أحمد ياسين يقلب مواجع الحكم الذاتي في حوار شامل مع البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

شن الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اقسى وأشد هجماته على السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات, قائلا انها لا تريد لاحد ان يتنفس الا من انفها فقط, وان عرفات يقبل ــ للاسف ـ ان يبيع رأسه مقابل عشرة بالمائة . وقال ياسين في لقاء شامل وصريح مع (البيان) على هامش زيارته إلى الدولة ان حركة حماس التي اسسها ليست صنيعة لاسرائيل, مؤكدا انه خرج من السجن بشروطه وليس بشروط احد. وقال ياسين ان حماس لن توقف العمليات الاستشهادية مهما كان الثمن, وقال انه ليس هناك قرار تنظيمي بوقف هذه العمليات, والتي تعهد بأن تأتي في الوقت الذي نحدده نحن. بيد ان ياسين اقر بأن الضغوط التي تمارسها السلطة على حماس تؤخر تنفيذ العمليات قائلا: عندما يكون جزء من اهلك ضدك فهم اقدر على اكتشافك من العدو, ومضى يقول: اسرائيل وامريكا لن تعطينا شيئا اذا لم نرغمهما على ذلك, داعيا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى اعادة حساباته تجاه عملية السلام, وتساءل: ماذا سيكتب التاريخ عن عرفات؟ وحدد ياسين الاطر التي تتعامل بها حماس مع السلطة, التي قال ان حركته تعترف بها كأمر واقع, رافضا المشاركة فيها باعتبارها تحكم الفلسطينيين نيابة عن اليهود. واتهم الزعيم الاسلامي السلطة بممارسة شراء الناس بالمناصب والمراكز واقامة احزاب كرتونية بهدف ضرب الحركة الاسلامية, كما اعلن من ناحية اخرى انه لا يرغب ابدا في الوصول إلى السلطة مؤكدا ذلك بقوله: لا ارفض ان اكون خادما لاسرائيل. وتحدث الشيخ ياسين الذي يزور الكويت حاليا بعد الامارات عن جولته الحالية خارج الاراضي الفلسطينية وقال انني استلمت دعوات لزيارة 14 دولة عربية واسلامية وننتظر الحصول على تأشيرات دخول لهذه الدول ورفض الانتقادات التي وجهت له لزيارته لايران وقال انني مستعد للذهاب إلى المريخ اذا وجدت من يساندني في قضيتي العادلة وانني ارفض اية مساعدة مشروطة من احد مهما كان. وحول مسألة الارهاب وتصنيف حماس في قائمة الحركات الارهابية في العالم, قال الشيخ ياسين اذا كنت اوصف بالارهاب اذا ما طالبت بحقوقي وأرضي ووطني المسروقة, فانني اول ارهابي في العالم ولا اخاف احدا, وفيما يلي نص الحوار: خرجت بشروطي - تسود الاوساط الشعبية مقولات وادعاءات قوية بان اسرائيل هي التي صنعت حركة (حماس) لمواجهة عناصر حركة فتح وضرب الوحدة الوطنية في الاراضي الفلسطينية, ما هو رأيكم في هذه الاتهامات؟ ــ هذه المقولة لا تشكل عندنا سوى هراء وافتراء ولا اساس لها من الصحة, وقال انني في اشد الاستغراب حينما اسمع مثل هذا الكلام واؤكد انني شخصيا وبصفتي زعيم حركة حماس, فقد رفضت مرات عديدة المساومات مع اسرائيل وأولها رفض الخروج من السجن اول ما دخلته حينما عرضوا علي الافراج مقابل الابعاد خارج الوطن, وفي المرة الثانية رفضت عرضا يهوديا بالافراج مقابل تسليمهم جثة الجندي اليهودي الموجودة لدينا ومستعدون لاحضارها في اي وقت نشاء ولكن نحن نقتدى بقول