فيما بدأت الصحف معارك مكتوبة وتبادلا للاتهامات: بورصة التكهنات واصلت ازدهارها انتظارا لخطاب الشيخ سعد اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مساء هذا اليوم يلتئم نحو 1200 من الشخصيات الشعبية والسياسية والاقتصادية حول مائدة ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح, الذي سيلقي امامهم خطابا, يتوقع المراقبون ان يضع خلاله النقاط على الحروف في الكثير من المسائل العالقة والتي تحتاج الى اجابات قاطعة عليها . وحتى الساعات الاخيرة للموعد المنتظر, فإن اطلاق التكهنات لايزال هو الشغل الشاغل للمواطنين, الذين يربطون بين هذه الدعوة, والضجة الكبيرة التي تثور حولها على الاقل في الجانب الظاهر على صفحات الصحف, وبين تزامنها والاستقالة التي كان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد كان قد تقدم بها فجأة الى امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح, قبل ان يعود منها بعد يومين بامر من الشيخ جابر. في خضم هذا اثار عدم حضور رئيس مجلس الامة الكويتي احمد عبدالعزيز السعدون للاجتماع الذي دعا اليه الشيخ سعد واختياره هذا التوقيت للاستئذان من امير الكويت ثم المغادرة برا الى البحرين لقضاء اجازة خاصة مع بعض الاصدقاء, تساؤلات عميقة حول مغزى عدم حضور رئيس البرلمان للمأدبة, وما يعنيه ذلك في وقت خرج فيه البرلمان والحكومة من مواجهة صعبة مؤخرا, في اعقاب الاستجواب الشهير لوزير الاعلان السابق وزير النفط الحالي الشيخ سعود الصباح, وما اعقب ذلك من توتر سياسي, ثم اضطرار الشيخ سعد للتقدم باستقالة الحكومة, وتشكيل حكومة اخرى مازال تشكيلها موضع انتقاد حاد من البرلمان. وفيما انتقد بعض كتاب الصحف تغيب السعدون عن وليمة ولي العهد معتبرين ان ذلك تم بسبب توجيه الشيخ سعد الدعوة الى اعضاء (المجلس الوطني) وهو التنظيم الذي كان قد تم تعيينه في الفترة التي تم فيها حل مجلس الامة الكويتي قبل عدة سنوات من الاجتياح العراقي للكويت. اعتبر الكاتب في جريدة (الوطن) اليومية ان المجلس الوطني مهما اختلفنا على شرعيته ومهما تمادينا في شجب اسباب ايجاده يظل ذلك المجلس جزءا من التاريخ الكويتي لايمكن انكاره ولانفيه بمجرد مقاطعة ما يمت اليه بصلة, وان مقاطعة حضور هذا الخطاب المهم لولي العهد في مثل هذه الظروف المهمة لمثل هذا السبب لايعدو كونه مكابرة زائفة. وجلب الموعد الذي حدده ولي العهد لخطابه, والتأويلات التي اجتهدت الصحف من مختلف الاتجاهات في نشرها يوميا, عددا من الاختلافات والمعارك الصحفية المباشرة وغير المباشرة, فقد ذكرت صحيفة (الطليعة) الاسبوعية في مقالها الافتتاحي ان (اجتماع الاول من يونيو بدون غطاء دستوري) مشككةفي خروج هذا الاجتماع بشيء هام. وهو ما اعتبرته جريدة (الوطن) اليومية تطاولا, وكتب رئيس تحريرها محمد عبدالقادر الجاسم يقول: ان الاختلاف في الرأي امر محمود بل هو سمة من سمات المجتمعات المتحضرة وليس مطلوبا ابدا ان تتطابق قناعة اي فرد مع قناعة الحكومة ولا بأس اطلاقا في انتقاد الحكومة بل واللجوء الى القسوة في الانتقاد لضمان وصول محتوياته لمن يعنيهم الامر.. كما انه ليس ممنوعا ابدا انتقاد رئيس مجلس الوزراء, سواء افكاره المعلنة او قراراته او تصريحاته, ولو كان هذا ما يفعله اصحاب وانصار المخطط القديم اللئيم لكان الامر عاديا ومقبولا فلا وصاية على الرأي العام, وللمواطن ان يتفق مع هذا الرأي او ذلك, لكن ما يفعله اولئك انهم تخصصوا في محاولة النيل من ولي العهد شخصيا ولم يتورعوا عن تجريحه, في محاولة لتقويض اركان العلاقة الحميمة الخاصة التي تربط بين الناس والشيخ سعد, انهم يلعبون ولا احد يردعهم مستغلين قناعة ولي العهد بعدم اتخاذ اي اجراء بحق من يسيء اليه, لكن بث مشاعر الكراهية ضد الشيخ سعد ليس اساءة لسموه بقدر ماهو اساءة لسمعة ومكانة الاسرة الحاكمة بأجمعها بل ان الامر ايضا تعدى مسألة الاساءة واصبح عملا شيطانيا ان استمر فسيؤدي الى اهتزاز المعادلات السياسية التي يقوم عليها المجتمع الكويتي. وعلى هذا الخط دخلت جريدة (القبس) التي رد نائب رئيس تحريرها في مقاله اليومي على ذلك بالقول: ان الحديث عن رئيس الحكومة وتوجيه النصح والملاحظات له ولحكومته يأتيان تحت غطاء دستوري تضمنته المادة 36 من الدستور, وبالتالي فليس هناك شيء من العيب حين يمارس اي مواطن لهذا الحق مادام لم يخرج عن الأطر التي حددها القانون. ويضيف: اما اتخاذ مسألة النقد التي هي حق دستوري وربطها بمعنى التجريح وقلة الاحترام فهو امر اخطر ما فيه انه ارهاب فكري بعينه ونفاق مبالغ فيه الى ابعد الحدود! ان مثل هذا الطرح فيه من الخطورة, اذا استمر على النظام العام في البلد, ويعني تعطيلا لكل ممارسة لحكم المادة 36 من الدستور! ويفضي الى الارتداد عشرات السنين الى الوراء وهو زمن يستحيل ان تتواءم تقاليده مع الحاضر الراهن. من جهتها تناولت (الانباء) الحدث بشكل اكثر توازنا اذ كتبت في افتتاحيتها ان استباق الحدث والحكم عليه من خلال تأويلات ينقص الامر الكثير من المصداقية والواقعية كما ان احاطة الحدث بالغموض والسرية يقلل من قيمة الحدث وتجعله هدفا سهلا لكل التأويلات. فالحدث هو العشاء الذي سيقيمه ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء والتأويلات كثيرة بعضها كان واقعيا والاكثر كان يتوافق مع الخيال واضافت (ليس غريبا او مستنكرا لقاء الشيخ سعد بمجموعة من رجالات المجتمع الكويتي فهذا نهج القيادة السياسية سواء كان في لقاءات مباشرة او في منتديات كالديوانيات تعبر وبصراحة عن آراء مختلف شرائح المجتمع وطموحها للكويت. الكويت ـ أنور الياسين

Email