اتهم ادارة كلينتون بالعجز: بيكر يدعو واشنطن للضغط على اسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه وزير الخارجية الامريكي السابق جيمس بيكر اعنف انتقاداته حتى الآن الى ادارة الرئيس كلينتون بسبب الطريقة التي تدير بها عملية السلام العربية الاسرائيلية. ووصف بيكر ادارة كلينتون بأنها (مشلولة وعاجزة تقريبا) عن التأثير في مجريات هذه العملية. وحذر من ان مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط باتت (مهددة) بسبب ذلك . وجاءت تعليقات الوزير الامريكي, الذي بدأ عملية السلام العربية الاسرائيلية الحالية بمؤتمر سلام مدريد عام 1991 وظل المهندس الرئيسي لها الى ان هزمت ادارة رئيسه بوش امام كلينتون في عام 1992 في ندوة عن عملية السلام نظمتها في واشنطن مجلة (ميدل ايست انسايت) الاثنين. وانتقد جيمس بيكر بشدة ادارة الرئيس بيل كلينتون لما وصفه بالافتقار الى الشجاعة لممارسة ضغوط على اسرائيل عبر الكشف علنا عن المقترحات الامريكية الخاصة بمستقبل عملية السلام بالشرق الاوسط. وقال بيكر الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش في ندوة حول الشرق الاوسط ان مصداقية الولايات المتحدة متدنية حاليا وانها قد تتدنى اكثر مالم تبدأ الامور بالتغيير, في اشارة الى عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال بيكر (في نظري إن الولايات المتحدة اليوم لا تفعل الذي كنا نفعله تاريخيا والذي علينا أن نفعله إذا ما أردنا فعلا أن يحدث تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط) . وأضاف (نحن بالفعل نكاد أن نبدو مشلولين وغير قادرين) . وقال بيكر أن الخطأ هو ليس خطأ وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وإنما خطأ الناس الذين تعمل لحسابهم ــ وهم الرئيس بيل كلينتون وطاقمه في البيت الابيض. وأضاف إن من حق الولايات المتحدة أن تعبر بوضوح عن موقفها من المفاوضات حتى ولو عارضت إسرائيل ذلك. وأشار بيكر إلى وجود حملة إسرائيلية في الكونجرس وفي إعلانات الصحف تمارس ضغوطا كبيرة وتحذر من الكشف عن الافكار الامريكية المتعلقة بانسحاب إسرائيلي جديد من 13 في المائة من الاراضي المحتلة. وأشار بيكر إلى أن المقترحات الامريكية كانت قد (سربت بسخاء) للصحافة في كل من واشنطن وإسرائيل وأضاف: (يحق للولايات المتحدة أن يكون لها موقف حول هذه القضايا لان لنا مصالح هامة وكثيرة في الشرق الاوسط لا تتوافق دائما مع مصالح الدولة الاسرائيلية) . وأضاف بيكر إن ذلك لا يعني تراجعا عن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن بقاء إسرائيل بقوله (أعتقد أنه من المهم أن يفهم الجميع أن الولايات المتحدة ملتزمة الان بأمن إسرائيل كما كانت في الماضي وكما ستظل إلى الابد بشكل تام وغير مشروط وغير قابل للرجوع فيه) . وحث الوزير الامريكي الرئيس كلينتون على اتخاذ اجراء حاسم للضغط على الاسرائيليين, وان دعت الضرورة على الفلسطينيين ايضا, من اجل منع انهيار عملية السلام, وفي تحذيره من تهديده المصالح الامريكية في الشرق الاوسط, قال بيكر انه ليست هناك مصلحة امريكية واحدة في المنطقة لا تتأثر من جراء ما يحدث في عملية السلام. وقال: (ان المصداقية الامريكية في المنطقة مرتبطة بعملية السلام, وهي في ادنى مستوياتها وهي في طريقها الى الانخفاض اكثر اذا لم نتدخل) . وقال بيكر ان الولايات المتحدة لا تقوم بما قمنا به تاريخيا, وما يجب علينا ان نقوم به. ينظر الينا كما لو كنا مشلولين او عاجزين تقريبا. وتطرق بيكر الى الضغوط التي تمارسها جماعات يهودية واخرى مسيحية يمنية مؤيدة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الولايات المتحدة على ادارة الرئيس كلينتون, وانتقد تلك الادارة على رضوخها للضغوط التي تمارسها هذه الجماعات على الرئيس الامريكي لمنعه من اعلان المقترحات الامريكية التي تطالب فيها واشنطن اسرائيل بالانسحاب من 13,1 بالمئة من الضفة الغربية تطبيقا للاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين. وقال ان ما يحدث هو ان ادارة كلينتون (تسمح للسياسات الداخلية بالتحكم في المنهج السياسي الخارجي الاكثر اهمية واستراتيجية) . واردف ان علينا ان نقف ونصمد ونكون الولايات المتحدة الامريكية, وان نعلن اننا في بعض الاحيان نرى الامور بطريقة مختلفة قليلا عن حكومة اسرائيل) . واقر الوزير الامريكي ان على الرئيس كلينتون ان يستخدم بعض رأسماله السياسي لفعل ذلك مشددا على ان الرئيس كلينتون اختار عدم فعل ذلك حتى الآن. واشنطن ـ مهند عطا الله

Email