قضية عربية : حماس والسلطة داخل نفق العلاقة المتوترة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتحت عملية اغتيال محيي الدين الشريف, قائد الجناح العسكري لحركة حماس, وحملة الاعتقالات الفلسطينية التي طالت عددا من قيادات حماس, جروح العلاقة المتوترة بين حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية والتي تشهد على الدوام حركة مد وجزر طوال السنوات الـ 25 الماضية . وتتسم العلاقة بين الجانبين بالتقلب الدائم وبالتعرجات فضلا عن مناخ الشكوك والتوجس الذي يظلل هذه العلاقة ويوترها. هنا محاولة لنبش جذور التضاد بين حماس والسلطة, وجرد مسيرة سنوات من الازمات والصدامات في محاولة لتحسس امكانية الالتقاء بين الجانبين للتوحد سويا امام المشروع الصهيوني الذي يمثل التهديد الحقيقي للوجود الفلسطيني وليس هذه الجهة او تلك. وفي هذا الخصوص, (تناظر) وزير التموين الفلسطيني والقيادي البارز في المنظمة عبدالعزيز شاهين على صفحات (البيان) مع الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حماس حول شجون العلاقة بين الجانبين, وانتهزا هذه الفرصة لتبادل الاتهامات والغمز واللمز حول كل شيء. مسؤولان كبيران في الحركة والسلطة يتناظران عبر (البيان): وزير: حماس صنيعة اسرائيل ورصيدها في الكفاح ... صفر ، الزهار: حجمنا كبير ولا نريد كعكة اوسلو المسمومه صراع التمثيل يبدو الصراع على من يحق له تمثيل الشعب الفلسطيني, واحدا من ابرز نقاط الخلاف والتوتر بين حماس والسلطة. يقول وزير التموين الفلسطيني والمسؤول الكبير في حركة فتح انه في ختام لقاء المصالحة بين حماس وحركة فتح في الخرطوم عام 1993 تم الاتفاق على اصدار بيان ختامي الا انه عند صياغة البيان الختامي اعترض وفد حماس على جملة (منظمة التحرير الفلسطينية) الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لان حماس ترفض الاعتراف بهذا. ويضيف هذا هو الخلاف الرئيسي حتى هذه اللحظة من هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني هل هي منظمة التحرير ام حركة حماس وهذا هو ما تنطلق منه كل الخلافات. وشدد شاهين على ان حركة حماس اخذت اكبر من حجمها وحجم عطاؤها وتضحياتها قائلا ما تقدمه حماس بسيط جدا وما نراه تلميع لدور حماس ماهو الا لذر الرماد في العيون ليكون لها دور سياسي مقبل. واعتبر شاهين انه لن يكون الاتفاق مهما حاولنا الا اذا كان هناك اعتراف من زعامة حركة حماس بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . حماس الأكبر لكن الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حماس تصدى للرد على شاهين قائلا ان حجم حماس في الشارع الفلسطيني تبرزه نتائج الانتخابات ففي جامعات الارض المحتلة ومجالس الطلاب تبين ان حجم حماس هو اكبر حجم في القوى السياسية واضاف ان حماس تبرز كرائدة في العمل الميداني في مجال التدريس حيث انها تدير العمل النقابي في وكالة الغوث, وفي ميدان رعاية اسر الشهداء والمعتقلين وهي تحتل الرقم (1) في رعاية الاطفال الذين ليس لهم عائل كما انها تحتل الرقم (1) في مقاومة الاحتلال والحاق الضربات الموجعة لاسرائيل وقال حجم حماس معروف بحجم العالم الذي اجتمع (33 دولة) في شرم الشيخ بمصر حتى يقدم المواساة لاسرائيل من اثر ضرباتها. وتساءل الزهار ما العيب ان تأخذ حماس اكبر من حجمها طالما انها مشروع وطني يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني واضاف ان الشيخ احمد ياسين قال في حديثه