رئيس وزراء لبنان الاسبق لــ(البيان): اسرائيل قد تلجأ الى القوة لاجبارنا على قبول عرض الانسحاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقف المسؤولون اللبنانيون, بعد انتهاء الاسترخاء السياسي الذي استوجبته عطلة عيد الاضحى المبارك, امام معلومات ومعطيات تثير قلقهم , وتحفزهم على طي ملفات الخلافات الداخلية المتراكمة, والمتفاقمة في آن. يعكس ذلك الواقع رئيس الحكومة الاسبق الدكتور امين الحافظ انطلاقا من مناشدته جميع اللبنانيين توحيد الصف والموقف ازاء الطروحات الاسرائيلية المشروطة بشأن تنفيذ القرار ,425 ومن اعتبار (ان اي وهن يعتري الصف اللبناني سوف يؤدي الى اخطار رهيبة) . اضافة الى تحذيره من (لجوء اسرائيل الى الخيار العسكري, اذ انها اختارت لبنان لانهاء مشكلتها مع العرب مسلحة بالدعم الامريكي الاعمى) . ويشدد الحافظ على أن اي جنوح الى مسالمة اسرائيل لن يوصل الى باب السلامة, مدينا فتح اي ثغرة في جدار التضامن اللبناني ــ السوري, باعتبار ان واقعا من هذا القبيل: (سوف يجعل لبنان يقف في العراء من دون نصير او مجير) , وداعيا الى مواجهة الهجمة الاسرائيلية, بموقف صامد والاعتماد على الجيش اللبناني والمقاومة. توحيد الموقف والكلمة يبدأ الحافظ كلامه بالقول: في (المبادرة الاسرائيلية الجديدة والحاملة لفكرة الانسحاب المشروط ليست عرضا خياريا تم تقديمه الى لبنان, بل هي في رأينا خطة الزامية يراد فرضها علينا قسرا, وقد بدأت مرحلتها الاولى فعلا بالحملة الدبلوماسية التي تشنها الحكومة الاسرائيلية وتطال عددا من المراجع العالمية الفاعلة, فالى جانب الاذعان الامريكي المألوف الذي لمسناه عبر تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت وغيرها من المسؤولين في واشنطن, فوجئنا بتصريح الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان, والذي جاء وكأنه لم يتفهم وجهة النظر اللبنانية والعربية التي عبرت عنها الدول العربية التي زارها خلال جولته الاخيرة على منطقتنا, فاذا به يحول القرار الصادر عن مجلس الامن, ويعبث بروحه ومضمونه, ويبرر لنا ان الهجمة تحمل هذه المرة في طياتها تصميما على جر سريع للبنان وسوريا للانصياع للقبول بعرض الانسحاب, ولو كانت القوة العسكرية احدى وسائل الضغط الذي نخشى ان نصل اليها, لذلك فلابد لنا من ان نصارح الشعب اللبناني ونناشده ان يجمع كلمته, ويوحد موقفه, ويستعد لكل الاحتمالات, وان يؤمن بأن اي وهن يعتري صفوفه سوف يؤدي الى اخطار رهيبة, منها المصائب التي حلت بنا خلال سنوات الفتنة الغابرة) . تحصين التحالف مع سوريا ما هو المطلوب لتحصين الموقف الوطني في مواجهة مثل تلك الاخطار؟ يجيب الحافظ الذي شغل لسنوات طويلة رئاسة لجنة السياسة الخارجية في مجلس النواب, بقوله: الواقع ان العدو الاسرائيلي الذي بدأ حملته الضارية لانهاء مشكلته مع العرب على طريقته, ووفق نظريته الصهيونية, ودفعة واحدة, قد اختار لبنان طريقا لانزال بطشه مسلحا بالدعم الامريكي الاعمى, ولا يخطر ببال احد من اللبنانيين ان اي تهاون من جانب لبنان سوف ينقذنا, وان الجنوح الى مسالمة اسرائيل, يوصلنا الى باب السلامة, بل بالعكس فان أية ثغرة تفتح في جدار التضامن اللبناني ــ السوري سوف تجعلنا نقف في العراء من دون نصير أو مجير, ولسنا بحاجة للتذكير بخيبات الامل التي اصيب بها عدد من اللبنانيين في الماضي عندما راهنوا على امريكا, وبعضهم كذلك على اسرائىل) . يتابع الحافظ قائلا: (ليس امامنا اذن الا ان نواجه هذه الهجمة بموقف صامد ومبادر وان نواصل اعتمادنا على الجيش والمقاومة معا, وقطع يد كل من يحاول ان يعبث بهذا التكامل بينهما بواسطة عملاء اسرائيل في الداخل, وما يسمى (جيش لبنان الجنوبي) في ارضنا المحتلة. ويشير النائب الحافظ الى ان مواجهة الحملة الدبلوماسية الاسرائيلية تتم من خلال حملة دبلوماسية سورية ــ لبنانية تندرج في اطارها اللقاءات التي تتم في دمشق مع زائريها من المسؤولين العرب ويضيف قائلا: (ما الزيارة التي قام بها كل من نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام, ووزير الخارجية, فاروق الشرع الى فرنسا (قبل ايام) , حيث التقيا الرئيس الفرنسي جاك شيراك, الا دليل على ذلك, خاصة وان هذا التحرك متلازم مع الجهود التي يبذلها المسؤلون اللبنانيون بما يؤكد دقة التحسس بالموقف والتحسب للاخطاء التي يتم التحضير لها في اسرائيل) . ويتابع الحافظ: (من المفترض ان تستمر الحملة الدبلوماسية اللبنانية سريعة وكثيفة, وشاملة كل الاطراف, وقد يكون من المفيد والضروري الاستعانة ببعض الكفاءات اللبنانية خارج نطاق المسؤولين المباشرين, والسلك الدبلوماسي, لما لهم من ماض وخبرة وعلاقات دولية, وثيقة, حيث يبدو الاجماع في مختلف الاطراف اللبنانية في مواجهة العرض الاسرائيلي شاملا. هل هناك من احتمال لفك المسار اللبناني ــ السوري وبالتالي بدء المفاوضات بين اسرائيل ولبنان اولا, او البدء بها بين اسرائيل وسوريا اولا؟ يجيب الحافظ قائلا: لغاية الان شاهدنا كيف ان الموقف اللبناني, والموقف السوري موحدان وثابتان وصامدان, ولا يقبلان أي تنازل او تهاون في هذا الموضوع, اما حكاية فصل المسارين فقد كانت (اغنية قديمة) لم يعد احد يرددها في الوقت الحاضر, حتى ولو سعى اليها, لان امرا كهذا اصطدم من البداية بحائط مسدود. هل يمكن الاعتماد على دعم اوروبي مباشر, خاصة بعد زيارة خدام والشرع الى باريس؟ ــ يقول الحافظ ردا على ذلك: (ان لبعض الدول الاوروبية موقفا نشكرها عليه, خاصة وان مواقف فرنسا وايطاليا وبعض المسؤولين البريطانيين (وعلى الاخص وزير الخارجية) مشجعة جدا, وداعمة ومفيدة, لكن المشكلة ان اسرائيل لا تمتثل لأي تحرك أوروبي, وتصر على الاكتفاء بالدور الامريكي, لذلك فانه مازال ينقص الموقف الاوروبي الكثير من الاقدام, والامكانات, يجب مضاعفة الجهود اللبنانية والسورية والعربية حيال تعزيز الدور الاوروبي. بيروت ـ وليد زهر الدين

Email