نائب رئيس (قوات التحالف)السودانية لـ( البيان):نختلف مع بعض فصائل(التجمع) من منطلق حقنا الديمقراطي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مساء يوم 20 ابريل 96 تلقت بعض الصحف ووسائل الاعلام بياناً مقتضباً عن عملية عسكرية جرت داخل الاراضي السودانية عند حدودها الشرقية .. كان البيان غريباً حتى على المتابعين والمهتمين بالشأن السوداني من رجال الصحافة والاعلام , فقد اعتادوا على مر سنوات طويلة أن تصدر هكذا بلاغات عسكرية أما عن حكومة السودان , أو عن الحركة الشعبية أو الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق .. لكن ذلك البيان المقتضب جاء يحمل اسماً جديداً (قوات التحالف السودانية) ويحمل توقيعاً جديداً لايعرفه معظم السودانيين الا العميد عبد العزيز خالد .. اليوم , وبعد قرابة العامين على أول عملية عسكرية قامت بها (قوات التحالف السودانية) وأطلقت عليها اسم (الشهيدة التاية) (الطالبة في جامعة الخرطوم التي قتلت مطلع عام 1996 في اشتباكات طلابية ) , أصبحت (قوات التحالف) اسماً مألوفا لدى المتابعين للشأن السوداني و أصبحت رقماً في المعادلة السودانية لايمكن تجاهله وكثيراً ما كانت العمليات التي نفذتها قوات التحالف هي العنوان الرئيسي لأخبار الصراع المسلح في السودان . ولأن قوات التحالف السودانية أصبحت الآن محل اهتمام كبيرا من أقسام من الرأي العام السوداني في الداخل والمتابعين للشأن السوداني في الخارج . استصوبت (البيان) اجراء هذا الحوار مع المقاتل (العميد أ.ح) عصام الدين ميرغني نائب الرئيس وعضو المكتب السياسي - العسكري لقوات التحالف السودانية , في محاولة لرسم صورة أوضح للقارىء عن هذا الفصيل وهنا تفاصيل الحوار. العسكريون والعمل السياسي - كيف يجد العسكري المحترف نفسه في خضم العمل السياسي الوطني وهو الذي تأهل أصلاً للعسكرية كحرفة ومهنة؟ ــ تعلم ان الجيش السوداني والجندي السوداني هو جزء من الشعب يتأثر بهمومه وقضاياه وتطلعاته .. وتعلم أنه وحتى العام 1958 كان الجيش السوداني بعيداً عن السياسة , وذلك هو الحال في الجيوش العريقة كما في بريطانيا والهند والولايات المتحدة وغيرها , فالاستقرار السياسي المؤسس وسيادة الدستور والقانون يكفلان ابتعاد الجيوش عن العمل السياسي, لكن الجيش السوداني تعرض وعند انقلاب الفريق عبود (17نوفمبر 1958) لعملية تسييس متدرجة , ولقد أدت الحرب الأهلية المستمرة الى جانب استمرار عدم الاستقرار السياسي , الى دخول الجيش بصورة أكبر في الهم السياسي والضباط والجنود في الأساس هم مواطنون سودانيون والحال أنه لايمكن لوطني مخلص لوطنه أن يقف بمعزل عن قضايا شعبه ووطنه وحقه في الاستقرار والأمن والمستقبل , والتجربة الحالكة السواد التي يمر بها الوطن والشعب حالياً أكدت وستؤكد أن العسكريين , لايمكن أن ينفصلوا عن قضايا ,ومصير شعبهم ووطنهم. قوات التحالف . لماذا ؟ - الساحة السياسية السودانية منذ انتفاضة ابريل حفلت بالعديد من التنظيمات السياسية (الحديثة) التي طرحت بشكل آخر رؤى جديدة ليست هى رؤى اليمين التقليدي , ولا اليسار الكلاسيكي , والانسان لا يكاد يجد فارقاً أواختلافاً كبيراً في الأفكار والأهداف بين معظم تلك القوى اذن لماذا تكونت قوات التحالف السودانية ؟ ومبلغ علمي أن كثيراً من مؤسسيها وكوادرها اللاحقة كانوا جزءا من ذلك الخضم الضخم. وماذا تعني قوات التحالف بعبارة (الدولة المدنية) التي اتخذتها شعارا لها؟ ــ جاءت قوات التحالف كتطور طبيعي للواقع السياسي منذ الاستقلال , وكضرورة ملحة للواقع الذي فرضته الجبهة الارهابية الشمولية الحاكمة في السودان , وهي حركة سياسية ــ عسكرية لاتوالي أي تنظيم حزبي أو طائفي , وهي كذلك ليست تحالفاً من تنظيمات بل هي حركة تُعبر عن قوى الوسط العريض , حركة ديمقراطية ترى أن الديمقراطية التعددية هي الخيار الأوحد لشعب السودان , وفق رؤية لسودان جديد وضعت معالمه في مقررات مؤتمر القضايا المصيرية الذي أجمعت عليه القوى السياسية السودانية في يونيو 95 في مؤتمرها الذي انعقد في اسمرة. ولأنها حركة ديمقراطية فهي تهدف الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة التي تقوم على حق المواطنة والتعددية والتمايز السياسي والثقافي والذي يصبح مصدراً للحركة والتقدم والوحدة . ولأنها كذلك فهي دولة تفصل بين الدين والسياسة تماماً , وهي تقوم على مؤسسات ديمقراطية تكتسب مشروعيتها من ايمانها وعملها من أجل السلام والعدل والمساواة وتؤمن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتوازنة , فتصون بذلك وحدة الوطن وتضمن مستقبلاً أفضل لأجياله القادمة. قوات التحالف .. والتجمع - يتردد احياناً حديث عن تمرد قوات التحالف السودانية على التجمع الوطني الديمقراطي , فكيف ترى قوات التحالف أوضاع التجمع وأين هي مواطن الخلل الذي تراه هي ؟. ــ الادعاء بان قوات التحالف السودانية متمردة على التجمع الوطني الديمقراطي ادعاء غير حقيقي فنحن نؤمن تماما بكل مواثيق ومقررات التجمع الوطني الديمقراطي الذي ساهمنا في تأسيسه ووضع ميثاقه منذ اللحظات الأولى .. صحيح ان لدينا مواقفنا تجاه بعض القضايا السياسية ــ ونعتقد ان ذلك حق يكفله لنا الوعاء الديمقراطي للتجمع . نحن حركة تجديد ومن الطبيعي ان تصطدم بعض مواقفنا السياسية بالفكر والممارسات القديمة, لكن ذلك لم يمنعنا من الاعتقاد الجازم بأن التجمع هو الوعاء الديمقراطي الذي اتفق عليه الجميع لاسقاط النظام الارهابي واستعادة الديمقراطية والسلام والاستقرار وسنعمل بكل جهدنا لدفع قدرات التجمع بمشاركة كل فصائله . ذلك لأننا نرى أن اكثر الجوانب التي أضعفت قدرات التجمع الوطني الديمقراطي هي غياب العمل المؤسسي والمنظومة المتكاملة القادرة على تخطيط وتنفيذ ومتابعة محاور العمل السياسي والبطء الذي يعتري تحريك آليه تنفيذ القرارات الاقتصادية والمالية للتجمع لكي يمكننا الأستعداد والانطلاق لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة لابد من أن نخرج من دائرة العمل الموسمي المغلقة ومحاولات اللحاق بالأحداث وعلى ردود الأفعال . من جانبنا في قوات التحالف لدينا تصورنا المتكامل لقضية تطوير العمل في التجمع على جميع الأصعدة السياسية والاعلامية والدبلوماسية والعسكرية وسنتقدم بخطة متكاملة لرفع قدرات التجمع في الاجتماع المقبل لهيئة القيادة . وسنشارك بكل جهدنا في هذا الاتجاه . الإنتفاضة... مسلحة أم محمية بالسلاح ؟ - لماذا الخلاف حول طبيعة (الانتفاضة الشعبية) المسلحة أم المحمية بالسلاح ؟ وكيف تتصور في ظل الظروف القائمة دور الشعب في الداخل في أي من الحالتين ؟ ــ (قوات التحالف) تبنت مفهوم الإنتفاضة الشعبية المسلحة بعد دراسة واعية لتجارب نضال الشعب السوداني في إسقاط الدكتاتوريات , وهي تجارب متميزة مبنية على آليات عدة أهمها المقاومة الاستنزافية في جنوب الوطن والمقاومة المدنية التي تقودها الأحزاب والنقابات والاتحادات الطلابية عبر المنشورات والعصيان المدني والاضراب السياسي الشامل الذي يدفع بالقوات المسلحة لاتخاذ موقف مساند للجماهير . الجبهة الارهابية عملت كل جهدها على إضعاف وتفتيت آليات المقاومة الفاعلة من احزاب ونقابات واتحادات طلابية . وقامت بتدمير المؤسسة العسكرية واحلال بدائل وكوادر حزب الجبهة مكانها وبالتالي برزت ضرورة تكامل العمل الشعبي والعمل المسلح لإسقاط النظام . ومفهومنا في قوات التحالف للإنتفاضة الشعبية المسلحة انها عمل جماهيري ثوري مسلح , وهي تكامل لنضال جماهيري ثوري يومي, وصدام