تقارير البيان: دمشق تعلق آمالاً كبيرة على دو ر فرنسي فاعل في الصراع مع اسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت مصادر فرنسية وسورية نبأ الزيارة التي يعتزم الرئيس السوري حافظ الاسد القيام بها لفرنسا في مطلع شهر يوليو المقبل وتعد الاولى من نوعها منذ 22 عاماً, في محاولة لتشجيع الدور الفرنسي الذي تعلق دمشق عليه آمالاً كبيرة . واشارت المصادر لمراسل البيان في دمشق الى ان الزيارة تأتي رداً على زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لدمشق اواخر عام 1996 لتعزيز العلاقات السورية الفرنسية التي شهدت تحسناً كبيراً في السنوات الثلاث الاخيرة اثر وصول الديجوليين الى الحكم بزعامة شيراك. ويتزامن موعد الزيارة مع بدء مفاوضات توقيع اتفاق الشراكة السورية الاوروبية التي تشكل حدثاً هاماً بالنسبة للاقتصاد السوري ومستقبل العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي. وقال مصدر دبلوماسي ان تحديد موعد زيارة الرئيس الاسد تم الاتفاق عليه اثناء لقاء عبدالحليم خدام نائب رئيس الجمهورية وفاروق الشرع وزير الخارجية مع الرئيس جاك شيراك الذي جرى مؤخراً في باريس وأكد أنها تأتي في الوقت المناسب وفي ظروف شديدة الخطورة تمر بالشرق الاوسط بسبب توقف عملية السلام ومناورات اسرائيل بشأن الانسحاب المشروط من جنوب لبنان وخطوة جيدة لتفعل الدور الفرنسي في عملية السلام لما لفرنسا من ثقل على الساحتين الاوروبية والدولية. وتعلق سوريا آمالاً كبرى على الدور الذي يمكن ان تلعبه فرنسا في عملية السلام نظراً للعلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع بينها وبين الدول العربية وفي مقدمتها سوريا ولبنان مما يسمح لفرنسا الدخول بقوة في صلب العملية السلمية. وتشعر سوريا انها حققت بعضاً من هذه الآمال تجاه الحضور الفرنسي في المنطقة مقارنة مع السنوات التي سبقت مجيء شيراك لرئاسة الجمهورية, فقبل شيراك كان الدور الاوروبي عامة والفرنسي بشكل خاص مستبعداً عن عملية سلام الشرق الاوسط التي انطلقت من مدريد ولم يعط له أي صفة حتى كمراقب الى ان تحركت فرنسا الديجولية واجتهد رئيسها شيراك للاقتراب شيئاً فشيئاً الى ان اصبحت الدولة رقم واحد المعنية بعملية السلام بعد الولايات المتحدة وروسيا وتجلى ذلك اثر مجزرة قانا وعدوان عناقيد الغضب. كما شاركت فرنسا كطرف رئيسي في مفاوضات تفاهم (ابريل) وكانت احد الموقعين عليه فيما كانت واشنطن وتل ابيب ترفضان اية مشاركة فرنسية في التفاهم الا ان اصرار الرئيس شيراك وتوجيهاته لوزير الخارجية آنذاك هيرفيه دو شاريت بالبقاء في المنطقة وعدم مغادرتها الا ببلوغ المفاوضات نهايتها التي اسفرت عن اتفاق على التفاهم وذيل الاتفاق بتوقيع فرنسي مؤسساً دور شرق اوسطي بدأت تتبلور معالمه في هذه المرحلة واصبحت باريس في احيان كثيرة ممراً اجبارياً للتحركات السياسية العربية والدولية وقد باتت باريس مرشحة لتكون عاصمة ملف الشرق الاوسط. وستعطي زيارة الرئيس حافظ الاسد لباريس زخماً لهذا الدور لتمضي قدماً في سياستها وتعزيز وجودها في الشرق الاوسط والمشاركة بحل ازماته كما فعلت اثناء مفاوضات تفاهم ابريل ولكن على نطاق اوسع يخص العملية السلمية برمتها. دمشق ــ يوسف البجيرمي

Email