تقارير البيان: تصاعد حرب المساجد في الخرطوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرت حرب المساجد في العاصمة السودانية في التفاعل بعد تدخل السلطات في تسمية الأئمة واتهامها لبعضهم باثارة الفتنة والتطرق الى مواضيع سياسية كان آخرها الانتقادات للدستور الجديد وبالأخص ما حدث في مسجدي العمارات الذي كان يؤمه الدكتور عصام احمد البشير أحد القياديين السابقين في الجبهة الاسلامية التي يتزعمها الدكتور حسن الترابي وجامع انصار السنة بحي الصحافة من مشادات وتجمعات انتهت باعفاء امام مسجد العمارات عصام احمد البشير الذي اتهم من جانبه الحكومة باحياء ظاهرة الاغتيال المعنوي والتكفير السياسي وقد وصلت معركة المساجد والسياق المحموم في امامة الصلاة التي اقامتها في بعض الاحيان قبل موعدها كما حدث في مسجد العمارات. وفي مسجد الصحافة شهدت صلاة الجمعة الماضية وكيل النيابة ومجموعة من ضباط الشرطة وانتهت الصلاة بسلام, ولكن الشيخ احمد عبدالله الذي تم اختياره باشراف بين هيئة الدعوه وجمعية المسجد وانصار السنة اختتم خطبته بكلمات وداع فهم منه انه يريد الابتعاد عن المشاكل, اما الدكتور عصام فقد تحدث بعد انتهاء الصلاة ووصف ما حدث بأنه (عدم تقدير سياسي من الحكومة) واضاف اننا سنواصل بوسائل الاتصال الاخرى كشف الاخطاء وتقديم النصح والمشورة, وعندما احاط المصلون بامام المسجد المعين منذ اكثر من عشرين سنة الشيخ عبدالرازق محمد مختار الذي كان رئيساً للجهاز القضائي بدارفور ولاسباب مرضية اوكلت لجنة المسجد الامامة للدكتور عصام الذي اتهمته السلطة بقيادة المعارضة من داخل المسجد, خاصة وان جماعته ضد الدستور الحالي وتطالب باشراك الآخرين في الحكم, وكان رد الشيخ مختار عندما حاصره المصلون بعد الصلاة عما اذا كان الشرع يفرض على المصلين اماما وهم له كارهون ــ في اشارة الى احتمال عودة النائب دفع الله في الجمعة المقبلة ــ كان رده نحن محكومون بظروف معروفة الى ان تتغير, بينما التف الكثيرون حول الدكتور عصام وقرروا جمع توقيعات من سكان العمارات لاختيار دكتور عصام اماما, ولكن تظل لوائح هيئة العقيدة تحكم لجان المساجد وعليها ان تتقدم بثلاثة اسماء تختار الهيئة احدهما, وهذا ما حدث للشيخ احمد عبدالله في مسجد الصحافة ولكن شباب انصار السنة عادوا ورفضوا القرار وعندما وقعت المواجهة تنازلت كل الاطراف. وفي مسجد الصحافة طلب المصلون من الامام الجديد حسب الرسول الذي عينته هيئة العقيدة خلفاً للدكتور عصام ان يتنازل عن الامامة له مما اثار خلافاً في المسجد انتهى باقتراح احد اعضاء لجنة مسجد العمارات ان يخطب الدكتور عصام ويصلي دفع الله حيث رفض الاخير, وهنا رد عصام (اذا صليت انت ستحدث فتنة) , ثم صعد عصام الى المنبر قبل الموعد بست دقائق. يذكر ان الصلاة في مسجد العمارات بدأت الجمعة الماضية قبل نصف ساعة من موعدها وتم قطع التيار الكهربائي عن المسجد, وذلك بتوجيه من لجنة المسجد ولم تستغرق الخطبة أكثر من سبع دقائق وبينما كان الآلاف من المصلين يتجهون الى المسجد كان المصلون غادروه فاتجهوا الى مساجد اخرى. من جانبه وصف الشيخ آدم احمد امام مسجد انصار حزب الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق بام درمان قرار ايقاف الدكتور عصام بانه باطل, والذي ادلى بآخر تصريحاته بان الحركة الاسلامية دأبت على اتخاذ المساجد منطلقاً للتغيير الاجتماعي والسيادة وفي صراعها مع الانظمة وقال الدكتور عصام الذي صرح منذ فبراير في صحيفة (الرأي العام) ان بعض الاسلاميين عزموا على احياء ظاهرة الاغتيال المعنوي والتكفير السياسي وقمع اخوانهم مما لا يبشر بانتهاء المراسيم الاستثنائية ويقدح في مصداقية التوجه نحو اقرار مبادىء الحريات في الدستور. الخرطوم ـ البيان

Email