بعضوية 31 ورئاسة سفير سابق: أعضاء تحالف كوبنهاجن يعلنون تشكيل جمعية (خيرية) من أجل السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن انصار واعضاء (تحالف كوبنهاجن) من رجال الاعمال والكتاب المصريين امس في مؤتمر صحفي عن ميلاد جمعية (حركة القاهرة للسلام) تحت عباءة الجمعيات الخيرية وفي مقدمتها جمعيات دفن الموتى ورعاية الايتام والاحداث . وجاء اعلان ميلاد الجمعية بمثابة حركة التفاف وتحايل لتمرير شرعية وجود الجماعة التي واجهت عاصفة حادة ورفض كل جمعيات ونقابات واتحادات المثقفين, لكونها صيغت بمبادرة من احد كبار ضباط الموساد (ديفيد كمحي) . ففي مؤتمر صحفي عقده السفير (السابق) صلاح بسيوني امس اعلن عن تشكيل الجمعية والتي تضم 31 عضوا مؤسسا, اكثر من ثلثي عددهم ينتمون لمركزي الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومركز ابن خلدون للبحوث الاجتماعية حيث يترأس الاول الدكتور اسامة الغزالي حرب احد اقطاب (تحالف كوبنهاجن) ويترأس الثاني الدكتور سعد الدين ابراهيم احد منظري التحالف. ويضم المؤسسون رجال اعمال معروفين بنشاطاتهم الضخمة في مجال التطبيع مع اسرائىل, رغم ان احدهم (صلاح دياب) نجل احد كبار الكتاب الوطنيين وعضو مجمع اللغة العربية الصحفي وصاحب ورئيس تحرير جريدة (الجهاد) في فترة الثلاثينات. وتشكل مجلس ادارة للجمعية من تسعة اعضاء برئاسة السفير بسيوني وبعضوية لطفي الخولي ــ ورضا محرم احد قيادات حزب التجمع (سابقا) ــ واللواء طه المجدوب الخبير العسكري واحد ابطال حرب اكتوبر. واعلنت جماعة كوبنهاجن في المؤتمر الصحفي انهم مصرون على خوض معاركهم من منطلق مواجهة المخاطر المتزايدة التي تتعرض لها عملية السلام بسبب سياسات ائتلاف الليكود وحكومته, وانهم باعتبارهم مجموعة من المثقفين كان يجب عليهم ان يتحركوا وحسب وصفهم لتكون جمعية القاهرة للسلام مركزا علميا وبحثيا ومنبرا للفكر المستنير وتعبيرا عن موقف الرأي العام المصري من ان السلام بمفهومه المتكامل لا يتحقق من خلال المواقف الاستفزازية واللاأخلاقية واللاقانونية من جانب حكومة اسرائيل. وقال صلاح بسيوني ان السلام المنشود يتطلب النظرة البحثية المتعمقة في كل ما يرتبط به من دراسات ومواقف وصولا الى تقديم الرؤى المتكاملة والموضوعية للسلام العادل المتكافىء والذي لا يجب ان يخل او ينتقص على اية صورة من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه الذي لا ينازع في اقامة دولته وهو سلام يجب ان يتوافق مع الشرعية الدولية التي حددتها قواعد القانون الدولي والامم المتحدة ومجلس الامن. وقالت ورقة الجمعية المقدمة لمؤتمر صحفي عقده رئيس مجلس الادارة, ان السياسات الاسرائيلية الحالية تتطلب مواصلة الجهد والبناء, والفعل من اجل ممارسة الضغوط ضد اسرائيل, من جانب المثقفين وبعض الفصائل المؤيدة للسلام في العالم كله. واشار صلاح بسيوني الى ان الجمعية سوف تسعى الى تعميق الدراسات والبحوث حول السلام, في كل المنطقة: فالسلام من وجهة نظرهم لن يقتصر على العرب واسرائيل وانما يشمل مواجهة قضايا التوازن العسكري والاوضاع الاقتصادية واستتباب الامن والسلام في الخليج والسودان والصحراء الغربية, ومواجهة سياسات الحصار والعقوبات ضد الشعوب العربية في العراق والسودان وليبيا, واضاف ان الجمعية سوف تشكل مركزا علميا وبحثيا متقدما من اجل تحقيق هذه الاهداف. وردا على سؤال لـ(البيان) يتعلق بمصادر التمويل وان اسرائىل هي التي تساند هذا الفعل وتقوم بالتمويل, اعترض صلاح بسيوني على صيغة السؤال, وقال نحن لم ولن نأخذ اي تمويل من احد, وان ميزانية اي جمعية اهلية تعتمد على ثلاثة بنود, الاول تمويل من الحكومة متمثلا في وزارة الشؤون الاجتماعية, وهو ما سوف نرفضه والثاني تبرعات بعض الاعضاء, والثالث الاشتراكات, في حين لم ينكر لطفي الخولي انه سمع بهذا الكلام, ووصفه بالاشاعات المروجة ضدهم , واضاف: اتحدى من يثبت صحته. وفي سؤال آخر (للبيان) يتعلق