في قطر مؤخرا انا لا اخدم مصلحة حماس انا اخدم مصلحة الشعب الفلسطيني. وقال لماذا الآن تمتنع السلطة عن اجراء انتخابات المجالس البلدية والقروية وقد تم تأجيلها اكثر من مرة انه الخوف من انتصارات حماس ويضيف ومن يشكك في هذه القضية فعندنا وثيقة صادرة من احد الاجهزة الامنية موجهة للسلطة تقول فيها ان حماس تسعى للسير من السلطة الموازية الى السلطة البديلة. وبخصوص التوحد العسكري الحالي لحركة حماس وانه ليس الا سعيا لاخذ اكبر نصيب في منظمة التحرير ولتقول انها رقم لا يمكن تجاوزه انتقد الزهار هذا القول بوصفه مشابه منهج فرعون عندما عرض فرعون على من يساعده في مناظرة موسى عليه السلام وجاء السحرة وقالوا ان لنا لأجرا ان كنا نحن الغالبين وهم لا يعملون الا بأجر. وشدد الزهار على ان حماس لا تعمل بأجر تريده لامن السلطة ولا تريد ان تقتسم الكعكة المسمومة المعروفة باوسلو وقال الكعكة هدية من حماس للسلطة لتأكلها كاملة اما حماس فلن تشارك في كرسي من كراسي السلطة. واوضح ان عملياتها بهدف طرد اسرائيل وليس من اجل اقتسام او مشاركة السلطة ولو كانت حماس تريد ذلك لماذا صبرت اربع سنوات ولم تطالب بكرسي واحد خاصة ان اوسلو تلفظ انفاسها الاخيرة اليوم. البديل يقول ابو علي شاهين ان الخلاف الرئيسي بين منظمة التحرير وحركة حماس يتلخص فيمن يمثل الشعب الفلسطيني وان هذا ما تنطلق منه كل الخلافات بين الجانبين وقال ان افتعال الصدام مع حركة فتح في قطاع عزة وبخاصة ما حدث في شهر يوليو من عام 1992م من القاء منشورات لقيادات فتح من تحت الابواب تهددهم بالقتل وكانت قيادة حماس تريد من ذلك الذعر وخاصة مع انعقاد مؤتمر مدريد واظهار ان هناك قوة يجب ان تتفاهموا معها وليست منظمة التحرير الفلسطينية وخرجت شعارات في منطقة الشيخ رضوان بغزه تقول ان حركة حماس هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. واوضح شاهين ان حماس كانوا يريدون للفتنة ثمن سياسي بان يتوجوا بديلا عن منظمة التحرير وانهم كانوا يقولون نحن البديل وليس التكميل كما انهم لم يتورعوا عن طلب 4% من مقاعد منظمة التحرير للدخول الى العملية السلمية. وذكر ان انشاء جمعية المجتمع الاسلامي بترخيص من الحاكم العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة دورها يتكرس لمواجهة منظمة التحرير. الشرعية انواع نحن نفهم ان الشرعية عدة انواع: هناك شرعية ثورية يكتسبها التنظيم من خلال عمله الثوري وهناك شرعية عربية يكتسبها من دعم واعتراف العالم العربي وهناك شرعية دولية يكتسبها من اعتراف دول غير العرب وهناك شرعية مستمدة من الشريعة الاسلامية. وقال لا احد ينكر ان لحركة فتح شرعية ثورية وعربية اكتسبتها في مؤتمرات القمة العربية كما ان هناك شرعية دولية تغطي فتح اما الخلاف بيننا فهو حول الشرعية الديمقراطية وهذه تكون عندما ينتخب الشعب من يمثله. وتابع حتى هذه اللحظة لا نستطيع ان نقول ان منظمة التحرير او حركة حماس او السلطة تحظى بشرعية فلسطينية ديموقراطية, منوها الى ان الانتخابات التي حدثت في سلطة الحكم الذاتي كانت على سلطة الحكم الذاتي ولم يشارك فيها احد من ابناء حماس ولا ابناء فلسطين في المخيمات العربية ولا في الشتات. وبالتالي يقول الزهار: اذا كانت منظمة التحرير تتمتع بشرعية قوية وبرنامج قوي في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي فان برنامج السلطة الفلسطينية حاليا تناقض تماما مع البرنامج الثوري الذي اعطى المنظمة الثورية والشرعية. اما عن الشرعية العربية والدولية فان المنظمة تتمتع بها باعتراف مؤتمرات القمة العربية وباعتراف امريكا وبريطانيا لكن الزهار تساءل هل اعطاها الشعب الفلسطيني هذه الشرعية؟ وهل البرنامج عندها ينسجم مع شرعية الاسلام؟ واجاب انا اشكك في هذا واقول بانه لا تتمتع بهاتين لا السلطة الفلسطينية ولا منظمة التحرير. واستطرد انا لا ادعي ان لحماس شرعية على مستوى العالم العربي ولا على المستوى الدولي لكن حماس تتمتع بشرعية مشاركتها في معارك خاضها الاخوان المسلمون قبل تأسيس الدولة اليهودية, وبعد الانتفاضة الشعبية حيث قدمت حماس كما هائلا من اعمال الجهاد والتقنيات وان الشرعية الثورية لحماس تنسجم مع موقف الاسلام والمسلمين وهاهي اليوم تشق طريقها للحصول الى الشرعية العربية مشيرا الى فتح دول عربية عديدة ابوابها لقياديين في حماس وخلص الزهار الى انه لا احد يستطيع ان يدعي انه يملك كل مفاتيح الشرعية التي تجعله ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني. آليات مواجهة العدو وكما تختلف حماس والسلطة حول تمثيل الفلسطينيين فانهما يختلفان كذلك حول سبل مواجهة العدو الاسرائيلي وكيفية استعادة الارض. وهذا الاختلاف ليس وليد عام او اثنين , كما انه ليس وليد عملية السلام التي اطلقتها اتفاقية اوسلو. ومن الطريف ان منظمة التحرير عندما كانت حماس تعتمد الكفاح المسلح لاستعادة الارض, كانت حماس متحفظة عن المشاركة , ولكن بعد انقلاب اوسلو, تغيرت الاحوال, حيث جنحت منظمة التحرير الى السلم, وجنحت حماس الى الكفاح المسلح حتى آخر الخط. وكان الكفاح المسلح على الدوام, موضوعا لتبادل الاتهامات بين الجانبين, ولم يخرج المتناظرين عن هذا الخط. البرنامج الجهادي المفقود يقول علي شاهين ان هناك مسألة يجب الوقوف عندها كمقدمة وهي ان كثيرين من قيادات فتح كانت ذات جذور في جماعة الاخوان المسلمين لكن هذه القيادات اكتشفت ان هذه الجماعة ليس لديها برنامج سياسي اوجهادي لتحرير فلسطين وبالتالي تركت الجماعة وبحثت عن طريق لتحرير الوطن المغتصب وهذا الطريق هو الخط الوطني الذي تجتمع فيه كل القوى والفعاليات القادرة على تجاوز النظم العربية وتكون قادرة على التحرك نحو التراب الفلسطيني الذي يشكل فيه الفلسطيني رأس حربه وتشكل الامة العربية باقي جسم الحربة ويصنع من مشروع التحرير الوطني الفلسطيني هدف وطني قومي ديني انساني. واضاف شاهين ان زعامة الاخوان رأت بأم اعينها ان البساط ينسحب من تحتها في الساحة الفلسطينية وان هذا يتم عبر حركة فتح وتعاطيها مع المشروع الوطني ايجابيا ليأتي القبول لدى الشارع الفلسطيني وداخل وخارج الخط الاخضر والضفة وقطاع غزة والشتات. وزاد بالقول : الاخوان ليس لديهم برنامج لمقاومة اغتصاب الارض وتحرير فلسطين واوضح انه عندما انطلقت الثورة الفلسطينية في 1965 كنا نتوقع ان نجد جماعة الاخوان وهم يحملون البنادق وينطلقون للتحرير وكشف شاهين عن اتصالات اجراها سليم الزعنون (ابو الاديب) في ذلك الوقت مع حركة الاخوان في الاردن ليشاركوا فتح في مسيرتها القتالية لكنهم رفضوا ذلك وتركونا نقاتل منفردين واعتذروا للقصر الملكي. واضاف في السجون لم يكن هناك من يقول انا من جماعة الاخوان, ووجه سؤالا هل ان جماعة الاخوان او حماس قد طرحت الجهاد في فلسطين ام انها طرحته فقط في افغانستان مع الامريكان؟ وهل شاركت حماس في اية ثورة عربية هنا او هناك ونوه الى ان زعامات الاخوان شعرت ان منظمة التحرير لها الدور الاكبر. وتابع هم يطرحون التحرير وانا اسأل كيف؟ واضاف اما حركة فتح فقد طرحت الكفاح المسلح. حماس ترد ويقول الدكتور الزهار ان الخلاف بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية خلاف تكتيكي هل الاعداد اولا او الكفاح المسلح اولا لادارة الصراع مع اسرائيل؟ وقال اريد ان اذكر ان حركة الاخوان عندما تأسست في مصر عام 1958 كان لها برنامج مصري دعوى ولما فرضت القضية الفلسطينية نفسها على فكر الاخوان المصريين بدأت قوافل المتطوعين منهم تأتي الى فلسطين على هيئة بعثات بعضها وصل الى قطاع غزة والآخر الى سيناء ثم القطاع. وشرح الزهار كيف تم تشكيل ألوية الاخوان في الثلاثينات وانها لم تقتصر على المصريين بل من الاردنيين والسوريين وكان من بينهم عزالدين القسام الذي فر من حكم بالاعدام اثناء الانتداب. وتابع: وخاض الاخوان معارك مشهورة منها معركة كفاردروم (المنطقة الوسطى من قطاع غزة اليوم) ومعركة سور باهر (بالقدس الشرقية) واشار الى ان مجموعات الاخوان عملت في غزة والقدس على تشكيل قاعدة لها غير ان حكم عبد الناصر شهد فترة قمع للحركة واستمرت حركة الاخوان تنتشر انتشارا قطريا وكان عملها سريا حتى عام 1967م وشرح الزهار ان الاخوان المصريين عندما جاءوا الى قطاع غزة جاءوا على برنامج اعتبار قضية فلسطين قضية مركزية والجهاد فيها خطوة من خطوات الجهاد واضاف لا احد ينكر دور الاخوان المسلمين المصريين وغيرهم من قيادة العمليات ضد اسرائيل قبل تكوينها. واشار الى ان المنصف يدرك ان المعارك الوحيدة التي انتصر فيها العرب ضد اسرائيل في محاولات لمنع تأسيسها كانت من صنع الاخوان المصريين. الاعداد ثم المواجهة واوضح الزهار ان الحركة الاسلامية الفلسطينية كان برنامجها واضحا وهو الاعداد اولا ثم المواجهة واضاف الرسول صلى الله عليه وسلم ظل في الدعوة الى الاسلام 23 عاما منها 13 عاما انقضت في الاعداد. وزاد لا يستطيع احد ان يفتري على الرسول الاعظم انه لم يكن عنده برنامج جهادي لانه امضى 13 عاما يتحمل اذى الكفار ويدعوا الناس بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وعندما تكونت النواه الصلبة وتأسس المجتمع المدني بدأت كل المعارك تتدفق وانتشر الاسلام في بقاع الارض. واعتبر الزهار ان الذي حدث نفس النمط اذ بدأت الحركة الاسلامية في الاعداد لهذه القاعدة التي تحمي هذا العمل وعندما وصلت الى المرحلة التي تستطيع فيها مواجهة اسرائيل بدأت بتشكيل ألوية عسكرية منذ عام 1984 وهذه الالوية عندما تم اكتشافها اعتقل منها 13 فردا وكان بينهم الشيخ احمد ياسين الذي حكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما امضى منها عام واحد ثم خرج في صفقة التبادل مع الجبهة الشعبية بقيادة احمد جبريل ليعاد الجهاد بصورة اقوى ولتتحول حركة الاخوان المسلمين الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) . سلاح اسرائيل ويعلق ابو علي شاهين على ذلك بقوة كان اول اعتقال لهم عام 1983 بعد ان قام ابو صبري الحاكم العسكري لقطاع غزة باختراق منظم لحماس وقام بمدهم بالسلاح وعندما حاول سحب هذا السلاح بالسلاح مرة اخرى بقيت قطعة سلاح من نوع (عوزي ... اسرائىلي الصنع) فجرت سلسلة الاعتقالات على خلفية القطعة المفقودة. واضاف شاهين ان المحامي اثناء جلسات المحكمة العسكرية قال للقضاة هذا السلاح ليس ضد الاحتلال. يقول الزهار من ناحية اخرى ان ابناء حركة حماس عندما كانوا يدخلون في صراعات جدلية في المؤسسات الطلابية والمهنية