قضية عربية : مصر واقباط مصر 1 - 2

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطايرت السهام على مصر فجأة بأن اقباطها مضطهدون, وان هؤلاء باتوا هدفا لهجمات الارهابيين... وان الامر بدأ يأخذ طابع الصراع الاسلامي ــ المسيحي بشكل آخر . وردت مصر بقوة على الحملة التي هبت رياحها من امريكا خصوصا, مؤكدة على وحدة الجنس والمساواة بين ابنائها بغض النظر عن ديانتهم. لكن الحملة والحملة المضادة سلطت الضوء على اقلية عاشت في كنف مصر ونعمت زمانا بتسامحها. هنا محاولة لفتح ملف الاقباط من هم... ماهي مشكلاتهم وماهي جذورها ... اوضاعهم وآراؤهم واراء العلماء المسلمين بشأنهم. الاقباط في عيون القيادات الاسلامية.. شيخ الازهر: الاقباط ليسوا بحاجة عمن يدافع عنهم ويتمتعون بحقوقهم كاملة، مفتي مصر: المسلمون والاقباط في مصر نموذج فريد للتسامح القاهرة - أنس المليجي تكتسب نظرة رجال الدين الاسلامي اهميتها الخاصة لدى رجل الشارع المصري, وخصوصا فيما يتعلق بقضية الاقباط, ويعتبر رجل الشارع ان حرص القيادات الاسلامية على المشاركة في المناسبات القبطية هو نوع من التأكيد على وحدة عنصري الامة, وقد سارع رجال الدين الاسلامي الى الوقوف صفا واحدا ضد كل الهجمات الارهابية ضد المسيحيين, والتي طالت ايضا المسلمين, واعطى ذلك دلالة على ان الجميع يركب سفينة واحدة, والتفريط فيها من احد سوف يؤدي الى غرقها, وشدد رجال الدين الاسلامي ايضا بالوقوف مع القيادات القبطية في الرد على ما اثارته الدوائر الامريكية من ان اقباط مصر يتعرضون للاضطهاد. يجمعنا الحب والعلاقات القوية وحول هذا الجدل يقول وزير الاوقاف المصري الدكتور محمود زقزوق ان الاقباط والمسلمين في مصر عاشوا منذ 14 قرنا يجمع بينهم الحب والاخاء والمودة والعادات والتقاليد, وليس هناك ما يعكر الصفو بينهم, واما مايذاع في الخارج حول وضع الاقباط في مصر وزعمهم باضطهاد الاقباط انما هو امر مفتعل وبعيد عن الواقع الذي يعيشه المسلمون والاقباط. واضاف ان الصلات بين المؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية صلات وثيقة وعلاقات قوية وليس مجرد علاقات مجاملة كما يروج البعض وانما هي علاقات حميمة يدرك حقيقتها اخواننا الاقباط ويقدرون انعكاساتها الايجابية عليهم في مصر علاوة على ان الدولة حريصة كل الحرص على تماسك الوحدة الوطنية ولا تصف الاقباط بانهم اقلية في المجتمع المصري ولا بانهم عنصر آخر من الامة وانما الشعب المصري شعب واحد ونسيج واحد يشعر كل منهم بشعور الآخر ونتعاون معا على بناء الوطن. واوضح ان الناحية العقائدية لكل منهما امر خاص يتعبد به المسلم في المسجد والمسيحي في الكنيسة ولا يوجد مجال للحوار في العقائد او تناولها بطريقة لا تليق بها سواء للمسلمين او للمسيحيين فهم اهل كتاب ونحن نؤمن بذلك والقرآن الكريم يخبرنا بذلك (لكم دينكم ولي دين) . واعتبر الدكتور حمدي زقزوق ان اثارة هذه القضية تعد تدخلا في الشؤون الداخلية لمصر يرفضه الاقباط قبل المسلمين حيث شهد التاريخ للاقباط بانهم رفضوا ادعاءات الاستعمار بحمايتهم ووقفوا الى جانب اخوانهم المسلمين ضد الاستعمار في كفاح مسلح في مختلف الحروب حيث الجندي المسلم الى جانبه المسيحي مما يؤكد انه لافرق بين مواطن مصري مسلم ومواطن مصري مسيحي والدستور المصري يؤكد ذلك ويكفل لهم هذا الحق (لهم مالنا وعليهم ما علينا) . روح واحدة بينما يؤكد شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على ان علاقة المسلم بغير المسلم تأتي في صور ثلاث اولها غير المسلم الذي لا تربطنا علاقات معه وهو في حاله