قضية عربية : سوريا وجاراتها العربيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

للعديد من الاسباب الداخلية والخارجية سلكت سوريا مجموعة من السياسات اسفرت عن نشوء تعارض تاريخي بينها وبين جاراتها ... العراق, الاردن, ولبنان, ورغم ان حساسية وضعها في ظل تطورات الصراع العربي الاسرائيلي كانت تفرض عليها تجاوز هذه الخلافات, وتتطلب قدر من التضامن والتنسيق لتكثيف الطاقات في مواجهة الصراع الرئيسي مع اسرائيل, الا ان كافة الاطراف اتخذت مواقف اسفرت عن فراق متواصل سوري - عراقي, سوري - اردني, ولم تنجح دمشق سوى على الصعيد اللبناني رغم وجود ترسبات مازالت تلقى بتأثيراتها على علاقات الدولتين. ورغم اختلاف الاجتهادات في تحديد ابعاد هذه الخلافات التي وصلت الى درجة العداء بين دمشق وكل من بغداد وعمان, الا ان القيادة السورية نجحت مؤخرا في حل مشاكلها مع العراق ودخلت العلاقات بين الدولتين مرحلة من الوفاق والتعاون يتفاءل البعض بتصور انها يمكن ان تشكل محورا قويا في مواجهة التحالف الاسرائيلي التركي اذا ما نجح في ضم ايران اليه. وخلال هذا العام شهدت العلاقات بين الدولتين خطوات تقارب عديدة اثارت رفض الولايات المتحدة لها بحجة تعارض بعضها مع قرارات الامم المتحدة الخاصة بالحصار على العراق. يقابل هذا النجاح السوري مع بغداد, فشل مع عمان, ورغم ان دمشق سعت بطرق عديدة لمحاولة جذب الاردن الى ماتراه علاقات جيدة يمكن بها تفويت الفرصة على اسرائيل لتعكير صفو العلاقات العربية. ورغم محاولات التقريب بين الجانبين الا انها كانت تتحطم على صخرة الرغبة الاردنية في الاسراع بخطوات التطبيع مع اسرائيل. اما على صعيد العلاقات السورية مع لبنان فهي تكتسب طبيعة خاصة نظرا للابعاد التاريخية التي تربط بين الشعبين ورغم ان البعض يحاول ان يطرح شكوكا حول طبيعة الدور السوري في لبنان, الا ان علاقات الدولتين وصلت مرحلة يمكن اعتبارها مرحلة (تحالف) وان كان ذلك لاينفي ان هناك عددا من القضايا معلقة تتطلب الحسم.

Email