تطلق حملة واسعة لاعلان الدولة: القيادة الفلسطينية ترحب بالتحرك الامريكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرست القيادة الفلسطينية في اجتماعها الاسبوعي الذي استمر حتى ساعة متأخرة من فجر (امس) جزءا كبيرا من اجتماعها لمناقشة الخطوات المطلوبة تمهيدا لاعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في الرابع من مايو المقبل . كما حذرت من خطورة اعتداءات الميليشيا المسلحة للمستوطنين وما يؤدي اليه ذلك من عدم الاستقرار وتفجير الاوضاع في الاراضي الفلسطينية. وحيت القيادة اهل الخليل واستعرضت تحركات رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات واللقاءات الاخيرة مع زعماء العالم. فقد ترأس ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية الليلة قبل الماضية في مدينة الخليل الاجتماع الاسبوعي للقيادة الفلسطينية بحضور سليم الزعنون ابو الاديب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني واعضاء اللجنة التنفيذية ومجلس الوزراء. وقد افتتح الرئيس الجلسة بتوجيه التحية الى جماهير المواطنين في الخليل باسم القيادة الفلسطينية وباسم الشعب الفلسطيني تقديرا ودعما لصمود المدينة واهلها الصامدين في وجه الاعتداءات المتزايدة للمستوطنين وغطرستهم وفي وجه الحصار المطبق الذي فرضته السلطات الاسرائيلية على المدينة لمدة عشرة ايام. وفي هذا الصدد اكدت القيادة ان اعتداءات الميليشيا المسلحة للمستوطنين وتواطؤ وحماية اجهزة الامن الاسرائيلية لهم ادى الى حالة متواصلة من عدم الاستقرار وفقدان الامن. واكدت السلطة في بيانها انه لابد ان يكون مفهوما ان وضع المستوطنين في الخليل وتشكيل ميليشيا مسلحة لهم وقيامهم باعتداءات يومية على المواطنين الفلسطينيين ومحلاتهم واملاكهم لن يؤدي الى ضمان الامن بل سيقود الى تفجير خطير للاوضاع حسب بيان القيادة الفلسطينية. كما قررت القيادة مواصلة خطط البناء والاعمار في الحي القديم في الخليل وتقديم الدعم للاسر والمحلات التجارية التي تضررت بسبب اعتداءات المستوطنين. وبعد ذلك تناول عرفات في كلمته في الاجتماع وضع عملية السلام والمفاوضات في ضوء التحركات الدولية المتواصلة لاجبار الحكومة الاسرائيلية على احترام وتنفيذ الاتفاقات التي وقعت عليها. واعتبرت القيادة الفلسطينية ان قمة عدم الانحياز المنعقدة في مدينة دوربان في جنوب افريقيا جاءت مناسبة هامة لاعلان الموقف الدولي من عملية السلام ومن حتمية الزام اسرائيل بالاتفاقات وتنفيذها. وفي هذا الاطار اعلن الرئيس نيلسون مانديلا في افتتاح القمة ان الحكومة الاسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن الجمود الحاصل في عملية السلام وان السياسة التي تسير عليها الحكومة الاسرائيلية سياسة متعصبة وضيقة الافق وكانت الدول الاعضاء في قمة عدم الانحياز وهي 113 دولة عضوا و17 دولة بصفة مراقب قد ايدت بالاجماع القرار الخاص بفلسطين وبالحقوق الوطنية الفلسطينية وبتأييد اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واشارت القيادة الى ان اللقاءات الهامة على مستوى القمة االتي عقدها عرفات مع قادة عدم الانحياز قد عززت الدعم العالمي لشعبنا الفلسطيني وللسلطة الوطنية وتبني مشروعات القرارات في الامم المتحدة المتعلقة بفلسطين والشعب الفلسطيني واستمعت القيادة الى تقرير حول المكالمة الهاتفية بين الرئيس عرفات والرئيس الامريكي بيل كلينتون والتي عبر فيها الاخير عن قلقه الشديد ازاء