بالشعور العام بالاحباط من عملية السلام وانها اصبحت عملية سخيفة بسبب موقف اسرائيل المتجمد وهو ما يدفع بعدم جدوى توجهات هذه المجموعة من المثقفين حيث يرفضهم الرأي العام كله؟... قال صلاح بسيوني: نحن نعترف بأن المهمة شاقة وان الكل يهاجمنا وان مسيرتنا محفوفة بالمخاطر الشديدة جدا لكننا يجب ان نقاوم ونواجه كل الاسباب التي ادت الى هذه السياسات, وهذه المواقف, رغم اننا نتوقع هجوما اشد عنفا في الفترة المقبلة, وقال: سوف تدور مناقشات حامية في الاعلام المصري والعربي, ونحن على اتم استعداد للدخول في هذه المناقشات ومن جانبنا نعتبرها ظاهرة صحية. ولم ينكر المسؤولين عن الجمعية انهم جزء اساسي من التحالف الدولي لكوبنهاجن وان الجمعية تضم كل من وقعوا على التحالف الدولي باعتباره آلية سياسية هامة لابد ان تتواصل وتؤدي رسالتها في النهاية معه كل قوى السلام, كل المنابر العربية والعالمية. وحول الأنشطة المرتقبة لحلف كوبنهاجن قال صلاح بسيوني لـ(البيان) هناك مؤتمر هام سوف يعقد في القدس تحت شعار (انقذوا السلام من أعداء السلام) في شهر يونيو المقبل وسوف ينظم في اطار التحالف الدولي في القدس الشرقية وهو مؤتمر فلسطيني اسرائيلي طارئ لانقاذ السلام سوف يشارك فيه إلى جانب الفلسطينيين والاسرائيليين شخصيات دولية كبيرة وسوف يدعمه عمليا شيمون بيريز ويسانده الذي أسس مركز بيريز للسلام والمعروف بموقفه المضاد لحكومة الليكود, وقال ان الهدف من المؤتمر هو إدارة المعركة من داخل اسرائيل لان تحريك الرأي العام الاسرائيلي من واقع اسرائيل أمر مهم, وليس مهما ان يعقد المؤتمر في القاهرة ولا الخليج لكن نحن نريد ان ندخل المعركة في موقعها الحقيقي ومن لا يريد ذلك فهو وشأنه. وقال لطفي الخولي ان الجمعية والتحالف في المرحلة المقبلة سوف يكون على جدولهما الدخول في حوار مع الادارة الأمريكية والاوروبية وقال: سوف تجمعنا لقاءات بمفكرين عرب وأجانب واسرائيليين ووصف لطفي الخولي أعداء كوبنهاجن بانهم واهمين ويعيشون ظلمة 67 وما قبلها وانهم ما زالوا يعتبرون الشعب الاسرائيلي كتلة واحدة مع الحكومة الاسرائيلية وهو غير صحيح فهناك 30 حركة اسرائيلية تدعم السلام آخرها حركة بيريز سنتر ورابين سنتر واسرائيل ليست أبدا صماء فهناك الان قوى وصراعات ومعسكرات مختلفة حول السلام, وقضايا الاقتصاد والمجتمع الاسرائيلي واستيعاب المهاجرين,.. وأضاف الخولي: نحن لا نقيم سلام مع الحكومة الاسرائيلية, ونحن نتحالف مع قوى السلام الاسرائيلية المعادية للحكومة الاسرائيلية وهناك معطيات جديدة للصراع العربي الاسرئيلي لابد أن يلاحظها البعض. وأضاف ليس خافيا على أحد ان بعض من هاجمونا ذهبوا لتأييد المشروع مثل بعض الصحفيين من روز اليوسف وغيرها. وأكد الخولي مجددا ان اسرائيل جزء من منطقة الشرق الأوسط وليست امتدادا لها وانها تتعامل كدولة وليست كمجموعة عنصرية, وانه بعد مرور 50 عاما من الصراع الدموي بيننا وبينها لم يستطع أحد أن يقدم حلا شافيا وبالتالي فشلت الحروب في تحقيق شيء, وعليه نطرح الحل السياسي في ضوء معطيات جديدة بآلية أخرى, خصوصا ان الصراع انتقل من الحدود إلى الداخل خاصة بعد السلطة الفلسطينية وبعد ظهور قوى سلافية شجاعة, وطالب الخولي بضرورة مقاومة الاحتلال بشتى صوره بما فيه العسكرة وان ننأى في الوقت نفسه عن ضرب المدنيين الاسرائيليين والفلسطينيين والا تنقلب العملية إلى ما يسمونه الارهاب. ومن الملاحظ ان عضوية الجمعية يقيمون عددا من رجال الأعمال وهو ما دفع البعض إلى اتهامهم بتمويل الجمعية. ويتوقع المراقبون ان يثير اعلان تشكيل جديد لأنصار تحالف كوبنهاجن موجة من الاحتجاج في الأوساط السياسية والصحفية والنقابية, باعتبارها أحد أشكال اختراق حائط مقاومة التطبيع. وتشير قيادات حزبية ونقابية إلى ان الجبهة القومية لمقاومة التطبيع ستنظم مؤتمرا للرد على هذه الخطوة, والمطالبة بتحجيمها ومحاصرتها نقابيا وحزبيا. القاهرة ـ مكتب البيان ـ أحمد عمر

Email