سفير مصر في تل أبيب: نتانياهو طلب لقاء مبارك وأبدى تعهداً بدفع السلام على المسار الفلسطيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد السفير محمد بسيوني سفير مصر باسرائيل ان الاجتماع القصير للرئيس حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والذي لم يتجاوز الساعتين تركز فقط على بحث موضوع واحد يتعلق بدفع المسيرة السلمية على المسار الفلسطيني الاسرائيلي والمقترحات الامريكية في هذا الشأن وخطورة عدم التجاوب معها. ونفى بشدة في حديث خاص لـ (البيان) اثناء تواجده بالقاهرة وقبل عودته الى مقر عمله في تل أبيب ان يكون هذا الاجتماع قد تطرق الى بحث العلاقات المصرية الاسرائيلية او ما ذكرته وسائل الاعلام الاسرائيلية عن وجود موضوع للجاسوس الاسرائيلي عزام عزام على جدول هذه المباحثات.. مؤكداً عدم صحة ما زعمته هذه الوسائل عن اصطحاب نتانياهو لشقيقي عزام معه الى القاهرة. وكشف بسيوني النقاب عن قصة حدوث هذا الاجتماع رغم استياء الرئيس حسني مبارك من سياسة ومصداقية بنيامين نتانياهو فقال أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ابدى رغبة عبر القنوات الدبلوماسية في التحدث مع الرئيس مبارك.. وبعد مرور ثلاثة ايام على طلبه قبل الرئيس حسني مبارك ان يرد على اتصاله التلفوني والذي شدد فيه على عزمه المضي في عملية السلام بكل جدية ورغبة صادقة وجدد طلبه في ضرورة لقاء الرئيس للتحدث في تفاصيل الاقتراحات الامريكية المطروحة حالياً لدفع عملية السلام. واضاف انه من منطلق دور مصر المحوري.. وأهدافها الاستراتيجية الثابتة في العمل على تحقيق السلام الشامل.. والتزامها بدورها القومي تجاه القضية الفلسطينية قبل الرئيس حسني مبارك لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي لان الحوار لا بد منه لاقناع الطرف الآخر بخطورة الموقف على الاستقرار في المنطقة. واوضح ان مصر حذرت اسرائيل من خلال هذا الاجتماع بأنه اذا لم يحدث تقدم فان المنطقة ستكون في حالة من عدم الاستقرار كما طالبتها بضرورة تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها. واستطرد قائلاً ان هناك مقترحات امريكية ورغم صعوبة هذه المقترحات ونسب الانسحاب الاسرائيلي المطروحة فيها فقد وافق عليها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. ومصر لن تضغط على الرئيس عرفات للقبول بأقل مما سبق ان قبله ولكن مصر أكدت خلال هذا الاجتماع بين الرئيس مبارك ونتانياهو على ضرورة تنفيذ هذه المقترحات الامريكية. وأكد بسيوني ان زيارة نتانياهو لن تؤثر على مواقف مصر او تجعلها تتنازل عن اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني وشدد سفير مصر باسرائيل على ان الجانب الامريكي يتمسك بالمقترحات التي سبق تقديمها ولا مساس فيها بنسب اعادة الانتشار الذي تم طرحها أو باقي بنودها.. مشيراً الى ان دنيس روس المنسق الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط مصر على الابقاء في مهمته الحالية بالمنطقة حتى يوم الاحد القادم في محاولة من جانبه لاقناع الطرف الاسرائيلي بقبول هذه المقترحات قبل اجتماعات لندن في اليوم التالي مباشرة بين اولبرايت وكل من عرفات ونتانياهو. وعما اذا كانت هناك مححاولة من الجانب الامريكي لإعادة بلورة أفكاره المطروحة حالياً في ظل تكرار الرفض الاسرائيلي قال بسيوني ان هذا غير مطروح ولكن الافكار الامريكية منذ طرحها دنيس روس في لندن على صائب عريقات من الجانب الفلسطيني واسحاق مولخو من الطرف الاسرائيلي وما زالت حتى هذه اللحظة معروضة لمجرد الدراسة والبحث. واضاف ان يوم الاثنين القادم سيكون هو التاريخ الحاسم عندما تقوم الامم المتحدة