الجمود الحاصل في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية مع العلم بان الحكومة الاسرائيلية لم تعلن قبولها الصريح والكامل وغير المجزأ للمبادرة الامريكية التي قبلها الجانب الفلسطيني صراحة وارسل موافقته الرسمية للادارة الامريكية. وقد رحب الرئيس عرفات باهتمام الرئيس الامريكي باحياء وتنشيط الدور الامريكي الراعي لعملية السلام وارسال المبعوث الامريكي دنيس روس للقيام بجهد جديد لتحريك عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. واوضحت القيادة الفلسطينية تقديرها لاهتمام كلينتون ومتابعته الشخصية لعملية السلام وفي الوقت نفسه دعت القيادة الجانب الاسرائيلي الى الاعلان عن قبوله الصريح والرسمي للادارة الامريكية من مضمونها المحدد سواء لجهة الانسحاب او آلية التنفيذ او الالتزامات الامنية المتبادلة كما وردت مذكرة التفاهم الامني التي اعلنها الجانب الامريكي في 17 يناير 1997 ووافق عليها الجانب الفلسطيني. كما تدعو القيادة الفلسطينية الادارة الامريكية الى متابعة المفاوضات وعملية السلام من اعلى المستويات في الادارة لدفع عملية السلام الى الامام خاصة وان فترة السنوات الخمس الانتقالية تقترب من نهايتها وان منظمة التحرير الفلسطينية عاقدة العزم على اعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف في يوم اعلان نهاية الفترة الانتقالية الذي يصادف يوم الرابع من مايو 1999. وقد اولت القيادة جزءا كبيرا من النقاشات للخطوات المطلوبة تمهيدا لاعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف يوم الرابع من مايو المقبل وقررت القيادة القيام بتحرك دولي واسع النطاق لضمان التأييد العالمي للدولة الفلسطينية حال اعلانها. كذلك استعرضت القيادة المواقف الاسرائيلية المختلفة لدى الحكومة الاسرائيلية والاحزاب من هذا الاعلان بما فيها خطط عسكرية عسكرية اسرائيلية قد اعدت لذلك وعلى هذا الصعيد قررت القيادة توضيح الموقف الفلسطيني لجميع القوى الاسرائيلية المعنية بعملية السلام والمهتمة بالوصول الى السلام الدائم والعادل الذي يضمن للفلسطينيين حقهم في اقامة الدولة المستقلة ويوفر للمنطقة الامن والاستقرار. وشددت القيادة الفلسطينية على ان السلام والامن رهن بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعلى الصعيد الوطني قررت القيادة مباشرة التعبئة الجماهيرية وتشكيل لجان التعبئة السياسية والجماهيرية على مستوى المدن والقرى والمخيمات داخل الوطن وخارجه لضمان اقوى التفاف شعبي فلسطيني حول الدولة المرتقبة. كما قررت القيادة الاتصال بالدول العربية الشقيقة وبالبرلمانات العربية لمباشرة حملة عربية على المستوى العالمي لتأمين الدعم العالمي للدولة الفلسطينية المستقلة. وعلى الصعيد الداخلي استمعت القيادة الى تقرير الدكتور رياض الزعنون وزير الصحة حول الحالة الصحية في مخيم عين بيت الماء بعد اصابة العديد من السكان بعدوى مرضية نتيجة الاصابة بجرثومة معدية وقد طمأن وزير الصحة اعضاء القيادة على ان وزارة الصحة والاطباء الفلسطينيين تمكنوا من السيطرة على جرثومة العدوى. وتلقى المواطنون العلاج اللازم ولم يبق تحت العلاج سوى 30 حالة فقط واكدت القيادة انها اصدرت توجيهاتها الى وزارة الصحة والتمويل والاقتصاد والتجارة للتقيد الصارم بالاجراءات الخاصة بالنواحي الصحية والتموينية والمواد التي يتم استيرادها والتأكد من صلاحيتها قبل وصولها الى المستهلك. غزة ــ ماهر ابراهيم

Email