بعد الإعلان عن توجيه 80 قنبلة للعواصم العربية: القاهرة تبحث دعوة مجلس الأمن لمناقشة التهديدات النووية الاسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت القاهرة اتصالات عربية وإسلامية عاجلة بعد الاعلان عن توجيه اسرائيل 80 صاروخاً نوويا للدول العربية المجاورة, وفي الوقت الذي تقدم فيه أعضاء مجلس الشعب المصري ببيانات عاجلة حول الإعلان الاسرائيلي مؤكدين انه ليس مجرد إعلان فردي يأخذ الضوء الأخضر من الحكومة الاسرائيلية, وعلمت (البيان) ان القاهرة بدأت اتصالات عربية وإسلامية لمناقشة الموقف, والبحث عن السبل التي يجب أن تسلكها هذه الدول خلال هذه المرحلة ومن بين الخيارات المطروحة إعداد تقرير عاجل يعرض على مجلس الأمن الدولي مع الترتيب لدعوته بناء على طلب من الدول العربية والإسلامية لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته, بالاضافة الى إدراج القضية كبند دائم على جدول المباحثات. وداخليا سارع العديد من نواب مجلس الشعب المصري إلى اعداد بيانات عاجلة الى الحكومة لعرضها في الجلسات أوائل الشهر المقبل, لكشف النقاب والتفاصيل عن هذا الملف, ومطالبة الحكومة بتقديم كشف كامل عن التحرك المصري الدبلوماسي للوقاية من هذا الخطر, وأشارت مصادر سياسية لـ (البيان) عن أن ما أعلنه شاحاك والذي أخذ في ظاهره على أنه معلومات يفصح عنها بصورة شخصية ليس بعيدا عن دوائر صنع القرار في إسرائيل, خاصة وأن التوقيت يأتي متزامنا مع القيمة الدولية التي أحدثها التفجير النووي الهندي, والمعلومات الأخرى عن امتلاك باكستان للسلاح النووي, والتي تعتبرها إسرائيل تهديدا لها. وانتقد نواب مجلس الشعب في بياناتهم العاجلة صمت المجتمع الدولي إزاء ما وصفوه بالحماية الأمريكية لإسرائيل في عدم توقيعها على معاهدة منع الانتشار النووي في الوقت الذي تتحدث فيه عن حقوق الإنسان, وتوزع فيه الاتهامات في كافة الاتجاهات خاصة للدول العربية بزعم انتهاك تلك الحقوق. وفي هذا الاطار يتابع البرلمان ايضا توصياته الى الحكومة في تقرير لجنة الرد على برنامجها على ما اتخذ من خطوات لإجبار إسرائيل على التوقيع على هذه المعاهدة الدولية, وانتقد بقاء اسرائيل خارج اطار الالتزامات النووية حتى الآن, وهو ما يتناقض ومجريات الاحداث والحديث عن امكانية تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة. وفي هذا السياق يقول فتحي قوزمان رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري ان ما نتحدث عنه من منظومة السلاح النووي الاسرائيلي ليس بجديد, وما أشار اليه التقرير حول امتلاك اسرائيل لقنابل ذرية وصواريخ حاملة لرؤوس نووية ليس بجديد, ولكن الغريب ان يصمت البعض إزاء هذا الخطر الداهم والذي تتجاوز حدوده الاقليمية الى الآفاق الدولية, ولا أرى مبررا واحدا يمكن أن يستند اليه الصامتون أو المتجاهلون لهذا الخطر. واكد ان مصر كانت بعيدة النظر ولكي تتحدث برؤى واضحة وبلغة واحدة مع الاشقاء العرب مخاطبين المجتمع الدولي محذرين من خطورة هذه الدولة النووية في منطقة الشرق الأوسط وتجاهل اسرائيل للنداءات الدولية المتكررة بغض النظر عن تحفظات أو موقف الأمم المتحدة المستغرب, لكي توقع اسرائيل وتنضم الى تلك المعاهدة, وبدلا من ان تستجيب لنداء العقل - راح اللوبي اليهودي ليدق الآسافين في العلاقات العربية العربية ويوزع الاتهامات على الدولة العربية بامتلاك هذه الأسلحة كيماوية وأخرى أسلحة نووية وكأنها بريئة من هذا كله, وأضاف ان ما كشف عنه شاحاك جدير بأن يؤخذ مأخذ الجد وعلى المجتمع الدولي أن يسارع عبر منظماته الدولية الشرعية ليُعمل مسؤولياته القانونية للوقاية من أخطار إسرائيل النووية. ويؤكد الدكتور محمد عبد اللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري ان ما أعلن عنه يمثل خطورة بالغة أدل ما يمثله على مقتضيات السلام في المنطقة, وما قيل يؤكد أيضا ان اسرائيل تصر على التلاعب بمصائر الشعوب وعلى توجيه ضربة للسلام وهو واضح بطبيعة الحال من خلال مماطلات نتانياهو التي لا تنتهي للوصول إلى تنفيذ كامل لاتفاق أوسلو. واضاف الدكتور عبد اللاه ان مصر ما زالت تصر وستظل متمسكة بحقها وحق الشعوب العربية في ضرورة توقيع اسرائيل على اتفاقية حظر الانتشار النووي ولن تفرط في ذلك أبداً, فهو أحد معاملات الأمان في المنطقة وهذا يتسق مع منطق الأمور من حيث ضرورة نزع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية وتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة منزوعة من تلك الأسلحة حتى يكون السلاح قويا وقادرا على الدفاع عن استمراريته وبقائه.

Email