كانوا يقولون عندنا برنامج جهادي لكن لا نستطيع ان نبدأ به قبل ان تتوفر له الشروط الموضوعية والذاتية التي تسمح بنجاحته واستمراره. الانتفاضة الفاصلة اشتعلت الانتفاضة الشعبية في الاراضي المحتلة, بصورة اذهلت الجميع, غير ان اي جماعة لم تزعم لنفسها بتخطيط وتفجير الانتفاضة التي انطلقت شرارتها بسبب حادث عادي راح ضحيته عدد من الشبان الفلسطينيين الذين صدمتهم سيارة اسرائيلية في غزة. واظهرت الجموع الفلسطينية احتجاجاتها بصورة قوية وعنيفة جدا ضد الاحتلال, قبل ان تمسك القوى الفلسطينية بالموجة وشكلت القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة والتي ضمت كل القوى والفعاليات الوطنية الراغبة على العمل في الساحة الفلسطينية. ويقول ابو علي شاهين في البدايات رفضت جماعة الاخوان الاشتراك في الانتفاضة والانضمام الى القيادة الوطنية الوحدة ويمكن الرجوع الى بيانهم الاول. لكنهم عندما شعروا بان الموقف يخرج من ايديهم, وللخروج من هذا المأزق بتأسيسي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقد شاركت في الفعاليات الانتفاضية ولم تشارك في العمل العسكري وبالرجوع الى التاريخ تقول في عام 88 و 89 و 1990م لا توجد عمليات عسكرية في حين مارست فتح والمنظمات الفلسطينية العمل العسكري بين الفينة والاخرى ولم تدع البندقية جانبا منها عملية ديمونا عام 88 وعملية البراق (حائط المبكى) . وقال قد رفضت حماس العمل العسكري رغم ان العدو الاسرائيلي كان يدعوه للقتال. حماس والمشاركة الخطأ يقول الدكتور الزهار لا احد ينكر على الوطنيين وطنيتهم ونحن الصف الاسلامي لا يجب ان ينكر علينا احد اسلاميتنا وطالما نحن لا ننتزع عنهم صفة الاسلام ولا الوطنية فليس من حق احد ان ينتزع عن حماس صفة الاسلام او الوطنية. واكد ان الدخول في برنامج القيادة الموحدة للانتفاضة لوحدث لكان خطأ كبيرا كما لو دخلت حماس في اتفاق اوسلو لكان خطأ تاريخيا ترتكبه حماس. واضاف ان ساحة الصراع طويلة وقضية فلسطين خطيرة والجهود تبذل بمختلف الوسائل ومن كل الابواب وان حركة حماس تركت للقيادة الموحدة ان تمارس دورها كما تشاء ولم تعطله وبدأت هي تمارس دورها بطريقتها الخاصة وبصورة فاعلة واستطاعت ان تحقق في هذا الخصوص الانجازات الواضحة. واشار الى انه ان لم تكن هناك نية للاحتواء فليس هناك اي مبرر على الاطلاق ان تنطوي حماس تحت القيادة الموحدة خاصة ان البرامج والغايات بينهما مختلفة وحول اختلاف الغايات اوضح الزهار ان القيادة الموحدة مجرد ان جلست قيادات فلسطينية مع اسرائىل في مدريد عام 1991م التقت القيادة الموحدة السلاح وبدأت تدخل معركة السلام. وتابع يقول اما حماس فبرنامجها مختلف وكانت اصعب المراحل على اسرائيل هي مرحلة عام 92 و 93 التي عانت فيها ودفعتها للخروج من قطاع غزة. اما عن اختلاف الاهداف فان القيادة الموحدة غايتها الوصول الى اعتراف مشترك مع اسرائيل واقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة اما حركة حماس فبرنامجها هو ان تبقى حالة مشاغلة مستمرة لاستنزاف طاقة اسرائيل حتى تتوفر الظروف والمناخات العربية, والاسلامية حولها لتوصلها الى التحرير الكامل لفلسطين. وعن الانتفاضة الشعبية والعمل التنظيمي خلالها قال الزهار الانتفاضة شهدت منافسة شديدة على مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. واضاف ان السجون الاسرائيلية في هذه الفترة شهدت ايضا لونا من الخلافات التي سيطرت على العمل النضالي الفلسطيني