عسكري مباشر يهدف الى تفتيت واضعاف الآلة الأمنية والعسكرية للجبهة الارهابية وخلق الظروف المواتية للحركة الجماهيرية لتكون قادرة على المواجهة المباشرة والدفاع عن نفسها وقدراتها في المدن والريف وحتى يتم اسقاط النظام الارهابي ووصول الانتفاضة الشعبية المسلحة الى اهدافها القصوى . ونحن نعتقد ان دور الجماهير في الداخل هو أساس الانتفاضة الشعبية المسلحة ومحوره الأساسي هو التنظيم الجيد للحركة الجماهيرية وتوفير عناصر ووسائل المجابهة المسلحة في الداخل . التحالف وقضايا المستقبل - وكيف ترى قوات التحالف القضايا المستقبلية التي تشغل بال السودانيين المعارضين وهي محل همومهم المشتركة مثلاً كيف تتصور قوات التحالف دور القيادة العسكرية لقوات التجمع الوطني الديمقراطي العسكري ؟ ــ دور القيادة المشتركة في نظرنا دور قيادي وتخطيطي وتنفيذي للحاضر والمستقبل . فهي مناط بها اعداد وتجهيز القوات وقيادتها في معركة اسقاط النظام بكفاءة واقتدار وهي مطالبة ايضاً بارساء قواعد التوحد والثقة المشتركة والاستعداد لمتابعة تحديات الفترة الإنتقالية في الحفاظ على الأمن والإستقرار وبناء الجيش الوطني الديمقراطي . وهذا هو موقفنا المعلن والذي نلتزم به من خلال وجودنا في القيادة العسكرية المشتركة . - وما موقع (التحالف) في الديمقراطية الجديدة؟ ــ لقد ظللنا ومازلنا نقول بضرورة إلتقاء وتوحد قوى السودان الجديد التي نصفها بانها قوى المجتمع المدني من قوى سياسية منظمة ونقابات واتحادات مهنية وطلابية وجمعيات ومنظمات أهلية تؤمن باهداف ومبادىء السودان الجديد. ونحن الآن نشارك بوعي في الحوار الدائر بين تلك القوى والتي تلتزم في برامجها السياسية ببناء السودان الجديد على انقاض السودان القديم القائم على التناقض والظلم والتهميش وعدم الاستقرار . ونعتقد ان تنفيذ المقررات التاريخية لمؤتمر القضايا المصيرية هو الأساس وسيكون الخيار الديمقراطي لشعب السودان هو المعبر للسودان الجديد . - كل الأفكار التي تطرحها قوات التحالف السودانية لاسبيل لتحقيقها في سودان ديمقراطي تعددي الا من خلال حزب سياسي جماهيري . فهل ستحول (قوات التحالف) الى حزب سياسي؟. ــ التحالف الآن حركة سياسية عسكرية تنطلق في مرحلة التحرير وقطعاً لدينا الكثير من مقومات الحزب . وعندما تتوفر الظروف الملائمة التي تمكن كل عضوية (التحالف) في الداخل والخارج من اتخاذ القرار في مؤتمر متكامل ستبرز مؤسسة (حزب ثورة الحرية والتجديد) الذي سيشارك في بناء السودان الديمقراطي المعافى,سودان السلام والاستقرار والديمقراطية والتنمية . لقد عقدنا الشهر الماضي إجتماعاً موسعاً في (الاراضي المحررة) بهدف تكملة البناء التنظيمي واتخاذ القرارات الملائمة للمرحلة المقبلة سياسياً وعسكرياً . وقد توصل الاجتماع الى قرارات مهمة على هذا الطريق . المناطق المحررة .. وكيف يعيش الناس ؟! - نعلم ان (قوات التحالف) تتحمل المسئولية المباشرة في بعض المناطق (المحررة) الى جانب مشاركتها بقية قوات التجمع (الحركة الشعبية ومؤتمر البجا) المسئولية في القطاع الشرقي - في قطاع النيل الازرق.كيف تسير حياة المواطنين في هذه المناطق ؟ ــ لاشك ان هدف التحرير الأول هو تغيير أوضاع المواطن السوداني بعد زوال قهر (نظام الجبهة) الارهابية الشمولية والمشاركة الديمقراطية هي الأساس الى جانب توفير مقومات الحياة من صحة وتعليم واعاشة . عموماً وبكل الوضوح والصراحة فإن الوضع في المناطق (المحررة) مازال حرجاً , وهنالك إحتياج حقيقي لتوفير مواد غذائية واعادة بناء المجتمع خاصة هياكله الصحية والتعليمية والانتاجية , خاصة وقد عاشت تلك المناطق حرماناً طويلاً من قبل (التحرير) هنالك جهود كبيرة يقوم بها (التجمع الوطني الديمقراطي) وقد تم انشاء