ونحن في حالنا من اهل الكتاب وهؤلاء نعاملهم بمثل ما يعاملوننا به دون ان نعتدي عليهم ولامانع من التجارة وتبادل الخبرات معهم في الجوانب الحياتية. ونوع اخر يحاول الاعتداء علينا, ويغتصب حقوقنا ومقدساتنا ويقتل اخواننا من المسلمين ويهدد مصالحنا وهؤلاء يقول الله فيهم, (انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم ان تولوهم, ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون) وكلنا يعرف هؤلاء المحتلين لارضنا ومقدساتنا في فلسطين المحتلة. والصنف الثالث هم اهل الكتاب من المسيحيين الذين يعيشون معنا على ارض واحدة, وتظلنا وتظلهم سماء واحدة وبيننا وبينهم علاقة الجوار والمواطنة هؤلاء يقول الله فيهم (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) , وهم اخواننا الاقباط ومن على شاكلتهم حيث يأمرنا الله بان نبرهم ونقسط اليهم طالما لم يعتدوا علينا ولم يسيئوا الينا ولم يحاربوننا في الشريعة (لهم مالنا وعليهم ماعلينا) . ثم اننا نلتقي بقياداتهم المتمثلة في قداسة البابا باشنودة الثالث في مناسبات كثيرة تجمعنا ونسأل الله ان يديم علينا نعمة المحبة والسلام والاطمئنان حيث ان الكل مسلمين واقباط روح واحدة تجمعنا مصالح مشتركة وهدف واحد ووطن واحد نأمل ان يتكاتف الجميع حتى تتحقق لهم القوة والمكانة الرفيعة بين الامم. واوضح ان علاقتنا بالاقباط تمثل الاخاء الصادق والمحبة الخالصة لوجه الله ونؤكد لاعدائنا الذين يريدون ان ينالوا من وحدتنا سواء من الخارج او الداخل, ان هذا لن يحدث ابدا كما ان الاقباط ليسوا بحاجة الى من يدافع عنهم لامن امريكا ولا من غيرها, وهم قد اعلنوا ذلك مرارا في جميع منتدياتهم وعلى صفحات الجرائد حتى يرتدع كل من تسول له نفسه المتاجرة بذلك. نموذج فريد للتسامح بينما يؤكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية ان مصر تقدم للبشرية جميعا نموذجا فريدا على الوحدة الوطنية والتسامح الديني حيث المسجد بجوار الكنيسة والمسلم بجوار المسيحي في مختلف الميادين سواء في الجيش او في المدرسة او في المصنع او في الحقل لافرق بين هذا وذاك ولا مكان للتعصب بحال وعلى العالم ان يتعلم ويعي هذا الدرس. كما ان الجميع في زورق واحد, ولابد ان ندفعه جميعا الى بر الامان حتى ننجو جميعا من مسلمين واقباط وذلك من خلال التعاون فيما بيننا في امور الدنيا من صناعة وتجارة واقتصاد ونترك جانبا العقائد لكل منا عقيدته وعبادته سواء في المسجد او في الكنيسة دون ان ينال احدهم من الآخر حيث ان مصر لم تشهد طيلة تاريخها توترا يذكر بين ابناء الوطن الواحد المسلمين والمسيحيين. ونقول لكل من يحاول المتاجرة بهذه القضية انه لن يفلح لان الاقباط والمسلمين بلغوا درجة الوعي والنضج ولم يعد من الممكن التغرير بهم او استغلالهم لاغراض مشبوهة, وهم كما شهدت وسائل الاعلام في مصر الذين تصدوا لمحاولات التدخل الامريكي الخارجي وشؤون مصر الداخلية واوضحوا للعالم كله انهم يتمتعون بحقوقهم كاملة دون ظلم او تحقير وانهم قادرين على التحاور والتفاهم مع اخوانهم المسلمين لاحتواء كل مشاكلهم وحلها اذا طرأت مشكلة وليسوا بحاجة لتدخل اجنبي. 