قضية عربية : حواتمة لـــ البيان: اوسلو حشرتنا في الزاوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقد نايف حواتمة أمين عام اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بشدة اتفاقات اوسلو وقال انها حشرت الفلسطينيين في الزاوية الضيقة واغلقت الطرق امام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة . معتبرا ان اوسلو ارست سياسة تفاوضية تركت كل الارض الفلسطينية المحتلة بعدوان يونيو 1967 ارضا متنازع عليها وليست ارضا محتلة حسبما اقرت ذلك قرارات مجلس الامن والامم المتحدة. واعتبر ان الحل الامثل للخروج من المأزق الحالي هو عقد قمة فلسطينية ــ فلسطينية تجمع كافة قادة وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقادة حماس للتوصل الى برنامج مشترك يستند الى الشرعية الدولية جوهره انتفاضة جديدة متطورة ضد الاحتلال. وفيما يأتي الحوار مع حواتمة. اوسلو في الميزان في ذكرى مرور خمس سنوات على اتفاقات اوسلو ماهو تقييمك لنتائج هذه الاتفاقات؟ ـــــ البناء على سياسة خاطئة يقود الى نتائج خاطئة وقطار اوسلو ارسى سياسة تفاوضية تركت كل الارض الفلسطينية المحتلة بعدوان يونيو 1967 ارضا متنازع عليها وليست ارضا محتلة كما تقول قرارات مجلس »الامن الدولي« فنحن الآن نواجه مأزقا حادا فبعد مرور خمس سنوات على اسلو تضيق الدائرة من حولنا بفعل تطبيقات اوسلو وبروتوكول الخليل وهي تطبيقات ادت الى: اولا: تسريع عملية تهويد القدس الكبرى وغلق دائرة التهويد حول القدس بمستوطنة »ابو غنيم« وبناء على هذا فإن القدس الشرقية العربية تضم الآن 200 الف مستوطن يهودي يسيطرون على 32% من القدس العربية مقابل 170 الف فلسطيني بقى بيدهم فقط 14% والباقي 44% ارض خضراء تمتلكها الدولة العبرية الاستيطان فيها مسموح لليهود فقط وهكذا وضع اوسلو مصير القدس في المجهول وتحت التهويد الذي لايتوقف! ثانيا: خلال خمس سنوات من اوسلو تم مصادرة 450 الف دونم من الضفة الفلسطينية في شكل مستوطنات جيدة وطرق التفافية فالاستيطان لم يتوقف لحظة واحدة خلال فترة تولي رابين الحكم ويتسارع بشكل غير مسبوق وفق برنامج حكومة نتانياهو. ثالثا: تنفذ حكومة تحالف اليمين الاسرائيلية الان مايسمى بخرائط الواقع وهي تتمثل في حدها الادنى في ضم مايساوي 52% من اراضى الضفة حسب خطة وزير الدفاع الاسرائيلي موردخاي او العمل على رفعها الى 64% وفق خطة شارون. هذا هو الوضع الذي نواجهه الان بعد خمس سنوات على اوسلو ويتمثل في تضييق رقعة الارض حول المدن الفلسطينية المحاصرة بما يشبه نظام الجيتو فيما لاتسيطر السلطة الفلسطينية سوى على 3% فقط من مساحة الارض المحتلة بعدوان يونيو 1967. النازحون ... مصير مجهول؟ وبعد مرور سنوات اوسلو الخمس ماهو مصير النازحين واللاجئين ؟ ـــ بعد مرور خمس سنوات على اوسلو لم تتمكن لجنة النازحين من تحديد من هو النازح! وهكذا يصبح مصير 800 الف فلسطيني نزحوا عام 1967 مشردين في الشتات مجهولا! اما عن اللاجئين فهم يعيشون حالة اهمال كامل ويقدر عددهم بحوالي اربعة ملايين من الشعب الفلسطيني اقاموا منظمة التحرير واشعلوا شرارة الثورة ومهدوا للانتفاضة على امتداد اكثر من ربع قرن.. وفضلا عن كل هذا فقد اصبح وضع الاسرى في السجون الاسرائيلية مركبا فهم يواجهون قمع الاحتلال والسلطة الفلسطينية وكأنه لم يكن شيء لاستكمال الصورة سوى استشراء الفساد في كل مفاصل السلطة وهو امر اشار له تقرير المجلس الفلسطيني التشريعي الذي ادان مجلس الوزراء بتهمة الفساد وطالب باقالته ومحاكمة »سبعة« وزراء سرقوا خبز ومال الشعب. وبعد عام على هذا التقرير عادت نفس الوزارة واضيف لها عشرة وزراء فأصبحت حكومة السلطة وزارة تضم 34 وزيرا وهو عدد اكبر من وزراء حكومة