تقارير البيان: أصبحت مادة ساخنة في الحملات الانتخابية: الافغانية بنت الوزير السابق تشغل ألمانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شغلت فتاة أفغانية مسلمة الاوساط السياسية والإعلامية في ألمانيا, في غمرة صيف انتخابي ساخن, قد يطيح بآمال المستشار الألماني هيلموت كول في البقاء على سدة الحكم . وشغلت هذه الفتاة كبار السياسيين عن الاحزاب المختلفة في مقاطعة (بادنا فورتنبرج) كما شغلت ايضا جميع طبقات المجتمع الألماني, فإذا جلست الى اية دائرة اجتماعية هنا كضيف من خارج ألمانيا تجد قصة هذه الفتاة وقد قتلت بحثا وفحصا. الصحف ومحطات التلفزيون لا تكف عن الاتصال بها هاتفيا للحصول على حديث صحفي أو لقاء تلفزيوني, بعد ان اصبحت صور هذه الفتاة تحتل الصفحات الاولى في الصحف اليومية في ألمانيا, حتى ان جريدة (الزود ديوتش تسايتونج) الواسعة الانتشار التي تعتبر جريدة الطبقة المثقفة, وأوردت عنوانا رئيسيا على صفحتها الاولى بعد احتدام هذه القضية في صيف هذا العام: (مدرسة مسلمة تقلب مقاطعة (بادن فورتنبرج) رأسا على عقب) أما لماذا؟ فلأن الفتاة تدخل الحصة المدرسية وهي ترتدي الحجاب كمسلمة ملتزمة بتعاليم دينها, بهذه القضية انشغل مجلس الوزراء والبرلمان لتلك المقاطعة وكذلك الاعلام وبالتالي الشعب الألماني. الفتاة الافغانية المسلمة (حسنة) الوجه والمظهر, وأضفى عليها الحجاب الاسلامي نوعا من الحياء والكبرياء, جعل من الألمان ينظرون اليها على انها تحمل بمظهرها هذا جاذبية وعمق جعلاها محل اعجاب الافراد هنا كمسلمة ملتزمة تمثل دينها وتحمل في ذاتها كبرياء. والمدرسة المثيرة للجدل هي (فريشتا لودين) ابنة وزير داخلية افغانستان في عصر الملك محمد ظاهر خان والذي تولى منصب سفير لأفغانستان في ألمانيا حتى تولي الشيوعيون السلطة هناك, فيرشتا ذهبت إلى ألمانيا مع بقية أفراد الاسرة وهي في الثانية عشرة من عمرها, تعلمت في مدارس ألمانيا ثم التحقت بكلية التربية لتصبح مدرسة, حصلت على الجنسية الألمانية من خلال زواجها من شاب ألماني أعلن اسلامه قبل زواجه منها بفترة وتخرج هو ايضا في كلية التربية. وزيرة الثقافة في مجلس وزراء مقاطعة (بادن فورتنبرج) ــ آنيتا شافان ــ قررت عدم قبول الفتاة البالغة من العمر 25 عاما في حقل التدريس طالما تصر على ارتداء الحجاب اثناء الحصة الدراسية امام التلاميذ, بحجة ان الحجاب لا يعبر فقط عن الاتجاه الديني ولكن ايضا يخفي وراءه اهدافا سياسية, غير ان الوزيرة اكدت على حق الفتاة في ان تنتهي من تدريسها العملي كاملا دون مساس وهو ما انتهى بالفعل مع نهاية يوليو, أوائل أغسطس ,98 والذي استمر عامين كاملين. لكن الوزيرة كانت تأمل في ألا تحصل الفتاة على الحد الادني من الدرجات الذي قد يمكنها من التعيين كمدرسة, وبذلك تكون القضية قد انتهت, وارتاح الجميع من مشاكل قد تعقد الوضع أكثر, ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن, فقد حصلت الفتاة على تقدير (جيد جدا) الذي يسمح بالتعيين لدى وزارة التعليم في ألمانيا, بل ويصبح التعيين اجباريا. وعلى الاثر أصدرت الوزيرة ــ بشكل قاطع ــ قرارها بعدم تعيين فتاة مسلمة محجبة بالتدريس مقارنة في ذلك الفتاة المسلمة بمدرسة اخرى مسيحية ألمانية الاصل كانت قد علقت (الصليب) على الحائط في حجرة الدراسة بمقاطعة (بايرن) , مما حدا بأم أحد التلاميذ وهي أيضا ألمانية مسيحية بأن ترفع دعوى قضائية لرفع الصليب من الحائط حتى لا يتعارض ذلك مع أسلوب التربية الذي يتلقاه الطفل في المنزل, وقد تعللت وزيرة الثقافة بأنها قد تكون عرضة للنقد اذا ما تركت الحرية لفتاة مسلمة ربما يؤثر مظهرها على التلاميذ المسيحيين, في حين ان هذه الحرية حرمت منها مسيحية عن طريق حكم قضائي في مقاطعة (بايرن) في الوقت نفسه خرج رئيس وزراء مقاطعة (بادن فورتنبرج) السيد تويفل بتصريح قال فيه: لا يجب ان نعير اهتمامنا لغطاء الرأس ولكن للفكر الذي بداخل الرأس, وكان ذلك اشارة الى رغبته في تعيين الفتاة المسلمة كمدرسة طالما لا تحمل افكارا متطرفة وحتى لا يثير ذلك بعض الناخبين من المسلمين أو الألمان المتحمسين للفتاة ضد الحزب الديمقراطي المسيحي الذي يقاتل في حملته من أجل كل صوت انتخابي قد يؤكد له كرسي السلطة للفترة الخامسة على التوالي. وأخذت القضية منعطفا جديدا بعد قرار الوزيرة اذ اعلنت نقابتا المعلمين, وإدارة العلوم والتربية الألمانيتان تأييدهما للفتاة المسلمة في قضيتها لدى محكمة شتوتجارت الادارية ضد قرار وزيرة الثقافة, وفي خطوة نحو مساندة الفتاة المسلمة في قضيتها ستشهد مدينة شتوتجارت مظاهرة عارمة, في السادس والعشرين من سبتمبر أي قبل يوم واحد من الانتخابات الألمانية, وتقول بعض الدوائر ان المظاهرات سيشارك فيها الآلاف. هل ستكون هذه القضية احدى الاسلحة لخطب ود المسلمين في ألمانيا من قبل بعض الاحزاب السياسية؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام. برلين ــ هشام الشحات

Email