حملة اعتقالات واسعة بالمخيمات الفلسطينية: الأردن يمنع احياء ذكرى النكبة ويسمح للسفارة الاسرائيلية بالاحتفال

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت السلطات الاردنية حملة اعتقالات واسعة في المخيمات الفلسطينية طالت في معظمها اعضاء حركة (فتح الانتفاضة) الفلسطينية على خلفية حادثين لاضرام النيران في سيارات تزامنا مع اقتراب موعد الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين . ورافق ذلك اندلاع موجة غضب عارمه بالشارع الاردني احتجاجا على حظر السلطات القيام بأية مظاهر لاحياء النكبة في وقت تم السماح للسفارة الاسرائيلية في عمان بالاحتفال بذكرى اعلان قيام دولة اسرائىل. من جانبه نفى عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الاردني ممارسة حركة المقاومة الاسلامية حماس لأية اعمال عنف انطلاقا من الاراضي الاردنية واكد وقوف عمان الى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. غير ان اجهزة الامن الاردنية داهمت المخيمات الفلسطينية خلال الايام القليلة الماضية ونفذت حملة اعتقالات تركزت حول ناشطي المخيمات. وذلك في اعقاب احراق سيارة بموقف السيارات بفندق القدس وقبلها بأسبوع احراق سيارة اخرى في جبل اللويبدة مع اقتراب موعد الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين. وكانت الحكومة الاردنية منعت اقامة اية انشطة جماهيرية بهذه المناسبة فيما سمحت للسفارة الاسرائيلية في عمان باقامة حفل استقبال لم يحضره سوى مائتي شخص بمن فيهم الدبلوماسيين الاجانب رغم ان السفير الاسرائيلي وجه دعوات لنحو 12 الف شخص. وقوبل القرار بموجة غضب عمت الشارع الاردني حيث وجه النائب محمد الازايدة رئيس لجنة الحريات العامة في مجلس النواب الاردني مذكرة الى الدكتور عبد السلام المجالي رئيس الوزراء يطالبه فيها بالافراج عن الصحفيين الذين جرى اعتقالهم من المخيمات. وقال النائب الازايدة ان الاجهزة الامنية داهمت خلال اليومين الماضيين عددا من منازل المخيمات بقصد اعتقال اصحابها دون ابداء الاسباب. وقد شملت هذه الاعتقالات بعض نشطاء مخيم البقعة. كما داهمت الاجهزة الامنية منازل ستة آخرين من سكان البقعة ايضا ولم نتمكن من اعتقالهم بسبب عدم وجودهم في منازلهم وقت المداهمة وتركت لهم رسائل بمراجعة الاجهزة الامنية. وفي اطار الحملة ذاتها اعتقلت الاجهزة الامنية ثلاثة آخرين من مخيم (المحطة) و(الرصيفة) و(الزرقاء) . ومعظم المعتقلين والمداهمة منازلهم يتبعون لتنظيم فتح الانتفاضة الفلسطيني الذي يتزعمه العقيد ابوموسى الموجود في دمشق حاليا. وقالت مصادر حركة فتح الانتفاضة في عمان ان حملة الاعتقالات في صفوف انصارها متواصلة وأعربت عن اعتقادها بأن هذه الاعتقالات بهدف الحيلولة دون اقامة اية مهرجانات في الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين. من جهتها قررت احزاب المعارضة الاردنية تأجيل مهرجانها الخاص بذكرى اغتصاب فلسطين الى إشعار آخر بسبب رفض الجهات المعنية الموافقة على طلب تقدمت به هذه الاحزاب لاحياء الذكرى. وقد ادانت احزاب المعارضة الاردنية قرار الحكومة وقال الدكتور همام سعيد نائب الامين العام لحزب جهة العمل الاسلامي ان الاحزاب سجلت ادانتها الشديدة لموقف الحكومة مضيفا ان هذه نقطة اخرى تعتبر ذات دلالة. وطالب همام سعيد جميع القوى السياسية بإدانة سياسة الحكومة الرافضة لاحياء ذكرى اغتصاب فلسطين في الوقت الذي تسمح للسفارة الاسرائيلية في عمان بالاحتفال علنا بذكرى قيامها واغتصابها لأرض فلسطين. واعلن فؤاد دبور الامين العام المساعد لحزب البعث التقدمي استغرابه الشديد ازاء سياسة الحكومة التي تسمح للسفارة الصهيونية بالاحتفال على ارض الاردن بذكرى اغتصابها لفلسطين في الوقت الذي تمنع القوى الوطنية والسياسية الاردنية من احياء هذه الذكرى الاليمة مؤكدا ضرورة التصدي لهذا الكيان الارهابي الغاصب ومطالبا بضرورة التمسك بحق العودة. النائب الدكتور محمد العوران رئيس لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة قال ان الاحزاب اعدت برنامجا وطنيا متعددا ومتواصلا طوال العام الحالي 1998 وليس مختصا فقط بشهر مايو موضحا ان برنامج الاحزاب تضمن فعاليات مختلفة على مدار العام. في هذه الاثناء نفى رئيس الوزراء الاردني الدكتور عبد السلام المجالي ممارسة الحركة الاسلامية حماس أي أعمال مادية على الاراضي الاردنية وأعرب عن استعداد بلاده التوسط بين حماس والسلطة الفلسطينية لتسوية الخلافات بينهما. كما نفى المجالي في تصريحات لصحيفة الاهرام نشرتها امس ما يتردد حول وجود تحالف استراتيجيى بين الاردن وتركيا واسرائيل ووصفه بأنه كلام غير صحيح... وقال ان كل ما تقوم به هو تفعيل علاقاتنا مع تركيا واسرائيل ولا يوجد ولا يمكن أن يوجد حلف تركي (أردني) اسرئيلي مطلقا. وأكد رئيس الوزراء الاردني عدم وجود خلافات بين بلاده وسوريا. وقال لا يوجد بيننا اي نوع من الخلاف فهم اجتهدوا بالنسبه لمعاهدة السلام ومعاملتنا مع اسرائيل ونحن نحترم اجتهادهم ونقدره ولنا اجتهاد آخر نرجو ان يحترم ويقدر. اكد رئيس وزراء الاردن على ضرورة (تضافر جهود الجميع لدفع عملية السلام وتخليصها من الجدل العقيم الذي تثيره وتتذرع به الحكومة الاسرائيلية حيالها) محذرا من مغبة انهيار مفاوضات السلام. من جهة اخرى اشاد المجالي خلال لقاء مع وفد يمثل (مجلس العلاقات الخارجية الامريكي) برئاسة هنري سيغمن (بايجابية الموقف الفلسطيني الحريص على التمسك بالسلام) . واشار في هذا السياق الى (اعلان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بقبوله المبادرة الامريكية الاخيرة) حول نسبة انسحاب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية. وبحسب مصدر رسمي اعتبر رئيس وزراء الاردن الى (ان السلام اصبح استراتيجية دولية ولا مجال للتراجع لان عكس ذلك سيعرض المنطقة وشعوبها الى عواقب ليست في صالح اي طرف من الاطراف) . ــ أ.ف.ب عمان ـ خليل خرمة

Email