الهند التي تحكم مليارا من البشر! انقسام وتدمير المؤسسات ويضيف حواتمة بقوله وهذه هي حصيلة اوسلو ... انقسام واسع في صفوف الشعب الفلسطيني ووقف الانتفاضة وتدمير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية. والآن نقول بصراحة لقد تساقطت كل الاوهام التي زرعها اهل اوسلو واصبحت المفاوضات اشبه بالمفاوضات العقارية على نسبة من الارض لان اوسلو جعلتها ارضا متنازع عليها وتجاهلت قرارات الشرعية الدولية الداعية الى انسحاب الاحتلال الاسرائيلي الى ما وراء خطوط الرابع من يونيو 1967. والان يتضح لكل شعبنا ان اسلو اغلقت الطريق على حق تقرير المصير وبسط سيادة دولة فلسطينية حتى حدود الرابع من يونيو 1967 كما اسقطت حقوق الشعب اللاجىء الذي يزيد على60% من مجموع شعبنا وفي المقدمة حقه في العودة وفقا لقرار الامم المتحدة 194. ما العمل؟! اذا كانت هذه النتائج السلبية قد اوصلتنا الى هذه الاوضاع المتردية فما هو الحل؟ وما العمل؟ ــ ان التساؤل الكبير الآن.. ما العمل؟ يطرح نفسه من جديد وبالحاح ولهذا ندعو عرفات الى قمة فلسطينية ــــ فلسطينية بين جميع قادة وفصائل منظمة التحرير وقادة حماس للتوصل الى برنامج يمثل القاسم المشترك الذي يستند الى الشرعية الدولية جوهره اولا: انتفاضة جديدة متطورة ضد الاحتلال والاستيطان ووقف المفاوضات حتى يتوقف الاستيطان وهو ما يمثل نقضا لسياسة نتانياهو التي تقوم على اساس استمرار المفاوضات مع استمرار الاستيطان وثانيا وضع استراتيجية سياسية جديدة لمفاوضات تقوم على اساس الشرعية الدولية من بداية النفق حتى نهايته وليس على اساس سياسة اوسلو المدمرة القائمة على حكم ذاتي للسكان خمس سنوات قابلة للتجديد لتبدأ بعدها مفاوضات لانهاية لها حول الحل النهائي لان اتفاق اوسلو لايستند للمرجعية الدولية ولا لقرارات الشرعية الدولية. الدولة الفلسطينية ما رأيك في خطوة الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية؟ ـــ مبادرة الجبهة الديمقراطية تدعو في احد محاورها لاعلان بسط السيادة الفلسطينية على جميع الاراضى المحتلة حتى حدود الرابع من يونيو 1967 بما فيها القدس الشرقية كما ان عرفات يدعو لاعلان الدولة ولكنه لايقول كلمة واحدة حول حدودها ونحن نحذر من هذا لانه سيجعل من الدولة جزر محاصرة في المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وهي لاتتجاوز 3% فقط من مجموع الارض المحتلة. ومبادرة الجبهة الديمقراطية تعلن ان النجاح في اعلان الدولة الفلسطينية في مايو من العام المقبل على الارض المحتلة حتى حدود الرابع من يونيو 1967 يشترط اولا اعادة بناء الوحدة الوطنية واعادة بناء ائتلاف منظمة التحرير من جميع الفصائل والقوى على اساس برنامج مشترك يتم الاتفاق عليه واعادة بناء مؤسسات المنظمة وبدون هذا لايمكن النجاح في بسط سيادة الدولة ويصبح الاعلان مجرد شعار مكرر لما اعلناه في 15 نوفمبر 1988. والمسألة المطروحة على اية ارض تقوم هذه الدولة وبأية اليات ووسائل؟ ونحن نقدم الوسائل باعادة بناء الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير والبرنامج المشترك بين الواقع والعمل حتى نعلن بسط سيادة دولة فلسطينية على الارض وحتى حدود الرابع من يونيو 1967، وهذا هو ماسيدفع بشعوبنا في المناطق الخاضعة للاحتلال الى الانتفاضة من جديد وخوض الصراع لجلاء الاحتلال وازالة المستوطنات وحتى يتم بسط سيادة الدولة على كل الاراضى المحتلة عام 1967، ان المسألة المطروحة ليست شعارات بل لابد من اتخاذ سلسلة من الخطوات العملية التحضيرية حتى مايو المقبل فليس هناك معجزات ستسقط من السماء في مايو المقبل يمكن ان تسفر عن نجاح اعلان بسط سيادة الدولة على الاراضى المحتلة. ابوظبي ــ سعد رزق الله

Email