70 عاما علاقتنا طيبة بالاقباط وأكد المستشار مأمون الهضيبي المتحدث الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين ان الاقباط في مصر مواطنون مصريون لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما على المسلمين من واجبات في اطار مفهوم المواطنة التي يتساوى فيها جميع المصريين امام نصوص الدستور والقانون. واضاف ان الاخوان منذ نشأتهم اول من اهتم بالاقباط, وقد استعان حسن البنا مؤسس الجماعة بالاخوة الاقباط في اللجان السياسية والقانونية التي اسسها في الثلاثينات من هذا القرن, كما ان الوحيد الذي سافر في جنازة الشهيد البنا بعد اغتياله كان المواطن المصري القبطي واحد الوزراء مكرم عبيد الذي كانت تربطه علاقة شخصية بالبنا, فالاخوان كانوا قد عقدوا حوارا مع الاقباط وما زال بينهم تواصل وندعوهم في المناسبات المختلفة ويدعوننا كذلك ولا نرى اية تفرقة في وضع الاقباط داخل المجتمع المصري حيث ان العلاقات بيننا على مدى سبعين عاما طيبة وهناك مجاملات متبادلة , كما ان هناك لقاءات متكررة على مصلحة الوطن في القضايا المهمة كمصريين, كما انه لم يحدث على مدى 70 عاما اي اعتداء من احد الاخوان على احد الاقباط او اي جفوة بيننا وبين الاقباط اطلاقا وهذه سياسة ثابتة ومتأصلة منذ نشأة الاخوان في نفوسهم حيث انها متأصلة في نفوس الشعب المصري بطبيعة المصريين المتسامحة. وقال ان اثارة قضية اضطهاد الاقباط في هذا الوقت بالذات يقف وراءها اليهود حيث يحاولون اثارة القلاقل في مصر على وجه الخصوص ويدفعون الكونجرس الامريكي لاصدار قانون (الاضطهاد الاقليات الدينية) ليضغطوا به على مصر وهذه كلها سياسات تتبعها الادارة الامريكية وفقا لضغوط اللوبي اليهودي لارهاب الحكومة المصرية والشعب المصري, ولاغراض اخرى لا يعلمها الا الله. كما ان هناك العديد من التحليلات السياسية تعزى هذا الموقف الامريكي الى رفضها لموقف مصر المساند للسلطة الفلسطينية وتطالب الحكومة المصرية بالضغط على عرفات لصالح اسرائيل. كما انهم يطالبون بان تنحاز مصر لصالح اسرائيل طالما ان هناك صلحا بينهما, وهذا كله يفرض اضعاف مصر والتأثير عليها كما هو حال اليهود مع كلينتون نفسه الرئيس الامريكي حيث كل يوم تخرج احدى اليهوديات تدعي انه نظر اليها قبل عشر سنوات وغير ذلك كل يوم حتى يخضع لابتزازهم واهوائهم. الا ان قضية المعونة الامريكية وعلاقتها باثارة هذه القضية في هذا التوقيت بالذات تؤكد ان ذلك قد يكون صحيحا الا ان الادارة الامريكية في الاونة الاخيرة تستجيب لضغوط الكونجرس في وقف المساعدات وقد اوقف بعضها بالفعل علاوة على تحويل بعض المعونات للدول الصديقة مثل اسرائيل وربما مصر الى نوع من الشراكة الاقتصادية الامريكية المصرية وقد تم تشكيل لجنة بالفعل ستشترك مصر فيها, استعدادا للشراكة الاقتصادية المصرية الامريكية. مركز اسلامي على ارض مسيحية ويقول الدكتور عبد الصبور مرزوق امين عام المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية ان مقولة اضطهاد الاقباط لا ترقى لمستوى المناقشة والرد لان القضية ليس لها اصل على الاطلاق حيث ان الاقباط يعيشون في المجتمع المصري عيشة موازية في الحقوق والواجبات للمسلمين دون تفرقة وايضا على مستوى التعامل الرسمي والشعبي نجد هذا المعنى واضحا ولا يحتاج الى برهان. واضاف انه حين اراد ان يؤسس مركزا اسلاميا في قريته بمحافظة المنوفية لم يجد امامه سوى ارض يمتلكها القسيس في الكنيسة القبطية في القرية فعرض عليه الفكرة والتي رحب بها القسيس وتم بناء المركز الاسلامي الذي يتكون من مسجد ومكتب تحفيظ قرآن ومستوصف ودار مناسبات على ارض القسيس وبجوار منزله مباشرة وكان ارتفاع مأذنة هذا المركز تزيد على 45 مترا دون ان يكون هناك ادنى حساسية وهذا شيء ورثناه منذ زمن بعيد. واوضح انه لا ينسى ان الاقباط كانوا يودعون اماناتهم وممتلكاتهم النفيسة من ذهب وحلي وحجج الاراضي والمنازل في بيتنا بالقرية حفاظا عليها وخوفا من سرقتها او ضياعها مما يؤكد عمق التواصل بين المسلمين