أسرار الساعات التسع للقاء اللاذقية: الأسد يحذر من مخطط إسرائيلي وينصح (الترويكا) اللبناني بنبذ الخلافات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر الرئيس السوري حافظ الأسد (الترويكا) اللبنانية خلال القمة السورية اللبنانية في اللاذقية امس الاول من قرب انفجار الوضع الاقليمي . وأكد الاسد للرؤساء اللبنانيين الثلاثة الياس الهراوي ونبيه بري ورفيق الحريري ان الوضع الاقليمي بات واقفا على حافة الانفجار استنادا لمعلومات رئاسية عن مخطط اسرائيلي خبيث يهدف الى زرع بذور الخلاف بين جميع القادة العرب. وفي تفاصيل جديدة عن القمة التي استمرت لتسع ساعات, لاحظ المشاركون فيها ان الرئيس السوري كان يحث خلالها المشاركين على الاستفاضة حتى يكون (صابون العتاب غسيل القلوب) من دون ان يأخذ كعادته بعين الاهتمام ان مرور الوقت الطويل قد يكون منهكا, ويجب تقطيعه الى عدة جلسات, قال الرئيس الاسد للمشاركين من الرؤساء اللبنانيين الثلاثة ونائبه عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع: كنت آمل ان تتفقوا في لبنان ثم تزورونا في سوريا, أما وان ذلك لم يحصل فلتتفقوا هنا قبل ان تعودوا الى مواقعكم, باتجاه توجيه لبنان الشقيق وشعبه الى المنحى السليم الذي به وحده نستطيع ان نقاوم اسرائيل ومخططاتها من جهة وهؤلاء الذين يرسمون المؤامرات ضد مستقبل هذه المنطقة والأمة. وأضاف الأسد: هذا هو الأمل, وهذا هو المطلوب, فلنتعاون جميعنا على ذلك لأن الظرف في المنطقة دقيق, ويجعلنا نتفق على نبذ اية خلافات فيما بيننا, ورفضها ومنعها, كي نتمكن من مواجهة ما هو محدق بنا. وتقول مصادر مقربة من الرؤساء اللبنانيين الثلاثة ان ابرز نتائج قمة الساعات التسع كانت ذات طابع لبناني توفيقي, وان النقاش حول الامور الاقليمية لم يستغرق من ذلك اكثر من ساعة, خاصة وان المواقف اللبنانية والسورية حول الطروحات الاسرائيلية المشروطة للانسحاب من لبنان متفقة نصا وروحا, حاظرا ومستقبلا. لكن المصادر كشفت انه جرى الاتفاق في القمة على ان يقوم لبنان بتحرك دبلوماسي سياسي اقليمي ودولي لشرح وجهة النظر العربية حول الطروحات والاحتمالات, على ان يبدأ الرئيس الحريري قريبا بزيارة الى مصر يلتقي خلالها الرئيس حسني مبارك ثم على الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن, ولاحقا على بعض الدول الخليجية العربية. وتكشف المصادر نفسها ايضا ان القمة وافقت على تحصين الوضع اللبناني الداخلي امنيا وسياسيا, اذ من الجهة الاولى ستعيد القوات العربية السورية العاملة في لبنان اعادة انتشارها خاصة في بيروت والبقاع, ومن الجهة الثانية جرى الاتفاق على اعادة التباحث بشأن انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية خلفا للرئيس الهراوي بعد حسم مسألة عدم التمديد ولا التجديد له, بناء على رغبته الخاصة. وتردد في هذا الاطار ان ثمة دواعي صحية استدعت بالرئيس اللبناني اتخاذ هذا الموقف بعيدا عن الارتياح السوري لحسن التعامل والعلاقة معه طوال عهده الاساسي والممدد لغاية نوفمبر المقبل. وتؤكد مصادر الرؤساء الثلاثة نفسها ان قمة التسع ساعات بدأت بتساؤلات كبيرة ومغلقة وانها انتهت (على بساط احمدي من الوفاق والتوافق) وان كان المجتمعون قد اتفقوا على انه سيكون (للبحث صلة) لكن هذه الصلة ستكون (لوجستية وتنفيذية) بعيدا عن التشنجات المحلية. ومن تلك التساؤلات التي جاءت بصياغات متعددة من الاسد والهراوي والمشاركين: 1ــ إلى اي اتفاق يجب ان نصل؟ 2ــ هل ان المشكلة فقط هي في تضارب الآراء حول الزواج المدني؟ 3ــ اذا كان الواجب الخروج باتفاق, فضمن اي بند يجب ان يأتي الحديث التوافقي اللازم هو الآخر حول الاستحقاق الرئاسي الاول؟ وهل يمكن ان يعني هذا ضرورة تحديد موقف ثابت في تعديل مزدوج للمادة 49 من الدستور؟ 4ــ كيف يجب ان نتصدى للطروحات الاسرائيلية التي تشترط تنفيذ القرار 425 بترتيبات امنية خاصة وان هذا الطرح بات موضع حماس من قبل الادارة الامريكية والامين العام للامم المتحدة كوفي عنان؟ واذا كانت سوريا ولبنان سوف تستمران في الرفض فإلى اي مدى يمكن ان يذهب هذا الموقف؟ وما هي توقعات ردود الفعل؟ وما هي ايضا الخطة السورية ــ اللبنانية المشتركة لمواجهة اي ظرف طارىء خاصة اذا ما اخذت اسرائيل باقتراح وزيرها للبنى التحتية اريل شارون بالانسحاب من الجنوب من دون تنسيق مسبق مع السلطات اللبنانية المعنية عبر القنوات الدبلوماسية المعهودة. بيروت ـ وليد زهر الدين

Email