اتهمته ببث الرعب في نفوس الاسرائيليين وقمع الفلسطينيين: (الوني) تشن هجوما عنيفا على حكومة نتانياهو

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت (شولاميت الوني) رئيسة حركة ميريتس اليسارية الاسرائيلية هجوما عنيفا على حكومة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو واتهمته ببث الرعب في نفوس الاسرائيليين بهدف صرف الانظار عن المشاكل الحقيقية التي تواجه المنطقة . وقالت الوني في مقال نشرته صحيفة يديعون احرونوت ان حكومة نتايناهو تلاحق الفلسطينيين وتسلبهم اراضيهم وتطردهم من ديارهم وتفرض حصارا خانقا على الشعب الفلسطيني بالضفه وغزة وتتنكر للاتفاقيات الموقعة. واضافت ان الجيش الاسرائيلي الذي يفترض ان يكون جيش الدفاع تحول الى جيش احتلال حيث الفلسطينيون يملأون سجوننا ويعتقلون اداريا بلا محاكمات ونغلق عليهم مدنهم بحيث لا يستطيعون الخروج منها الا بتصاريح من جيشنا, وقالت الوني ان اسرائيل تتجاهل القانون الدولي وتتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني كما تحرم مائتي الف فلسطيني في القدس من حقوقهم. وفيما يلي نص المقال كما نشرته الصحيفة: يرى وزراء اسرائيليون بأنفسهم سادة البلاد يوزعون أموالها وفقا للافضليات السياسية والمزاجية. ويوجد تمييز واضح في الادارة والقضاء والمحاكم والحقوق واكثر من ذلك توجد سلطة مركزية تحاول ان تكون لطيفة مع بعض السكان وتلاحق اخرين تلسبهم اراضيهم وتطردهم من ديارهم. يكفي الاطلاع على احداث الاشهر الاخيرة, طرد السكان العرب من القدس وسلب الاراضي من البدو في النقب وفي الجليل وعدم الاعتراف بأربعين قرية عربية ــ الحاضرون ــ الغائبون ــ رغم انهم الجيل الثالث في اسرائيل, اقرار قانون الاسكان العام بهدف بيع الاراضي لاغنياء البلاد لزيادة غناهم والتبشرية التي تشبه الافعى التي تسير بهدوء تام دون اثارة اي ضجة والتي تهب في وزارة المعارف وتستهدف تدمير الثقافة الانسانية والحضارية الدولية, واحداث كثيرة غيرها. اثارة الرعب: يدرك كل زعيم يمتاز باللطف المصطنع بأنه من اجل السيطرة على جمهور مفكك متصارع, يجب توحيده ولا يوجد ما يؤدي للتوحيد, وبفعالية كبيرة, اكثر من الرعب. الرعب من العدو الخارجي والرعب من اندلاع حرب والرعب من الرعب ذاته, وهكذا في العام الخمسين لاقامة اسرائيل. حيث يعيش هنا ستة ملايين نسمة ويسود اقتصاد مزدهر ولنا جيش يعتبر من الجيوش القوية في العالم يحاولون الاستخفاف بنا خلال استخدام فظ لازمات جنون الاضطهاد للشعب اليهودي عبر أجياله المختلفة. يعيدونا ثانية الى اعتبارنا الضحية الوحيدة التي تتعرض للملاحقة والتهديدات منذ الازل وللابد. فلسطين جاءك شمشون في هذه المرحلة حيث مصيرنا للسلام ام للحرب متعلق بقرارنا نحن نعم جميع القرارات بأيدينا نحن, خصوصا اذا تغلبنا على شعار ما هو لي. وما هو ايضا لي. تعمل وسائل الاعلام على دب الرعب في نفوسنا في بث مستمر من الصباح وحتى آخر ساعات الليل. تدب الرعب في نفوسنا اقوال رئيس الحكومة ووزرائه وسكرتير الحكومة وعدد آخر من المذيعين, ومع تكرار هذه الاقوال تزداد قوتها وتتعاظم وتصل الى حد (فلسطين جاءك شمشون) . يدخنون سيجار بحوالي 11 الف شيكل شهريا, يترددون ويتوجهون الى الحاخامين الذين يهجسون في آذانهم ويصيغون لهم (الحجب) ويوحدون الشعب حول عدو رهيب. من اين يأتي الذعر والرهبة: هاهم الفلسطينيون يملأون سجوننا. يعتقلون اداريا بدون محاكمات, الفلسطينيون الذي نغلق عليهم مدنهم, بحيث لا يستطيعون الخروج منها او الدخول إليها دون تصريح من جيشنا المبجل, الجيش الذي اقيم في الاصل من اجل ان يكون (جيش دفاع) لا (جيش احتلال) . انفاق ومستوطنات: يحذر رئيس الحكومة والناطقون بلسانه الأمهات والآباء والاطفال والجدات والاجداد من رعب الارهاب وذلك لانه يجب علينا فتح انفاق اخرى واقامة مستوطنات جديدة. واقامة احتفالات للمستوطنين في مدينة الخليل والتمسك بــ (صخرة وجودنا) الى ابد الابدين, وتنقل هذه الصخرة من منطقة لاخرى حسب المدى الذي وصل اليه التوسع. جميع عمليات اعادة الانتشار الموعودة ليست الا بالونات تجارب تنفجر باستمرار ويعتقدون بأن كل شيء مسموح لنا. القانون الدولي: ما هي أهمية القانون الدولي بنظرنا وما شأننا بحقوق الفلسطينيين وما شأننا بالعدو وما علاقتنا بــ 200 الف فلسطيني من سكان القدس والحقوق التي يجب ان يحصلوا عليها؟ لقد استبدلنا قناعاتنا منذ اللحظة التي اصبحنا فيها اقوياء. وما زال بامكاننا القول (يجب تطبيق العدالة) لكننا اقنعنا انفسنا بأن العدالة فقط الى جانب الاقوياء, ولاننا أقوياء فان العدالة دائما لجانبنا) . العراق وايران وسوريا: ينجح التوحيد السابق الذكر اذا وجد فعلا ما يوحدنا والرعب يوحد الجمهور ولهذا فان الاحاديث عن ايران والعراق وكأن قضيتهما مقتصرة علينا ولا علاقة للعالم الغربي اجمع بهما والخوف من سوريا, التي بالامكان وكما هو معروف عقد اتفاقية سلام معها اذا اعدنا لها هضبة الجولان التي كانت حتى عام 1967. والرعب من اليسار الاسرائيلي ومن الديمقراطيات الاوروبية ومن أمور اخرى كثيرة. تعاظم الفاشية نجح ذلك فعلا, وانا على سبيل المثال اشعر بالخوف للمرة الاولى في حياتي. اخاف من تعاظم الفاشية السوداء ومن سفك الدماء فقط ومن اجل ايجاد الرعب الذي يلف الجمهور حول الحكومة التي تدعي ضمانها للامن والانتصار. خلال العام المقبل والعقد المقبل وللابد. فما قيمة حياتنا نحن مقابل (ابد الابدين) ؟ رام الله ـ عبد الرحيم الريماوي

Email