وكان هناك انكار كامل لحق حركة حماس للوجود داخل السجون ضمن الحركة الفلسطينية الاسيرة. واوضح الزهار انه في المدة الاخيرة بدأت تتقلص الخلافات مع تنامي وجود حماس حتى داخل السجون. واخذت حقي الطبيعي. المجمع الاسلامي بغزة: جاء تشييد جمعية المجمع الاسلامي علامة بارزة في الصراع بين فتح وحماس وتوجه الاتهامات لحركة الاخوان المسلمين ابتداء من تلك الفترة على اساس ان السلطات الاسرائيلية هي التي اوجدت المجمع الاسلامي وانه الطابور الخامس وانه البديل لمنظمة التحرير الفلسطينية. ويقول ابو علي شاهين ان اعطاء السلطات الاسرائيلي الترخيص للاخوان المسلمين بالعمل في صورة المجمع الاسلامي تساوي مسائل عديدة اولها ان المجمع الاسلامي جزء لا يتجزء من جماعة الاخوان وان هؤلاء لم يعد امامهم الا التفاهم في ظل الاحتلال وان كل عضو ينتمي لهم يفقدون منظمة التحرير عضو وان هذه الجمعية ستكرس دورها وهي صاحبة فكر آخر على ان تقف ضد وبديل لمنظمة التحرير. ولتأييد اقواله اضاف شاهين لقد سمح لهم بادخال المال ونحن منعونا من ادخال المال وسمح لهم بالبناء. ونبه الى ان النقطة الجوهرية في العلاقة كانت ظهور المجمع الاسلامي كمحصلة واقع ضد المنظمة. وقال ان المنظمة كانت تدفع في تلك المرحلة باتجاه بناء البنية التحتية المستقبلية للدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع عبر المؤسسات بكل التحايل والالتفافات وبينما نحن في السياق دخلنا في العوامل النقابية وبدأت الجمعيات تنشط وفي هذا الوضع فوجئنا ان المجمع الاسلامي يخرج بمظاهرات لتدمير مؤسسات فلسطينية مثل الهلال الاحمر الفلسطيني بحجة ان هؤلاء علمانيون. وقال هذا الامر خطير جدا وكان يتم تحت حراسة حراب المحتل الصهيوني حيث كان هؤلاء موجودين ولم يمنعوهم واضاف لا ينبغي ان نكون جزء من الفتنة واقول انا برىء. واكد شاهين ان الهجوم على المؤسسات كان لسبب وحيد انهم علمانيين ولم يكن هناك اي سبب آخر. ويقول الدكتور الزهار ان المجمع الاسلامي قد انشيء ضمن موجه من المؤسسات بولادة عسيرة جدا وشارك في ولادتها مواطنين ليسوا من حماس. واضاف ان المجمع الاسلامي يتكون من مسجد ودور ارضي يستغل روضة للاطفال وملعب صغير وهو موجود في منطقة في اطراف غزة وان اسعار الاراضي هناك تعتبر ارخص الاسعار في القطاع لانها منطقة طرقها وعره وغير معبدة وتفتقر الى المرافق العامة والخدمات الاساسية. واضاف انشيء المجمع الاسلامي بانفاق اهل الخير (ولم يكن احد منهم اسرائيلي) والمجمع ليس سوى جمعية عثمانية ظهرت ضمن اكثر من 40 جمعية سمح لها بالعمل وفق قانون الجمعيات العثماني واضاف وفي هذا الاطار ظهرت جمعيات الهلال الاحمر الفلسطيني الذي كان ومازال يديره اليسار كما ظهرت جمعيات الاطباء والمهندسين والمحامين واتحاد نقابات العمال وغيرهم. ودعا الزهار الى كشف حساب المجمع بقوله اذا كانت اسرائيل هي التي دعمت المجمع فهي اليوم العدو اللدود لحركة حماس ويمكنهم ان يطلبوا من اسرائيل عن طريق التعاون الامني بين السلطة واسرائيل ان تكشف لهم كيف هي ساعدت المجمع الاسلامي وبكم وكيف وعن طريق من؟ انتخابات الجمعيات والمؤسسات: قال الزهار ان العلاقة بين حماس وفتح اخذت بعدا تنافسيا على مستوى المؤسسات الشعبية كالجمعيات العثمانية : الهلال الاحمر والمحامين والمحاسبين ومجالس الطلاب وعلى مستوى المدارس. واضاف كان الاختلاف حول تحويل فكر الانسان من مؤيد لمنظمة التحرير الفلسطينية الى الفكر الاسلامي والعكس.

Email