القدومي يحاضر في (بيت العرب) بتونس: نكبة فلسطين بدأت قبل 100 وليس 50 سنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمناسبة مرور خمسين سنة على نكبة فلسطين شهد (بيت العرب) , مركز الجامعة العربية بتونس, انطلاق تظاهرة ثقافية وسياسية تمتد طوال شهر مايو الحالي . وافتتحت التظاهرة بمحاضرة مهمة لرئيس الدبلوماسية الفلسطينية فاروق القدومي تضمنت تأريخاً للصراع العربي الصهيوني خلال قرن من الزمن. القدومي الذي مازج بين الماضي والحاضر, بين العربي والفلسطيني, بين التخوم العربية وما صدر عن الغرب في حق الامة وفلسطين حاول ان يستقرىء تاريخ الانتداب البريطاني واتفاقية سايكس ــ بيكو السرية, كما أضفى لجوء القدومي الى الربط بين سلسلة المؤامرات الخارجية, بأصابع صهيونية, مثل هرتزل ومن بعده حاييم وايزمن طابعاً معلوماتياً على المحاضرة وابعادها عن جانب الرتابة. فقد تحدث القدومي لمدة ساعة تقريباً, أمام جمع غفير من المثقفين والسياسيين والمفكرين والدبلوماسيين العرب والاجانب يتقدمهم عميد السلك الدبلوماسي الشاعر الاردني حيدر محمود حيدر, وقد حضر اللقاء بالخصوص الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية, الاستاذ الشاذلي القليبي. في بداية محاضرته التي جاءت تحت عنوان (فلسطين بين الأمس واليوم) أشار رئيس الدبلوماسية الفلسطينية, الى ان نكبة فلسطين ليست منذ 50 سنة بل منذ مائة سنة, تاريخ انعقاد اول مؤتمر يهودي عالمي في بال بسويسرا باشراف هرتزل, وقد حاول القدومي العودة الى القرن التاسع عشر ومحاولات اليهود, وخاصة هرتزل وهرزوغ اقناع السلطان العثماني عبدالحميد باقامة دولة يهودية في فلسطين. وشدد على أن خطة اليهود اعتمدت التالي: العمل اكثر ما يمكن على اثارة التنافس بين القوى الغربية على الأرض العربية وعلى فلسطين, حتى اذا ما حاور اليهود احد هذه الاطراف, عرفوا كيف يوجهون اطماعه الى خدمة الاغراض اليهود, كما تعرض ابو اللطف الى موضوع الهجرة اليهودية الى فلسطين, وكيف كانت على أيدي الوكالة اليهودية وعدة منظمات صهيونية, منظمة ومحكمة من حيث الزمان ومصدر الهجرة ولدى تعرضه لوعد بلفور المشؤوم حاول القدومي ان يكشف ملابسات الاعلان البريطاني, وكيف ان وجود الانتداب البريطاني لفلسطين الذي كانت له سمة خاصة ساعد الصهاينة, حيث ضرب البريطانيون كل المؤسسات الفلسطينية ليفسحوا المجال لليهود, لشراء الأراضي والاستيلاء عليها. وكشف النقاب, عن ان لندن عملت على افقار وقهر الفلاح الفللسطيني بحيث يجده اليهودي في حالة يائسة, فيشتري ارضه او يغتصبها عنوة كما تحدث القدومي عن تواطؤ الصهاينة مع الانتداب البريطاني للتغلغل في فلسطين تدريجياً من المطالبة بدخول شباب يهودي في صفوف الجيش البريطاني, الى طلبهم تقاسم مهمات الشرطة مع الانجليز الى حد مطالبتهم سلطات الانتداب, بالسماح بخلق قوة مسلحة يهودية خاصة بهم. القدومي وخلال هذه الفترة, حاول ان يركز على الطابع الارهابي لليهود الذين دخلوا فلسطين كعصابات كما قال ان تعطيل بريطانيا استقلال بلاد الشام والعراق, كان له الاثر الكبير على تغلغل اليهود الذين حضروا جيداً لاعلان الدولة في 1947. القدومي الذي جاءت محاضرته نتاجاً لعدد غير هين من المصادر من المذكرات وكتابات ومنشورات, قال ان حاييم وايزمان, الزعيم الصهيوني الذي خلف هرتزل, كان اشد دهاء من الجميع, فهو القائل في مذكرته:(كنت ارتدي لكل مقابلة قناعاً ولكي نأخذ فلسطين كان علينا ان نقنع الطامعين فيها) . الكلام يلخص كما في كل الاعمال الارهابية والصفقات السرية التي ما فتىء يقيمها اليهود على حساب العرب, حتى ان اصدار الامم المتحدة للقرار 181 حول التقسيم, رافقه حظر على مبيعات الاسلحة للدول العربية, مقابل دعم تسلح اسرائيل من قبل كل القوى الدولية الفاعلة وقتها, فكان مفاعل ديمونا النووي (هبة) فرنسية, والطائرات وبقية الاسلحة التقليدية كانت عنوانا لدعم الغرب لاسرائيل على حساب العرب, هؤلاء العرب الذين تكبدوا الويلات حسب المحاضر من الاستعمار العثماني فجاءت ضريبة فلسطين وقناة السويس وآبار النفط باهظة جداً. القدومي الذي لم يغفل ذكر الثورات العربية المسلحة وغيرها, يشدد على ان سياسة اسرائيل لم ولن تتغير, رابطاً الماضي بما يحدث الآن, حيث انقلبت المفاوضات وتقلصت الى اتصالات ووساطات فاشلة في اشارة منه الى لقاء لندن والذي لا يرى منه القدومي اي امل بفعل تعنت نتانياهو وسعيه الى ربح الوقت. وخلال مداخلته على هامش الندوة شدد الامين العام المساعد رئيس مركز تونس نور الدين حشاد, على استخلاص العبرة من النكبة قائلاً ان قضية فلسطين هي القضية الأم للعرب ولجامعتهم. وتساءل حشاد: هل يعقل ان نرى هذه الايام وسائل الاعلام الدولية وعدة جهات عالمية تشارك اسرائيل احتفالها بخمسينيتها وتروج لهذا الحدث متجاهلة خمسينية نكبة فلسطين؟ اما عميد السلك الدبلوماسي, الشاعر حيدر محمود حيدر, فقد آثر في بداية اللقاء التشديد على أن (هذه السنوات الخمسين مرت كالكابوس المرعب في موت عربي طويل لم تبعث منه الأمة بعد) . مضيفاً:(انه اذا كانت النكبات كلها في تاريخ الامة والشعوب هي التي توقظها, او توقظ اجيالها اللاحقة فان هذه النكبة بالذات لم تفعل بنا نحن العرب ما كان ينبغي ان تفعله. اما القدومي, فقد استخلص في تفاؤل ان الشعب الفلسطيني كما الزيتونة ممتدة جذورها في الارض وفروعها في السماء.. تونس ــ فاطمة بنت عبدالله

Email