الرسول الكريم, ان جثة اليهودي بخسة وثمنها بخس, اما المرة الثالثة فكانت حينما عرض علي الافراج مقابل اطلاق بيان رسمي بوقف عمليات المقاومة الوطنية والقتال ضد القوات الاسرائيلية المحتلة, والمرة الرابعة كانت حينما حدثت الطامة الكبرى بمحاولة اسرائيل الفاشلة اغتيال الاخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان, وبعد اعتقال الجنود الصهاينة عرضوا الافراج عني ولكني اشترطت عليهم ان اعود إلى وطني وبلدي واقسم الشيخ ياسين انه لا يعلم على الاطلاق ما دار بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل والاردن حول مسألة اطلاق سراحه, وقال المهم انني خرجت بشروطي وليس بشروطهم. الحوار المتعثر - فرضت المفاوضات المتعثرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل حالة من الارتباك والتوتر في الصف الفلسطيني الداخلي وخاصة بين التنظيمات المختلفة, وتبلورت على الاثر فكرة اجراء حوار وطني لتجنب الاقتتال وتصعيد المواقف, فالي اى مدى وصل الحوار مع هذه التنظيمات؟ ــ هناك اجتماعات مستمرة وتنسيق متواصل لمواجهة الواقع, ولكن ذلك لم يصل حتى الان إلى وضع الخطوط والجدية المطلوبة, فمثلا ايام مذبحة فلسطين كان شبابنا يريدون القيام بمسيرة صامتة إلى منزل احد الشهداء, إلا ان السلطة اطلقت النار وقتلت 13 شخصا, وذلك لان السلطة لا تريد مثل هذه المظاهرات ولو كانت صامتة, لانها لا تريد ايضا احد ان يتنفس الا من انفها هي. واضيف ان هناك تنسقا مستمرا مع سائر الفصائل الاخرى من خلال لجان ومندوبين يجتمعون بشكل دائم لمناقشة كافة القضايا, ولكن الحقيقة لم تصل إلى مستوى التخطيط المتكامل وكل هذه الفصائل لا تريد التصادم مع السلطة الوطنية لانه كما تعلم هناك السجن امامك أو التعذيب وخرجت في جولتي الحالية من القطاع وهناك اجتماعات بين الاخوة في حماس والتنظيمات الاخرى, تحضيرا للقاء موسع في منتدى الشعراء بغزة سيعقد مستقبلا. - في اعتقادك, لماذا لم يصل الحوار مع التنظيمات إلى نتائج فعلية رغم وجود انسجام عام بين التنظيمات, فهل تمارس السلطة اي نوع من الضغوط على عناصر وقيادات التنظيمات؟ ــ حقا, وبدون شك فهناك ضغوط قوية بصورة مباشرة وغير مباشرة من السلطة ويكون ذلك مثلا قيامها بشراء من تريده بمركز وظيفي أو منصب كبير بهدف ضرب الحركة الاسلامية ومن ذلك السماح لاحزاب سياسية جديدة متعددة في مواجهة حماس وهذه الاحزاب تهدف في حقيقتها إلى جذب التأييد الشعبي لحماس, ويبلغ عددها سبعة احزاب, ليس لها في ا لارض جذور مثل كتائب الاقصى, سرايا الجهاد, وهذا الكلام ليس من عندنا بل بشهادة من المنظمة نفسها, وايضا كتائب بلال الحسن الذي قال فيه ان فتح اقامت منظمات اسلامية لمحاربة حماس. اختلاف على قضيتين - إلى اى مدى وصل الحوار مع السلطة الفلسطينية وخاصة بعد اغتيال قائد حماس محيي الدين الشريف مؤخرا؟ ــ الحوار مع السلطة مفتوح على كافة الابواب ووضعنا من اجل ذلك اسس وقواعد مكتوبة, ولكننا اختلفنا على قضيتين: الاولى: هل المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, فقلت لهم اذا سلمنا بذلك جدلا, فاذن نحن خارج الاطار وغير موجودين على الساحة وضمن التشكيلات, فكيف تكون المنظمنة الممثل الوحيد ونحن على ارض الواقع بثقل واضح وبارز مما يؤدي لنتيجة غير منصفة وهذا لا يعقل ابدا, وكيف يكون ذلك ونحن قوة لا يستهان بها, اما اذا ارادت المنظمة ان تكون الممثل الشرعي والوحيد فعليها اعادة تشكيل المنظمة بكافة الجهات واجراءات استفتاء على هذه القضية. اما القضية الثانية: فهي مسألة القتال ضد القوات الاسرائيلية المحتلة, فالسلطة طالبتنا بوقف العمليات المسلحة ضد اليهود, طالما نحن نعترف بالسلطة ونقول هنا باننا نعترف بالسلطة كأمر واقع, لانها جاءت كإفراز طبيعي لاتفاق اوسلو, ونحن نرفض ذلك لاننا نملك خيار القتال ونتحمل ضغوط وأذى السلطة حفاظا على شعبنا ووحدة قضيتنا, وهذا الخلاف هو الذي قصم ظهر البعير بيننا وبين السلطة. خندق واحد مع الجهاد - الملاحظ مؤخرا تراجع نشاط حركة الجهاد الاسلامية على الساحة الفلسطينية سياسيا وتنظيميا فما هو سبب ذلك؟ وما هي طبيعة خصوصية العلاقة بين حماس والجهاد رغم الاختلاف في بعض التوجهات؟ ــ استطيع ان اقول بأن حركة الجهاد وتوجهاتها الاسلامية ترتبط معنا بعلاقات جيدة ونمد ايدينا لكافة الفصائل ومنها الجهاد والجبهة الشعبية, الجبهة الديمقراطية, ولكن تظل علاقتنا مع الجهاد متميزة ونحن في خندق واحد وخاصة بعد ان اصبحت الفصائل الاخرى مجرد متفرج على ما يحصل ضد حماس, ولكن هذا لا يعني عدم وجود فعاليات مشتركة, فهناك مظاهرات واعتصامات من اجل الاسرى والمعتقلين تتم سويا. اما عن تراجع العمل الجهادي, فهذا غير وارد لانه ليست في استراتيجيتنا مثل ذلك, بل عندنا مجموعات مقاتلة تواجه تحقيقات امنية مشتركة من السلطة واسرائيل, والاثنين يتعاونوا على ضرب هذه القوة الاسلامية, فتجد المطاردة من الخلف والامام, وكوادرنا الجهادية محاصرة من كل مكان, وبذلك يشل حركة التنقل والاتصال بين العناصر, كما ان عمليات مصادرة المتفجرات في رام الله ونابلس وبيت لحم, وكشف مصنع الاسلحة في غزة كان له وقع بالغ السوء على فعاليتنا ونشاطنا, ولكن إن شاء الله ستعود هذه الانشطة في الوقت المحدد حسب ظروفنا واوضاعنا. المشكلة اننا نواجه السلطة من اهلنا, والسلطة تفاوضنا, مما يضعف وجودنا, لانه حينما يكون جزء من اهلك ضدك فهم اقدر على اكتشافك من العدو واعوانه. - هل ممارسات ومضايقات السلطة الوطنية ستؤثر سلبا وبشكل ملحوظ على العمليات الاستشهادية ضد القوات الاسرائيلية؟ العمليات مستمرة ــ ما تقوم به السلطة لاشك انه سيؤثر على نشاطنا ولكن العمليات الاستشهادية قادمة وهي مسألة وقت فقط ولن تتأخر لان اخواننا الشباب ليس من السهل عليهم ان يفرطوا في دماء اخوانهم التي تذهب على ايدى اليهود والعملاء قدمنا اغلى من دم يهود العالم كلهم, ولا قرارات عندنا بوقف العمليات مهما كان الثمن. - استطاعت السلطة الفلسطينية في الفترة الاخيرة كبح جماح نشاط حماس الخيري, فإلى اي مدى وصلت هذه المسألة, وماذا تفعل حماس في هذه الظروف؟ ــ اود ان اقول ان هناك مثل شائع فحواه (الغزالة الشاطرة بتغزل على رجل حمار) فمؤسساتنا لم تغلق حيث تمارس عملها وتقدم خدماتها للجمهور كالمعتاد, ولكن الذي حدث هو اغلاق المكاتب الادارية فقط. وهناك الف طفل يستفيدون من خدمات رياض الاطفال التي ترعاها, فاذا اغلقتها السلطة اين يذهبون هؤلاد, وتجد ان آلاف الايتام نكفلهم, فاذا اغلقت دور الرعاية من يرعاهم ويقدم لهم العون, وكذلك الاسر الفقيرة. وهناك خدمات طبية ورياضية, فإذا حاولت السلطة اغلاق ذلك فانه يتسبب في نقمة على السلطة, فمثلا اغلقوا مكتب الجمعية الاسلامية التي لاتزال تمارس نشاطها على ارض الواقع ولكن بدون مكتب اداري رسمي, وكذلك اغلقوا مكتبنا في المجمع وهو يحوي اوراق ادارية, ونحن بامكاننا ان نقيم مكتبا آخر فيما بعد, المهم ان الخدمات لازالت تقدم لشعبنا وستستمر, والسلطة تقوم بذلك بضغوط من امريكا حفاظا على السلام المزعوم. وهم يعتقدون انهم اذا اغلقوا المكاتب اغلاقا كليا, سيثور الشعب عليهم, وبعد الاغلاق جاء الشعب الينا لتقديم المساعدة قلنا لهم اذهبوا إلى السلطة لمساعدتهم, لانه لم يكن عندنا اسماء, وهذه تحتاج إلى فترة ووقت وجهد لاعادة تدوين الكشوفات والاسماء. الحركة الاسلامية تسير على قدم وساق ولكن بشكل غير قانوني, وتقدم خدماتها للشعب كما هي, لذلك لم يكن لاغلاق المكاتب الادارية. - هذه الفئات التي يتم مساعدتها تشكل قوة ضاربة وقوية لحماس, وبالتالي ترفض المواقف الرسمية للسلطة. ــ اريد ان اسألك سؤال, انا اقدم مساعدات للصغار ولأهل الشهداء من الاموال التي تأتي من اهل الخير الذين يرسلوها لنا لنوزعها على المحتاجين, فاذا كانت السلطة لا تريد ذلك تحاول استقطابهم وتدفع لهم من الملايين التي تأتي لها وتقدر بنصف مليار سنويا, بدلا من بناء العمارات وتضخيم الارصدة بالخارج, وعلى حساب اموال الشعب الغلبان, واقول كلمة تقولها ام جهاد (وزيرة الشؤون الاجتماعية) ونحن نعتز لها. قالوا لها الناس, لماذا يطلبون مساعدات من الشؤون الاجتماعية, قالت لانهم اعتادوا على الشحادة, هذا كلام غير منطقي, فهل من المنطق ان يظل المحتاج والفقير ساكنا ولا يطلب حاجته, فماذا لو كانت ام جهاد في الموقف نفسه. نشاطنا موجود والدعم متواصل, مؤسساتنا اعترف بها الاعداء قبل الاصدقاء وشهدوا لمؤسساتنا بانها انظف مؤسسات لان العاملين فيها ليسوا تجاريين ولا يسعون للاغتناء بل يؤدون خدمة عكس الطرف الاخر, يأتي المبلغ الذي فوق مليون يصل إلى اسفل من 700 ــ 500 ويصل الشارع 200 دون ان يحصل المواطن على شيء. نشير الغسيل - ما هو دور حماس شعبيا لكشف الفساد الحاصل من السلطة؟ ــ نحن نكشف الفساد جماهيريا, لكن اذا فتحنا ذلك على نطاق عالمي واعلامي يعتبر اننا نريد اسقاط السلطة, والعودة إلى مكانها, التي لا حلم بالسلطة, وارفض ان احكم شعبي نيابة عن اليهود, وارفض ان اكون خادما لاسرائيل, نحن رفضنا السلطة المدنية في عهد الاحتلال الاسرائيل, فهل نريد السلطة الفلسطينية ان تصبح بدلا منهم, هذا هو مجرد تقاسم وظيفي. اجد صعوبة في ان افتح النار على السلطة واهاجم الاخ ابوعمار, ها هو أحمد ياسين بدأ يهاجم, ولا اريد ان افتح النار ولا انشر الغسيل على الحبل لانهم لوحدهم ينشرون الغسيل, والشعب يرى بعينه, ويرى العيوب... ويقول