وزير الخارجية المصري: أي اتفاق سلام غير متوازن يعيد المنطقة الى نقطة الصفر

ت + ت - الحجم الطبيعي

صرح وزير الخارجية المصرى عمرو موسى بأن مصر تعطى أولوية مؤكدة لاتفاق من شأنه كسر الجمود الذى شاب عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الا انه شدد في الوقت نفسه على أهمية أن يكون مثل هذا الاتفاق متوازنا وليس لصالح طرف على حساب طرف آخر . وقال ان مصر لاتنشد موقفا يؤيد أو يدعم استسلام طرف وخضوعه للطرف الآخر, مشيرا الى أن مصر وان كانت ترى فيما أبلغت به من أن اسرائيل باتت مستعدة بالفعل لقبول الاقتراح الامريكى بالانسحاب من 13 في المائة من الاراضى الفلسطينية المحتلة خطوة ايجابية الا أن لديها العديد من التساؤلات حول مدى جدية هذا الموقف ومقدار الحقيقة فيه وما اذا كانت الشروط المقترنة بذلك شروطا يتعين على الجانب الفلسطينى وحده الرضوخ لها. وأضاف عمرو موسى في حديث أدلى به لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في جنوب افريقيا أن أي شروط تقترن بقبول اسرائيل للعرض الامريكي يجب ألا تكون شروطا مجحفة وانما شروط يمكن أن تؤدي الى الحفاظ على الامن الفلسطيني والاسرائيلي في آن واحد وأن تحيي الامل لدى الشعب الفلسطينى ولاتقضي عليه. وأشار الى أن أى اتفاق متوازن في هذا الشأن يعد وصفة لمستقبل أفضل في الشرق الاوسط وان أي اتفاق غير متوازن سيعتبر وصفة لمستقبل متوتر تعود فيه المنطقة الى نقطة الصفر من جديد. وأوضح وزير الخارجية المصرى ان المبادرة المصرية الفرنسية بخصوص الشرق الاوسط مازالت قائمة ومستمرة للجوء اليها كبديل في حالة فشل المبادرة الامريكية مشيرا الى ان فشل المبادرة الامريكية يعد أمرا محتملا وقال ان الاحتمالات الخطيرة لفشل عملية السلام تحتم على المجتمع الدولى ان يقوم وعلى الفور بالتعامل مع هذا الاحتمال. وعلى صعيد آخر أوضح عمرو موسى ان مصر تسعى حاليا من خلال اتصالات اجراها مع وزير خارجية العراق وسفير الكويت لدى جنوب افريقيا وأخرى يعتزم اجراؤها مع وزير خارجية الكويت فور وصوله الى دوربان لتهيئة اجواء مناسبة لتنسيق موقف أفضل فيمايتعلق بالصلة العراقية مع الامم المتحدة ومع لجان التفتيش الدولية خلال قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في دوربان حاليا. وردا على سؤال حول موقف حركة عدم الانحياز من التجارب النووية التى أجرتها كل من الهند وباكستان مؤخرا وما اذا كانت الحركة تعتزم اتخاذ مواقف حاسمة حيالهما قال عمرو موسى ان التجارب النووية وان كانت أمرا يصعب تأييده الا ان المشاكل التى يواجهها العالم في هذا المجال لا تنبع فقط من التجارب التى أجرتها الهند وباكستان بل تعد أيضا نتيجة للتعامل وفق معايير متعددة وضعف نظام منع الانتشار النووى. وأضاف ان اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية فقدت الكثير من مصداقيتها لانها لم تعد عالمية الطابع بل تنطوى على تفرقة وأكثر من شكل من أشكال التفرقة بين الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وهى الدول التى تملك قدرات نووية متطورة والدول التى مازالت على اعتاب القدرة النووية كالهند وباكستان ثم تفرقة كاملة تتمثل في ضرورة قبول العالم بأسره بقواعد معينة الا دولة واحدة وهى اسرائيل وهذا كلام غير مقبول ان تصبح اسرائيل فوق القانون. وأضاف بأن دول عدم الانحياز لايمكنها ان تأخذ موقفا حاسما حيال الهند وباكستان الا اذا تم التعاون مع المشكلة ككل بما في ذلك وضع اسرائيل مؤكدا على ان الحركة لايمكنها اتخاذ مواقف انتقائية اختيارية وتترك المشكلة التى تهم دول الشرق الأوسط بل دول القارة الافريقية. ــ أ.ش.أ

Email