علاقات عائلية وثيقة. فشريك الحياة الذي يعاني من الاهمال قد ينطفىء عاطفيا وهو ما يقضي على الحياة العاطفية للطرفين. وفي الوقت نفسه يتوافر دوما وفي كل الاطراف الاشخاص الراغبون في اقامة علاقات عاطفية وعلى استعداد لكي يجعلوا أنفسهم تحت الطلب للمشهورين من كل الألوان. وتضيف شيري ليهمان وهي معالجة نفسية للشؤون العائلية والعاطفية في كليفلاند انها توصلت لهذه النتيجة بعد أن أمضت وقتا طويلا في تقديم النصح والاستشارة للاعبي البيسبول المحترفين ونجوم الروك. ويقول جون جاجنون الخبير في الشؤون العاطفية والاجتماعية انه في الواقع لا يتعلق الامر بالجنس الا في جزء ضعيف منه وان المسألة برمتها تتعلق بالتعبير عن القوة. وتقول ليهمان ان السلطة والطاقة الجنسية يمشيان جنبا الى جنب, والاندفاع الجنسي للاشخاص الذين يتمتعون بالسلطة يمكن ان يتعدى حدود المنطق. فالرجال الذين يتمتعون بالسلطة غالبا ما تكون لهم افعال جنسية طائشة. وتقول كرينشو انه ليس فقط الرجال الذين يلجأون للطيش الجنسي, فالنساء يفعلن ذلك ايضا. ولكن هناك القليل من السيدات من تتولى مناصب قيادية, ولهذا لا نسمع الكثير عن مغامراتهن. وتضيف كرينشو ان السيدات اللاتي يتولين مناصب قيادية يستمتعن بلعب الاولاد من الذكور, فالسلطة مثيرة للشهوة الجنسية, وهما أمران يلتقيان معا. ولكن السيدات نادرا ما ينظر اليهن على أنهن الطرف المفترس جنسيا حتى لو تصرفوا بهذا الشكل, كما ان الرجال الذين يقيمون معهن علاقة عاطفية لا ينظر اليهم غالبا على أنهم ضحية. وتستطرد كرينشو انه مع تقدم السيدات في السن, تظهر مؤشرات مباشرة قليلة لدى السيدات على أنهن يفقدن القدرة الجنسية اكثر من الرجال. فالسيدات اللاتي في المركز القيادية لديهن سبب اقل من الرجال للتصرف بشكل محبط وهن اقل احتمالا للسعي وراء تجديد العلاقات الجنسية من خلال سلوك تكتنفه المخاطر. وتتحدث كرينشو وغيرها في إطار تعريفات الطرف المفترس جنسيا خاصة الرجال الذين يتورطون مع النساء الذين هم اقل منهم في المرتبة, فهؤلاء يستغلون السلطة والفرص المتاحة لهم. ويتحدث عالم النفس في ولاية أتلانتا فرانك بيتمان اكثر في إطار تعريف الميالين للمغازلة والمعاكسة, فبالنسبة لهؤلاء يرى أن المسألة تتعلق بالجنس وتتعلق بغزو والهجوم على السيدات. الا أن خبراء آخرين يرسمون صورة اكثر ظلاما للرجال في السلطة الذين يلجأون لارتكاب اعمال جنسية طائشة. ولقد ورد عن لوينسكي في تقرير ستار قولها ان كلينتون أبلغها باقامة المئات من العلاقات الجنسية قبل سن الاربعين وانه حاول كبح هذا السلوك. ويقول جيروم ليفين المعالج النفسي ومؤلف كتاب ظاهرة كلينتون انه اذا كان كلام لوينسكي صحيحا, فان كلينتون بذلك يكون نموذجا للشخصية المنغمسة والمهووسة بالجنس. انه مثل مدمن الكحول. في قوله هذا للوينسكي كشخص يقول انني معتاد على شرب الكحول بكميات كبيرة, الا انني الآن أتحكم في المسألة فهذا الكلام يندرج تحت عنصر التقليل من أهمية الشيء ويندرج تحت الرفض لفعل الشيء وانكاره. وتضيف كرينشو ان مؤيدي الرئيس يذهبون لوصفه بأنه مدمن جنسيا, وهو وصف سيجعله يبدو غير مسؤول عن تصرفاته. ولكنها تؤكد على ضرورة انتباه الرأي العام لتلك الاوصاف؟ فلا أحد غير المعالج النفسي يمكن له تشخيص حالة كلينتون. وتضيف ان مثل هذا المرض يعني انه يمكن له السعي نحو العلاج وتستقر حالته. فوجود مرض لدى الانسان ليس من خطئه هو أمر يدعوه لمحاولة التخلص منه بمساعدة هؤلاء الذين يؤمنون به. وفضلا عن اختلاف الخبراء حول تعريف الادمان الجنسي وحول ما اذا كان الرئيس يعاني منه أم لا, فهناك من يقول ان الادمان الجنسي ليس موجودا. ويقول روبرت كولودني مدير معهد الطب السلوكي الامريكي في نيوكانان انه لم ير دليلا لا يلامسه الشك يثبت وجود حالة اكلينيكية يمكن تعريفها بأنها تعاني مما يسمى بالادمان الجنسي. وتقول شيرلي جلاس المعالجة النفسية في بالتيمور انه لا يمكن معرفة ماذا يحدث مع الرئيس حتى يتحدث اليه شخص ما بشكل مطول. ومع ذلك تشير جلاس الى أن تصرفات كلينتون تقول انه يعيش بالتأكيد على الحافة ويلجأ للمخاطرة فتفكيره يميل للسعي نحو الاثارة مهما كان حجم المشاكل التي ستواجهه.

Email