الناس الكثير, الى متى ايها الشيخ السكوت على ذلك, فالحصار الى متى؟... وارفض ان ابدأها ولانهم سيقولون ان الشيخ يهاجم ويسعى للسطة واكثر. وليس عندنا مانع ان نكشف الحقيقة اذا لزم الامر. ماذا عن الاتهامات الموجهة لرجال السلطة الفلسطينية القادمين من الخارج بأنهم يسعون للاغتناء وبناء الابراج والمشاركة باستثمارات مربحة تعود عليهم بالربح السريع والمضمون. والقادومون من الخارج جاءوا الى هنا بهدفين الاول جاء بشعور البطل الذي حرر العلم وغيروا مجرى التاريخ, ولا يدرون انهم كانوا امواتا في الخارج والثاني الذين في الداخل هم الابطال وهم الان تحت العذاب والقهر والمعاناة. الثاني: جاء للاغتناء ويريد عمارة وسيارة وكم نجمة على كتفه, فالصراع حول النجوم والترقيات على اشده, الجنرال خلال سنتين يمكن ان يصبح عقيدا أو عميدا, وهذا بسبب صراع داخلي لماذا فلان اخذ نجمة والاخر لم يأخذ. المهم اننا لانريد ان نصبح جبهة داخلية ولا نريد ان ننشر عليهم غسيلهم وانما اريد ان اكون متفرج... ولكن للصبر حدود واذا ما استوت اسكت على ذلك, مثال ذلك في احتفال بقاعة الشوا اصدرت محكمة العدل العليا امرا بالافراج عن معتقل داخل السلطة (محمد مصلح في رام الله) ولكن السلطة رفضت ان تفرج عنه, فقلت لهم, هذا المعتقل, لن يلجأ لتنفيذ حكم المحكمة, يشكي الى من... اين القانون اين المحاكمة اين العدالة, وهددتهم نحن من غير المعركة مش خالصين مع السلطة, ولا نريد ان نكسر ونحطم الاخوة, ولا نريد ان نصبح طريقا للعملاء. دعوة للتعقل - هل هذا دعوة للسلطة للعقل؟ ــ نعم دعوة جديدة من حماس... فقط يقدرون الموقف في اكثر من مرة قلت ذلك... فيجب ان تصدر السلطة الفلسطينية ضبط نفس حماس في عدم الرد على الاعتقالات والمعاناة, القتل, والتعذيب... وقد طلبت من عرفات اعادة حساباته في العملية السلمية التي يسير فيها وقلنا له ماذا سيكتب التاريخ عن عرفات واريد من عرفات ان يقف قليلا ويفكر ويستهدي الى الطريق الصحيح... ان امريكا لن تعطينا شيئا واسرائيل كذلك اذا لم يرغموا على ذلك, اما بارادتهم لكن لم يقدموا اي شيء لنا على الاطلاق بسهولة وان يعودوا الى صوبهم والحفاظ على وحدة شعبنا ولا نقبل ان يكون شمس السلام هو رأس حماس, ثمن السلام هو ان يعود الينا حقنا وليس ان يقتل جزء من شعبنا, انني لو وضعوا لي كل مال العالم من اجل رأس اخي ثمن له او ابن عمي, فاذا هو أي عرفات يقبل ان تكون رأسي ثمنا لـ 10% فهذه مهزلة مرفوضة, والله يهديكم لسواء السبيل. النكبات الكثيرة - ماذا عن النكبة؟ وما الفرق بين نكبة 1948 وما نعيشه من نكبات هذه الايام؟ ــ نكبة 1948 كان الشعب العربي ضعيف جدا لدرجة ان الدول العربية لم تحصل الا على السلاح الفاسد وكانوا يبحثون عن اسلحة منطقة العالمين وعلى اسلحة قديمة فالدول العربية لم تتخذ قرار دعم الفلسطينيين بالسلاح, لكن كانت النكبة لان شعبنا كان غير قادر على المواجهة وفي ذلك الوقت عن النكبات الحالية فتحدث وعند الامة والانظمة العربية قوات وامكانات وطاقات اكبر بكثير لكن للأسف هذه الطاقات لم توجه باتجاه القضية الفلسطينية وبقي الشعب الفلسطيني اعزل