عرضت إطلاق سراح 45ايرانيا دون قيد أو شرط: طالبان تخسر موقعا استراتيجيا شمالي كابول

ت + ت - الحجم الطبيعي

خسرت حركة طالبان موقعا استراتيجيا شمالي كابول امس اثر معركة عنيفة شمالي كابول ضد مقاتلي القائد المعارض شاه مسعود , في ذات الوقت الذي صعدت فيه ايران من موقفها مطالبة بحل أزمة اسراها بأسرع ما يمكن, فيما عرضت الحركة الافغانية اطلاق 45 سجينا ايرانيا محتجزين لديها دون قيد او شرط. قالت ميليشيا طالبان الافغانية ان المقاتلين الموالين لقائد المعارضة احمد شاه مسعود استولوا منها على موقع استراتيجي على قمة تل الى الشمال من العاصمة كابول امس الاثنين. واضاف مقاتلو طالبان ان الموقع في منطقة حسين كوت على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي كابول سقط في ايدي مقاتلي مسعود في هجوم ضار شنوه الليلة الماضية باتجاه العاصمة. وذكرت مصادر ان 25 على الاقل من مقاتلي طالبان جرحوا في المعركة. ويشرف الموقع على طريق يسمى بالطريق القديم يؤدي الى كابول ويمكن للمعارضة الان ان تهدد منه تعزيزات طالبان وخطوط امدادها الى الجبهة. واندلع القتال بين طالبان وقوات المعارضة الليلة قبل الماضية على بعد نحو 40 كيلومترا شمالي كابول على طريق يسمي بالطريق الجديد يربط المدينة بشمال البلاد. والمنطقة عبارة عن مساحة مستوية من الارض تحيطها الجبال قرب مطار كابول الذي يستخدم للاغراض المدنية والعسكرية. وحلقت طائرات طالبان فوق كابول عدة مرات لتقصف مواقع مسعود. وسمع في العاصمة الافغانية دوي طلقات المدفعية الثقيلة وعمليات قصف ونيران اسلحة خفيفة. وقالت قوات طالبان ان هذا ثاني هجوم تشنه قوات مسعود منذ يوم الجمعة. ويقود مسعود الذي طردت حكومته من كابول على ايدي قوات طالبان منذ نحو عامين تحالف المعارضة المناهض لطالبان. وحقق مسعود شهرة خلال حرب العصابات التي خاضتها المعارضة الافغانية ضد القوات السوفييتية في افغانستان خلال الثمانينات. وخسر مسعود واحدة من قواعده الرئيسية في شمال البلاد بعد ان سقطت في ايدي طالبان في اخر هجوم رئيسي لها في شمال البلاد لكنه يسيطر على معظم الاقاليم الواقعة شمالي كابول. وتعزز طالبان قواتها في جبهة القتال شمالي كابول لمنع اي محاولة تسلل من جانب قوات مسعود الى المدينة. وتصاعد الضغط من جانب قوات مسعود في الوقت الذي تحشد فيه ايران قوات كبيرة على طول الحدود الغربية لافغانستان. من جهة ثانية وعلى صعيد الأزمة الخاصة بالأسرى الايرانيين صرح الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني ان ايران تسعى (بأسرع ما يمكن) الى حل الازمة الحالية مع حركة طالبان الافغانية التي تتهمها طهران باحتجاز عشرة من دبلوماسييها وأحد الصحفيين الايرانيين. وقال رفسنجاني في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان (الحكومة ومجلس الامن القومي يسعيان الى حل هذه المشكلة بأسرع ما يمكن, بحذر وبطريقة محسوبة) . وكان رفسنجاني الذي يرأس (مجلس تشخيص مصلحة النظام) يتحدث مساء امس الاول لدى استقباله وفدا من اقارب الايرانيين المفقودين في افغانستان منذ مطلع اغسطس الماضي. واضاف ان مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي, وهو ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة, (يولي هذه القضية اهتماما خاصا ويشرف بشكل تام على الجهود المبذولة) في هذا الصدد. وأكد ان طهران (تنوي الدفاع بحزم عن حقوق رعاياها في الدول الاخرى) . وقد حشدت ايران منذ مطلع الاسبوع الماضي قوات عسكرية كبيرة على مقربة من الحدود الافغانية للضغط على طالبان, مثيرة احتمال حصول مواجهة عسكرية مع طالبان التي تسيطر على معظم اراضي افغانستان. وتتهم طهران الميليشيا المتشددة باحتجاز عشرة من دبلوماسييها وصحفي ايراني لدى استيلائها على مدينة مزار الشريف في شمال افغانستان في الثامن من اغسطس الماضي. وقد حذر متحدث باسم زعيم طالبان الملا مصطفى عمر من ان قوات طالبان مستعدة (لبذل الدماء) في حال حصول هجوم ايراني. غير ان ممثل حكومة طالبان في الرياض صرح ان الحركة تؤيد وساطة سعودية وباكستانية في الازمة الحالية مع ايران التي دعت البلدين والامم المتحدة الى التدخل للافراج عن دبلوماسييها. وكانت صحيفة (طهران تايمز) قد اكدت امس الاول ان خامنئي نفسه يستبعد حصول مواجهة عسكرية مع طالبان. وقالت الصحيفة الناطقة بالانجليزية امس انه (رغم المشكلات العديدة مع طالبان, فان ايران لا تريد مواجهة معها لان ذلك ليس في مصلحة اي من البلدين ولان النزاع العسكري سيمثل ضربة خطيرة للسلام في المنطقة) . وفي مسعى للتخفيف من هذه الأزمة عرضت حركة طالبان اطلاق سراح 45 سجينا ايرانيا محتجزين لديها دون قيد أو شرط. وقالت صحيفة (النيوز) الباكستانية فى عددها الصادر امس أن طالبان قد طلبت من ايران ارسال دبلوماسييها لكابول وكاندهار (معقل طالبان) لبحث مسألة اطلاق سراح السجناء الايرانيين. وأشارت (النيوز) الى أن طالبان أعربت أيضا عن رغبتها فى اقامة علاقات جيدة مع ايران. ويأتي ذلك وسط تزايد المخاطر من اندلاع صراع مسلح بين ايران وطالبان وحشد ايران أكثر من سبعين ألف جندي ايراني مزودين بأحدث الأسلحة على الحدود مع أفغانستان. وكان دبلوماسيون ايرانيون قد توجهوا لكاندهار الاسبوع الماضي حيث أجروا مفاوضات مع قيادة طالبان أسفرت عن تأمين اطلاق سراح خمسة ايرانيين كانت تحتجزهم طالبان. ومن جهة اخرى ابلغ متحدث باسم حركة طالبان راديو لندن امس ان ممثلهم في نيويورك طلب من كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة التدخل لوقف ماوصفه بالتهديد الايراني. وقال الراديو ان الحركة أكدت انها اذا لم تتمكن من توضيح الموقف فيما يتعلق باتهام ايران لها باختطاف عشرة دبلوماسيين ايرانيين وصحفى ايراني في غضون اسبوع فستسمح لبعثة مشتركة من مسؤولين ايرانيين وباكستانيين ومن الحركة نفسها بزيارة منطقة مزار الشريف للتحقق من الامر بنفسها. ــ الوكالات

Email