والاقباط ويؤكد كذلك ان الاحداث التي شهدتها مصر مؤخرا بين المسلمين والاقباط مصطنعة وان هذه الاتهامات مصطنعة ايضا, وانني اوجه الاتهام الصريح لاسرائىل واللوبي الصهيوني اللذين يقفان وراء هذه الاحداث التي شهدتها مصر من احداث عنف وغيرها ضد الاقباط وقد اعلنت ذلك صراحة في اعقاب ضرب قهوة وادي النيل بالتحرير وبعض المتفجرات في اماكن مختلفة وذلك لزرع الفتنة بين ابناء الامة. وقال انني اقول ذلك عن ايمان ويقين حيث ان الاقباط كانوا يصلون من اجلي في الكنيسة بقريتنا بالمنوفية حيث كنت قد تعرضت لجلطة في المخ قبل اربع سنوات حتى عافاني الله وهذه هي طبيعة العلاقة بين شعب مصر الطيب بغض النظر عن المسلم والمسيحي. فالعلاقة بين المسلمين والاقباط وثيقة من ايام الفتح الاسلامي العربي لمصر في عهد عمر بن العاص الذي جاء ليواجه الحاميات الرومانية ويحرر المصريين الاقباط من ظلم الرومان ثم ذهب عمرو بن العاص الى الاسكندرية ليستقبل بابا الاقباط آنذاك (الانبا بنيامين) واعاده الى كرسيه في الكنيسة القبطية ومن يومها نشأت علاقة حميمة بين الاقباط والمسلمين مما جعل الاقباط يتركون لغتهم القبطية الى اللغة العربية تعبيرا عن اعجابهم بالعرب المسلمين خاصة بعد قصة (بن عمرو بن العاص وابن القبطي) دليل الاعجاب بالعدل والمساواة التي سادت آنذاك. نبوءة حز قيان واوضح انه على مستوى الواقع الحديث لا شك ان مصر مستهدفة من الصهيونية العالمية التي تحرك صناع القرار الامريكي وتوجه السياسات الامريكية للكيد لمصر والبحث عن ذريعة تتهم مصر باضطهاد الاقباط حتى تنتهي الى مساعدة اسرائيل والعمل لصالحها. وهذا عمل سياسي لا علاقة له بالدين ولا الواقع فيما عمله الريف المصري الذي يجسد العلاقة الحقيقية بين المسلمين والاقباط مما يؤكد ان هذه القلاقل الوهمية والاضطهاد الخيالي للاقباط هو عمل من صنع اسرائيل, ووراءها اللوبي الصهيوني في امريكا لضرب الدور المصري في المنطقة العربية الذي يظهر بوضوح في انحياز الموقف الامريكي لصالح اسرائيل على حساب مصالح جميع دول المنطقة بما فيها مصر. ويشير الى ان خرافة (نبوءة حزقيان) التي يتزعمها اللوبي الصهيوني بالتعاون مع الجماعات المسيحية الصهيونية منذ عام 1936 قبل قيام الكيان الصهيوني في فلسطين تزعم ان السيد المسيح لن ينزل على الارض لكي يملأها عدلا الا بعد ان تحدث معركة مسلحة بين العرب المسلمين وبين اليهود تسمى معركة (ماجدون) بجوار بحيرة طبرية - حسب النبوءة - وينتصر فيها اليهود على المسلمين ويهزموهم شر هزيمة وحينئذ ينزل السيد المسيح وتتحقق النبوءة ويحدث ما يحدث. ولعل ذلك هو سبب احتفاظ اسرائيل بالرؤوس النووية لتنفيذ الوعد المشؤوم والنبوءة الكاذبة. ويضيف .... نلاحظ ان القرار الامريكي دائما غير منصف - للاسف - ويتوجه لصالح الصهاينة ويسعى لضرب مصر حيث لم يبق في المنطقة العربية سوى مصر بعد ضرب العراق واصبح من المحزن ان يتفاوض العرب على 9% فقط من الارض الفلسطينية المحتلة الامر الذي يجعلها في حكم الضياع والدولة الفلسطينية الوليدة في حكم الميت هي فقط تنتظر شهادة الوفاة وكل ذلك يتم لصالح اللوبي الصهيوني من خلال تظاهرات امام الكونجرس او خلافه. ثم ان امريكا تستخدم المعونة الامريكية سلاحا للضغط على الموقف المصري ... بل العربي كله لصالح الليكود ونحن نقول لامريكا قليلا من الانصاف للشعب الذي ذاق مرارة المذابح على ايدي عصابات الارجون والهاجاناة لكي يقرر مصيره وينعم ببعض الاستقرار ونقول ايضا لامريكا كفى مصر وما لاقت وكفى الشعب الفلسطيني معاناة وقليلا من الانصاف لهؤلاء واولئك.

Email