حبيبي ترأس اول اجتماع للحكومة: اندونيسيا تبدأ مرحلة إعادة البناء وإزالة آثار الفساد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكثفت الضغوط على الرئيس الاندونيسي الجديد بشار الدين يوسف حبيبي للاسراع باجراء انتخابات تشريعية مبكرة والافراج عن المعتقلين السياسيين, وانضم ستة وزراء بينهم وزير الاقتصاد جيناذرار كارتسميتا إلى قادة المعارضة في المطالبة بتنفيذ الاصلاحات وتطهير اندونيسيا من آثار الفساد . وعقد مجلس الوزراء الاندونيسي الجديد اول اجتماع له امس برئاسة يوسف حبيبي, وسط اجواء اعادة البناء بعد موجة احداث الشغب والاضطرابات التي سبقت استقالة الرئيس السابق الجنرال سوهارتو. وافتتح مجلس الوزراء الاندونيسي الذي شكله الرئيس الجديد يوسف حبيبي اولى جلساته امس في حين بدأت البلاد تعيد بناء ذاتها بعد احداث شغب واضطرابات سياسية اجتاحتها على مدى اسبوعين. قال أمين عام الدولة الاندونيسي أكبر تاندجونج ان اندونيسيا ستجري انتخابات عامة في أسرع وقت ممكن بعد تعديل التشريعات الانتخابية. وصرح للصحفيين بعد أول اجتماع يعقده الرئيس الجديد يوسف حبيبي مع مجلس الوزراء ان المبدأ المتفق عليه هو (اجراء انتخابات بأسرع ما يمكن بعد أن نعد القوانين) . وتابع (سنعد القانون الانتخابي وقانون الاحزاب السياسية في أسرع وقت ممكن) . وتعلو المطالبات باجراء انتخابات جديدة منذ تولي حبيبي السلطة يوم الخميس الماضي عقب استقالة الرئيس سوهارتو وسط احتجاجات وأحداث شغب واسعة. وتتفاوت تقديرات المدة التي قد يستغرقها تعديل قوانين الانتخابات والاحزاب السياسية لكن كثيرين يتوقعون اجراء انتخابات العام المقبل. وتجرى الانتخابات وفقا للقوانين الحالية كل خمس سنوات وكان من المقرر اجراء الانتخابات الجديدة عام 2003, ولا يسمح حاليا الا لثلاثة احزاب سياسية بالمشاركة في الانتخابات لكن كثيرين يتوقعون ان يفتح القانون الجديد الباب امام احزاب كثيرة اخرى. ومن ناحية أخرى صرح وزير العدل مولادي بأن الحكومة الاندونيسية الجديدة أصدرت عفوا عن سجينين سياسيين بارزين اعتقلا خلال عهد سوهارتو. وتابع ان الحكومة تبحث أيضا مسألة المحتجزين من تيمور الشرقية. وقال للصحفيين بعد اجتماع حبيبي بمجلس الوزراء (أصدرت الحكومة عفوا عن سري بينتانج بامونكاس ومختار بكباهان) , وأضاف انه قد يطلق سراحهما. وبكباهان هو رئيس نقابة عمالية اندونيسية غير معترف بها ويوشك على اتمام فترة سجن مدتها أربع سنوات بتهمة التحريض على القيام بأحداث شغب ويواجه أيضا عدة اتهامات بالتخريب لنشر بيانات مناهضة للحكومة. أما سري بينتانج فقد طرد من حزب التنمية المتحد المعارض ذي الاتجاهات الاسلامية وحكم عليه العام الماضي بالسجن 34 شهرا بتهمة سب سوهارتو خلال كلمة ألقاها على طلاب اندونيسيين في المانيا عام 1995. وبدأ مئات من المغتربين وسكان جاكرتا ممن فروا من المدينة خلال أحداث الشغب التي قتل فيها ما يزيد على 500 شخص في العودة اليها واعادة بناء تجارتهم وأعمالهم. وقال مسؤولون بشركات طيران ان الرحلات القادمة الى اندونيسيا من سنغافورة وماليزيا محجوزة بالكامل خلال الايام القليلة المقبلة. وحملت الصحف أنباء تبشر بتغيير جديد اذ أعلنت أن مرفق المياه في جاكرتا ألغى عقود التشغيل مع شركتين احداهما يرأسها أكبر أبناء الرئيس السابق سوهارتو والاخرى يرأسها ابن شريكه القديم لييم سيوي ليونج. ويقول رجال أعمال محليون ان عقود التشغيل التي وقعت في الاشهر القليلة الاخيرة من حكم سوهارتو منحت الشركتين شروطا ميسرة بدرجة مبالغ فيها وكان من الممكن أن تؤدي الى افلاس مرفق المياه. ومن ناحية أخرى تجمع أصدقاء وأقارب معتقلين سياسيين احتجزوا في عهد سوهارتو عند سجن سيبينانج في جاكرتا انتظارا لاطلاق سراحهم. ومن المنتظر الافراج عن سري بينتانج بامونكاس الذي كان من أشد منتقدي سوهارتو وعن الزعيم العمالي المستقل مختار بكباهان في وقت لاحق امس. وانتظر أيضا أقارب عشرات المعتقلين الاخرين عند بوابات السجن أملا في سماع أنباء سارة. وصرح الزعيم الاسلامي المعارض أمين رئيس للصحفيين بأنه اجتمع مع حبيبي هو وعدد من زعماء المعارضة الاخرين مساء السبت. وأضاف ان حبيبي سيعلن خلال اليومين القادمين عن اجراء انتخابات عامة في غضون عام واحد لانتخاب برلمان جديد يحدد بدوره قواعد عملية اختيار رئيس البلاد الجديد. وقال رئيس (سيعلن ذلك في غضون يومين) , وصرح البعض بأن حبيبي قد يعلن عن هذا اليوم الاثنين بعد أول اجتماع له بمجلس الوزراء. وسيعقب هذا انتخابات عامة في غضون عام اخر بعد أن ينتخب مجلس الشعب الاستشاري وهو أعلى هيئة دستورية في البلاد رئيسا جديدا لاندونيسيا ونائبا له. وقال رئيس ان حبيبي لم يصرح بما اذا كان سيرشح نفسه في الانتخابات0 وأضاف (اكتفى بالابتسام, والابتسامة يمكن أن تعني أشياء كثيرة) . وقرر حبيبي أيضا تشكيل مجلس لتقديم المشورة فيما يتعلق بعملية الاصلاح السياسي والاقتصادي ويضم شخصيات معارضة مثل وزير البيئة السابق اميل سليم. وقال جوناوان محمد وهو صحفي سابق ومن أشد منتقدي سوهارتو ان الانتخابات ينبغي أن يشرف عليها مراقبون دوليون ضمانا لنزاهتها. وتحدث جوناوان الى رويترز خارج سجن سيبينانج حيث كان ضمن حشد من نحو 100 شخص كان ينتظر الافراج عن المعتقلين السياسيين. وانتشر جنود مسلحون في المكان لكن لم يكن هناك توتر ملحوظ. ــ رويترز ــ أ. ب

Email