بتقديم هذه المقترحات بصفة رسمية في لندن عندما تلتقي بصفة ثنائية مع الرئيس الفلسطيني ياسرف عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي وتقوم بتسليم كل منهما لهذه المقترحات بصفة رسمية.. مشيراً الى انه حتى اليوم لم تحدث مواجهة سياسية بين اسرائيل وامريكا بخصوص هذه المقترحات حيث انها ما زالت في مرحلة الدراسة والتباحث. وحول جدوى لقاء الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي طالما ان حسم الامر مرهون بتاريخ يوم الاثنين القادم قال بسيوني: انه لا يمكن ترك الادارة الامريكية تتأثر بآراء طرف بجانب أنه لا يمكن تقوم باقناع طرف دون ان تجري حواراً معه. وحول سبب اعتباره للافكار الامريكية الحالية مجرد اقتراحات وليست مبادرة وهل هذه الاقتراحات محددة المدة قال بسيوني ان المقترحات الامريكية هي عبارة عن مجموعة من الافكار المطروحة لاخراج المسيرة السلمية من حالة الجمود الحالي وعنق الزجاجة واعطائها دفعة.. ويتم تنفيذ هذه المقترحات خلال فترة زمنية قدرها 12 اسبوعاً في اطار الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. اجتماعات لندن وعما اذا كانت اجتماعات لندن يوم الاثنين المقبل ستمثل الفرصة الاخيرة لانقاذ عملية السلام قال بسيوني ان هذه الاجتماعات تاريخ هام ورئيسي على طريق المسيرة السلمية غير أنها ليست الموعد النهائي واوضح ان اجتماعات لندن, وتوقيت عقدها سيكون هاماً وحيوياً للغاية.. لأن اطالة الموقف او تضييعه وتضييع الوقت سيكون له آثاره السلبية حيث أنه لا يمكن الانتظار اكثر من ذلك نظراً لكون الشعب الفلسطيني لم يشعر بثمار السلام سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي. وعما اذا كان قد لمس ضغطاً حقيقياً من داخل اسرائيل على بنيامين نتانياهو لدفعه للمضي في عملية السلام قال محمد بسيوني انه حتى هذه اللحظة لم تحدث اية مواجهات سياسية بين امريكا واسرائيل لان المقترحات الامريكية لم تقدم بعد بشكل رسمي.. ولهذا نؤكد على أهمية وضرورة طرح هذه المقترحات الامريكية بصورة رسمية حتى يعلم الشعب الاسرائيلي من قال نعم ومن قال لا ومن سيكون مسؤولاً عن جمود عملية السلام. وحول ما اذا كان يتوقع تغيير في اسلوب تفكير رئيس الوزراء الاسرائيلي قال السفير محمد بسيوني ان الانسان لا يستطيع ان يسبح عكس التيار لفترة طويلة خاصة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يدرك انه يجب عليه التحرك ولا خيار أمامه سوى التحرك نحو استمرار مسيرة السلام والتوجه نحو الحل النهائي الذي لا يمكن التوصل اليه قبل تنفيذ استحقاقات المرحلة المؤقتة وتنفيذ اعادة الانتشار وعن سبب تحديد الجانب الامريكي لنسبة 13.1% وليس أكثر أو أقل لكي تنسحب منها القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية قال السفير محمد بسيوني ان وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت كانت قد وعدت الرئيس الفلسطيني بانسحاب اسرائيل من المنطقة (ج) بالضفة الغربية بنسبة 13.1% عبارة عن 1.1% يتم فيها الانتقال من المنطقة (ح) الى (أ) و12% يتم فيها الانتقال من المنطقة (ح) الى (ب) بجانب 14.2% يتم انتقالها من المنطقة (ب) الى (أ) . وأوضح انه بهذا سيكون مجموع الاراضي الخاصة بالمدن في المنطقة (أ) تحت يد السلطة الفلسطينية حوالي 18.3% من اراضي الضفة الغربية. وعما تردد في وسائل الاعلام الاسرائيلية, عن وجود نوع من التنافس بين سفيري مصر والاردن في اسرائيل قال بسيوني بالتأكيد لا يوجد هذا .. فنحن في نفس القارب وتطابق وجهات نظرنا ودائماً يوجد بيننا تنسيق خاصة ان السفير الاردني يعتبر صديقي على المستوى الشخصي. القاهرة ـ محمد الرماح

Email