بعيدا عن المعركة ولو انه دخلها بشكل مختلف في الكثير من الاحيان الا انه لم يكن للوجود مواجهة حقيقية للعدو. كما ان المنظمات الفلسطينية لعبت دورا كبيرا ولكن العدو كان متفوقا عسكريا دائما علينا لان اليهود يريد التوسع يريد وبدافع الاطماع, واقول انه في الفترة الاخيرة, هو يشعر بالخطر الشديد وبدأ يعلم تماما ان الحركات الاسلامية وعناصرها تبحث عن الشهادة وكان يحسب لها الف حساب, وعقدوا مؤتمرا دوليا مثل شرم الشيخ لمكافحة منظمة حماس (ومن فضل الله المعركة الحالية افضل, والشعب الفلسطيني يعبر بشكل كبير لانه اصبح مستعدا ان يستشهد ويموت ويواجه البندقية ويقف امامها؟ جيل الجنرالات وهو الجيل الذي كان يقول عنه ابو عمار جيل الجنرالات الذي يتعذب الان في سجون السلطة ولا يريد له ان يقاوم الاحتلال. المعركة الان في صالحنا ان شاء الله والموازين تتغير لصالحنا, الامة العربية يمكن ان تتغير وجاهزة لدعم جهودنا ولكن للاسف وجدوا في التاريخ الماضي من دعموا وخذلهم ووجودا دعمه وطعنهم ووجودا ان الاموال لهم ولاصحابهم ومستحقيها لعدم الامانة, واذا لم نصحح مسارنا باخلاص واستشهاد وامانة ستحسم مائة معركة قادمة بفضل هذا الجيل الجديد واليهود نهايتهم في الجيل القادم ولكن بدعم شعبي في كافة دول العالم الاسلامي. - حماس كانت توصف بالاصولية حتى بالعالم العربي الاسلامي ولكن بعد جولتكم نجد فارق التعامل فما هو تفسيركم لذلك؟ العدو دائما يوصفك بصفات يختارها لك ليشوه صورتك, نحن حركة اسلامية صحيحة نسير على الكتاب والسنة, لكننا لسنا كالحركات التي تريد ان نفتح معركة مع شعبنا... ونحن رفضنا هذا الاسلوب مع السلطة التي تسجن مجاهدينا وشبابنا. لا نوجه سلاحنا الا للعدو, ولا نريد لا سلطة ولا مال بل تحرر الوطن وحكام الدولة انني خلعت الدنيا من اول حياتي, فهل من المعقول ان اتمسك بها في اخر حياتي, لذلك ليس لنا اهداف بل التحرير والموت والشهادة والتصحيحات ومن فكر غير ذلك فانه يكون على خطأ. وانا لا اريد لا قبل التحرر ولا بعد التحرر شيئا من هذه الدنيا اريد وجه الله وان القاه شهيدا. اما الاصولية... فتعني لي الرجوع لاصلي وتاريخي وارضي وثقافتي, اما اذا كانت اصولية سياسية, فاذا كانوا يطلقون اسم ارهابي على كل الذي يريد ان يحرر وطنه (القدس) ... فانا اول ارهابي. يقولون ما يريدون وليست مشكلة عندي حركة اسلامية معتدلة لا تريد ولا تريد الصدام مع احد. ولن نفتح معارك مع اليهود حتى لو فتحوها اليهود الا داخل فلسطين المحتلة, ونحن غير مستعدين ان تكون الدول العربية والاسلامية فريسة لاسرائيل, ولانه من البنود التي جعلتني ارفض الدخول في متاهات استخدام الدول العربية. ولا نستعمل اي بلد عربي للهجوم على اسرائيل بل نستخدم اراضينا لتحقيق اهدافنا لاننا لا نريد اي اذى للدول العربية والاسلامية. - ماذا بعد جولتكم التي زرتم فيها السعودية وايران والامارات؟ ــ المحطة المقبلة الكويت وحصلنا على 14 دعوة لدول اسلامية وعربية وننتظر الحصول على تأشيرات الدخول. - ماهو انطباعاتكم لزيارتكم واجتماعاتكم مع قادة الدول التي زرتموها؟ ــ انني سعيد بهذه الجولة, ووجدت القادة العرب بصورة رائعة وكنت متخوف ان يكون الضغط الامريكي قد بلغ مداه في الدول العربية والاسلامية ولكن وجدت عند هؤلاء الذين اعتقدت بأنهم متورطين مع ضغوط امريكا, وجدت شموخا عربيا ونخوة اسلامية غير منظورة وتحدوا امريكا... وهي رسالة الى العالم بأننا نقابل هذا الشخص الذي تدعي انه ارهابي وجدت تأييدا ودعما لقضيتنا لم اكن اتصورهاما وان شاء الله يتحقق الواقع لقضيتنا, وجدت تأييدا من الجميع. - ما ابعاد الآليات لتحقيق هذا الهدف من الخارج؟ ــ نريد دعم مادي ومعنوي امام العدو المشترك, ولا نرفض مساعدة, ما اذا كان شخص يريد دعم فلسطين ويساعدني في المحافل الدولية وبدعم مادي, هذا هو قمة الجهاد, ولا اريد اكثر من ذلك, لانني اريد اغطي مصاريف واحتياجات اهلنا الاسرى والمشردين بعد هدم منازلهم, فلا اريد ان افتح بنوك عقارية واريد اساعد اهلي. - كثير من عناصركم في السجون الفلسطينية هل طلبتم من زعماء الدول التي زرتموها التدخل لاطلاق سراحهم؟ ــ تحدثنا في مشكالنا كلها ومعاناتنا اليومية, وطلبنا منهم مساعدتنا, واخبرناهم ان العدو لا يمكن ان يخرج الا بالقوة وان السلطة واقعة تحت ضغط اسرائيلي امريكي وابو عمار نفسه في جلساته معي وعدني باطلاق سراح الاسرى, ولكن لم اجد احدا على الاطلاق وحتى الان... ووعدونا بخروج 60 اسيرا. والامر يحتاج الى الصبر. وحتى تعلم السلطة ان الذي في السجن هو من دمنا فمثلا حينما يكون هناك شيء ضائع من يحضره منا هذا هو المهم. فلسطين ضائعة وتحتاج الى من يساعد هذا الشعب المهم قضيتنا اكبر من احمد ياسين وابو عمار. علينا كي نصل للهدف نعمل لقضيتنا وليس لاشخاصنا. - هل طلبتم التدخل للحل مع عرفات؟ ــ طرحنا المشكلة وايدينا ممدودة وجاهزة مع الذي مستعد للوساطة من اي جهة ولكن يبدو ان الطرف الاخر ليس له استعداد للمصالحة, لانه عليه ضغوط اكبر منه. - ما رأيكم في تجنيس الفلسطينيين بالخارج؟ ــ ارفض التجنيس واريد الحياة للفلسطينيين وعدم التجنيس لانه لو فتحنا هذا الباب, لجاء الكل يطلب ذلك. احسنت الدول العربية بعدم تجنيس الفلسطينين واحسنت صنعا. والتضييق عليهم ايضا ليس من صالح القضية لان الفلسطيني الذي يعيش باستقرار ويتوفر له العمل الشريف فانه من الطبيعي ان يساعد اهله في فلسطين ماديا. - لم تشارك حماس بالانتخابات التشريعية الحكومية فما هو الافضل لسماع صوت حماس والوصول لصنع القرار من الداخل ام خارجه؟ ــ ليس المهم ان تكون داخل او خارج القرار, المكسب ان تسير على الخط الصحيح, فانا ارفض اتفاقات اوسلو واقول عنها ظالمة ولا تحقق الاهداف الفلسطينية ثم بعد ذلك تطالب ان اكون في سلطة ننتقدها, كيف ارفض شيئا ثم اقوم على تنفيذه... اذن ليس لدي مصداقية, ارفض اوسلو, وارفض ان السلطة تتفاوض مع اسرائيل. اما القضية البرلمانية فهي متشابهه في الوطن العربي, فلما رأت حماس ان المجلس التشريعي الا شرابة خرج وليس له وجود وكيان فلماذا ادخله ورفضت الحركة لان السلطة في واد ونحن في واد, ولكن يمكن ان تدخل على مستوى حرية الحركة لقيادات حماس بالخارج. لكن رافض الى حد ما والحمد لله. حوار: عبدالرحيم عبدالواحد

Email