تقرير اخباري : اسرائيل تواجه نفاد صبر أمريكا وأوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

واجهت اسرائيل امس نفاد صبر متزايدا لدى الولايات المتحدة وأوروبا ودول اخرى نتيجة الغياب التام لأي افق لعملية السلام في الشرق الاوسط . وكتبت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية تقول ان (امريكا غاضبة, واوروبا تهاجمنا وسنغافورة توجه الينا اهانة) بعد رفضها استقبال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقد حذرت الولايات المتحدة مجددا من انها قد توقف جهودها الهادفة الى اعادة الحياة الى عملية السلام بسبب التعنت الاسرائيلي. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبين ان اليوم الذي ستضطر فيه الولايات المتحدة الى ان توضح علنا لماذا فشلت جهودها وتوجه بالتالي اللوم الى اسرائيل (لم يعد بعيدا) . واعتبر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي افيجدور كهلاني ان (الامر عبارة عن محاولات للضغط على اسرائيل) . وندد بوجود (رغبة اوروبية للاساءة الى اسرائيل) . وقد هددت المفوضية الاوروبية باستبعاد منتجات المستوطنات اليهودية من الميزات التي تحظى بها البضائع الاسرائيلية في السوق الاوروبية. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي ان المجلس الوزاري للاتحاد الاوروبي سيناقش المسألة في الثامن من يونيو المقبل. لكن لا يبدو ان عزلة اسرائيل المتزايدة في الساحة الدولية تؤثر على نتانياهو. فقد حرص في الايام الاخيرة على طمأنة الجناح اليميني في ائتلافه الحكومي مكررا رفضه الاقتراح الامريكي بسحب جيشه من 13,1% من الضفة الغربية. والمشكلة هي انه ما من لقاء جديد مقرر بين الاسرائيليين والفلسطينيين وما من مهمة جديدة مزمعة للمنسق الامريكي الخاص للشرق الاوسط دنيس روس. اما على الجانب الاوروبي, فقد شن نتانياهو هجوما مضادا, مؤكدا ان تنفيذ المشروع الاوروبي سيلحق (ضررا بالغا بالعلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل) و(يضع حدا نهائيا لمحاولات اوروبا للعب دور في عملية السلام) . وحذر نتانياهو من انه (اذا كانت اوروبا لا تهتم بالبطالة التي قد يتسبب بها هذا الاجراء, فليس علينا ان نهتم بخفض البطالة لدى الفلسطينيين) . وهناك نحو 15 الف فلسطيني يعملون في المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة وفق الارقام الاسرائيلية. وعاود عوزي اراد المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء امس تأكيده في تصريح للاذاعة ان اقتراح المفوضية الاوروبية ليس (قانونيا) من حيث انه يتعارض حسب قوله مع الاتفاقات الاقتصادية الاسرائيلية الفلسطينية الموقعة في باريس في 1994. اما المفوضية فأكدت من جهتها ان اسرائيل مسؤولة عن (عملية تزوير واسعة) بتصديرها الى اوروبا منتجات من المستوطنات تحمل عبارة (صنع في اسرائيل) . وتزايدت حساسية اسرائيل تجاه اوروبا بسبب المبادرة الفرنسية لعقد (مؤتمر للدول المصممة على انقاذ السلام) لتحريك العملية السلمية. وقالت الصحف الاسرائيلية ان هذا الاقتراح لقي المزيد من التحفظ نتيجة سعي فرنسا الى استبعاد اسرائيل منه في مرحلة اولى. وقال مسؤول كبير لصحيفة (هاآرتس) طالبا عدم كشف اسمه ان (عقد مثل هذا الاجتماع من دون الاطراف المعنيين سيكون هدفه الأكيد الضغط على اسرائيل) .

Email