تدرك وجود سقف لايمكن تجاوزه للعلاقات: المعارضة العراقية غير قلقة من خطوات التقارب بين دمشق وبغداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط المؤشرات على تزايد خطوات التقارب السوري - العراقي وتجاوز الدولتين لمعظم قضايا الخلاف, تبرز قضية المعارضة العراقية كنقطة اساسية في ملف علاقات الجانبين . حيث تستضيف دمشق بعض فصائل المعارضة السياسية العراقية والتي من المؤكد انها ستكون موضع شد وجذب حال بدء بحث الشق السياسي لعلاقات دمشق - بغداد. فما هي ابعاد تأثيرات استضافة سوريا للمعارضة العراقية على مستقبل العلاقات؟ وكيف ترى المعارضة مسيرة هذه العلاقات؟ في موقفها, سواء الذي تعبر عنه من خلال البيانات او حتى التصريحات تبدو المعارضة العراقية مطمئنة الى ان استئناف العلاقات السورية العراقية لن يطالها, وانها ستحضر في شقها الاقتصادي لارتباطه بمعاناة الشعب العراقي, وانها لن تمتد الى المجال السياسي او الدبلوماسي. وفي لقاء له مع (البيان) قال بيان جبر ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان الصراع مع صدام حسين صراع شمولي ومفتوح ويستوعب العالم كله. ويضيف ان الحديث عن العلاقات السورية - العراقية يتطلب منا العودة الى الجذور الاساسية التي شكلت هذه العلاقة وبكلمة ادق طبيعة العلاقة بين طرفي الحزب في سوريا والعراق. ولكي نتحدث بشكل موضوعي وتاريخي نقول بان وصول صدام حسين الى الحياة السياسية العراقية رئيسا للجمهورية وضع العلاقة مع سوريا في مرحلة دموية بكل ما لهذه المفردة من معان ودلالات. فبعد وصوله الى السلطة 1979 مزق ميثاق العمل القومي مع سوريا, واتهمها بالتآمر على (العراق) و (سيادته) واقام حفلة دموية في اعقاب هذا التآمر باعدام اكثر من عشرين قياديا من القيادات الحزبية في العراق بدعوى انهم شركاء لسوريا في التآمر, ثم انهالت حلقات التآمر الصدامي بالتفجيرات التي طالت السيادة السورية الداخلية والكل يدرك جيدا المذبحة الرهيبة التي اودت بارواح الابرياء في منطقة (الازبكية) في دمشق العاصمة, واغتياله كبار العسكريين والمدنيين ودعم المعارضات في سوريا, وفي لبنان كان لصدام حسن دور مواز للدور القومي - العربي السوري في هذا البلد الشقيق عبر دعم النظام للجنرال ميشال عون في المنطقة الشرقية وتشجيعه للقيام بدور مزعج للسياسة السورية التي حرصت وتحرص دائما على حماية السيادة العربية في لبنان على اراضيها والدفاع عن لحمة الوجود السياسي والوطني هناك. لقد كان النظام وعبر جميع مبادراته وادواره يسعى جاهدا للتضييق على سوريا كونها بوابة الموقف العربي الشريف والصامد ازاء المشروع الصهيوني والامريكي على السواء. ونعتقد ان هذه المشاريع والمبادرات مرتبطة (بدور) عراقي في حيز (المشروع الامريكي) الذي يعاني من صلابة الموقف العربي في سوريا وفي حيز (المشروع الصهيوني) الذي ادرك ان نظرية الارض مقابل السلام لا يمكن ان تعرقل الا (بدور) عراقي عبر ازعاج سوريا وازعاج المنطقة معا. لذلك فانا لا اشك بالمطلق بان صدام حسين وفي جميع الادوار التآمرية التي قام بها ضد سوريا سيفلح ذات يوم بردم المسافة التي بناها هو وسياساته بين القيادة والشعب العربي في سوريا وبينه, او انه يستطيع اعادة الثقة بسياساته ونظامه في سوريا اولا وفي باقي اقطار المنظومة العربية والاسلامية والدولية ثانيا, لانه عبر بمشاريعه التآمرية بحق الاشقاء وتخندقه في سواتر خدمة السياسة الصهيونية والامريكية عن لون العقلية التي ينتمي لها وطبيعة النظام السياسي الذي شكله في الحياة العربية, ونمط المشروع (القومي) الذي يؤمن به حتى لو كان هذا المشروع يتجاوز سيادة المجال العربي وحرمته كما حدث في الثاني من اغسطس 1990 في الكويت. من هنا اقول بان نظاما يمزق ميثاق العمل القومي ويبطش باقرب المقربين اليه بتهمة التآمر على سيادة العراق, ويقيم حفلات الموت في (الازبكية) السورية ويدعم (المعارضات) في سوريا للنيل من وحدتها ولحمتها الوطنية والسياسية ويرتب مع الكيان الصهيوني وواشنطن للكيد بالقرار العربي السوري هو نظام مستهتر بحرمة الشعوب العربية كلها وعلى الشعب العربي في سوريا, ووقح في تعاطيه مع العناوين الكبيرة في الصراع مع الصهيونية وهو يرى ويسمع اتساع مشروع الصهيونية في المنطقة العربية عبر التحالفات التي يغذيها بادواره والتآمر الذي يوظفه لصالح تأهيله ولو على حساب احكام السيطرة الاسرائيلية على الاجواء العربية كلها. لا اعتقد ان اعادة الثقة المفترضة بصدام ستعود بالهين على الاطلاق, لان الاخوة في سوريا سيحسبون الف حساب وحساب حين يصلون الى مجرد التفكير بدفع العلاقة الاقتصادية المرتبطة بمعاناة شعبنا في العراق الى مجالها السياسي والدبلوماسي , لان هذه العودة تذكرهم وستبقى تذكرهم دائما بالمآسي التي جرها صدام عليهم والمذابح التي اقامها على رؤوس الابرياء في ارضهم وسيبقى نموذج صدام حسين يذكرهم ايضا بخط عاصف من النيران والدم ومشاريع التوريط التي هم في غنى عنها خصوصا بعد ان اوصل صدام المنطقة الى مدريد عشية غزو الكويت والى اماكن (التسوية) بعد كل ازمة مع اليونسكوم. فيما يتعلق بعملنا في الجمهورية العربية السورية فيمكن القول : ان مكاتب المعارضة العراقية موجودة وتعمل بحريتها وتمارس نشاطاتها السياسية والاعلامية من دون ضغط او اشارات من هذا القبيل. عملنا السياسي والدبلوماسي طبيعي ولم يجر اي تغيير في نشاط دبلوماسيتنا التي نسعى من خلالها الى تطوير بنية الخطاب والمشروع العراقي المعارض وتطوير علاقاتنا مع القوى الدولية التي تشاطرنا قناعات التفكير باحلال اسس الامن والاستقرار والطمأنينة في العراق والمنطقة العربية. ان ارادتنا للتغيير لا يمكن ان يطرأ عليها اي (تغيير) لانها ثابتة ثبات شعبنا على شروطه, وراسخة رسوخ مشروعنا السياسي في احلال البديل الوطني الذي يطمئن اليه العراقيون. دمشق - (البيان) :

Email