الوكالة السودانية للاغاثة واعادة التأهيل ونأمل أن تتضافر كل الجهود لدعم نشاطها وعملها. نحن في التحالف لدينا تجربة محدودة , لكن نعتقد أنها كانت جيدة في ادارة المناطق (المحررة) هنالك في قطاع منزا وشمال النيل الازرق والذي (حررته) قوات التحالف في 12 يناير 97 إستطعنا خلال عام تحقيق كثير من الانجازات في تلك المنطقة فقد تم إنتخاب ادارة مدنية إنتخاباً ديمقراطياً وبدأنا في اعادة تأهيل الصحة ببناء مراكز صحية وتوفير الدواء . كذلك اعدنا فتح المدرسة الوحيدة الموجودة في المنطقة. ان هدفنا هو رفع قدرات المنطقة في الاعتماد على الذات ولقد بدأنا توفير البذور المحسنة و(التراكتورات) ووسائل الانتاج الريفية. وتلك تجربة جيدة. ولكن سيبقى تساؤل المواطن دائماً عن مدى التغير والتحسن في احوال معيشته بعد التحرير. بيان سوداني يبدد فرحة العيد الخرطوم ـ يوسف الشنبلي تبددت سريعا فرحة عشرات الآلاف من الطلاب ثاني أيام عيد الاضحى بعد أن اذاعت رئاسة الجمهورية بيانا نفت فيه ما صرح به البروفيسور ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي والبحث العلمي أول أيام العيد ومن خلال ظهوره في التلفزيون بانه تقرر استثناء الطلاب الممتحنين للشهادة السودانية من الخدمة الوطنية الا بعد تخرجهم من الجامعات او خلال العطلات الجامعية, وبينما فسر الكثيرون ذلك بانه ردة فعل لامتصاص رنة من الحزن سادت اوساط المواطنين بسبب وفاة العشرات من مجندي الخدمة الوطنية غرقا وهم يحاولون الهروب من معسكر بالعيلفون بالقرب من العاصمة لقضاء العيد مع ذويهم, فقد وضح انه لا صلة بين الحادث والتصريح لانه لم يكن هناك طالب واحد بالمعسكر ولكنهم شباب من مهن مختلفة تم ارسالهم لاداء الخدمة الالزامية, خلال حملة قبل اسبوع من الحادث, وكان بيان رئاسة الجمهورية اعاد الأمر الى وضعه السابق بان الطلاب الممتحنين في الاسبوع الاخير من الشهر المقبل سيتم احتجازهم للخدمة الوطنية كما حدث لطلاب العام الماضي الذين ما زالوا في معسكرات مختلفة بالبلاد والغالبية بالجنوب وشاركوا في العمليات العسكرية وسيظلون كذلك لمدة 18 شهرا هي فترة الخدمة وبعد ذلك يلتحق الناجحون منهم بمقاعدهم الجامعية كما يسمح للذين اخفقوا في الامتحان بالاستذكار لاداء الامتحان مع الطلاب الجدد. وبالرغم من ان بيان رئاسة الجمهورية شدد على النخوة الوطنية للطلاب لاداء هذه الخدمة, فانه ايضا ترك بصيصا من الامل بأنه سيتم كذلك تسليم الشهادات للطلاب الجدد بالمعسكرات عند ظهور النتيجة في اكتوبر المقبل ويكون الطلاب في سهر بين تاريخ انتهاء الامتحان وتسليم الشهادات تلقوا تدريباتهم العسكرية, وبعدها على ضوء الموقف في البلاد (حربا او سلما) يتحدد ارسالهم الى مناطق القتال او الجامعات, وبهذا يكون البيان احتفظ للوزير بشيء من عدم الحرج وقرر الالتزام بقانون الخدمة الوطنية المجاز من الجهازين التنفيذي والتشريعي, ولكن من الواضح انه حاول بعد أن تلقى ضوءا اخضر من جهات عليا ان يؤكد عمليا وجهة نظر بل قال انه استصدره من رئيس الجمهورية عندما عقد مؤتمرا صحفيا العام الماضي أكد فيه ان الطلاب الممتحنين يتم ارسالهم الى معسكرات داخل الجامعات لاستذكار دروسهم الى جانب التدريب العسكري, وأكد اكثر ان تلك الدروس ستكون منهج السنة الاولى الجامعية ويتم نقلهم بعد انتهاء المعسكر الى فصول متقدمة. ولكن هذا القرار كما هو حال تقديمه ثاني أيام العيد اعيد الى مجراه الطبيعي حيث ارسل الطلاب الى المعسكرات وشهد العام الماضي هروب بعضهم من المطار بعد ان اتضح لهم انهم ذاهبون الى مناطق العمليات, وحتى لامتحان الذين اخفقوا فقد تقرر فتح مراكز للامتحانات بجنوب السودان بينما يواصل الاخرون أداء خدمتهم. اجرى الحوار:عبدالله عبيد

Email